نظمها اتحاد الإعلاميين اليمنيين بصنعاء.. ندوة إعلامية بعنوان “خروج المارينز الأمريكي والسي آي إيه في 11 فبراير 2015م
بمناسبة ذكرى ثورة 11 فبراير وخروج الأمريكيين من العاصمة صنعاء نظم اتحاد الإعلاميين اليمنيين اليوم السبت بصنعاء ندوة إعلامية حول “خروج المارينز الأمريكي والسي آي إيه في 11 فبراير 2015م.
وقد ألقيت خلال الندوة ثلاث أوراق عمل الأولى ألقاها الباحث أنس القاضي بعنوان “التدخلات الأمريكية في العالم العربي واليمني”، وورقة العمل الثانية ألقاها الكاتب زكريا الشرعبي تحت عنوان “طائرات بدون طيار في اليمن”، فيما ورقة العمل الثالثة ألقاها رئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين الباحث عبدالرحمن الأهنومي تحت عنوان “الهروب الأمريكي المهين من صنعاء 11 فبراير 2015م”..
وقد تطرق الباحث أنس القاضي في ورقة العمل الأولى “التدخلات الأمريكية في العالم العربي واليمن” على ثلاث محاور، المحور الأول “الولايات المتحدة في عصر الإمبريالية” من خلال التغلغل الاقتصادي الأمريكي في آسيا، فيما المحور الثاني “التدخلات الأمريكية في العالم العربي” والذي تضمن عدد من العناوين أبرها “النفط والسياسة العدوانية الأمريكية، مبدأ ايزنهاور العدواني والتحالفات العسكرية، مشروع الناتو العربي القديم، والعدوان العسكري المباشر”.. فيما كان المحور الثالث “التدخلات الأمريكية في اليمن” والذي تضمن عدد من العناوين أيضا أبرزها “التدخلات الأمريكية قبل الوحدة، التدخلات الأمريكية بعد الوحدة، التدخلات تحت لافتة مكافحة الإرهاب، الولايات المتحدة ضد ثورة 11 فبراير والحوار الوطني”.
وأوضح الباحث القاضي في تمهيد ورقته أن الولايات المتحدة الأمريكية دخلت طورها الاحتكاري “الإمبريالي الاستعماري” كإمبراطورية عالمية عقب الحرب العالمية الثانية، وأن الطبيعة السلوكية العدوانية للرأسمالية الاحتكارية عموما وللامبريالية الامريكية خصوصا ضرورة تولدها المصالح الاقتصادية التي تحوزها، في هذه المرحلة المميزة من التشكيلة الرأسمالية في طورها الاحتكاري، النزاع إلى التوسع في الأسواق الخارجية ومكامن الثروات، فالرجعية السياسية على طول الخط هي من ميزاتها، ففي السياسة الخارجية والداخلية على حد سواء تسعى الإمبريالية إلى انتهاك الديمقراطية، فالديمقراطية تقابل المنافسة الحرة، والرجعية السياسة تقابل الاحتكار، وبهذا التعميم اللينيني لا جدال في أن الإمبريالية هي إنكار للديمقراطية على العموم، إنكار للديمقراطية بكاملها، وهي تنكر كذلك الديمقراطية في المسألة القومية، أي حق الأمم في تقرير المصير، وليس مستغربا السلوك العدواني لكل من حكومات الحزبين الأمريكي، بالنسبة لموقفهم المعادي لحرية الشعب الفلسطيني، وقضية تحرر الشعوب عامة، سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
فيما استعرض الكاتب زكريا الشرعبي في ورقة العمل الثانية والتي كانت تحت عنوان “طائرات بدون طيار في اليمن” تضمنت عدد من المحاور، المحور الأول “لمحة تاريخية عن التدخلات الأمريكية في اليمن” والمحور الثاني “طائرات الدرونز تستبيح الأجواء اليمنية وتحصد أرواح اليمنيين” والذي تضمن نماذج من قيام طائرات الدرونز الأمريكية باستهداف مواطنين يمنيين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.. فيما كان المحور الثالث “العلاقة بين أمريكا والقاعدة”.. حيث أشار الكاتب في هذه الورقة إلى أن الأحداث في اليمن تكشف أن تنظيم القاعدة لم يكن سوى أحد الأدوات الاستخباراتية التابعة لواشنطن.
وأوضح الكاتب الشرعبي، تكشفت العلاقة الأمريكية مع تنظيم القاعدة بشكل واضحة خلال العدوان على اليمن، حيث قاتل أعضاء التنظيم إلى جانب تحالف العدوان الأمريكي السعودي في أكثر من 11 جبهة كما اعترف بذلك قائد التنظيم السابق قاسم الريمي، بل تكشف تقارير وتحقيقات صحفية بعضها عن مؤسسات أمريكية أن التحالف الأمريكي السعودي عقد صفقات مع تنظيم القاعدة وتم دمج قيادات في التنظيم ضمن التشكيلات المسلحة التابعة لتحالف العدوان.
فيما جاءت ورقة العمل الثالث لرئيس اتحاد الإعلاميين اليمنيين عبدالرحمن الأهنومي والتي كانت بعنوان “الهروب الأمريكي المهين من العاصمة صنعاء 11 فبراير 2015م” لتتحدث حول ثلاث محاور، المحور الأول “هروب المارينز والسي آي إيه من العاصمة صنعاء في 11 فبراير 2015م” والمحور الثاني “طبيعة وجود السفارة الأمريكية ونشاطها ودور السفراء”.. فيما كان المحور الثالث حول “مقدمات وارهاصات وأسباب دفعت الأمريكيين للهروب”.
وأكد الأهنومي في مقدمة ورقته أنه في يوم 11 فبراير 2015م أغلقت اليمن صفحة سوداء من الوصاية الأمريكية التي استمرت عشرات السنوات، وهو ما يجعلنا نطلق على هذا اليوم يوم التخلص من الهيمنة الأمريكية كإنجاز لثورة 21 سبتمبر..
ففي هذا اليوم خرجت حوالي 40 سيارة من السفارة الأمريكية في منطقة شيرتون بالعاصمة صنعاء باتجاه مطار صنعاء، هذه السياسات كانت تحمل العدد الأخير من المارينز الأمريكي، وضباط وعناصر السي آي إيه، ومعهم السفير الأمريكي ماثيو تولر، حينها كانت رويترز والبي بي سي والسي إن إن ووكالات الصحافة الغربية قد نشرت في اليوم السابق أخبارا تفيد بأن السفير الأمريكي سيغادر صنعاء، جاءت المغادرة بعد حديث متكرر من مسؤولي الإدارة الأمريكية بدأ منذ يناير 2015م، بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بتقليص عدد موظفيها وعناصر القوات الخاصة المارينز والسي آي إيه في اليمن.
التدخلات الأمريكية في العالم العربي واليمن
أنس القاضي
المحتويات
التدخلات الأمريكية في العالم العربي واليمن. 2
تمهيد: الولايات المتحدة في عصر الإمبريالية. 2
مدخل: التغلغل الاقتصادي الأمريكي في آسيا 2
التدخلات الأمريكية في العالم العربي. 4
النفط والسياسة العدوانية الأمريكية 4
مبدأ ايزنهاور العدواني والتحالفات العسكرية 5
التدخلات الأمريكية في اليمن. 7
التدخلات الأمريكية قبل الوحدة 7
التدخلات الأمريكية بعد الوحدة 7
التدخلات تحت لا فتة مكافحة الإرهاب.. 7
الولايات المتحدة ضد ثورة 11 فبراير والحوار الوطني. 8
ثورة 21 سبتمبر والعدوان الأمريكي الراهن. 9
التدخلات الأمريكية في العالم العربي واليمن
تمهيد: الولايات المتحدة في عصر الإمبريالية
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية طورها الاحتكاري (الإمبريالي الاستعماري) كإمبراطورية عالمية عقب الحرب العالمية الثانية، إن الطبيعةَ السلوكيةَ العدوانية للرأسمالية الاحتكارية عموماً، وللإمبريالية الأمريكية خصوصاً ضرورة تولدها المصالح للاقتصادية التي تحوزها، في هذه المرحلة المميزة من التشكيلة الرأسمالية في طورها الاحتكاري، النزّاع إلى التوسع في الأسواق الخارجية ومكامن الثروات، فالرجعية السياسية على طول الخط هي من ميزاتها، ففي السياسة الخارجية والداخلية على حدٍ سواء تسعى الإمبريالية إلى انتهاك الديمقراطية -إلى الرجعية- فالديمقراطية تقابل المنافسة الحرة، والرجعية السياسية تقابل الاحتكار، وبهذا التعميم اللينيني لا جدال في أن الإمبريالية هي إنكار للديمقراطية على العموم، إنكار للديمقراطية بكاملها، وهي تنكر كذلك الديمقراطية في المسألة القومية، أي حق الأُمَم في تقرير المصير، وليس مستغرباً السلوك العدواني لكل من حكومات الحزبين الأمريكيين، بالنسبة لموقفهم المعادي لحرية الشعب الفلسطيني، وقضية تحرر الشعوب عامةً، سواءً على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو الثقافي.
مدخل: التغلغل الاقتصادي الأمريكي في آسيا
بداية من ستينيات القرن الماضي بدأت الولايات المتحدة الأمريكية توسعها الاقتصادي والاستعماري الجديد في بلدان آسيا، لما تزخر به القارة من مواد خام وطاقة، كانت الولايات المتحدة الأمريكية بحاجة إليها من أجل زيادة أرباح الشركات الاحتكارية العابرة للأوطان، وجاء هذا التوسع الأمريكي كنوع من إعادة تقاسم المستعمرات، فمع بداية حركات التحرر الوطنية التي اتقدت في الأربعينيات والخمسينيات والستينيات في بلدان آسيا وتراجع النفوذ الاستعماري البريطاني والفرنسي والياباني دخلت الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة لتحل كقوة إمبريالية محل الدول الإمبريالية القديمة، على سبيل المثال فقد بدأ العدوان الأمريكي على فيتنام والتدخل في شؤونها عقب تحررها من الاستعمار الفرنسي، فلم تقبل الولايات المتحدة باستقلال شعب فيتنام واستعادته لثرواته.
أخذت الولايات المتحدة الأمريكية في عين الاعتبار التخلف الاقتصادي التقني في بلدان آسيا، فكانت مناسبة لتصدير رؤوس الأموال إليها عبر السلف والمساعدات وجني الأرباح الباهظة منها ووضع اليد على مصادر الخامات الهامة بالنسبة للصناعة الأمريكية، وكان التركيز في البداية على بلدان شرق آسيا.
التدخلات الأمريكية في العالم العربي
يتضمن التوسع الأمريكي في قارة آسيا منطقة العالم العربي والإسلامي، وتتميز هذه المنطقة بصورة رئيسة بوجود احتياطات كبيرة من النفط، كما أن المنطقة مهمة في ذاتها لتوسطها وربطها بين قارات العالم، ففيها تتقاطع طرق المواصلات البرية والبحرية والجوية المهمة التي تربط إفريقيا بغرب آسيا، وتسيطر على طرق نقل النفط إلى الولايات المتحدة وبلدان غرب أوروبا واليابان، وإلى جانب النفط، يلعب التغلغل السلعي الأمريكي في المنطقة العربية الإسلامية دوراً في تثبيت هيمنتها، حيث باتت المنطقة إحدى الأسواق العالمية التي تباع فيها السلع الأمريكية الغذائية والإلكترونية، ومن أهم هذه السلع الغذائية الحبوب.
النفط والسياسة العدوانية الأمريكية
كان الحضور الأمريكي في الجزيرة العربية من أجل النفط قديماً يعود إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية، وتزايدت أهمية المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية مع أزمة الطاقة في السبعينيات، وبداية من ثمانينيات القرن الماضي أصبحت المملكة العربية السعودية المصدر الأول للطاقة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، مع بقاء عائدات النفط في البنوك الأمريكية ومتاحة أمام استثمارها من قبل الولايات المتحدة.
لا تنحصر أهمية النفط في العالم العربي بالنسبة للولايات المتحدة لاستخدامها الخاص، فالولايات المتحدة الأمريكية تمتلك احتياطات نفطية كبيرة -وإن كانت سابقاً عملية استخراجه باهظة- إلى جانب اهتمام الولايات المتحدة بالنفط من أجل اقتصادها، فهي تبيعه لدول العالم وتسيطر بذلك على سوق الطاقة كما أن اهتمامها بالنفط هو أيضاً لأجل حلفائها (الاتحاد الأوربي واليابان) فضمان الطاقة هو ضمان استمرار عملية الإنتاج السلعية الغربية عموماً، وبنفط الخليج يجري تزويد الأساطيل الحربية والقواعد العسكرية في البحر الأبيض المتوسط والمحيطين الهندي والهادي، كما تزود به الولايات المتحدة الكيان الصهيوني.
مثل النفط أهمية أيضاً من حيث عائداته، فقد جرت عملية تحديث للبنية التحتية في السعودية ودول الخليج العربية المصدرة للنفط، حصلت الولايات المتحدة الأمريكية على معظم عقود البناء والتطوير، وإنشاء الشركات المختلطة وإبرام اتفاقيات الحماية العسكرية وخاصة مع صعود الحركة القومية والاشتراكية في العالم العربي وانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية، وحتى اليوم تظل بلدان الخليج وخاصة المملكة العربية السعودية المستورد الأول للأسلحة الأمريكية.
مبدأ ايزنهاور العدواني والتحالفات العسكرية
انعكس الاهتمام المتزايد بالمنطقة فيما عرف بـ”مبدأ ايزنهاور” العدواني، ” أعلن «مبدأ ایزنهاور» الشرق الأوسط منطقة «مهمة من وجهة نظر المصالح الوطنية الأمريكية»، وجاهر باستعداد واشنطن لاستخدام القوات المسلحة في سبيل مساعدة كل أمة أو مجموعة من الأمم تطلب تقديم العون في مواجهة عدوان مسلح يشنه أي بلد تشرف عليه الشيوعية العالمية» كان أول تطبيق عملي لهذا المبدأ هو التدخل العسكري الامريكي في لبنان يوم 15 تموز (يوليو) 1958م، أي في اليوم التالي لقيام الثورة المناهضة للإمبريالية في العراق.. أدى تبنى الولايات المتحدة لـ«مبدأ ايزنهاور» إلى تنشيط حاد للسياسة الخارجية الامريكية تجاه بلدان منطقة الشرقين الادنى والاوسط، ففى آذار (مارس) 1959م عقدت الولايات المتحدة مع كل من تركيا وايران] في عهد الشاه[وباكستان اتفاقيات عسكرية ثنائية نالت بموجبها حق ادخال قواتها إلى أراضي هذه البلدان وفي آب (أغسطس) من العام نفسه جرى تحت ضغط من واشنطن تحويل حلف بغداد (الذي بقى بلا بغداد نتيجة انسحاب العراق من الحلف) إلى منظمة المعاهدة المركزية (حلف السنتي) المؤلفة من بريطانيا وإيران وباكستان وتركيا”.([1])
مشروع الناتو العربي القديم!
قبل هذا التكتل العسكري، كانت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وتركيا قد تقدمت في العام 1951م إلى كل من مصر وسورية ولبنان والعراق والسعودية واليمن وإسرائيل والأردن باقتراح للمشاركة في تشكيل ما يسمى ” بقيادة الشرق الأوسط الموحدة” الذي يُثار في الوقت الراهن بمسمى ” الناتو العربي”، تلك الدعوة القديمة جاءت بعد عامين من تشكيل الولايات المتحدة الأمريكية حلف شمال الأطلسي “الناتو” مع دول غرب أوربا في العام 1949م.
أمست المنطقة قاعدة عسكرية في مواجهة حركات التحرر الوطنية العربية، وتشكلت في منطقة الخليج قوات الانتشار السريع الأمريكية عام 1979م لفرض الهيمنة الاستعمارية والسيطرة على طرق التجارة البحرية.
العدوان العسكري المباشر
في إطار توسعها الاستعماري وإخضاع شعوب المنطقة العربية ودولها لمنطق النهب الرأسمالي، تدخلت الولايات المتحدة في المنطقة بشكل مكثف بصورة مباشرة وعبر المرتزقة والحكومات العميلة، حيث دبرت انقلاباً عسكرياً في سوريا عام 1949م ودبرت انقلاباً في 1953م ضد حكومة مصدق في إيران التي أممت النفط، ودعمت الكيان الصهيوني في حروبه العديدة ضد البلدان العربية: 1956م، 1967م و1973م، كما قامت بغزو لبنان عام 1958م.
وفي الستينيات شاركت في الحرب على الثورتين في شمال اليمن 1962م وجنوبه 1963م وحرضت نظام صنعاء للحرب ضد نظام عدن في 1972م،1979م، وعبر نظام إيران الشاه حاربت ثورة ظفار عام 1971م، ودعمت الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م، وشنت عدواناً مباشراً على ليبيا في 15 إبريل 1986م.
كما دعمت الحروب الأهلية في إثيوبيا الاشتراكية -سابقاً- 1989م- 1991م، ولاحقاً دعمت العراق ضد إيران في حرب الخليج الأولى 1980م، وحاربت ضد العراق في حرب الخليج الثانية 1990م، وباتت المنطقة هدفاً أساسياً لهجمة ما سمي بـ”محاربة الإرهاب” في عهد بوش الابن حيث تم غزو العراقي في 2003م سبقه غزو أفغانستان عام 2001م، ومحاربة القرصنة.
ودخلت مرحلة جديدة من العدوان في العام 2011م حيث دعمت الحرب الأطلسية في العدوان على ليبيا 2011م وكذلك الاعتداء على سوريا في ذات العام، والعدوان على اليمن في العام 2015م، كل ذلك كان ضمن سياق تغلغل المصالح الأمريكية في المنطقة، وهو مؤشر على مدى أهمية المنطقة بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، التي جعلت منها “المنطقة العسكرية المركزية”.
التدخلات الأمريكية في اليمن
التدخلات الأمريكية قبل الوحدة
تعود العلاقات اليمنية الامريكية إلى أربعينيات القرن الماضي، عقب الحرب العالمية الثانية، حين اعترفت بالمملكة المتوكلية اليمنية عام 1946م.
حين وطأت القدم الأمريكية اليمن، شكلت نقطة استخباراتية إقليمية، عرفت بالنقطة الرابعة، ومازال المنطقة تحمل هذا الاسم حتى اليوم، وعبرها مارست أمريكا تدخلات خطرة ضد فصائل الحركة الوطنية وضد الأسرة المتوكلية الحاكمة والنظام الوطني لحكومة الإمام.
مثلت السعودية بوابة أمريكا للتدخل في اليمن في مراحل الستينات حتى التسعينات، ضد كل حراك وطني وكل فصائل الحركة الوطنية وثورتي 26 سبتمبر و 14 اكتوبر، وضد النظام الوطني في اليمن الديمقراطية، وضد حكومة الحمدي، وضد القوى السياسية القومية واليسارية إبان الحرب الباردة، وقد تجاوزت أمريكا التدخل عبر الوكلاء وظهرت بصورة مباشرة بعد نهاية الحرب الباردة وهزيمة المعسكر الاشتراكي.
التدخلات الأمريكية بعد الوحدة
بداية من العام 90 تربعت الولايات المتحدة الأمريكية على عرش العولمة، وانتقلت من التنظيرات حول ” نهاية التاريخ” إلى تنفيذ هذه السياسات، وفق مشروع الشرق الأوسط الجديد والشرق الأوسط الكبير، بطريقة مباشرة وطريقة غير مباشرة ، عبر الأدوات العنيفة ووغير العنيفة.
كان التدخل الأمريكي في اليمن هو في إطار هذا التدخل العام، الذي ابتدأ في افغانستان، وكان لليمن بموقعها الاستراتيجي أهمية خاصة لدى القيادة الأمريكية، فمارست في اليمن شتى التدخلات وفي مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والثقافية والاجتماعية بصورة مباشرة وصورة غير مباشرة وبطريق عنيفة وطرق ناعمة.
التدخلات تحت لا فتة مكافحة الإرهاب
منذ مطلع العام 2000 ، مع بداية الهجمة الاستعمارية الأمريكية الجديدة باسم “مكافحة الإرهاب”، بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخلات العسكرية المباشرة في اليمن، ومثلت اليمن ثاني أهم منطقة لأمريكا بعد افغانستان في تلك الفترة، وكادت أمريكا تحتل عدن بعد تفجير المدمرة كول عام 2000م كما أعترف صالح الذي اتاح لها التدخل الكامل في الشؤون العسكرية والأمنية، وقد وصلت إلى قيام الولايات المتحدة الأمريكية بسحب السلاح الخفيف والمتوسط من الأسواق وتفجير أسلحة الدفاع الجوية وحوادث سقوط الطائرات الحربية واغتيال الطيارين. وقبل ذلك كانت أمريكا قد اتخذت قرارا بالتدخل العسكري في اليمن بالتزامن مع “عاصفة الصحراء” التي ضربت العراق على خلفية وقوف اليمن ضد الحرب على العراق، وجرت حينها صفقة معينة بين السفير اليمني الاشطر في أمريكا مع الرئيس بوش، فألغي التدخل، وحينها فرضت أمريكا والسعودية عقوبات اقتصادية على اليمن.
مثل ملف مكافحة الإرهاب خلال الفترة 2000حتى 2010 أبرز ملف جرت تحت غطائه التدخلات الأمريكية في اليمن، حيث مارست عبره التدخلات المباشرة وانمحت الحدود الفاصلة ما بين عمل السفير وما بين عمل المندوب السامي، وكانت الحكومة اليمنية عملياً في وضع الحكومة المستعمرة والتابعة للولايات المتحدة.
يُعد ملف الارهاب ملفاً استراتيجياً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية، فعلى الرغم من أن واشنطن حولت اهتمامها في الفترة 2011- 2014م نحو الاهتمامات السياسية إلا أن مسألة ” مكافحة الإرهاب” لم تهمش، وتضاعفت في هذه الفترة الأنشطة التخريبية في السياسة والثقافة والفكر والأخلاقـ التي تصنف ضمن الحرب الناعمة.
الولايات المتحدة ضد ثورة 11 فبراير والحوار الوطني
من العام 2011 حتى العام 2014م برزت التدخلات الأمريكية كتدخلات سياسية مباشرة في تحديد السياسة الرسمية لليمن. عندما بدأت ثورة 11 فبراير 2011م وقفت الولايات المتحدة الأمريكية ضدها بكل قوة مدافعة عن بقاء نظام علي صالح، ثم عدلت واشنطن موقفها من علي صالح عندما تلقت وعوداً من اللقاء المشترك وهادي بأن يقوموا بدور علي صالح بل وأفضل منه، وهو ما تم فعلاً بعد الاستغناء عن صالح، وقد قام هادي بدور نشيط في تنفيذ التوجهات الأمريكية وقام بزيارات عديدة لأمريكا وكان يلتقى السفير الأمريكي أولاً بأول لرفع تقارير بمستوى الإنجاز الذي يقوم به وفق المخطط الأمريكي ومازال هادي وحكومته في هذا المسار حتى اليوم من الرياض وعدن.
خلال هذه الفترة وضعت أمريكا نصب عينها مسألة إعاقة تحقق أهداف الثورة ووصول القوى الوطنية إلى السُلطة فهندست ما عرفت ” المبادرة الخليجية”، وفق مبدأ أوباما “القيادة من الخلف” وقدمتها عبر مجلس التعاون الخليجي، وتم دعمها بقرارات مجلس الأمن وقرارات العقوبات وغيرها، كما تجاوز السفير الأمريكي الدبلوماسية وصرح محرضاً بصورة مباشرة ضد مسيرة الحياة التي جاءت من تعز الى صنعاء عقب المبادرة لتنشط المسار الثوري فتم الاعتداء عليها وسقوط شهداء من الثوار.
كانت قرارات مجلس الأمن خلال هذه الفترة أبرز أشكال التدخلات الأمريكية المباشرة، من القرار رقم (2014) لسنة (2011). الذي ثبت المبادرة الخليجية ووأد ثورة 11 فبراير، إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2216)، الذي مثل غطاء دولياً للعدوان على اليمن.
تعامل الأمريكي مع مؤتمر “الحوار الوطني” كامتداد للمبادرة الخليجية من أجل إضفاء صفة توافقية على الأهداف المحددة مسبقاً، ولأن ميدان مؤتمر الحوار الوطني والنشاط المدني كان هو ميدان الصراع الأساسي، فقد رمت أمريكا بكل ثقلها في هذا المسار، ومارست التأثير على مؤتمر الحوار من داخله ومن خارجه أيضاً عبر نشاط السفارة الأمريكية والملحقية الثقافية والمعهد الديمقراطي، كما قدمت الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري السخي لحكومة باسندوة ورئاسة هادي من أجل الوصول إلى الأهداف المرجوة من المبادرة.
ثورة 21 سبتمبر والعدوان الأمريكي الراهن
جاءت ثورة 21 سبتمبر 2014م من خارج التخطيط الأمريكي التي رسمته لسير الأحداث في اليمن، فانتقلت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الوقوف ضد الثورة وحشد أوسع التحالفات الدولية والمحلية ضد الثورة والمكون الثوري وحشد القوى التكفيرية والمرتزقة أيضاً، حيث حددت أمريكا لنفسها مهمة ضرب الثورة والعودة إلى المحطة التي توقف بها مؤتمر الحوار الوطني، إلا أن تصلب عود الثورة وصمودها أعاق أمريكا عن تحقيق الهدف فتم الانتقال إلى العدوان العسكري المباشر والحصار عبر ما سُمي بالتحالف العربي، عشية 26 مارس 2015م.
في هذه المرحلة من العدوان المباشر، قدمت أمريكا مختلف اشكال الدعم العسكري واللوجستي والمشاركة الميدانية المباشرة في اليمن، والعمل السياسي والدبلوماسي المضاد للوصول إلى تسوية عادلة، وتأليب المجتمع الدولي ضد قوى الثورة في اليمن، واصدارا القرارات والبيانات من مجلس الأمن الدولي وفرض العقوبات الاقتصادية العامة والخاصة ضد شخصيات يمنية، حيث بذلت أمريكا أقصى الجهود من أجل ضرب الثورة وإعادة اليمن إلى عهد الوصاية، وهو الأمر الذي لم يتحقق، وبدأ الانكسار يهدد معسكر تحالف العدوان والمرتزقة.
بداية من العام 2019م برزت خلافات بين الجماعات الجنوبية الموالية للإمارات وبين جماعة هادي، الأمر الذي هدد وحدة التحالف العدواني ضد القوى الوطنية، فاضطرت أمريكا إلى أن تلعب دوراً عدوانياً جديداً وهو وحيد الفصائل العميلة ضد صنعاء، الذي أختتم بما سمي “مؤتمر الرياض”، والملاحظ بأن الأمريكي طرف رئيسي في هذا الاتفاق فمختلف الاجتماعات التي قام بها اعضاء حكومة هادي وشخصيات الانتقالي والمسؤولون المحسوبون عليه، كانت لقاءاتهم مع السفير الأمريكي تفوق لقاءاتهم مع هادي أو الزبيدي، ولقائتهم فيما بينهم كأطراف عميلة.
[1] ادوارد ريس، ” التوسع الأمريكي في الخليج”، (موسكو دار التقدم، 1989م ط 1) ص 17
بسم الله الرحمن الرحيم
زكريا الشرعبي:
لمحة تاريخية عن التدخل الأمريكي في اليمن
جاء الحادي عشر من فبراير 2015م كثمرة من ثمار ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ليمثل نقطة فاصلة بين مرحلتين، مرحلة استلاب القرار اليمني، واستباحة السيادة اليمنية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وأدواتها في المنطقة، ومرحلة الاستقلال، ويمكن القول أن أي حديث عن أسباب العدوان الذي تتزعمه أمريكا ضد اليمن، سيبقى ناقصا دون التطرق إلى مرحلة ما قبل الحادي عشر من فبراير.
منذ سبعينيات القرن الماضي، كانت الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة بثقلها في اليمن، وتحديدا في ما كان يعرف بالجمهورية العربية اليمنية، فمنذ اغتيال الحمدي وتولي الغشمي ثم صالح، كان الأمريكيون يعولون على اليمن الشمالي لمواجهة النفوذ السوفيتي في الشطر الجنوبي، وقد تم إنشاء مكتب عسكري أمريكي في اليمن في العام 1978م وقد بعث السفير والتر شيريل رسالة إلى علي عبدالله صالح في أكتوبر 78م أبلغه فيها أن واشنطن سترسل معدات عسكرية قريبا، بل في 28 يوليو وبعد أيام من تنصيب صالح رئيسا عقد لقاء مع السفير شيريل وفي اللقاء تمت مناقشة تزويد اليمن بأسلحة وأن تكون اليمن تابعة للنفوذ الأمريكي في مقابل النفوذ السوفيتي في الجنوب.
وهكذا مثلما استغلت الولايات المتحدة فزاعة الاتحاد السوفيتي وحارب الكثير من البلدان، استغلت اليمن، وكانت حاضرة في الكثير من الأحداث، ففي 86 كانت حاضرة ضمن خلية استخباراتية في صنعاء لإدارة الصراعات بين فرقاء الحزب الاشتراكي، وفي 94م منحت صالح الضوء الأخضر للدخول إلى عدن كي يتم القضاء على الحزب الاشتراكي.
طائرات الدرونز تستبيح الأجواء اليمنية وتحصد أرواح اليمنيين
ومثلما كان الاتحاد السوفيتي فزاعة وذريعة، كانت مكافحة الإرهاب كذلك، وكانت اليمن مسرحا للعمليات الأمريكية، وكان اليمنيون ضحايا لهذه الحرب، حيث تمت استباحة سيادتها، وكان النظام الحاكم أداة لهذا النفوذ ولتغطية هذه الاستباحة.
استغلت الولايات المتحدة فزاعة الإرهاب، للتدخل عسكريا في اليمن، بعد أن كانت قد سيطرت عليها سياسيا واقتصاديا، ومنذ العام 2002 بدأت الطائرات بدون طيار الأمريكية في تنفيذ غاراتها ضمن برنامج سري،
بدأت عمليات الطائرات بدون طيار في اليمن في 3 نوفمبر من هذا العام حيث نفذت الولايات المتحدة أولى العمليات بصاروخين من طراز هيلفاير للطائرة بدون طيار على مركبة مسافرة في ريف اليمن ، مما أسفر عن مقتل ستة.
في يناير 2003 ، حققت المقررة الخاصة للأمم المتحدة أسماء جهانجير وخلصت إلى أن الولايات المتحدة نفذت عمليات قتل خارج نطاق القضاء في اليمن ، ولم تكن مٌبررة بمكافحة الإرهاب.
استمرت العمليات الأمريكية بطائرات بدون طيار ولكن بشكل سري، حتى العام 2009م لكن قبل التطرق إلى هذه العمليات لا بد من الإشارة إلى الدور الذي لعبته الولايات المتحدة في الحروب الظالمة على صعدة، ووجهت النظام وأشرفت على هذه الحروب، بما في ذلك عملية اغتيال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، التي نعيش ذكراها هذه الأيام.
-في وثيقة نشرها موقع ويكليكس عام 2014، وتعود إلى سبتمبر من العام 2004، وهي عبارة عن رسالة أرسلها السفير الأمريكي الأسبق في صنعاء توماس كراجيسكي إلى الخارجية الأمريكية، يتحدث فيها بأن النظام اليمني برئاسة علي عبدالله صالح قلل من الدور الأمريكي في اغتيال الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رغم المساعدة المباشرة التي قدمتها أمريكا لتنفيذ العملية.
يقول السفير في الرسالة: قاد فريق مكافحة الإرهاب المدرب من قبل حكومة الولايات المتحدة العملية التي أسفرت عن مقتل الحوثي.
وتحت عنوان “التقليل من دور مساعدة حكومة الولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب” يقول السفير الأمريكي: “صرح وزير الداخلية العليمي لـ نائب رئيس البعثة الأمريكية في اليمن أن القادة الميدانيين نسبوا الانتصار مباشرة إلى التدريب الأمريكي. “لولا تدريبكم لوحدة الأمن المركزي التي اقتحمت الكهف، لكنا خسرنا أكثر من أربعين ضحية”. ومع ذلك، في مساء يوم 11 سبتمبر، تمت زيارة الملحق العسكري للولايات المتحدة في منزله من قبل ممثل دائرة المخابرات العسكرية الذي طلب أن يذهب الفضل العام لإنهاء الصراع الدموي الطويل إلى وزارة الدفاع وليس إلى وزارة الداخلية.. (تعليق: سيكون من المثير للاهتمام معرفة ما إذا كان صالح، الذي حاول علانية نشر مدحه، سيعترف بشكل خاص بدور المساعدة الأمريكية. نهاية التعليق).
كما شاركت الولايات المتحدة في عمليات الحروب صعدة من خلال تقديم الخرائط وعمليات المسح الجوي عبر طائرات الاستطلاع وهو ما أكدته وثائق تم نشرها في أوقات سابقة من خلال وسائل الإعلام اليمنية.
بالعودة إلى الحرب تحت مسمى مكافحة الإرهاب والتي قدمت واشنطن نفسها من خلالها كشرطي عالمي يمتلك الحق في التدخل في أي بلد، فإن هذه الحرب لم تكن فقط حربا غير شرعية وتنتهك سيادات الدول، بل كانت أيضا حربا إجرامية، راح ضحيتها ما يقارب 1500 مدني يمني.
منذ العام 2009 وحتى العام 2016 رصدت وسائل اعلام ومنظمات استقصائية، تنفيذ أكثر من 336 هجوم مميت بالطائرات الأمريكية بدون طيار، نتج عنها مقتل مقتل 1135 من اليمنيين، معظمهم من المدنيين والنساء والأطفال، وهناك عمليات أكثر سرية ولم يتم الإبلاغ عنها، وهناك عمليات كان يتم تبنيها من قبل النظام الحاكم.
إضافة إلى عمليات الاستطلاع المستمرة، حيث لم تتوقف طائرات الدرونز عن التحليق في الأجواء اليمنية.
لقد قام نظام صالح ثم نظام خلفه هادي بأقبح وأسوأ عملية تستر على الإجرام الأمريكي في اليمن.
هذان النظامان، وبدلا من أن يكونا حاميان لليمن وسيادتها وشعبها كما يفترض بهما، لم يكتفيا بالسماح للولايات المتحدة بتنفيذ كل هذه الجرائم والانتهاكات، فعلي عبدالله صالح، قام بمسح البصمات الأمريكية من على أدوات الجريمة ببصماته، أما هادي فبالغ في ثناء تفوق الأمريكيين في تقنية قتل الشعب اليمني..
هل تتذكرون مجزرة المعجلة، تلك المجزرة التي راح ضحيتها 41 امراءة وطفل من البدو في أبين، وأعلن نظام صالح أنه هو من نفذها ضد معسكر تدريب ومخازن أسلحة للإرهابيين، لقد قال ذلك رغم أن بقايا صواريخ كروز التي أطلقتها البارجات الأمريكية كانت لا تزال في مسرح الجريمة.
41 طفلا وامراءة تم قتلهم بصاروخ كروز من بارجة أمريكية وزعم النظام أنه هو من نفذ عملية ضد الإرهاب، بل قام باعتقال الصحفي الذي تحدث عن الجريمة، وعندما أراد إطلاقه في فبراير 2011م مع بداية تصاعد السخط الشعبي ضده، قضت التوجيهات الأمريكية بإبقاءه في السجن.
تكشف وثيقة منشورة على موقع البيت الأبيض بتاريخ 3 فبراير 2011م إن أوباما اتصل بصالح لإبقاء هذا الصحفي في السجن بتهمة أنه عميل مع تنظيم القاعدة.
كان هناك الكثير والكثير من الجرائم، التي تستر عليها صالح، وعندما أحس صالح بسخط شعبي ضد هذه الهجمات الأمريكية ، ومع انكشاف أكذوبته في التغطية على مجزرة المعجلة، أدرك صالح أن صواريخ كروز تترك أثرا ولا يمكنه تبني هجماتها، فنصح واشنطن أن تٌطلق قاذفاتها القنابل أينما تريد في اليمن بدلا من استخدام صواريخ كروز، وسيتم تبني ذلك من خلال النظام.
تقول إحدى الوثائق التي نشرتها ويكليكس إن صالح أشاد بضربات 17 و 24 ديسمبر / كانون الأول 2009م لكنه قال إن “أخطاء ارتكبت” في قتل المدنيين في أبين،أعرب صالح عن أسفه لاستخدام صواريخ كروز “غير الدقيقة للغاية” ورحب باستخدام القنابل الموجهة بدقة في الطائرات بدلاً من ذلك. وقال صالح “سنستمر في القول إن القنابل لنا وليست قنابلكم” .
كان صالح قد أخبر البرلمان أن القنابل في أرحب وأبين وشبوة أمريكية الصنع ولكن الحكومة هي من استخدمتها
لم تكن سياسة هادي مختلفة عن صالح، بل يمكن القول إن الولايات المتحدة وسعت نشاطها بشكل أكبر وعلني خلال الفترة 2012-2015م، بينما كان هادي يعتبر الطائرات بدون طيار أعجوبة فنية، وأكد أنه يوافق على كل ضربات الطائرات بدون طيار، بل استخدمت الولايات المتحدة المروحيات لتنفيذ عمليات في اليمن، وأعلن هادي أنه مروحيات يمنية.
ربما نحتاج إلى ساعات لسرد القصص والمآسي الإنسانية الناتجة عن هذه الجرائم الأمريكية، لكن من أجل الوقت سيتم ذكر نماذج بسيطة لبعض الجرائم التي ارتكبت خلال فترة حكم هادي.
-
في 12 ديسمبر / كانون الأول 2013 ، أطلقت طائرة أمريكية بدون طيار أربعة صواريخ هيلفاير على حفل زفاف في محافظة البيضاء، ما أدى إلى مقتل وإصابة 27 مواطنا على الأقل، وقد وصفت سلطة هادي في البداية جميع القتلى في بأنهم “إرهابيون”. لم تعترف حكومة الولايات المتحدة رسميًا بأي دور في الهجوم ، لكنها أبلغت وسائل الإعلام بشكل غير رسمي أن القتلى كانوا مسلحين ، وأن العملية استهدفت “المطلوبين” أحد أعضاء القاعدة في شبه الجزيرة العربية (AQAP) الذي أصيب وهرب. .
تقول هيومن رايتس ووتش في اليمن إن القافلة كانت موكب زفاف، وإن جميع المشاركين في الموكب مدنيون ، بمن فيهم جميع القتلى والمصابين ، وإن العروس أصيبت بجرح سطحي في الوجه.
-
في 31 أغسطس 2012 استهدفت غارة لطائرة بدون طيار إمام مسجد في حضرموت يدعى سالم بن علي جابر رغم أن هذا الامام كان معروفا بمناهضته للقاعدة وكان قد تلقى تهديدا من التنظيم إثر خطبة مناهضة للإرهاب، كما قتل إلى جانبه صهره وليد بن علي جابر .
-
في ديسمبر 2014م أعلنت حكومة هادي تنفيذ عملية خاصة بمساعدة من وصفتهم بالأصدقاء الأمريكيين لتحرير رهينتين في شبوة.
تكشف معلومات أن 70 جنديا من المارينز شاركوا في العملية.. والسؤال هنا..كم كان عدد المارينز المتواجدين في اليمن؟
-
في 19 أبريل 2014م تم تنفيذ عملية عسكرية أمريكية واسعة استمرت نحو 48 ساعة من الغارات المكثفة في أبين وشبوة والبيضاء، والطريق الرابط بين مأرب وشبوة، وقد أعلنت حكومة هادي أنها نفذت العملية بالتعاون مع الأمريكيين لإحباط هجمات إرهابية كانت تستهدف مصالح أمريكية.
قال محسن لبحص ، من أهالي قرية اللهاب القريبة من الطريق السريع الذي يربط بين مدينتي عتق وبيحان بمحافظة شبوة ، إنه بعد سماعه إطلاق نار ليل الأحد ، قفز هو وسكان آخرون في سياراتهم وهرعوا إلى مكان الحادث. وقد استقبلتهم طائرات بدون طيار ومروحيات أمريكية. وقال “تخلينا عن سيارتنا لأننا اعتقدنا أن الطائرة قد تستهدفنا ، لكن تبين أنها حذرتنا من الاقتراب من المنطقة”.
يضيف لبحص: “بعد نصف ساعة تقريباً ، أطلقت الطائرة صاروخاً على هدف على الأرض”.
استمرت غارات وجرائم العدو الأمريكي حتى ما بعد العدوان ونفذت الطائرات بدون طيار في عهد ترامب أجرت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 190 عملية، معظمها غارات جوية ، في اليمن منذ تولي الرئيس ترامب منصبه في عام 2017، مما أدى إلى مقتل 86 مدنيًا على الأقل ، وفقًا لدراسة أجرتها مجموعة antiwar
-
في 5 مارس / آذار 2017م ، كان عامر علي الصقرة حريدان البالغ من العمر 13 عامًا وابن عمه في طريقهما إلى المنزل من زيارة أقارب في الحضي ، وهي بلدة صغيرة في محافظة حضرموت بشرق اليمن. أثناء قيادتهما على طول طريق صحراوي سريع حوالي الساعة 4 مساءً بالتوقيت المحلي ، حلقت طائرة أمريكية بدون طيار في سماء المنطقة. في مكان ما على بعد آلاف الأميال ، شن مشغل الطائرة بدون طيار غارة.
بعد وقت قصير ، استيقظ حسن ابن عم عامر على النار والدخان المتصاعد من الشاحنة الصغيرة المهترئة وسمع أزيز الطائرة بدون طيار في سماء المنطقة. كانت لديه جروح في يده اليمنى وساقه ورأسه ؛ وقد أُزيلت شظايا من جسده لاحقًا. لكن عامر كان بالكاد يمكن التعرف عليه. كانت الضربة قد فحمت جسده ومزقته أشلاء ، مما أدى إلى مقتله على الفور.
في مقابلة هاتفية مع The Intercept ، قال حسن ، 19 عامًا ، إن المستجيبين الأوائل كانوا مترددين في القدوم إلى مكان الحادث لأنهم كانوا قلقين بشأن ضربة ثانية محتملة للطائرة بدون طيار التي لا تزال تحوم في سماء المنطقة. لقد تُرِك هو وعائلته يتساءلون كيف يمكن اعتبار تلميذ في الصف الخامس إرهابيا.
بعد يومين من مقتل عامر ، وقف رجل يُدعى صالح الوهير على قمة تل في الحضي ، باحثًا عن خدمة خلوية لإجراء مكالمة. حوالي الخامسة مساءً ، سقط صاروخ وقتله ، بحسب أحد أفراد عائلته ومراقبين مستقلين في اليمن.
ولأن المنطقة استُهدفت مرتين في يومين ، توجّه أفراد القبيلة إلى الحضي لحث السكان على الانتقال إلى مكان أكثر أمانًا. في 9 مارس / آذار ، كان 6 من أفراد القبيلة – ثلاثة منهم من أبناء عبد الله القبلي الوهير ، زعيم قبلي محلي ، وثلاثة منهم من أحفاده البالغين – يتجهون عائدين إلى مأرب عندما استهدفت طائرة مسيرة. منطقة تسمى العبر حوالي الساعة 5 مساءً قُتل جميعهم الستة.
يكشف مؤلف كتاب الحروب القذرة جيرمي سكاهيل أن الولايات المتحدة نفذت عمليات من قبل ما يسمى وحدة العمليات الخاصة جي-سوك، العديد من العمليات السرية في اليمن، وان صالح التقى برئيس هذه الوحدة ويليام ميكرافين التي تعتبر العالم ساحة مفتوحة للاغتيالات ، وتفاخر باللقاء معه عبر نشر صورة اللقاء ووصفه مكرافين بضيف أمريكي هام، وهي صورة لم تكن واشنطن لتنشرها، فالوحدة التي يرأسها مكرافين، مرتبطة بالكثير من المجازر ضد المدنيين في العراق وأفغانستان واليمن.
العلاقة بين أمريكا والقاعدة
تكشف الأحداث أن تنظيم القاعدة لم يكن سوى أحد الأدوات الاستخباراتية التابعة لواشنطن، وقد تكشفت العلاقة الأمريكية مع التنظيم بشكل واضح خلال العدوان على اليمن، حيث قاتل أعضاء التنظيم إلى جانب تحالف العدوان الأمريكي السعودي في أكثر من 11 جبهة كما اعترف بذلك قائد التنظيم السابق قاسم الريمي، بل تكشف تقارير وتحقيقات صحفية بعضها عن مؤسسات أمريكية أن التحالف الأمريكي السعودي عقد صفقات مع تنظيم القاعدة وتم دمج قيادات في التنظيم ضمن التشكيلات المسلحة التابعة لتحالف العدوان.
يقول تحقيق استقصائي نشرته وكالة أسوشيتد برس الأمريكية في أغسطس 2018م وأثير ما ورد فيه من معلومات في جلسات الكونجرس الأمريكي إن اتفاقا عقدته الإمارات في 2016 مع تنظيم القاعدة في حضرموت قضى بإدماج 10000 من رجال القبائل المحليين – بما في ذلك 250 من مقاتلي القاعدة – في الحزام الأمني ,
الاتفاق قضى أيضا بتجنيد آلاف المقاتلين القبليين المحليين في قوة النخبة الشبوانية التي تمولها الإمارات. وبحسب وسيط ومسؤولان قإن مقابل كل ألف مقاتل سيكون 50 إلى 70 من أعضاء القاعدة.
لقد كانت الحرب على الإرهاب في حضرموت أكذوبة ومهزلة وفقا لما خلص إليه تحقيق اسوشيتد برس.
ألوية العمالقة السلفية التي ترعاها الإمارات وتقاتل جنبا إلى جنب مع الانتقالي ضد ما يصفونه بالإرهاب، هي تنظيم متطرف، يقوده رجال من تنظيم القاعدة، على رأسهم أبو زرعة المحرمي الذي أصبح مؤخرا عضوا في ما يعرف بمجلس القيادة الرئاسي.
في هذا السياق يكشف تحقيق لقناة سي إن إن الأمريكية ضلوع أمريكا في دعم التنظيمات الإرهابية في اليمن من خلال استمرار تسليحها للسعودية والإمارات، مؤكدا أن الأسلحة الأمريكية الصنع انتهى بها المطاف في يد الجماعات المتطرفة كألوية العمالقة التي ترعاها الإمارات.
خلال الحرب في اليمن برزت التنظيمات الإرهابية إلى جانب الأطراف الموالية للتحالف سواء حزب الإصلاح أو المجلس الانتقالي الجنوبي، وقد كشف زعيم تنظيم القاعدة في جزيرة العرب خالد باطرفي تواجد عناصره في 11 جبهة .
كما كشفت المعارك الأخيرة التي خاضتها صنعاء في محافظة البيضاء ضد التنظيم الإرهابي الاسناد العلني من قبل التحالف لهذا التنظيم، سواء عند معركة قيفة حيث شارك التحالف بغارات جوية لحماية التنظيم أو عند محاولة التنظيم السيطرة على منطقة الزاهر وسط المحافظة في العام 2021م.
وإذا ما جئنا لننظر في تشكيلات المرتزقة التابعة للعدوان الأمريكي السعودي نجد أن قيادات تنظيم القاعدة باتت تحمل رتبا عسكرية، فقيادات ما يعرف بألوية العمالقة جميعها من التنظيمات الإرهابية، أما مدينة تعز فتحولت إلى مقرا للتنظيم وكان للتنظيم محكمة ومقرا معلوما، وكان يتلقى التسليح من قبل تحالف العدوان.
القيادي في القاعدة عدنان رزيق الشبواني ، يشغل منصب قائد ما يسمى باللواء الخامس حماية رئاسية، وعادل الذبحاني المكنى أبو العباس، والمدرج على اللائحة الأمريكية للإرهاب، كان قائدا لكتائب في ما يسمى باللواء 35 مدرع، أما رداد اليافعي فكان قائدا لألوية على الحدود ثم قائدا لجبهة في الجوف.
القيادي المدرج على لوائح الإرهاب خالد العرادة، كان يتجول بحرية في مأرب تحت أعين الطائرات الأمريكية ويقاتل تحت مساندتها، أما القيادي علي حسن بن غريب الشبواني الذي عمل عنصر تنسيق وارتباط مالي بين تنظيم القاعدة والإصلاح، فيعمل قائدا عسكريا لعدد من الجبهات في مأرب.
يقول معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى في تقرير كتبه الكسندر ميلو و مايكل نايتس، إلى أنه أصبح اليوم لتنظيم القاعدة معقل محمي ويتمتع بالحرية الكاملة في مدينة مأرب التي يسيطر عليها (حزب الإصلاح)، وفي المناطق الريفية القبلية المحيطة بالمدينة.
يضيف المعهد أن “بعض ميليشات “الإصلاح” التي مكّنت حكومة هادي من تنفيذ هجومها المضاد الأخير على مليشيا الإمارات، تضم في صفوفها الكثير من المتعاطفين مع تنظيم «القاعدة في شبه الجزيرة العربية».
يؤكد السيناتور راند بأول أن تنظيم القاعدة يقاتل نفس الأشخاص الذين يقاتلهم التحالف: الحوثيون.
ويقول بأول: للتأكيد ، فإن السعوديين والقاعدة يقاتلون عدوًا مشتركًا في المتمردين الحوثيين. في الأساس ، أرسلنا فرق البحرية إلى اليمن لقتل الأشخاص الذين كانوا في الواقع يقاتلون عدوًا مشتركًا.
عبدالرحمن الأهنومي:
الهروب المذل..11 فبراير 2015 تاريخ فرار الأمريكيين من العاصمة صنعاء
غادر المارينز بدون سلاح مجردون من الأسلحة وصحف أمريكية وصفت ما حدث بانتكاسة السي آي إيه
في 11 فبراير 2015 / م ، طوت اليمن صفحة سوداء من الوصاية الأمريكية التي استمرت عشرات السنوات ، آنذاك وفي فجر يوم الأربعاء 11 فبراير 2015/م، خرجت حوالي 40 سيارة من مقر السفارة الأمريكية في منطقة شيرتون بالعاصمة صنعاء، باتجاه مطار صنعاء، كانت هذه السيارات تحمل العدد الأخير من المارينز الأمريكي ، وضباط وعناصر السي آي إيه ، ومعهم السفير الأمريكي الأخير ماثيو تولر ، حينها كانت رويترز والبي بي سي والسي إن إن ووكالات الصحافة الغربية قد نشرت في اليوم السابق أخبارا تفيد بأن السفير الأمريكي سيغادر صنعاء ، جاءت المغادرة بعد حديث متكرر من مسؤولي الإدارة الأمريكية بدأ منذ يناير 2015 ، بأن الولايات المتحدة الأمريكية بدأت بتقليص عدد موظفيها وعناصر القوات الخاصة المارينز والسي آي إيه في اليمن ، أما أسباب المغادرة وتفاصيلها فهي كثيرة.
وقد جاء خروج الأمريكيين النهائي من العاصمة صنعاء بعد خمسة أيام من الإعلان الدستوري الذي أعلنته اللجنة الثورية في العاصمة صنعاء ، بتاريخ 6 فبراير 2015 م ، والذي رأت فيه الإدارة الأمريكية خطرا تمثل في سد الأبواب أمام أجنداتها التي حاولت فرضها منذ انتصار ثورة 21 سبتمبر ، وقد كان الأمريكيون يدركون بأنهم وصلوا إلى طريق مسدود وأن الوصاية السياسية والسيطرة العسكرية والأمنية على اليمن قد سقطت بفعل ثورة 21 سبتمبر ، وقد عبر السفير الأمريكي عن ذلك مرارا وسنتحدث عن هذه النقطة بالتفصيل.
لم تكن السفارة الأمريكية في صنعاء عبارة عن مباني دبلوماسية بل وكر استخباراتي وثكنة عسكرية ومقرا للحاكم المطلق على اليمن ،السفير الأمريكي الذي كان يقرر ويمارس دور رئيس الرئيس ، أما السفارة الأمريكية فلم تكن مجرد سفارة ، بل كانت عبارة عن ثكنة عسكرية واستخبارية ، وكانت أيضا مركزا لصنع القرار السياسي في اليمن ، وتوضيح عن حجم التواجد الأمريكي الذي كان قائما.
السفارة مقرا للحاكم الأمريكي على اليمن
كانت حادثة المدمرة كول في أكتوبر من العام 2000 م ، محطة ذرائعية للتوجه الأمريكي نحو احتلال اليمن بمبررات التحقيق في الحادثة التي أنكرت السلطات اليمنية بداية أنها عمل إرهابي مؤكدة أن التفجير كان من داخل المدمرة ، لتتراجع بعد أيام وتقبل براوية الأمريكيين بأن التفجير إرهابي ، وهنا بدأ مسار عسكري وأمني وسياسي بمبررات التحقيق وملاحقة المتهمين.
وجاءت تفجيرات 11 سبتمبر 2001 لتضيف إلى المبررات الامريكية ذريعة مكافحة الإرهاب، بدأ التغلغل الأمريكي بمبرر المشاركة في التحقيقات حول المدمرة كول ، ثم تدرجت بمبرر الحق في محاكمة المتهمين ، ثم تنفيذ عمليات عسكرية بواسطة الطائرات بدون طيار ، وبعد 11 روجت الإدارة الأمريكية بأن في اليمن إرهابيين لتفرض ضرورة تواجد عناصر المارينز في اليمن وحضورهم وتنقلهم دون أي إجراءات ، علاوة على تواجد ضباط رفيعي المستوى من السي آي إيه الذي حل بدلا عن الإف بي أي.
في العام 2001، عينت الإدارة الأمريكية بعثة جديدة بقيادة “أدموند هول” الذي عينته سفيرا لها في صنعاء حينها ، كان ادموند هول ــ أحد من تم اختيارهم بعناية لتعميق الوصاية الأمريكية ــ فهو عنصر أمني تخرج من دوائر الاستخبارات الأمريكية ، هذه البعثة بدأت مشوارها برسم السياسة الأمنية والخارجية للنظام في صنعاء ، حددت الخطوط العامة لما يجب أن تلتزم به السلطة هنا ، وفرضت مسار التدخلات الأمنية والعسكرية والتواجد أيضا في اليمن.
عمل هول على خلق موطئ قدم للقوات الخاصة الأمريكية المارينز في اليمن، وعلى تواجد الاستخبارات المركزية الأمريكية أيضا ، بذريعة ملاحقة الإرهابيين والمتهمين في كول.
وعمل السفير الأمريكي نفسه في مسار خطير جداً ، التغلغل في أوساط القبائل ، والنزول إلى المناطق ، وخلق حواضن للتكفيريين في المناطق القبلية ، وبالأخص التي يوجد فيها عناصر ممن أطلق عليهم الأفغان العرب.
أصدر هول كتاب High-Value Target (هدف عالي القيمة)، يروي فيه دوره في اليمن ، يكشف هول طبيعة عمله ، الذي لم يكن مقتصرا على تمثيل دبلوماسي بل كان رئيس الرئيس على المستوى السياسي والعسكري والأمني.
في الثاني من نوفمبر 2002 ، نفذت أمريكا في مارب أول عملية اغتيال لأبو علي الحارثي أحد الذين أطلقت عليهم أمريكا “المتهمون بتفجير المدمرة كول” ، لتسجل سابقة أولى لانتهاك السيادة كأول عمل عسكري تنفذه أمريكا خارج أفغانستان وقبل العراق طبعا.
أعد السفير الأمريكي هول نفسه خطة للهجوم على سيارة أبو علي الحارثي في مأرب، بعد أن قام بعدة زيارات إلى مأرب ، لجمع المعلومات والإعداد للهجوم.
شعار مكافحة الإرهاب والحملات الأمريكية تحت عنوان”وجود إرهابيين في اليمن” ، جعل السفير أدموند يتحرك على نطاق واسع في اليمن ، وفي الرابع من يونيو 2004م قام هذا السفير بزيارة إلى محافظة الجوف، بغرض شراء الأسلحة ، وهو أمر تكرر منه ومن السفراء الذين أتو من بعده.
في مرحلة لاحقة برز دور السفير الأمريكي جيرالد فايرستاين2010- 2013، المعروف بعمله كضابط في البنتاغون ومسؤول في مكافحة الإرهاب الأمريكية ، برز كرئيس الرئيس ، ورئيس الحكومة ، ورئيس الأحزاب ، ومسؤول السلطة ، ومشرف المعارضة ، بل وأيضا المشرف على علاقات اليمن مع الخارج وعلى أداء المبعوث الأممي الذي تعين إبان ثورة فبراير ، وهو من صاغ المبادرة الخليجية ، ومن فرض هادي رئيسا على اليمنيين ، وهو من كان يتحكم بكل التفاصيل في اليمن.
وخلال فترة وجوده تعزز التواجد الأمريكي لضباط المارينز ، وكان يشرف على عملية هيكلة الجيش ، ويتحدث كما لو كان ناطقا باسم اليمن.
لم تكن مجرد سفارة تمثيل دبلوماسي بل مقرا للحاكم الأمريكي في اليمن ، وكانت ثكنة عسكرية وأمنية واستخبارية أمريكية ، وكانت السفارة المحطة الإقليمية لوكالة المخابرات المركزية السي آي إيه والعاصمة الإقليمية للسي آي إيه التي تختص بالقرن الأفريقي ومنطقة الخليج ، وكانت تدير الجيش والأمن وحتى الأحزاب والقرار السياسي السفارة الأمريكية.
السفارة ثكنة عسكرية مدججة بالأسلحة.
أرسلت وزارة الدفاع الأمريكية ألاف الضباط الأمريكيين في صنعاء في معسكرات الجيش اليمني بحجج أن تواجدهم على الأرض لمواجهة الإرهاب ، وبحجج تدريب القوات العسكرية ، وبحجج التعاون العسكري.
بعد حادثتي كول ، ثم 11 سبتمبر ، بدأت وفود الجنرالات والخبراء والعملاء الأمريكيين يتقاطرون صوب العاصمة صنعاء ، ثم يتوزعون على المعسكرات التابعة للجيش ، فنزلت أولى الفرق في معسكر القوات الخاصة في الصباحة ، ومع وصول أول وفد أمريكي عسكري ، طرح الأمريكان “ضرورة وضع ترتيبات تواجد قوات العمليات الخاصة والـ CIA في اليمن وتوثيق الاتصال مع القوات الخاصة اليمنية والأمن السياسي.
في الوقت نفسه كان هناك أكثر من فريق أمريكي، الفريق الأول الادميرال كالند في القوات الخاصة، وفريق خاص بأمن الرئيس وفريق ثالث يعمل مع وزير الداخلية من أجل اجراءات الحماية في المطارات، كان السفير الأمريكي في اليمن في كل هذا بمثابة رئيس الرئيس، وبمبرر أن في اليمن إرهابين بدأ وصول وحدات من المارينز الأمريكي، مترافقا مع تواجد الـ CIA، الذي بدأ بتوسيع نشاطاته لتحريك الجماعات التكفيرية، ودفعها لتنفيذ عمليات ضد الجيش.
وقد وصلت مطار صنعاء الدولي والقاعدة الجوية عشرات الطائرات الأمريكية مٌدججة بشحنة من المعدات والأجهزة والتقنيات المجهولة والأسلحة الفردية المختلفة والمتوسطة، والمدرعات المصفحة، ووصلت أخرى تقل العشرات من العناصر الأمريكية من أكثر من جهة وعلى رأسها عمليات القوات الخاصة (المارينز)ووكالة المخابرات المركزية الـ (CIA) ــ صحبة طرود خاصة بـ تكنولوجيا حساسة، وقد تناولت وسائل الاعلام ذلك قبل ثورة 21 سبتمبر.
تواصل وصول عناصر المارينز إلى صنعاء بكثرة مبررات التدريبات والمساعدات للقوات الخاصة وتطوير العلاقات العسكرية، وفي بداية المطاف قيل أن العدد من المارينز يصل إلى 1000 جندي امريكي، ثم اتضح أن العدد أكبر من ذلك وأنه قد يصل لخمسة ألاف جندي من المارينز.
تحول مجمع السفارة الأمريكية في شيراتون إلى ثكنة عسكرية زاد عدد المارينز الأمريكي في السفارة ومحيطها وفي فندق شيراتون ، إضافة إلى تواجدهم في معسكرات القوات الخاصة في الصباحة ، وفي قوات مكافحة الإرهاب ، واتسع انتشار المارينز بشكل متواصل.
فرضت السفارة الأمريكية أن يتنقل جنودها ببزاتهم العسكرية وبهوياتهم الأمريكية دون تنسيق مع الجهات اليمنية المختصة ، وشوهدت المدرعات الأمريكية وهناك صور وفيديوهات وهي تتجول في مناطق عديدة مثل منطقة بني مطر التي يقع فيها معسكر القوات الخاصة ، توسعت السفارة الأمريكية نتيجة تزايد أعداد الجنود ، وتم التوسع في فندق شيراتون ، وهو في ذات المنطقة التي تتواجد فيها السفارة الأمريكية، وشوهد جنود المارينز يوميا يتجولون ببزاتهم العسكرية ، وكان يتم تصويرهم وهم في سقوف الفندق الذي أصبح قاعدة عسكرية لجنود المارينز الأمريكيين.
باتت السفارة الأمريكية تشهد يوميا لقاءات بين الجنرالات الأمريكيين والسفير ، وبين وزير الدفاع ورئيس الأركان وحتى قادة المناطق وقادة الوحدات العسكرية ، يتلقون تعليماتهم من السفير ، ولولا إنقاذ ثوار الحادي عشر من سبتمبر الموقف ليحقق الوطن استقلاله الذي انتهى بفرار السفير الأمريكي وطاقم السفارة وبقية جنود المارينز الذين تم تسريبهم على دفعات ، لكنا تحت الاحتلال الأمريكي المباشر.
ثكنة السي آي إيه في المنطقة “دور السفارة الأمني والاستخباري”.
منذ عهد السفير الأمريكي أدموند هول 2001- 2004-م ، تحولت السفارة الأمريكية إلى مقرا للسي آي إيه ، ووصلت إلى صنعاء معدات أمريكية ضمت محطة لـ CIA بمركز للعمليات المشتركة، بأفضل التقنيات، معدات الاتصالات الآمنة وأجهزة المراقبة والملاحة وأجهزة التنصت، أجهزة مرتبطة بقواعد البيانات المركزية للوكالة للتوصل لاعتراضات سرية للغاية وجمع المعلومات بمختلف الوسائل والمصادر، وقامت بتجنيد مصادر على الأرض، تأسيس مراكز رصد واستطلاع بواسطة عناصر القوات الخاصة، حتى عُد اليمن أحد أهم نجاحات تينيت رئيس وكالة المخابرات المركزية.
فرض السفير الأمريكي أدموند هول على رئيس النظام السابق علي صالح التعهد بتقديم مختلف التسهيلات لـ CIA وأن ما ينفذ في اليمن يستند لأساس سياسي هو لقاء صالح بوش في واشنطن، بالإضافة الى لقائه بديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي ولقائه بجورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في صنعاء العام 2002م.
بعد حادثة 11 سبتمبر ، ضغطت أمريكا لتأسيس حضورها الأمني من خلال الـ CIA، ثم شكل محطة أخرى للسيطرة الأمنية ، وضاعفت السي آي إيه من وجودها في القاعدة الأمريكية بصنعاء أو ما كانت تعرف بالسفارة كتسمية دبلوماسية من حضورها ، وتموضعت وكالة التحقيقات الفيدرالية ضمن الثكنة العسكرية الاستخباراتية الأمنية الأمريكية في العاصمة صنعاء “السفارة الأمريكية” ، ووصل ألف عنصر في بداية المطاف ، ثم توالى وصول عناصر المخابرات الأمريكية ، معززة بأولويات الهجوم ، وتحت عناوين مختلفة ، وكان تصل في شكل لجان وغيرها.
-
أدخلت أمريكا معدات وشحنات ذخائر وتقنيات وسيارات مدرعة ولوحات خاصة، وتمكنت من بناء محطة السي آي إيه في السفارة ، ومن خلالها سيطرت على البنية التحتية للمؤسسة.
-
تحولت السفارة الأمريكية في العام 2009 إلى مقرا للمحطة الأقليمية لوكالة المخابرات المركزية السي آيإيه ، والمختصة بالقرن الأفريقي والخليج ، وكان يوجد فيها ألاف عناصر السي آي إيه من الضباط والمسؤولين ، والعملاء والمحللين والمتعاونين وغيرهم.
-
كان السي آي إيه ومن السفارة الأمريكية يخضع كافة الحركة من وإلى المطارات اليمنية لمراقبتها، من خلال برنامج مراقبة أنشأته أمريكا في السفارة الأمريكية عقب أحداث كول وسبتمبر ، إضافة إلى توليها إجراءات أمن الرئيس ،وأيضا نظام للمراقبة على الإصدار الآلي للجوازات.
-
كانت السفارة الأمريكية تتحكم في مراقبة الموانئ اليمنية والمنافذ الحدودية ، وقد قامت فرق أمريكية بتركيب أجهزة المراقبة على الموانئ والمنافذ ، على مرحلتين: بدأت الأولى منها في أعقاب وصول فريق أمريكي لتركيب الأجهزة الخاصة وتجهيزات حديثة في المطارات الدولية وحرض وبعض المرافئ في عدن، والمرحلة الثانية شملت الموانئ الأخرى مثل المكلا والحديدة و الخوخة والمراكز الحدودية البرية مع السعودية وعمان أي أن البرنامج الأمريكي التجسسي شَمل اليمن والمنطقة.
-
فرضت السفارة على السلطات اليمنية عدم اعتراض الأمريكيين، وعدم مطالبتهم بهوية عملهم والسماح لهم بدخول الجمهورية اليمنية والخروج منها بوثائق الهوية الامريكية والسفر داخل اليمن برخص واجازات القيادة الصادرة عن السلطات الامريكية و السماح أيضا بارتداء الزي العسكري ، وفرضت عدم تفتيش الطائرات والمركبات والسفن و الطرود الامريكية القادمة الى اليمن، وألغت وجود الحماية المتحركة من قوات الأمن اليمنية ، وإلغاء أي إجراءات تتعلق بتنقل الأمريكيين بين بعض المدن اليمنية ، وقد رصد أعداد من الأمريكيين يتواجدون في مقرات وقوع بعض الحوادث الأمنية والانفجارات.
-
كان السفير الأمريكي يلتقي القيادات الأمنية لليمن بما فيهم وزير الداخلية، ويوجههم كما لو كانوا مرؤوسيه ، وحدث أن وجه السفير الأمريكية وزير الداخلية بإلغاء إجراءات انتقالات سلسة بين المدن اليمنية وزيارتها بدون اخطار لاستمرار أعمالها بدون مشاكل.
أخضعت السفارة الأمريكية كل أجهزة الأمن اليمنية، والاستخبارات والأمن السياسي والداخلية ، لإدارتها ، وتحكمت في كل تفاصيلها ، وأوجدت لها أماكن داخل مقرات أجهزة الأمن ، بحجة العمل عن كثب مع أجهزة الأمن اليمنية لمواجهة الإرهاب.
جاءت ثورة 21 سبتمبر ، لتضع حدا لتلك العربدة ، وأسقطت الوصاية الأمريكية في الشأن السياسي ، وأسقطت الدور العسكري لها ، والأمني كذلك ، وصرح الأمريكيون مرارا بأنهم فقدوا سيطرتهم وتحركهم وعمليات الارتباط وغيرها في صنعاء ، حتى رحلوا من اليمن في 11 فبراير 2015م ، ولهذا فإن هذا اليوم هو محطة مهمة للتخلص من الهيمنة الامريكية ، أنجزته ثورة 21 سبتمبر.
-
تفاصيل الهروب الأمريكي:
في 8 و9 فبراير 2015 م ، شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من جوار السفارة الأمريكية في شيراتون، اتضح أن الدخان كان ينبعث من فرن يجري فيه إحراق وإتلاف للوثائق والملفات ، والملفات الأرشيفية للسي آي إيه الموجود في السفارة ، ونقلت صحف ووكالات عن مصدر بأن الحريق الحاصل هو لعملية التخلص من البيانات الموجودة في أرشيف السفارة الأمريكية.
في 10 فبراير، نقلت قناة البي بي سي والسي إن إن ، ووكالات غربية عديدة ، أن السفير الأمريكي سيغادر مع من تبقى من الأمريكيين خلال 24 ساعة ، قبل ذلك ومنذ 25 يناير ظل المتحدثون الأمريكيون يؤكدون تقليص أعداد موظفيهم والعاملين في السفارة ، وضباط المارينز والسي آي إيه من صنعاء.
كان البنتاغون قد صرح بأن سفينة أيوا جيما وهي سفينة هجومية برمائية وصلت في 25 يناير 2015 إلى سواحل البحر الأحمر ، مع وحدة من مشاة البحرية الأمريكية ، وبقيت مرابطة في سواحل البحر الأحمر بالحديدة ، حسب رويترز التي آنذاك نقلا عن مسؤول عسكري أمريكي إن وحدة من مشاة البحرية الأمريكية تقوم بحماية السفارة، وإن سفينة هجومية برمائية للبحرية – هي السفينة إيوا جيما- راسية قبالة ساحل اليمن على البحر الأحمر مستعدة لتقديم يد العون لإجلاء طاقم السفارة ، وموظفي وكالة الاستخبارات الامريكية المركزية السي آي ايه صنعاء ، وجنود المارينز في صنعاء ، إذا طلبت وزارة الخارجية الأمريكية ذلك ، أما لماذا أرسلت البنتاغون سفينة بهذا الحجم فالهدف واضح ، هناك ضباط رفيعو المستوى في صنعاء.
استمر الأمريكيون في الرحيل بشكل تدريجي منذ ثورة 21 سبتمبر ، حتى يوم الأربعاء 11 فبراير غادر آخر جندي أمريكي في موكب السفير الأمريكي ماثيو تولر ، ومعه من تبقى من جنود وضباط المارينز وعناصر السي آي إيه ، على متن حوالي 40 سيارة مدرعة من السفارة باتجاه مطار صنعاء ووصلوا إلى المطار.
ولدى وصول المارينز الأمريكي وعناصر السي آيه مطار صنعاء ، حاول جنود المارينز الخروج بأسلحتهم ، لكن أمن المطار أصر على أن يغادروا وفقا للقواعد الدبلوماسية ، وبدون أسلحة فقام الأمريكيون بتحطيم أسلحتهم الشخصية ، وتكسيرها في محيط المطار ، وقد صرح البنتاغون حينها بأن الجنود قاموا بتكسير أسلحتهم بالمطارق.
انتكاسة السي أي إيه.
-
كانت السفارة الامريكية في صنعاء صنعاء المقر الأقليمي لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA، وقد نقلت أمريكا المقر الإقليمي الذي يضم الخليج والقرن الأفريقي إلى العاصمة العمانية مسقط بعد خروج السفارة ومغادرة الأمريكيين ، يقول موقع العربي الجديد ، نقلت “وسائل إعلامية ” عن مصادر سياسية وأمنية أمريكية وثيقة الاطلاع، إن وكالة الاستخبارات المركزية الـ(سي آي أي) نقلت محطتها الإقليمية في جنوب الجزيرة العربية من اليمن إلى سلطنة عمان، بسبب ما وصفته بالظروف الأمنية غير الملائمة في صنعاء، وكانت الوكالة قد أنشأت محطتها في صنعاء في أواخر عهد علي عبدالله صالح، وفقاً لاعتراف صالح نفسه في مقابلة قالها قبيل اندلاع ثورة 2011م ، قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية نقلا عن مسؤولين أمنيين أميركيين حاليين وسابقين، أن الـ”سيآي إيه” أجلت المئات من عناصرها في اليمن، من ضمن حوالي 200 عنصر ، كانوا يعملون من داخل سفارة الولايات المتحدة في صنعاء قبيل إغلاق السفارة.
-
غادر المارينز الأمريكي وضباط الـ”سيآي إيه” صنعاء فجر الأربعاء الـ”11″ من فبراير ، في صورة تعكس حجم ما أنجزته ثورة 21 سبتمبر من تحول تحرري ، فاتحة عهدا جديدا من القرار السيادي المستقل متحررا من الهيمنة الأمريكية التي تحكم العالم وتمارس الوصاية عليه.
-
في الـ12″ من فبراير، وبعد يوم واحد من مغادرة الأمريكيين صنعاء ، قالت صحيفة “واشنطن بوست” إن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية “سي آي إيه” وصفوا خروجهم من صنعاء بالانتكاسة الكبيرة ، وأشار المسؤولون إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية سحبت عشرات من العملاء والمحللين والعاملين الآخرين من اليمن كجزء من عملية إخراج أكبر لحوالي 2000 أمريكي كانوا متواجدين في صنعاء، ومن بين من تم إخراجهم ضباط رفيعو المستوى عملوا عن كثب مع المخابرات والأجهزة الأمنية اليمنية لاستهداف أعداء أمريكا في المنطقة.
-
المسؤولون الأمريكيون أن إغلاق السفارة شمل رحيل أفراد عسكريين وعناصر رئيسية من الـ”سيآي إيه” الذين يعملون في اليمن مع نظرائهم اليمنيين والسعوديين في مركز الوكالة الإقليمي الذي كان مقره في صنعاء ، لاحقا قالت الوكالة الأمريكية “سي آي إيه” إنها لم تتمكن من إنقاذ شبكة استخباراتها التي جمعتها في صنعاء ، وأنها فقدت كل بياناتها ومعلوماتها.
وأفاد مسئولون أمريكيون حاليون وسابقون لصحيفة “واشنطن بوست”، إن إغلاق السفارة الأمريكية في اليمن، أجبر وكالة الاستخبارات الأمريكية الـ”سيآي إيه”، على تقليل نشاطها ،وقالوا إن هذا الإجلاء يمثل انتكاسة كبيرة في العمليات المضادة لفرع تنظيم القاعدة الأكثر خطورة في العالم.
وأشار المسئولون إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية، سحبت عشرات من العملاء والمحللين والعاملين الآخرين من اليمن كجزء من عملية إخراج أكبر لحوالى2000 جندي أمريكي، كانوا متواجدين في صنعاء. ومن بين من تم إخراجهم، ضباط رفيعو المستوى، عملوا، في المعسكرات والأجهزة الأمنية اليمنية ،
من جانبه، أفاد مسئول بارز سابق مشارك في مكافحة الإرهاب الأمريكي في اليمن، بأن السفارة كانت تمثل القاعدة الأساسية في اليمن لعمليات المخابرات الأمريكية، ومن جانب آخر، قال مسئولون أمريكيون، إن وكالة الاستخبارات لم تتمكن من سحب كل عناصر “السي آي إيه” من اليمن، مؤكدين أن “الوكالة” ستحاول إنفاذ شبكة الاستخبارات التي تم جمعها بالتعاون مع اليمن والسعودية والحلفاء الآخرين على مدى السنوات الماضية.
وأقروا بأن الترتيبات الاستخباراتية الأساسية والعلاقات التي تمت إقامتها قد تضررت ، فإغلاق السفارة، على سبيل المثال، شمل رحيل أفراد عسكريين وعناصر رئيسة من عملاء “السي آي إيه” الذين عملوا في السنوات الأخيرة مع نظرائهم اليمنيين والسعوديين في مركز مكافحة الإرهاب فى العاصمة صنعاء.
ونشرت وكالة المخابرات الأمريكية فرقاً من نشطاء ومحللين في اليمن، كما بنت قاعدة جوية من أساطيل للطائرات بدون طيار في المملكة العربية السعودية، والتي نفذت من خلالها عشرات الهجمات ضد أهداف في جزيرة العرب.
-
السفير يشكو: لم يعد للأمريكيين أي مهمة في صنعاء
روى أحد السياسيين ، أن السفير الأمريكي وبعد انتصار ثورة 21 سبتمبر ، أخبره بأنهم فقدوا دورهم في صنعاء ، وأن اتصالاتهم انقطعت ، بين السفارة وأجهزة الأمن وأنه لم يعد للأمريكيين أي تواصل بالأمن القومي والسياسي بعدما كانت هناك شبكة اتصال بينهم ، وقال إنه لم يعد للأمريكيين أي مهمة في صنعاء.
منذ ثورة 21 سبتمبر تتالت الأحداث وانتهت بفرار السفير الأمريكي والمارينز والسي آيإيه ، لتسقط الوصاية الأمريكية إلى الأبد ولهذا يمكن وصف ما حدث يوم 11 فبراير 2015 ، يوم التخلص من الهيمنة الأمريكية والوصاية التي فرضتها على الوطن طيلة ستة عقود
المصدر::الثورة نت|