“نيويورك تايمز” التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن سيسقط أرضاً إن حجبت واشنطن دعمها للرياض
هاجمت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تواطؤ الولايات المتحدة في المذابح التي يرتكبها التحالف بقيادة السعودية ضد الشعب اليمني، واستشهدت بما صرّح به السيناتور كريس مورفي إلى شبكة “سي إن إن”، حين قال إن “هناك بصمة أمريكية على كلّ قتيل مدني يسقط في اليمن”.
ونصحت الصحيفة في افتتاحيتها (الاربعاء)، الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بضرورة إبلاغ الرياض، بهدوء وسلاسة، بأن “الولايات المتّحدة سوف تقدم على سحب دعمها الحاسم والجوهري، إذا لم يتوقّف السعوديون عن استهداف المدنيين، ولم يوافقوا على التفاوض بشأن السلام”.
وعددت الافتتاحية “انتهاكات” الحملة الجوّية التي يقودها تحالف العدوان السعودي في اليمن، والتي قالت انها تتراوح بشكل أساسي بين استهداف مدارس، ومصانع، ومستشفيات، من بينها تلك التي تديرها منظّمة “أطباء بلا حدود”، وأثمانها التي ترتّبت على المدنيين اليمنيين بشكل أساسي.
وقالت أن “الولايات المتّحدة متواطئة في هذه المذبحة”، فقد “أسهمت (واشنطن) في تمكين التحالف (العربي) في نواح كثيرة، بما في ذلك بيع الأسلحة للسعوديين من أجل تهدئة مخاوفهم بعد الاتّفاق النووي مع إيران” مطالبة الكونغرس بوضع اتفاقيات مبيعات الأسلحة السعودية على “قائمة الانتظار”.
واعتبرت الصحيفة الامريكية، ان التصعيد السعودي لوتيرة الغارات الجوّية في اليمن، منذ توقّف محادثات السلام في السادس من أغسطس، يحتمل أمراً من اثنين. الأوّل، هو أن السعوديين وحلفاءهم عليهم تعلّم المزيد حول “كيفية تحديد الأهداف العسكرية المشروعة”. أمّا الاحتمال الثاني، فهو أن هؤلاء “لا يبدون اهتماماً بمسألة قتل المدنيين ببساطة” مع الإشارة إلى استهداف قوّات “التحالف العربي”، بقيادة الرياض، أربع مستشفيات تابعة لـ”منظّمة أطبّاء بلا حدود”، علماً أن مراكز عمل الأخيرة “معروفة بالضبط” لمختلف أطراف الصراع في اليمن.
وحمّلت “نيويورك تايمز”، السعودية “المسؤولية الأكبر” عن تأجيج الصراع مع الحوثيين.. وانتقدت بشدة دور الرئيس اوباما إزاء التعامل مع هذه الحرب، ومخالفته آراء العديد من الخبراء، حين “بالغ في تقدير حجم التهديد” لمصالح بلاده، جرّاء صراع الجماعة (أنصار الله) مع المملكة العربية السعودية.
ولفتت الى دعم اوباما التدخّل السعودي في اليمن يجري دون تفويض رسمي من الكونغرس، إلى جانب “بيع المزيد من الأسلحة للسعوديين”، من طائرات حربية ومروحية وغيرها، بصفقات تبلغ قيمتها الإجمالية حوالي 110 مليار دولار، وهي صفقات “تعود في جزء منها إلى تهدئة غضب الرياض واسترضائها” على خلفية الاتّفاق النووي مع طهران، مؤكدة أن” التحالف الذي تقوده السعودية على اليمن سوف يسقط أرضاً، إذا ما حجبت واشنطن دعمها عن الرياض.