هذا ما أقر به العدو.. اليمن لم يعد مجرد هدف سهل للقوى الكبرى بل أصبح لاعباً مؤثراً في الصراع الإقليمي

 

خاص ـ الحقيقة

على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلها التحالف الأمريكي البريطاني في محاولة لوقف التصعيد العسكري اليمني، إلا أن القوات المسلحة اليمنية استمرت في عملياتها، مستهدفة السفن والمصالح الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية في مختلف البحار والمحيطات. هذه العمليات لم تُظهر فقط القدرة العسكرية المتقدمة لليمن، بل كشفت أيضاً عن محدودية فعالية الاستراتيجية الغربية في التعامل مع تهديدات غير تقليدية.

أقر قائد الأسطول الأمريكي الخامس، جورج ويكوف، بفشل العدوان الأمريكي البريطاني في تحقيق أهدافه المتعلقة بردع اليمن وإيقاف العمليات العسكرية التي تشنها القوات المسلحة اليمنية دعماً لقطاع غزة.

“وأضاف قائد الأسطول الأمريكي الخامس: المهمة العسكرية لا يمكنها أن تفعل الكثير في ظل حالة التوتر التي تعيشها المنطقة بأكملها بسبب الحرب  في غزة، والتي دخلت الآن شهرها العاشر.

وقال:  “ما نحتاج إليه هو حل دبلوماسي حتى لا نضطر إلى القلق بشأن محاولة الدفاع عن السفن التي تمر عبر المنطقة، ما نعتمد عليه حقا هو وجود جهات فاعلة عقلانية في المنطقة تتصرف بعقلانية”.

يأتي هذا الاعتراف بعد سلسلة من الهجمات والعمليات التي نفذتها القوات اليمنية، والتي نجحت في تجاوز الدفاعات المتقدمة والتقنيات العسكرية الحديثة التي يعتمد عليها ثلاثي الشر  أمريكا وبريطانيا و(إسرائيل).

عجز التحالف عن وقف العمليات اليمنية

وبشأن أسباب العجز الأمريكي في ردع العمليات اليمنية قال قائد الأسطول الأمريكي الخامس إنه من الصعب للغاية  العثور على مركز ثقل مركزي واستخدامه كنقطة ردع محتملة، كما أن طبيعة اليمن تتطلب التعامل بنهج حذر.

واعترف بأن “الحوثيون” نجحوا في ثني السفن عن المرور عبر باب المندب، حيث ترفض شركات الشحن المرور عبر باب المندب قبل تحقيق مزيد من الاستقرار في المنطقة، وأضاف: “نحاول الاستمرار في الحفاظ على المكان الذي نحن فيه الآن للسماح للأذرع الأخرى المحلية والدولية بالضغط على الحوثيين لوقف ما يفعلونه في البحر الأحمر” ، وأضاف: “لا نعتقد أن قدرات “الحوثيين” تقتصر على الدعم من إيران، وهناك تنوع في القدرات العسكرية لديهم و”الحوثيين” مستمرون في تطوير قدراتهم العسكرية وهناك نقاش حول إمكانية أن يصبحوا مصدرين قادمين للتكنولوجيا العسكرية”.

 

فشل أمريكي وتطور القدرات اليمنية

أثبتت القوات اليمنية خلال فترة العدوان أنها قادرة على تطوير تكتيكات جديدة وأسلحة نوعية قادرة على اختراق الدفاعات المعقدة. من الطائرات المسيرة بعيدة المدى مثل طائرة “يافا” إلى الزوارق المتفجرة والصواريخ الباليستية والفرط صوتية، تمكنت اليمن من فرض معادلات عسكرية جديدة على أرض المعركة، مما جعل عمليات التحالف الغربي غير فعالة.

هذا وأثر الفشل على الصراع الإقليمي وتعزز موقف اليمن.. وقد إقرار قائد الأسطول الأمريكي الخامس بفشل العمليات يشير إلى تحول كبير في ميزان القوى في المنطقة. اليمن لم يعد مجرد هدف سهل للقوى الكبرى، بل أصبح لاعباً مؤثراً في الصراع الإقليمي، قادر على تحدي التحالفات الدولية وفرض شروطه على ساحة المعركة.

وقد أثار الفشل في ردع اليمن تساؤلات جدية حول فعالية الاستراتيجيات العسكرية الأمريكية والبريطانية في المنطقة. هذا الإخفاق قد يدفع صانعي القرار في واشنطن ولندن إلى إعادة تقييم سياساتهم تجاه اليمن والصراع الإقليمي بأكمله.

ويُعتبر إقرار قائد الأسطول الأمريكي الخامس بفشل العدوان على اليمن نقطة تحول مهمة في الصراع الإقليمي. هذا الاعتراف يعكس قوة اليمن المتنامية وقدرتها على التصدي لأكبر القوى العسكرية في العالم. ومع استمرار العمليات اليمنية المساندة لغزة، يبدو أن اليمن قد نجح في فرض واقع جديد على الأرض، حيث لم تعد التهديدات التقليدية فعالة في مواجهة التصميم والإبداع العسكري اليمني.

قد يعجبك ايضا