هزائم متتالية لتحالف العدوان في قلب اليمن.. بدء العد التنازلي لتحرير مدينة مأرب
حقق أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية انتصارات ثمينة في الأيام الماضية في محافظات البيضاء والجوف ومأرب، وبتحرير أكثر من 4000 كيلومتر مربع من الأراضي المحتلة وجهوا ضربة قاتلة لتحالف العدوان السعودي. . وبعد الإذلال الميداني والهزائم الثقيلة التي منيت بها قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته، استخدم هذا التحالف الغاشم كل قوته لتخفيف الضغط النفسي على قواته ووقف تقدم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية، وقام بشن عملية عسكرية في المناطق الجنوبية لمحافظة الجوف. ولقد تزامنت عملية تحالف العدوان السعودي لإعادة احتلال المناطق الجنوبية من محافظة الجوف، بما في ذلك قاعدة “اللبنات” العسكرية المهمة، مع تقدم واسع لأبطال الجيش واللجان الشعبية في المحور الأوسط لمديرية “خب والشعف” بمحافظة الجوف وأقسام من مديريات “الرحبة، ومدغل، إلخ” في المحافظة مأرب.
وبحسب المعلومات الواردة، فقد تمكنت عناصر تحالف العدوان السعودي من إعادة احتلال مناطق “قرن سالم وفريدة وزين مين” جنوب محافظة الجوف، بعد اشتباكات عنيفة أدت إلى حدوث أضرار كبيرة وسقوط عشرات القتلى والجرحى من كلا الجانبين. وفي هذه العملية، التي أسفرت عن الاستيلاء على مساحة صغيرة فقط، فقد تحالف العدوان السعودي ومرتزقته عددًا كبيرًا من قواته وخسر الكثير من معداته العسكرية، بما في ذلك العديد من القادة الميدانيين؛ وفي قائمة القتلى أسماء مثل “علي ناصر العبيدي وعبد العزيز الحداد ومحسن سعيد عيضة العبيدي … إلخ”. نستطيع رؤيتها.
وفقًا لمصادر ميدانية، فلقد استولت قوات تحالف العدوان السعودي على حوالي 80 كيلومترًا مربعًا فقط خلال هذه العملية المكلفة، رغم أن 90٪ من هذه المناطق المحتلة حديثًا كانت صحراوية وليست ذات أهمية. ولفتت تلك المصادر الميدانية إلى أن المناطق الصحراوية التي احتلتها قوات تحالف العدوان السعودي في هذه المنطقة تقع بين جبال “النضود والعلم الأبيض” وهي جزء من خط التماس بين قوات تحالف العدوان السعودي وأبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
وهنا تجدر الاشارة إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية تمكنوا خلال الأشهر الأخيرة، من تحقيق العديد من الانتصارات الكبيرة في عدد من المحافظات الاستراتيجية المهمة مثل صنعاء والجوف ومأرب، ما أدى إلى تطهير عدة آلاف من الكيلومترات المربعة من الأراضي التي كانت قابعة تحت سيطرة قوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته، وهذه الهزائم التي مُني بها مرتزقة تحالف العدوان السعودي، أجبرت الرياض على التخطيط لإشعال فتنة جديدة في محافظة البيضاء وذلك من أجل التعويض عن خسائرها ورفع معنويات مقاتليها. ومن أجل كسر الجمود والحفاظ على ما تبقى من ماء وجهها، وضع تحالف العدوان السعودي المزيد من الدعم لـ”ياسر العوضي” على جدول أعماله، وذلك من أجل تحويل الجزء الشمالي من مديرية “ردمان” التابعة لمحافظة البيضاء إلى مكان جديد للفتنة ضد أبطال الجيش واللجان الشعبية وحكومة صنعاء.
وعلى صعيد متصل، قال مصدر ميداني يتابع عن كثب التطورات في محافظة الجوف، أن “انتصار قوات تحالف العدوان السعودي لم يدم طويلا وذلك لأن مقاتلي أنصار الله إلى جانب الجيش اليمني شنوا عملية عكسية من الأطراف الجنوبية لقاعدة اللبنات الاستراتيجية”. وبحسب هذا المصدر الميداني، تمكنت أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية من توجيه ضربات موجعة وثقيلة لقوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته خلال هذه العملية. وأضاف هذا المصدر الميداني، قائلا: “العملية الأخيرة غير المثمرة لقوات تحالف العدوان وعناصر المرتزقة في جنوب محافظة الجوف، تمت في وضع يدرك فيه تحالف العدوان السعودي جيداً أنه لم يعد له مكان في جنوب وشمال غرب محافظة مأرب (مدغل، ورغوان، والرحبة ، إلخ) وأنه قبل بالهزيمة”.
وقال هذا المصدر الميداني، “السعوديون يعرفون أنه سيتعين عليهم إخلاء أهم قاعدة يحتلونها في وسط اليمن، وهذه الحقيقة على الأرض تجعلهم بلا روح” ، مشيرًا إلى أن أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية قامت بالبدء بالعد التنازلي لتحرير مركز مدينة مأرب بعدما سيطرة على كافة مديريات هذه المحافظة النفطية والاستراتيجية. ووفقاً لهذا المصدر الميداني، فإنه مع استمرار أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية في التقدم على الأرض في محافظتي الجوف ومأرب، نأت القبائل بأنفسها عن قوات تحالف العدوان السعودي لأنهم يعتبرون أن عملهم انتهى وفي وقتنا الحالي تحاول تلك القبائل الانضمام إلى قوات أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية.
وعلى صعيد متصل، أكد مصدر عسكري يمني أن تحالف العدوان السعودي استهدف بـ 33 غارة جوية، محافظات مأرب والجوف وصعدة خلال الأيام الماضية. وشن طيران تحالف العدوان السعودي 14 غارة جوية على مديرية “رحبة” جنوبي مأرب و4 غارات على مديرية “مدغل”، وغارة على مديرية “صرواح” غربي المحافظة. كما، قصفت طائرات التحالف السعودي بـ 12غارة منطقة “النضود” الممتدة بين أطراف الجنوب الشرقي لمديرية “خب والشعفب” في محافظة الجوف ومديرية الوادي شمالي محافظة مأرب. أيضاً، عاودت طائرات تحالف العدوان السعودي استهداف قاعدة الديلمي الجوية شمالي العاصمة اليمنية صنعاء، كما واصلت التحليق فوق المدينة، فيما استهدف الطيران السعودي بغارتين جويتين مديرية “الظاهِر” الحدودية غربي محافظة صعدة شمال اليمن، واستهدف أيضاً بـ 12 غارة جوية مديرية خب والشعف في محافظة الجوف شرق اليمن.
وكان الطيران السعودي قد شن سلسلة غارات على محافظات مأرب والجوف والبيضاء خلال الـ 24 ساعة الماضية. يذكر أن القوات المسلحة اليمنية أعلنت قبل أيام، أن سلاح الجو المسيّر نفذ هجوماً واسعاَ بعددٍ من الطائرات المسيّرة على مواقع عسكرية وأهداف حساسة، في مطار أبها الدولي بمنطقة عسير جنوب غرب السعودية حيث حقّق إصابات دقيقة، موضحة أن الهجوم يأتي رداً على التصعيد المتواصل واستمرار العدوان والحصار على اليمن.
إن تطورات الميدانية خلال السنوات الست الماضية تُظهر فشل أهداف تحالف العدوان في هذه الحرب. ففي اليوم الأول للحرب على اليمن في مارس 2015، أعلن المتحدث الرسمي باسم تحالف العدوان السعودي آنذاك أنه في الربع الأول من الحرب، سيتم تدمير جميع منشآت القوات المسلحة اليمنية وأن القضاء كلياً على قوات “أنصار الله” لن يستغرق أكثر من بضعة أسابيع. وبعد مرور أشهر قليلة من الحرب، ادعى ولي العهد السعودي “محمد بن سلمان” أن “أنصار الله” لا مكان لهم في اليمن وأن تحالف العدوان السعودي سيقضي عليهم في الأيام القليلة المقبلة. وهذه “الأيام القليلة” بالطبع، استمرت لسنوات عدة، ولا يوجد حتى الآن أفق واضح لتحقيق أهداف السعودية في هذه الحرب.
وخلال السنوات الماضية ومع استمرار الحرب، استهدفت الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة اليمنية أعماق السعودية واستهدفت أهم المواقع النفطية السعودية في مختلف المناطق، وهذه الهجمات أضرّت، وفق مجلة “الإيكونوميست” البريطانية باستقرار السعودية ومصداقيتها ونتيجة لهذه الهجمات، تم التشكيك في الروح القتالية للمقاتلين السعوديين ومرتزقتهم. وفي آخر تطورات الحرب على اليمن، يمكن الإشارة إلى أن مجموعة الهزائم التي مُنيت بها السعودية في هذه الحرب أدت إلى إقالة الملك “سلمان بن عبد العزيز”، قائد قوات هذا التحالف الغاشم “فهد بن تركي” وعدد من ضباط الجيش السعودي. وفي وقتنا الحاضر أصبحت قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية على وشك تحرير مدينة مأرب الاستراتيجية، الأمر الذي سيغير قواعد الحرب في اليمن.