هآرتس: في سعيها لتحقيق النصر ضد حماس ، خسرت إسرائيل معركة القدس
قالت صحيفة هآرتس التابعة للعدو الإسرائيلي إن استهداف الكيان لقيادات في حركة حماس أثبت أن الحركة ليست سريعة الزوال كما ذهب بعض المحللين وإنما لديها جيش منظم وقيادة هرمية تتسم بالتعليم المهني وتكتيكات للبقاء وللهجوم.
كما أثبت بحسب تحليل نشرته الصحيفة أن الحركة تخضع لقيادة سياسية ومدنية منتخبة لها فروع في لبنان وتركيا وقطر وحتى السعودية. لديها مجلس الشورى الاستشاري الذي يملي مبادئها الاستراتيجية ، وإدارة مدنية مكلفة بإدارة نظم التعليم والصحة ، والتجارة ، وإمدادات المياه والكهرباء. هذه منظمة نجحت إلى حد كبير في ترسيخ احتكارها للعنف العسكري ، وتعرف حدود قوتها العسكرية وتدير حروبها وفقًا لذلك.
ولفت التحليل إلى أن حماس حولت ضعفها العسكري في مواجهة إسرائيل إلى ميزة سياسية. مواقفها الأيديولوجية – رفض الاعتراف بإسرائيل والدخول في مفاوضات دبلوماسية معها – أصبحت استراتيجية فعالة. وهو يعتمد بشكل مريح على استراتيجية إسرائيل الخاصة بفصل الضفة الغربية وقطاع غزة ، والسلطة الفلسطينية وحماس.
ووفقا للتحليل فإن منع إسرائيل للانتخابات في القدس وتراجع السلطة الفلسطينية عن إجراءها لم يكن ضربة لحماس لأن أحداث الشيخ جراح أعادتها إلى الواجهة حيث سيطرت على الساحة المركزية وحققت إنجازًا دبلوماسيًا أعادها باعتبارها الكيان الوحيد الذي يمكن أن يبدأ الصراع – ثم يخمده بشروطه الخاصة.
وقال التحليل: لقد انتصرت حماس بالفعل من خلال خلق هوية جديدة حول القدس ، حيث سخرت من منطق عباس “القومي” في اشتراط إجراء الانتخابات في القدس، إذ رفعت حماس التضامن العربي ضد إسرائيل من تحت الأنقاض ، بما في ذلك في دول مثل مصر والسعودية والأردن وحتى الإمارات العربية المتحدة، الذين لم يكن لديهم خيار سوى التنديد بسياسة إسرائيل تجاه القدس على الرغم من كرههم لحماس.
بينما تبذل إسرائيل جهدًا لتحقيق النصر في غزة ، وإسقاط المباني الشاهقة ، وتدمير المقرات واغتيال كبار المسؤولين ، فقد خسرت الحرب من أجل القدس. أصبحت المدينة جزءًا من دائرة الردع الخاصة بحماس ، والتي كانت تقتصر عادةً على التجمعات السكانية القريبة من حدود غزة. هذه ليست حلقة أخرى في مسلسل الخلافات الدورية بين حماس وإسرائيل التي تنتهي نهايتها معلومة ومتوقعة.