نهم النهمه …
عين الحقيقة/كتب /صوتي حر
في أول زيارة عيدية كانت نهم المحطه الأولى عند الوصول الي أول نقطة تفتيش عسكرية طلب منا تسليم الهواتف حفاظآ على سلامتنا وسلامة الجبهات من الأستهداف كون الطيران يستطيع اختراق أجهزة التلفون وتحديد مواقعها وبالتالي قصف هذه المواقع. .
وصلنا الطريق ووصلنا لنقيل بني غيلان ونزلنا منه وانا أشعر بالغرابة لا وجود لأي أثر أو مظهر من مظاهر المعارك سوى بقايا سيارات المواطنيين والمزارعين التي أستهدفها الطيران
واصلنا الطريق حتى وصلنا للمدرسة التي قصفها الطيران وأصيبت فيها الطفله بشرى وأستشهد العديد من الطلاب والمدرسين وبعدها وصلنا مسورة وسوق مسورة الذي ضربه الطيران بشكل عجيب لقد مر الطيران على كل محل ودكان حتى (الصندقات الحديد) لم تسلم من القصف كانت عملية مسح للسوق من الوجود.
أستهدف ممنهج للمدارس والأسواق والمنازل وأكاد أجزم أن لا عمل للطيران سوى قصف الأهداف المدنية .
واصلنا الطريق حتى وصلنا جبال يام المطله على فرضة نهم .
أتعجب وسألت بعض المجاهدين وين الدواعش ما عد باقي إلا ثلاثة أو اربعه كيلو ونوصل مفرق الجوف ؟ ؟
قالوا هم في فرضة نهم وبيحاولوا يشنوا زحوف للوصول الي جبال يام وغيرها من المرتفعات. .
طننت بيني وبين نفسي معقوله سنتين وهم في الفرضه التي أعلنوا السيطرة عليها وجالسين محلك سر
سنتين والعربيه وكل وسائل الإعلام تحدثنا عند التقدم والاقتراب من صنعاء وما باقي لصنعاء إلا بضعة كيلومترات
سنتين بيخبزوا ويعجنوا أخبار وهم محلك سر؟ ؟
قلت للمجاهد وأنا اضحك يا رجال لو بيحاربوكم بحجار أن قد حققوا تقدم ولو شوية؛ ضحك وقال لا والله انهم بيقاتلونا بأحدث الأسلحة وبيزحفوا بالألاف والطيران مثل ما بتشوف ولا بيتوقف دقيقة عن التحليق والقصف لكن الله بيسدد رمي المجاهدين وبيثبت أقدامهم وثلاثه مؤمنيين يصدوا زحف يشارك فيه ألف داعشي؛ وبنكل بهم وقد ملئنا وديان وجبال الفرضه من جثثهم ولكن بيسوقهم قادتهم مثل الغنم للموت وأين ما خلص فوج جابوا بدله؛
قلت هذه قدي جهنم ما عديش نهم كل ألقي فيها فوج قالت هل من مزيد.
كان أستقبال المجاهدين لنا مذهل كانت الحفاوة والكرم الزائد والمرافقه واللطيفه تشعرين بالحرج يستقبلوننا أستقبال الأبطال الفاتحين ؛ عملية معكوسه نحن الخوالف الراقدين جوار نسائنا يستقبلنا أبطال الجبهات وأسود الوغى الذين حيروا العالم بصمودهم وبطولاتهم هذا الإستقبال المذهل والكريم والغير متكلف بمشاعر صادقه وبتواضع يخل بقواعد المنطق ؛ فمن يجب أن يحتفي بمن ؟ ؟
ومن يجب أن يكرم من ؟ ؟
ومن يجب أن يتواضع أمام من ؟ ؟
ذهبت للجبهات وانا مستعد نفسيآ لسماع أي كلام ثقيل أو إهانة من المجاهدين فنحن الخوالف الذين نتلهى بحياتنا ببقايا دولة وفلان عينوه وفلان نازل وفلان سرق وزعطان يهدد بحرب أهلية لأن نقطة تفتيش طلبت من ابنه التعريف بنفسه؛ ملتهيين بحديث الصبيان والغلمان والاقيال والهاشميين وفلان وقع له وفلان ما وقعلش؛ نحن التافهون الذي لا نرفد الجبهات إلا في المواسم ولا نذكر الجبهات إلا إذا حقق المجاهدون إنجاز يليق بغرورنا ، نحن الذين لا نكتب عن المجاهدين ولا نذكر لا بطولاتهم ولا تضحياتهم يحققون المعجزات ويبذلون النفس والروح ويفقدون اطرافهم وعينوهم وارجلهم وايديهم لكي نمارس لعبة المدينة والدولة الصبيانيه ونتحدث عن المرتبات وسعر الدولار وغلاء جعالة العيد ؛ بينما كل عالمنا الصبياني سيختفي من الوجود في لمح البصر أن غضب هؤلاء الرجال الأبطال من صبانيتنا وقرروا أننا لا نستحق التضحية ووقفوا على الحياد؛ ستختفي صنعاء وفللها وقصورها ومنازلها ستختفي الوزرات والمؤسسات والشركات والمحلات ستختفي الحياة بكلها.
وبدلآ من اهانتنا أو حتى عتابنا أو حتى التعامل الطبيعي معنا كسواح وانصاف رجال بدلآ من الوضع الطبيعي استقبلنا إستقبال أستثنائي كأبطال بكرم وحفاوة ومحبه وحرص على راحتنا وسلامتنا ؛ والله أن هذا الإستقبال والحفاوة والترحيب كانت أشد على قلبي مما لو لعنونا أو احتقرونا…
بعد أن جلست معهم عرفت السر وراء الإيثار المطلق التضحية المطلقة نكران الذات وعدم الشعور بعظمة ما يفعلونه لنا ولبلدنا واعراضنا وكل وجودنا..
السبب وراء ارتقائهم لمرتبة اخلاقيه وقيمية لا وجود لها في كل الكون أنهم يحملون إيمان اسطوري خلقته ثقافة قرآنية تشربوها من الملازم فأصبحت صرختهم ترنيمة ملائكية ننعم بها وصرخة عذاب يصلاها أعدائنا. .
لم انتهي فما زال للحديث بقية فقد اسريت إلي نهم ووصلت لسدرة المنتهى في التضحية والايثار والمحبه والكرم والشجاعة والبطولة والبأس الشديد