نص كلمة مدير مكتب رئاسة الجمهورية – مسؤول القطاع الإداري أحمد حامد خلال تدشين مشروع تطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات بالدوائر والمؤسسات الحكومية
نص كلمة مدير مكتب رئيس الجمهورية أحمد حامد خلال تدشين مشروع تطوير الخدمات وتبسيط الإجراءات بالدوائر والمؤسسات الحكومية – صنعاء 06-07-1444هـ | 28-01-2023م
سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
..اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين ..
الأخ العزيز : جابر الوهباني :عضو المجلس السياسي الأعلى
الأخ/ رئيس مجلس النواب
الأخ/ رئيس مجلس الوزراء
الأخوة الحاضرون جميعا كل باسمة وصفته
في البداية نبارك لكم ولأبناء شعبنا اليمني بهذه المناسبة الكريمة والذكرى العزيزة والنعمة العظيمة التي من الله بها على أهل اليمن في أول جمعة من رجب حين دخلوا في الإسلام افواجا على يد الإمام علي عليه السلام
وما أعظمها من نعمة إن يكون إسلام اليمن على يد قرين القرآن وعنوان الإيمان وفارس الإسلام وبتلك الطريقة التي جعلت النبي صلوات الله عليه وعلى وآلة وسلم يسجد عندما بلغه إسلامهم ويقلدهم ذلك الوسام العظيم الذي شكل هويتنا الإيمانية عندما قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية) الأمر الذي عزز ولائنا وارتباطنا بالنبي صلوات الله عليه وعلى آلة وسلم وبالقرآن الكريم وبالإمام علي عليه السلام
كما نشيد بالمواقف الإيمانية اليمانية الغاضبة التي خرجت من أجل الله ونصرة ودفاعاً عن كتاب الله الذي تعرض للحرق على يد بعض الملعونين في السويد وهولندا ..
وهي مواقف لشعبنا اليمني ليست غريبة على أحفاد الأنصار ويمن الإيمان ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء
الأخوة الحاضرون
نرحب بكم أجل ترحيب كما نشكر لكم حضوركم وتفاعلكم مع أنشطة وبرامج وأعمال القطاع الإداري التي بأذن الله ستتوالى وتنجز تباعاً بحسب الخطة التي رسمها القطاع وأقرها ووجه بها الأخ رئيس المجلس السياسي الأعلى الأخ مهدي محمد المشاط
بالأمس دشنا دليل واستمارة وآلية القوانين واللوائح والقرارات، وكذا مدوَّنة السلوك الوظيفي التي تؤسس لعمل مؤسسي راقي وأداء مهني وسلوكي وأخلاقي مسؤول…
ويجرى حالياً استكمال النماذج والآليات والورش للتدريب على تطبيقها بشكل موحَّد ومتدرج في كل مؤسسات الدولة، من قِبل الخدمة المدنية، حتى تصبح سلوكاً وممارسة عملية، وواقعاً ملموساً تؤتي ثمارها على واقع العمل، ويلمس المواطن والشعب قيمتها وأثرها من خلال جودة العمل، وتسهيل تقديم الخدمات وتبسيط الإجراءات.
وفي هذا اليوم وامتداداً للأعمال السابقة
يدشن القطاع الإداري عملاً هاماً يرتبط بالمواطن ويلامس همومه، ويعالج مشكلة من أهم المشاكل التي انطبع بها الأداء الإداري للدولة فيما مضى ،والمتمثل بتطويل الإجراءات وتعقيد المعاملات التي تتنقل بين أروقة الوزارات والمؤسسات، وتمر في دهاليزها المتشعبة وإجراءاتها المعقدة ودوراتها المستندية وتوقيعاتها الكثيرة ،التي تملاً الأوراق أسماء وتوقيعات ذهاباً وإياباً وأسابيع وأشهر إن لم تكن سنوات
يضطر فيها المواطن لأن يقف وقفات ويدفع الرشاوى أحيانا والإتاوات ويبحث عن الوساطات لكي يتزع توقيعاً من هنا أو توجيهاً من هناك على أمر بسيط لا يحتاج إلى كل هذه الفترة وكل هذه التعقيدات
لإنه لا يوجد دليل واضح وآليات مبسطة وأنظمة عمل ناظمة لسير المعاملات وهذا ما سنعالجه بأذن الله سبحانه وتعالى من خلال هذا العمل الذي ندشنه في هذا اليوم والمتمثل بدليل تبسيط الإجراءات الذي أخذ وقتاً طويلاً من الإعداد والمراجعة والتنقيح ،وحرصنا قبل تدشينه أن نختبره أولا وندرب عليه، وهذا ما تم مع عدد من الجهات والتي بدأت بعضها بالتطبيق والتنفيذ العملي ،وركزنا على الجهات الأكثر خدمة وملامسة للمواطنين كالأراضي والجمارك والضرائب، والتجارة والصناعة وغيرها ،حرصاً منا على أن يكون العمل متقناً ، وأن نبدأ بالأكثر أهمية وتعقيداً
وقد تستغربون إن قلنا لكم إن بعض الجهات تحتاج في دورتها المستندية لإنجاز بعض المعاملات إلى (مائة وواحد وعشرون توقيعاً إجراء ) ،وعندما سئلنا الأخوة المكلفين بإعداد بالدليل وتقييم هذا العمل عن سبب التطويل ؟ كان الجواب هكذا جرت العادة ..وهذه العبارة نسمعها في أكثر من مؤسسة وهذا هو المتوقع فعلاً من واقع ضل عقوداً من الزمن بدون أدلة ،وأليات عمل، ولوائح دقيقة، وتوصيفات وظيفية مفصلة، وتغيب عنه الرؤية الوطنية والنماذج والخطط الناظمة التي تخلق جواً عملياً مريحاً، وأداء دقيقاً يخدم أهدافاً واضحة ويمنع التداخل والعشوائية والارتجال، وتفصيل المناصب والقوانين التي تحول دون وجود عملاً مؤسسياً يرتقي ويتنامى في خدمة المواطن ويلبي طموحات الشعب،
كل هذا لأنه كان مسلوب القرار، مصادر الحرية ،مطوع لخدمة الأجندة الخارجية التي تتحكم فيه وتمنعه من أنن يصحح واقعه ويطوره ، ويبني مؤسساته ويرتقي بها، ويخدم شعبه، ويستخرج ثورته ،ويستثمر جهود وقدرات أبنائه وينميها ..
وعندما قرر شعبنا اليمني العزيز أن يستعيد حريته ويستقل بقرارة شنوا عليه هذا العدوان الغاشم عسكرياً واقتصاديا واعلامياً وعلى كل الصعد لأنهم يعلمون ان الشعب اذا امتلك حريته امتلك قرارة وإذا امتلك قرارة استطاع إن يقف على قدمية وان يبني مؤسساته ويصلح واقعة ويستخرج ثرواته وان يقارع اعدائه ,,وهذا ما تم رغم العدوان الغاشم الذي استهدف كل شيء ،والحصار الجائر الذي لم يستثني شيئا،
ومع ذلك صنعنا بفضل الله وتوفيقة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة والأسلحة المتنوعة وبنينا جيشاً قوياً ..وحافظنا على اقتصاد متوازن من لا شيء ، وشرعنا في بناء الدولة من خلال رؤية وطنية جامعة ، وقطاعات متخصصة ،رغم الأزمة الخانقة والوضع المالي الضاغط، وقدمنا ونقدم الكثير والكثير من الخدمات رغم شحة الإمكانات ،في وقت نواجه فيه عدواناً على امتداد اكثر من مائة جبهة عسكرية نواجه بها الاستكبار العالمي بإمكاناته الضخمة العسكرية والمالية والتكنلوجية ،وحققنا بعون الله الانتصارات وكسرنا هيبة أمريكا وغطرسة اذنابها ..
نبني ونحمي ..نواجه ونزع ..نرابط ونفكر ..نقاتل ونطور ..وهذا شيء ملموس فلا تستطيع ابواق العدوان ان تشوش عليه ،ولن يتمكن مجموعة من المهرجين الذين يبيعون بذاءاتهم ان يقلبوا الحقائق ،ويقدموا الشيطان والاحتلال مخلصا ..
فالوعي الذي حملناه ،والتضحيات التي قدمناها لله وفي سبيله أكبر من أن يؤثر فيها مهرج مُستأجر أو عميل مُشكك ، نعرف ماضية ومن يحركه وما الذي يرمي إلية
الأخوة الحاضرون
اننا في القطاع الإداري ندرك إن العمل شاق وان التحديات كبيرة في مجال العمل الإداري وتطويره ،فقد ورثنا مؤسسات خاوية ،ونظام متهالكٍ بالٍ ،يفتقر إلى ابجديات العمل الإداري ،واساسيات العمل المؤسسي ، ويحتاج إلى جهود جبارة وعمل دؤوب نوعياً يأخذ أحسن ما وصل الية الأخرون ويراعي قيم وبيئة وهوية هذا الشعب اليمني المسلم العزيز، ويلبي طموحاته وتطلعاته في بناء يمن عزيز قوي ،ونظام مؤسسي وإداري فريد ، ينهض بالشعب ويمتلك الرؤية والبصيرة والقدرة على النهوض والمنافسة والتميز والأبداع ،وهذا ما نؤمله ونسعى إليه بإذن الله تعالي ومعنا الصادقون الاحرار الحريصون والمحبون
يرفدنا شعب واعٍ وقيادة قرآنية حكيمة ،يرى فيها الشعب أمله ومستقبله وعزته وكرامته ، قيادة حريصة يعز عليها ما يعانيه الشعب ويؤلمه معاناته ويسعى ولديه الرؤية والبصيرة لأن يحقق لهذا الشعب كل الشعب ما يصبوا إليه دون تمييز ولا محاباة ولا إثرة ، قيادة حكيمة رحيمة شجاعة ،قادرة بإذن الله مع هذا الشعب مع رجاله المخلصين على مواجهة التحديات وتحقيق النصر وبناء يمن جديد- يمن الحرية والاستقلال ،يمن الايمان والحكمة ، يمن الوعي والبصيرة، يمن الجهاد والبذل والعطاء ،يمن الحادي والعشرين من سبتمبر ،حيث لا سفارات تحكم ،ولا سفير سفيه يوجه ويأمر ،بل قرار يماني حر مستقل نابع من هويته الإيمانية وتاريخه الجهادي المشرق .
في الأخير نحث الخدمة المدنية على مواصلة التدريب على الدليل لكل الجهات ومتابعة تنفيذه ، وانزاله على أرض الواقع وتقييم مستوى العمل به وبمدونة السلوك الوظيفي .كما نحث الجميع على التنافس في التطبيق والتنفيذ وفي تقديم الخدمات للناس بسهولة اليسر ،كما نكرر لكم الشكر ونلتمس منكم العذر من أي تقصير ونسئل الله لنا ولكم التوفيق والسداد