هاشم أحمد شرف الدين يكتب : قراءة ثلاثية الأبعاد في بيان مرحلة التصعيد الرابعة
قراءة ثلاثية الأبعاد في بيان القوات المسلحة اليمنية حول مرحلة التصعيد الرابعة ضد العدو الصهيوني
الحقيقة/ قراءة/ هاشم أحمد شرف الدين
في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الشعب اليمني، والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، تبرز مجدداً شجاعة القوات المسلحة اليمنية بكل فخر وعزة.
ففي بيانها العسكري القوي الذي تم الإعلان عنه الجمعة 3 مايو 2024م، أعلن المتحدث الرسمي العميد يحيى سريع عن بدء المرحلة الرابعة من التصعيد العسكري ضد العدو الإسرائيلي والمتعاونين معه، من خلال استهداف كافة السفن المخترقة لقرار حظر الملاحة الإسرائيلية والمتجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة في البحر الأبيض المتوسط في أي منطقة تطالها أيديها، ثم التهديد بأنه في حال اتجه العدو الإسرائيلي إلى شن عملية عسكرية عدوانية على رفح، فإنها ستفرض عقوباتٍ شاملة على جميع سفن الشركات التي لها علاقة بالإمداد والدخول للموانئ الفلسطينية المحتلة من أي جنسية كانت، وستمنع جميع سفن هذه الشركات من المرور في منطقة عمليات القوات المسلحة وبغض النظر عن وجهتها”.
دعونا هنا نحاول تقديم قراءة ثلاثية الأبعاد لهذا الإعلان الكبير.
أولاً : من المنظور العسكري:
يجب التأكيد على أهمية توسيع استهداف كافة السفن التي تتجه إلى موانئ العدو المحتلة فهذا الإجراء يعرقل قدرة العدو على تلقي النفط والبضائع والإمدادات العسكرية والمؤن، مما يقلل من قدرته القتالية، ويزيد من ضغط العمليات العسكرية عليه.
ويجب أن نفهم أن قطع الإمدادات تعد استراتيجية هامة للتأثير على القدرة العسكرية للعدو، وهي وسيلة فعالة لتعزيز المقاومة والمواجهة.
وينبغي التنويه إلى أن هذا الإعلان العسكري يرسل رسالة قوية للأعداء والمتعاونين معهم، فهو يعكس قدرة القوات المسلحة اليمنية على التخطيط الاستراتيجي، واتخاذ قرارات مهمة في مواجهة العدوان، ويظهر قدرتها على التكيف والتصدي للتحديات العسكرية المعقدة، كما يعزز الدور الريادي لها في المنطقة، ويرسخ مكانتها كقوة عسكرية قادرة على صد أي تهديد.
يجب أن ندرك أن هذا الإعلان يعزز الروح المقاوِمة لدى الشعب الفلسطيني ويعطيهم الأمل في استعادة حقوقهم المشروعة، فهذا الدعم العسكري القوي يعتبر تأكيداً إضافياً واضحاً لهم بأنهم ليسوا وحدهم في معركتهم ضد الظلم والاحتلال.
من المفترض، أن يمثل هذا الإعلان العسكري حافزاً ومشجعاً للدول العربية والمسلمة، فقد أظهرت القوات المسلحة اليمنية قدرتها على مواجهة العدو الإسرائيلي والتأثير عليه، وهذا يوجب على جميع الدول العربية والمسلمة دعم هذا الإعلان والوقوف إلى جانب اليمن في مواجهة العدو الإسرائيلي، لأن تحقيق العدالة واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني يعد أمراً حتمياً، ويجب أن يتحد الجميع لتحقيق هذا الهدف النبيل.
ثانياً: من المنظور السياسي
يُعَدُّ الإعلان العسكري هذا مناسبةً سياسية هامة تعكس قوة وعزم القوات المسلحة اليمنية.
إنه رسالة قوية وواضحة للعالم بأن الشعب اليمني لن يقف مكتوف الأيدي أمام الظلم والاعتداء، بل سيستخدم كل الوسائل المتاحة له للدفاع عن العدالة والحق.
ويجب أن ننظر إلى هذا الإعلان على أنه تحرك استراتيجي يهدف إلى تعزيز الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة الوطنية بين الشعب اليمني، فهو يشعل نار الجهاد والمقاومة في قلوب الأحرار، وهو أمر حيوي في ظل التحديات السياسية المعقدة التي تواجهها البلاد.
كما أن هذا الإعلان يعكس إرادة الشعب اليمني وقائده الشجاع الحكيم السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله تعالى – في دعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه المشروعة.
ويشدد هذا الإعلان في قدرة اليمن على الدفاع عن نفسه وعلى استعادة الأراضي المحتلة، وبالتالي يعزز الثقة والدعم الشعبي للقوات المسلحة، كما أنه يعزز
الصورة القومية لليمن، ويؤكد في قدرته على حماية سيادته واستعادة حقوقه المشروعة.
وعلى صعيد العلاقات الدولية، يمكن أن يؤدي الإعلان إلى تفاقم التوترات الإقليمية والدولية، وحدوث تأثير سلبي على الاستقرار السياسي والأمني داخل كيان العدو الإسرائيلي ودول المنطقة المتعاونة مع العدو، كما قد يؤدي إلى زيادة التدخل العسكري والتوترات الجيوسياسية بين الدول المتورطة في الصراع.
ثالثاً: من المنظور الاقتصادي
سيخلق الإعلان تأثيراً أكبر على اقتصاد العدو الإسرائيلي، ودول المنطقة المتعاونة معه في المقام الأول، فالقوات المسلحة اليمنية قد أثبتت قدرتها على التحكم بمرور السفن في البحرين الأحمر والعربي والمحيط الهندي، وبالتالي فإن تصعيدها العسكري سيؤدي إلى تأثيرات سلبية كبيرة على العدو والدول المتعاونة معه.
أخيراً، ننصح دول المنطقة والعالم أجمع بأن تتعامل مع الإعلان بجدية كاملة وبحذر، وتصويب النظرة لتقييم التأثيرات المحتملة على السياسة والاقتصاد والأمن الإقليمي والدولي، والاقتناع بأنه لا حل لوقف كل ذلك إلا بوقف العدوان وإنهاء الحصار على غزة.