نواب السِّتارة
نواب السِّتارة!
بقلم / مصباح الهمداني
العباية والستارة في عرفنا اليمني؛ هي لباس لستر المرأة، وصيانتها من كشفِ بدنها، ولهذه العباية والستارة تقليدٌ متعارف عليه؛ حيثُ تقوم بستر الجسم كاملاً، ولولا بعض الساقطين من الخياطين الزاحفين إلى صنعاء؛ لحافظت العبايات على جمال منظرها وجمال أثرها في الستر والحشمة…
ومن عادات المجتمع اليمني الأصيلة، أن صاحبة العباية والستارة لا تُفتش في سفر، ولا يعترض طريقها بشر؛ إلاَّ في حالات نادرة وخطرة، ولهذا التقدير الكبير فقد لجأ كبير المرتزقة في هروبه أن يلبس العباية ويأخذ وصف حرم السفير السعودي، وهرب الأعجم الدنبوع في ستارة واسعة على أنه عجوز تحتضر، وهرب المشعوذ النصاب منغمسًا بين نسائه الثلاث في ستارة وعباية على أنه أمهن العجوز، وهرب الحارسان اللصيقان في ستارتين مزركشتين تم تطريزهما بعناية منذ مدة…
وهكذا كانت العبايات والستائر تقوم بعملها كحصان طراودة في هروب جبان، أو انطلاق مذعور، أو هواية ناقص…
ولأن من لبسوا لباس الإناث، وسلكوا مسلك الحرائر، فقد أصيبت رجولتهم في مقتل، والأجدر بهم أن يختفوا بقية أعمارهم، لكنهم مصرون على الفضائح، أو بالأصح مُجبرون على القبائح…
بالأمس شاهدت حضور الخونة العملاء في سيئون، وعددتهم فردًا فردا، ووجدتهم لا يتجاوزون الخمسين عضوًا، ومع عدم دستورية حضورهم..
فالنِّصاب لم يكتمل بهؤلاء النصابين، وماذا يعني حضور خمسون من ثلاثمائة وواحد…
لقد انتبهوا للفضيحة، وجاء لهم خياط العبايات البركاني بفكرة جديدة، وهي تفصيل ستارة كبيرة، تعزل ثلاثة أرباع الصالة الفارغة، وتغطيها عن أعين المتابعين، لقد كان الخياط أكثرهم سعادة، وتكاد الفرحة تخرج من منخريه، فهو لا يصدق نفسه كيف تدحرجت أمامه الصعاب، وأصبحَ رفيق الرؤساء الحقيقيين والصوريين..
وفي غمرة فرحته، وأثناء إلقاء كلمته؛ كانت أصابع عفاش تحك ظهره، فقال في خطابه (فكانت استجابتهما لنداء القائد الزعيم الراحل…) لكن إصبعًا سعودية نكشته بسرعة، فانتبه إلى عبودية القديمة، وانبطح في عمالته الجديدة، وتلعثم قليلاً ثم انطلق يلعق ما كُتِبَ له…
لم يعلم الخياط ورئيس الخياط وملك المخيطين بأن الستارة ستحتل الصدارة، وستُعلن عن حضورها بجسارة، وأنها ستغطي ثلاثة أرباع فضيحتهم، لكنها ستظهر بجدارة، وتقول للمتابعين، بأن الحاضرين، من أحقر وأرذل وأتفه المزورين…
لقد قام الملك الملعون وابنه الألعن؛ بحشد الإعلام بشكل كبير، واشترى تلك الرقاب الرخيصة بأثمان متفاوتة؛ إلاَّ أن الفضيحة كانت مدوية، والخيبة كانت كبيرة، وستجد الخيزرانة طريقها إلى ظهور وأرداف هؤلاء العملاء بشكلٍ مؤلم لا يرضي عدو ولا يُسِر صديق…
لقد فشلت حفلة العمالة والارتزاق، وبدأت أصوات النعيق والاتهامات فيما بينهم ترتفع وتتعالى، وكل واحدٍ منهم يتهم الآخر؛ بأن سبب الفشل هو عدم توزيع ملايين الرشوة بالتساوي.
وبين هذا الركام من القاذورات المنتنة، إلاَّ أن هناك الكثير من الرجال الأحرار وهم خارج الوطن.. وقد رفضوا الحضور إلى وليمة العار السعودية..
فلهم كل التحية والتقدير..
وما زال الشعب بانتظار خطوات العمل الجادة في صنعاء بحق أولئك المتسكعون الخونة.
#مصباح_الهمداني
13/04/2019