هجوم صاروخي يمني يقوض هيبة البحرية الأمريكية: ‘يو إس إس غرافلي’ على حافة الغرق”
هجوم صاروخي يمني يقوض هيبة البحرية الأمريكية: ‘يو إس إس غرافلي’ على حافة الغرق”
كامل المعمري
في ليلة الثلاثاء، 30 يناير 2024، اهتزت البحرية الأمريكية على وقع هجوم صاروخي يمني على المدمرة “يو إس إس غرافلي” في البحر الأحمر. هذه الحادثة كشفت بوضوح عن ثغرات خطيرة في دفاعات البحرية الأمريكية البعيدة المدى ومتوسطة المدى كان الهجوم بصاروخ واحد وتم اعتراضه واكتشافه قبل اربع ثواني فقط من اصطدامه بالمدمره بحسب ما اكده مسؤولين امريكيين في السابق
لكن، ماذا لو كان الهجوم أكبر وأكثر تعقيداً؟ تخيلوا هجوماً يتضمن عشرة صواريخ كروز سريعة ومتتالية تُطلق من زوايا مختلفة على “يو إس إس غرافلي”. هل يمكن لنظام الدفاع فالنكس الصمود أمام هذا الوابل من الصواريخ وماذا ستكون النتائج إذا أصابت هذه الصواريخ مخازن الذخيرة؟ هذه المحاكاة تكشف السيناريوهات المرعبة التي قد تواجهها المدمرة في مثل هذا الهجوم الكارثي ،قبل ذلك لابد من معرفة تفاصيل الحادثة السابقة
تفاصيل حادثة يو اس اس غريفلي
في ليلة الثلاثاء ال30 يناير 2024 تعرضت المدمرة الأمريكية “يو إس إس غرافلي” لهجوم بصاروخ كروز أطلقه الحوثيون في البحر الأحمر الحادثة كشفت عن ثغرات في الدفاعات البعيدة المدى للبحرية الأمريكية وأبرزت الحاجة لتحسين هذه الأنظمة لمواجهة التهديدات المتزايدةتفاصيل الحادثةالهجوم أفادت الصفحة الرسمية للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM) على منصة أكس في بيان لها بتاريخ 30/1/2024، أنّها أسقطت عند الساعة 11:30 مساءً (بتوقيت صنعاء)صاروخ كروز مضاد للسفن أطلقه أنصار الله من المناطق التي يسيطرون عليها في اليمن باتجاه البحر الأحمر، وذلك بواسطة المدمرة يو أس أس غريفلي (DDG 107) ولم يتم الإبلاغ عن وقوع إصابات
ثم توالت التسريبات فقد افاد مسؤول أمريكي لشبكة CBS إن طاقم المدمرة استخدم لأول مرة نظام الإغلاق المصمم كآخر نظام دفاعي بعد اختراق صاروخ كروز لكل الدفاعات الوسيطة .مضيفاً أن ” الهجوم على المدمرة يو إس إس غريفلي اقترب إلى مسافة ميل واحد مقارنة بـ8 أو10 أميال في هجمات سابقة “مؤكدا أن المدمرة USS Gravely اضطرت إلى استخدام نظام الأسلحة القريبة (فالنكس) لأول مرة منذ أن بدأت أمريكا الولايات المتحدة في اعتراض صواريخ اليمن
من جهتها، قالت صحيفة بيزنس إنسايدر، إنّ “رادارات الدفاع الجوي وأنظمة الدفاع الصاروخي الموجودة على المدمرة من طراز “آرليه بورك” لم ترصد الصاروخ الحوثي” مشيرة إلى أنّ الصواريخ الاعتراضية SM-2 و SM-3 تعتبر من أحدث الصواريخ الاعتراضية في العالم، والتي يمكن أنّ تبلغ سرعتها نحو 3 ماخ، وأن تصيب أهدافًا على مسافة تصل إلى 166.7 كيلومترًا وعلى ارتفاع يتراوح بين 150 مترًا إلى 15 كيلومترًا لكنها لم تعمل في ذلك اليوم
لاحقًا، تكشّفت معلومات بأنّ المدمرة المذكورة وغيرها من القطع المتواجدة الأمريكية والغربية فشلت في اعتراض الصاروخ في المراحل الأولى من الإطلاق واضطرت إلى استعمال نظام أسلحة متقدم يطلق عليه اسم “خط الدفاع الأخير” أو أسلحة CLOSE-IN WEAPON SYSTEM المعروفة اختصارا باسم (CIWS) وهو نظام فالانكس (Phalanx)، “ضد ما قال مسؤولون أمريكيون إنه صاروخ كروز اقترب من السفينة على بعد ميل واحد وبالتالي على بعد 4ثوانٍ من الاصطدام
“اذن اقترب صاروخ كروز من المدمرة “يو إس إس غرافلي” إلى مسافة ميل واحد فقط، مما يعني أنه كان على بعد أربع ثوانٍ قليلة من الاصطدام بالسفينة استخدمت المدمرة نظام Phalanx Close-In Weapon System (CWIS)، وهو نظام دفاعي آلي مزود بمدافع Gatling قادرة على إطلاق ما يصل إلى 4500 طلقة عيار 20 ملم في الدقيقة.
بحسب مسؤولين أمريكيين نجح النظام في تدمير الصاروخ قبل أن يصل إلى السفينة حيث وأكد المحللون أن السفن الحربية الأمريكية عادة ما تصدت للهجمات الصاروخية السابقة باستخدام دفاعات بعيدة المدى، مثل صواريخ Standard SM-2 وSM-6 وEvolved Sea Sparrow، التي تشتبك مع أهدافها على مسافات تصل إلى 8 أميال أو أكثر غير ان عدم نجاح هذه الدفاعات في هذه الحالة مثير للقلق
الخلاصة ان حادثة المدمرة “يو إس إس غرافلي” تسلط الضوء على التحديات التي تواجه القوات البحرية الأمريكية في البحر الأحمر وتكشف عن نقاط الضعف في الدفاعات بعيدة المدى ومتوسطة المدى
هل ستصمد غريفلي أمام عشرة صواريخ
استنادا للحادثة السابقة لو قمنا بعمل محاكاة وكان الهجوم بعشرة صواريخ كروز من نفس النوع على المدمرة “يو إس إس غرافلي علما بانه تم اطلاق الصواريخ بشكل سريع ومتتالي ومتزامن ومن زوايا مختلفة كم عدد الصواريخ التي ستصيب الهدف وهل سيتمكن نظام فالنكس من صد كل الصواريخ
عدد الصواريخ: 10 صواريخ كروز وزن الرأس المتفجر: 100 كجم لكل صاروخ اذا افترضنا انه تم استخدام صاروخ سجيل المجنح
إطلاق الصواريخ: بشكل سريع ومتتالي ومتزامن ومن زوايا مختلفة.
فعالية نظام فالنكس :نسبة الاعتراض المقدرة لكل صاروخ في حالة هجوم مكثف ومتعدد الزوايا60%
نسبة الاعتراض المقدرة 60% هي تقدير يعتمد على عدة عوامل تؤثر على فعالية نظام فالنكس عند مواجهة هجوم مكثف وسريع من زوايا مختلفة بعض الأسباب التي قد تؤدي إلى انخفاض نسبة الاعتراض استنادا للحادثة السابقة وايضا لهذا السيناريو فإنه عندما تكون الصواريخ سريعة، يكون الوقت المتاح لنظام فالنكس لاعتراض كل صاروخ محدودًا، مما يقلل من فعالية النظام ايضا سرعة الصواريخ تجعل من الصعب على النظام تتبعها بدقة واعتراضها في الوقت المناسب كذلك فإن إطلاق الصواريخ من زوايا مختلفة يزيد من تعقيد المهمة بالنسبة لنظام الدفاع، حيث يجب عليه تتبع أهداف متعددة تأتي من اتجاهات مختلفة ولأن نظام فالنكس مصمم للتعامل مع أهداف قريبة، لكن عند مواجهة هجوم متعدد الاتجاهات، قد يعاني من مشاكل في تغطية جميع الزوايا بكفاءة إذا تم إطلاق الصواريخ بسرعة كبيرة وبشكل متتابع، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تشبع نظام فالنكس مما يقلل من قدرته على اعتراض كل صاروخ بكفاءة. ولاننسى الأداء الفعلي لنظام فالنكس بأنه يعتمد على الظروف التشغيلية والتقنية الفعلية، والتي قد تكون أقل من القدرة المثلى في الظروف المثالية
النسبة المحددة 60% هي تقدير يعتمد على هذه العوامل والتحديات في ظل ظروف مثالية، قد يكون النظام أكثر فعالية، ولكن في السيناريو المعقد الذي يشمل سرعة الصواريخ، زوايا مختلفة، وسرعة الإطلاق، تكون الفعالية أقل بشكل طبيعي
الخلاصة تقدير نسبة الاعتراض بـ60% يعكس التعقيدات والتحديات التي يواجهها نظام فالنكس في هذا السيناريو المحدد هذه النسبة تأخذ في الاعتبار الضغوط التشغيلية والقيود التقنية عند مواجهة هجوم مكثف وسريع من زوايا متعددة.
إذن، من المتوقع أن يعترض النظام 6 صواريخ من أصل 10
الأضرار المحتملة: إذا أصابت الصواريخ المتبقية المدمرة، وخاصة مخازن الذخيرة، فإن الأضرار ستكون جسيمة.
اليكم ما الذي سيحدث
انفجار الذخيرة قد يتسبب في دمار واسع النطاق داخل السفينة، بما في ذلك تدمير البنية التحتية الداخلية، ومن المحتمل وقوع خسائر بشرية كبيرة بسبب الانفجار والحرائق الناتجة الأضرار المحتملة عدد الصواريخ المعترضة بسبب التشتيت والسرعة العالية 6 بينما 4 صواريخ ستصيب الهدف
4 صواريخ متفجرة بوزن رأس حربي 100 كجم لكل منها اذا كان الصاروخ المستخدم سجيل يمكن أن تسبب أضرارًا هيكلية كبيرة، خاصة إذا أصابت مناطق حساسة مثل مخازن الذخيرة أو أنظمة الدفع قد تؤدي الصواريخ إلى فتح ثقوب كبيرة في هيكل السفينة، مما يسمح بدخول المياه وغرق المدمرة
إذا أصاب أحد الصواريخ مخازن الذخيرة، فإن الانفجار الناتج يمكن أن يكون كافيًا لإغراق السفينة أو التسبب في أضرار كارثية.
قد تتعرض أنظمة الدفع والكهرباء للتعطيل، مما يعوق قدرة الطاقم على الاستجابة والسيطرة على الأضرار
واجمالا وفي ضوء الحادثة المثيرة لقلق الامريكي التي تعرضت لها المدمرة “يو إس إس غرافلي” تصبح الأسئلة حول جاهزية الدفاعات البحرية الأمريكية أكثر إلحاحًا.
فالهجوم المفترض بعشرة صواريخ كروز سريعة ومتزامنة من زوايا مختلفة يكشف عن التحديات الحقيقية التي قد تواجهها السفن الحربية في حالات الطوارئ القصوى.
فشل الدفاعات بعيدة المدى ومتوسطة المدى في التصدي لهذا الهجوم يضع البحرية الأمريكية أمام تهديدات متزايدة التعقيد. قدرة نظام Phalanx CIWS على اعتراض 60% فقط من الصواريخ تثير القلق بشأن ما يمكن أن يحدث إذا أصابت الصواريخ المتبقية مخازن الذخيرة أو أنظمة التشغيل الحيوية
الاحتمال المرعب هو غرق المدمرة بسبب الانفجارات الكبيرة والتدمير الهيكلي في النهاية، تبقى حادثة “يو إس إس غرافلي” كابوسًا حقيقيًا للبحرية الأمريكية التي عجزت حتى اللحظة عن تحييد قدرات اليمنيين، واضعة نفسها في مأزق كبير أفقدها هيبتها أمام العالم.