هدنة العدوان المزعومة.. والرد اليمني الواضح
يتواصل العدوان السعودي الاميركي على اليمن بوتيرة متصاعدة وبدون أي تهدئة او مراعاة للاوضاع الانسانية التي يعيشها اليمن او بسبب ظروف جائحة كورونا التي يعاني منها كل العالم، وذلك بالرغم من إعلان تحالف العدوان منذ ما يزيد عن الاسبوعين عن هدنة واعلانه لوقف اطلاق النار، لكن الوقائع واليوميات اليمنية تؤكد ان تحالف العدوان لم يلتزم بما أعلنه.
وعدم التزام العدوان بالهدنة التي أعلن عنها(على الرغم من محاولته الاستفادة منها عبر الترويج لنفسه والدول الداعمة له من بوابة الاهتمام الانساني ومكافحة كورونا وغيرها من الشعارات الرنانة)، هذا الامر يذكرنا بعدم التزام قوى العدوان نفسها بما سبق ان التزمت به من هدنة في الحديدة عبر اتفاق السويد، ما يعني ان هذا الأمر ليس بجديد على قوى العدوان خاصة مع استمرار الحصار المطبق على البلاد بدون مراعاة الحاجات الانسانية للشعب اليمني لا سيما في ظل جائحة كورونا وما سبقها من أمراض او أوبئة زاد العدوان في تفشيها وخاصة وباء الـ”كوليرا”.
وبالتوازي مع استمرار الاعتداءات اليومية وارتفاع حدتها في مختلف المحافظات اليمنية، برز إعلان ما يسمى “المجلس الانتقالي الجنوبي الممول إماراتيا، عن “الإدارة الذاتية لجنوب اليمن وفرض حالة الطوارئ في محافظاته”، في إشارة الى التنافس الحاصل بين السعودية والامارات وتقاسم النفوذ بينهما على الأرض اليمنية، فتكون المحافظات الجنوبية تدور في فلك النفوذ الاماراتي بينما المحافظات الشرقية تكون في فلك النفوذ السعودي باعتبارها قريبة من “جماعة عبد ربه منصور هادي وحزب الاصلاح”.
لكن بعد كل هذه التطورات على الساحة اليمنية بات من المجدي التساؤل اين اصبحت الهدنة التي اعلن عنها العدوان؟ وهل فعلا هي هدنة ام انها مجرد فقاعة اعلامية سيحاول العدوان استغلالها بشكل او بآخر في ارض الميدان؟ فهل يسعى العدوان لتحصيل بعض المكاسب من بوابة كورونا بعد عجزه عن تحقيقها في المواجهة العسكرية والامنية مع الجيش اليمني واللجان الشعبية؟
حول كل ذلك قال المحلل السياسي اليمني زيد احمد الغرسي “
من بعد إعلان العدوان الهدنة المزعومة صعدت السعودية عملياتها العسكرية وغاراتها الجوية في مختلف محافظات اليمن، حيث لا زالت مليشياتها تشن زحوفات يومية في عدة جبهات منها جبهات البيضاء ومأرب والجوف والضالع وفي مختلف مسارات جبهات الحدود وبدعم طيرانها الذي يشن العشرات من الغارات الجوية على تلك الجبهات”.
وأوضح الغرسي في حديث لموقع قناة المنار “تجربتنا مع النظام السعودي تقول إنه لا يلتزم بأي عهود او مواثيق او تعهدات وما أعلنه عن هدنة لمدة اسبوعين بذريعة مواجهة كورونا ليس إلا خدعة ومناورة إعلامية لتحقيق بعض الاهداف العسكرية والسياسية”.
ولفت الغرسي الى ان “من هذه الاهداف:
اولا: إعادة ترتيب اوراقهم الميدانية العسكرية في محافظة مأرب خاصة بعد وصول الجيش واللجان الشعبية الى مشارف المدينة بعد الانهيار الكبير لمرتزقتهم في جبهتي نهم والجوف، لأن مأرب مدينة استراتيجية واستعادتها من قبل الجيش واللجان الشعبية يعني عدة امور هامة منها:
– إفشال مخطط تقسيم اليمن الى اقاليم والتي تعتبر مأرب فيه عاصمة ما يسمى إقليم سبأ.
– حل المشكلة الاقتصادية وانقطاع المرتبات من خلال استعادة ثروات البلد من النفط والغاز في المحافظة التي ينهبها قيادات الخونة.
– سهولة الدخول الى المحافظات الجنوبية خاصة محافظة شبوة التي تطل على البحر العربي وفيها ميناء بلحاف الاستراتيجي.
ثانيا: على المستوى السياسي، يأتي إعلانهم للهدنة لقطع الطريق امام مناقشة الرؤية الوطنية التي تقدمت بها سلطات صنعاء الى المبعوث الاممي كحل شامل لايقاف العدوان وفك الحصار بشكل كامل والسعي لفرض خياراتها بإيقاف جزئي للعدوان مع استمرار الحصار”، وتابع “لكن الجانب الرسمي في صنعاء أفشل هذه الخطوة من خلال نشر الوثيقة في وسائل الاعلام المحلية والدولية مما تسبب في حرج للمبعوث الدولي الذي ظهر انحيازه مع دول العدوان”.
وقال الغرسي “كما أرادت السعودية استثمار الاعلان عن التهدئة امام الرأي العالمي لاخراج نفسها من الحرج الذي وقعت فيه جراء السخط الدولي تجاهها نتيجة ارتكابها المئات من المجازر بحق المدنيين في اليمن”.
من جهتها، قالت “عضو ملتقى كتاب العرب والاحرار” الكاتبة اليمنية حسينة الشريف “
بالنسبة لما أعلنته دول العدوان من وقف الغارات والتي سموها هدنة لمدة أسبوعين، فالواقع يثبت أنه لا يوجد وقف للعدوان ولا حتى لساعتين او لدقيقتين”، وتابعت ان “الغارات تضاعفت في صعدة وحجة والجوف ونهم والحديدة وصنعاء من ساعة اعلان الهدنة”.
وأوضحت الشريف في حديث لموقع قناة المنار “نعم دول العدوان أرادت أن تتنفس الصعداء بعد عمليات نصر من الله والبنيان المرصوص وعملية فأمكن منهم وهزيمته المدوية في الجوف ونهم وقرب تحرير مأرب وخوفهم على الضرع الحلوب من الجفاف بفعل صواريخ صماد”، وأكدت “لكن رجال الله كانوا ولا زالوا ولا يزال جوابهم منذ أول يوم للعدوان هو هو لا نريد هدنة ولا وقف مجزأ لاطلاق النار، بل نريد حلا دائما وفكا للحصار ووقف العدوان برا وبحرا وجوا وخروج الأجانب من اليمن”، وتابعت “نحن منذ أول يوم معتدى علينا وفي موقع الدفاع ونحن رجال سلام لا رجال استسلام ولن يخدعونا بكلمات معسولة تعودنا عليها”، وأضافت “مطلبنا واضح ولا تراجع عنه لا للهدنة ونعم للسلام الدائم”.
المصدر: موقع المنار