هزيمة القاعدة وداعش في البيضاء.. تحالف العدوان يخسر أهم أوراقه
محمد الحاضري:
الانتصار الأخير في البيضاء يضاف إلى الانتصارات الكبيرة التي انجزها الجيش اليمن واللجان الشعبية خلال السنتين الأخيرتين ضمن عمليات عسكرية كبرى مثل نصر من الله والبنيان المرصوص وصولا إلى عملية فأمكن منهم تكللت بتطهير مساحات شاسعة من التراب الوطني سواء في جبهات الحدود أو جبهات الداخل، في مقابل مراوحة قوى التحالف الأمريكي السعودي وأدواته مكانها دون أن تتمكن من تحقيق انجاز عسكري واحد، بل وحتى حماية عناصرها على الأرض.
هذا الأسبوع أعلن الجيش اليمني واللجان الشعبية دحر عناصر القاعدة وداعش من أهم معاقلهم في جزيرة العرب التي كانوا متواجدين فيها منذ ثلاثين عاما، وتطهير ١٤ معسكرا لهم في مواقعهم الأشد تحصينا بعد العراق وسوريا، وأسر المئات من أعضاء وقيادات التنظيمات التكفيرية بينهم سعوديون وجنسيات عربية دولية قاتلت إلى جورا التحالف في محافظة البيضاء وسط البلاد.
تحرير المحافظة الاستراتيجية الواقعة بين ثمان محافظات شمالية وجنوبية من داعش والقاعدة أسقط “آخر فصول مخطط قوى العدوان لتمكين الجماعات التكفيرية من احتلال البيضاء بالكامل وفتح جبهة نحو العاصمة صنعاء ” بعد خسارتهم لجبهة نهم، وهو ما كشفته وثائق وإدله حصلت عليها الأجهزة الأمنية.
الوثائق التي بحوزة الأجهزة الأمنية كشفت كذلك عن الدعم اللوجستي والعسكري الكبير المقدم من العدوان للجماعات التكفيرية والذي ازداد مطلع عام 2018، والذي كان حلقة الوصل فيها علي محسن الأحمر نائب الفار عبدربه منصور هادي، ووزير دفاعه محمد المقدشي، وهو ما يبين التماهي والارتباط الوثيق بين الجماعات التكفيرية وقوات المرتزقة .
الطريق نحو مأرب
كما تحرير نهم “شرق محافظة مأرب” يتجاوز اليوم تحرير البيضاء مسألة تأمين العاصمة صنعاء إلى حماية ومساندة وحدات الجيش اليمني واللجان الشعبية المتقدم إلى تخوم مأرب، ويسهل الطريق لها نحو التحرير النهائي للمحافظة، حيث كان تمركز التكفيريين في البيضاء يشكل رابطا ميدانيا مسهلا لدعم مأرب بالمرتزقة والتكفيريين من اتجاه شبوة ومن اتجاه مدينتي المكلا وزنجبار الساحليتين.
وبعد الهزيمة المنكرة للجماعات التكفيرية في قيفة ويكلا وتحرير أجزاء واسعة من البيضاء يرى الخبير العسكري اللبناني شارل أبي نادر أن أهم نقطة كانت تعرقل اكمال عملية تطويق مأرب من الجهة الجنوبية والجنوبية الشرقية قد تحررت وأصبحت تحت سيطرة الجيش واللجان وأنصار الله، وأن هؤلاء على الطريق لاستكمال الخطة النهائية نحو تحرير مأرب الاستراتيجية”.
ويؤكد أبي نادر “أن المرتزقة ووحدات هادي أو الإصلاح، أصبحوا عاجزين بالكامل عن تشكيل جبهة متماسكة بالحد الأدنى قادرة على وقف تقدم جبهة صنعاء نحو مارب”.
ثورة 21 سبتمبر وإخراج أمريكا من اليمن
الانتصار في البيضاء يأتي في طريق إخراج أمريكا من اليمن والذي كان هدفا لثورة الـ21 من سبتمبر 2014، وهي من اتخذت الجماعات التكفيرية ومحاربتها غطاء وذرائع لتواجدها وتدخلاتها في شؤون اليمن والمنطقة، ونتذكر العملية العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة في يكلا تحديدا نهاية يناير 2017 في البيضاء والتي تم استخدام المروحية فيها وحينها أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المعركة ضد القاعدة وداعش ستستغرق سنوات، واليوم أنهاها الجيش اليمن واللجان الشعبية في غضون أسبوع واحد فقط.
ما عرضه اليوم الجيش اليمني من أسلحة عليها شعارات للجيش السعودي وآلاف الألغام والعبوات الناسفة مختلفة الاحجام في معسكرات داعش والقاعدة المتواجدة في مناطق ما يسمى الشرعية المدعومة خليجيا وأمريكيا يعيد للذاكرة مشاهد تحرير صنعاء إبان ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وما حولها وما عُثرت عليه من معسكرات ومعامل وورش تصنيع متفجرات وسجون سرية في جامعة الإيمان والفرقة الأولى مدرع وداخل صنعاء وحول العاصمة للقاعدة وداعش.
اليوم بعد ست سنوات من انتصار الثورة وخمس سنوات ونصف من العدوان العسكري والحصار على بلادنا وعلى الرغم مما خلفه من آلام ومأسي طالت الملايين، ألا أن اليمن يتعافى ويسير على الطريق الصحيح نحو الحرية والاستقلال ويتخلص من مخلفات الماضي وعلى رأسها الجماعات التكفيرية، الأداة الاستخباراتية الأمريكية والممولة سعوديا وخليجيا، وآن الأوان أن تنعم البيضاء كما صنعاء والمناطق الحرة بالأمن والاستقرار.