نضال اليمن في المعركة الإنسانية الكبرى ..صوت الإيمان في وجه الظلم والطغيان..!

إذا أردنا أن نفهم ما يجري اليوم في اليمن من نضالٍ مستميتٍ، وجهادٍ لا يلين، فعلينا أن ننظر إلى ما تحمله هذه الأرض العريقة من معانٍ وقيمٍ لا تخطئها العين ولا يزيغ عنها العقل.

إن اليمن، هذا البلد الذي يمتد في جذور التاريخ كواحد من أعرق مواطن الحضارات الإنسانية، أصبح اليوم ميداناً يشهد فيه العالم كله أسمى صور التضحية والبذل في سبيل نصرة المظلومين، ومقاومة الظلم والطغيان.

ليس القتال الذي يخوضه أبناء اليمن اليوم إلا تعبيراً عن عقيدةٍ راسخة وإيمانٍ عميق، يجعلهم يقفون في وجه آلة التوحش الصهيونية وكل مظاهر الطغيان التي تحاول السيطرة على مقدرات الشعوب وسلبها حقوقها.

إن إيمان اليمنيين ليس مجرد شعاراتٍ ترددها الألسنة، بل هو فعلٌ نابع من أعماق قلوبهم، يترجم إلى مواقف بطولية وصمودٍ أسطوري في ميادين الكرامة.

إن نصرة المستضعفين في غزة، والوقوف ضد الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء، هو دليلٌ آخر على أن معركة اليمن ليست مجرد معركة محلية، بل هي جزءٌ من معركة إنسانية كبرى بين قوى العدل والإيمان من جهة، وقوى الظلم والعدوان من جهة أخرى.

لقد عرف العالم من اليمنيين شجاعةً لا تضاهى، وصبراً لا ينفد، وهم يواصلون نضالهم رغم الجراح والحصار، متسلحين بما يؤمنون به من قيمٍ سامية وأهدافٍ نبيلة.

لقد ظن الطغاة أن اليمن سيكون لقمةً سائغةً لهم، وأنه سيسقط كما سقط غيره من البلدان أمام بطشهم، لكنهم وجدوا أنفسهم أمام شعبٍ لا يقبل الهزيمة، وشرفاءٍ يرفضون الاستسلام.

إن هذا الإيمان العميق الذي يحملونه هو سلاحهم الأقوى، وهو الذي يجعلهم يقاتلون اليوم دفاعاً عن كرامتهم وكرامة المستضعفين في كل مكان.

وهكذا، فإن نضال اليمنيين هو شهادة على أن الإيمان الحقيقي لا يقبل الذل ولا يرضى بالظلم. إنهم يعلمون العالم أن الإيمان حين يتجسد في الفعل، يصبح قوة لا تقهر، وصوتاً لا يمكن إسكاته.

فاليمن اليوم هو عنوان الصمود، ورمز النضال الإنساني في وجه الظلم والطغيان.

كتب : د. عامر الطائي

قد يعجبك ايضا