هزيمة اليمن ومحاولة إيقاف اسناد غزة : قائمة أمنيات أمريكية لن تتحقق؟
تحت عنوان “هل مصير أنصار الله في اليمن الزوال؟ أم أنها مجرد قائمة أمنيات أمريكية؟”، نشرت صحيفة svpressa الروسية ، مقالاً تحليليًا مطولًا للكاتب الروسي فيتالي أورلوف، تناول فيه الحملة العسكرية الأمريكية المتجددة على اليمن في عهد دونالد ترامب، والتوقعات الغربية بزوال حركة أنصار الله، في مقابل ما اعتبره الكاتب “استمرارًا لواقع يمني غير قابل للكسر”.
وصف أورلوف الرئيس ترامب بأنه “يتصرف كما لو كان في لعبة فيديو، وليس في إدارة جيوسياسية واقعية”، معتبرًا أن استئناف ترامب لغارات مكثفة على اليمن بعد أقل من 100 يوم على عودته للبيت الأبيض يُظهر ميلًا للمغامرة المفرطة.
وأشار الكاتب إلى أن أكثر من 400 غارة جوية أمريكية نُفذت على اليمن خلال أبريل وحده، في محاولة لوقف هجمات أنصار الله على السفن الأمريكية والإسرائيلية والبريطانية، مؤكدًا أن هذه الغارات رافقتها حملة دعائية مكثفة في الإعلام الغربي هدفها الإيحاء بأن الجماعة باتت على وشك الانهيار.
لكن “أورلوف” سخر من هذه الرواية، واصفًا إياها بأنها “تكرار ممل لسيناريوهات قديمة”، واستعرض ما نقلته صحيفة “ديلي تلغراف” عن مزاعم انسحاب إيراني من اليمن، على خلفية ما قيل إنها أوامر من طهران لعسكرييها بمغادرة الأراضي اليمنية خشية التصعيد مع واشنطن. وهو ما اعتبره “رواية تجسسية ركيكة”، لا تختلف عن أفلام الجاسوسية البريطانية، ومبنية على مصادر مجهولة.
وأضاف أن هذا الخطاب الإعلامي المتكرر يخفي فشلًا حقيقيًا في التعامل مع الواقع اليمني، وأن “أنصار الله”، الذين تصفهم الصحافة الغربية بالإرهابيين، باتوا يسيطرون على بوابة التجارة العالمية في البحر الأحمر وخليج عدن، ويمنعون التحالف الغربي من فرض معادلاته بالقوة.
وأكد أن “الادعاء بأن إيران تخلت عن اليمنيين هو تضليل محض”، مشيرًا إلى أن طهران لم تعترف يومًا بعلاقة تنظيمية مع أنصار الله، وبالتالي لا يمكنها التخلي عما لا تملكه. بل إن أورلوف يرى في هذا “تكتيكًا إعلاميًا غربيًا لتبرير الفشل العسكري”.
وتساءل الكاتب بسخرية: “كيف يمكن أن تُهزم جماعة لم يتمكن التحالف الأطلسي والخليجي من كسرها طوال تسع سنوات؟ وكيف يُقنع الإعلام جمهوره بأن مجرد ضربات جوية عشوائية كفيلة بإسقاط كيان كهذا؟”
وانتهى المقال إلى خلاصة حادة: “واشنطن تعرف أن إسقاط أنصار الله يعني مواجهة مباشرة مع إيران. وطهران تعلم أنه إذا سقط اليمن، فهي التالية في القائمة. ومن هنا، فإن الحقيقة التي تحاول الصحافة الغربية طمسها هي أن حركة أنصار الله لم تكن يومًا مجرد وكيل لطهران، بل واقع يمني صلب، قائم بذاته، ومقاوم بشراسة”.
واختتم أورلوف مقاله بالتأكيد على أن من يراهن على زوال أنصار الله إنما يبني حساباته على أمانٍ إعلامية، لا على معطيات ميدانية، قائلاً: “اليمن لم يطلب دعم أحد. واليوم، هو من يفرض الدعم على الآخرين.”
أنصار الله يرعبون البنتاغون… وترسانتهم العسكرية باتت لغزًا استخباراتيًا محيرًا