نص كلمة فخامة رئيس الجمهورية المشير مهدي المشاط خلال اجتماعه بهيئة رفع المظالم
بِـسْـــمِ اللهِ الرَّحْـمَـنِ الرَّحِـيْـمِ
الحمدُ للهِ رَبِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على رَسُــوْلِ اللهِ محمدٍ -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ الطاهرِينَ- وبعدُ.
مثلُ هذه الورش هي فرصةٌ مهمةٌ جِـدًّا لتلاقُحِ الأفكار والخروجِ برُؤًى موحدةٍ؛ لأَنَّه قد تكونُ لدى أحدٍ منا إشكاليةٌ والآخر لديه الحلُّ، الورشُ هي تأتي علاجاً لمثل هذه الإشكالات التي طُرحت أَو التي طرحتموها ولم تُطرَحْ في هذا الاجتماع، هذه حالةٌ طبيعيةٌ جِـدًّا.
أُبَارِكُ لكم هذه الورشة، أُبَارِكُ لكم النتائجَ التي ستخرجون بها من خلال مفاهيمَ موحَّدةٍ، وهذا شيءٌ مهمٌّ جِـدًّا، نحن نتحدثُ في السلك التنفيذي للحكومة ومؤسّسات الرئاسة وكل جهات الدولة، من المهم أن نخرجَ بمفاهيمَ موحدةٍ حتى تكونَ آلياتُنا موحدةً؛ لأَنَّه إذَا لدي مفهوم والآخر لديه مفهوم يعني هناك مشكلة في الإجراء؛ لأَنَّ الإشكاليةَ منشاؤُها الفكرُ، منشاؤُها النفسُ، إذَا كان الإشكالية ما زالت موجودة لديَّ في فهم معين، بالتالي ستنعكس على آلياتي وعلى أدائي العملي.
هذه الورش تأتي لمثل هذه المواضيع، بالتالي هي حالةٌ طبيعيةٌ أن تحصل إشكالات وتحصل استفسارات ويحصل رفض ويحصل طلب تعديلات، هذا شيء طبيعي، كذلك التجارب؛ لأَنَّه قد يكون لديك تجربةٌ ناجحة وليست موجودة لدى الآخر، مهمٌّ جِـدًّا أن تُعممَ التجاربُ الناجحة حتى تكونَ هي التي تأخذ المقدمة، تأخذ الصدارة، كذلك الحالات الفاشلة على كُـلّ المستويات، مهمٌّ أن تعمم حتى يتم تجنبها، أَيْـضاً يعرف الآخر، يعني أستفيد من تجربتك في الحياة حتى لا أحتاج إلى تكرار ما جرّبته وأخطأت فيه وتعبت حتى وصلت إلى هذه النتيجة، هذا يعتبر اختصاراً حتى لأعمارنا، اختصاراً لأوقاتنا جميعاً، عندما أستفيدُ من تجربتك أنت تستفيد من تجربتي أنا اختصرت عمرك وأنت اختصرت عمري، بالتالي هذه هي ثمرة لمثل هذه الورش مثل هذه الاجتماعات أن نخرجَ بمفاهيمَ موحدةٍ أن نستفيدَ من تجارب بعضنا البعض.
هناك قرار إنشاء للهيئة أُرِيْـدُ أن تفهموا قضيةً واحدةً الإنشاء لهذه الهيئة جاء لتنظيم العمل، ما جاء لتعقيد العمل، هذه قضية يجب أن تفهموها جميعاً وأن هناك فرقاً بين قضية اسمُها مظالم وقضية اسمها إنصافٌ، أنتُم على منعطفين منعطف أنتُم ستُلزمون وتُقيدون وفق آلية؛ لأَنَّ الموضوع حساس وفيه جهات أُخرى متداخلة، مؤسّسة القضاء علينا جميعاً هذه القضية التي تتعلق بأجهزة دولة سواء تنفيذية أَو قضائية لديها آليات معينة اللائحة أتت تراعي كُـلّ هذه المشاكل ما أتت صدامية مع اللوائح الموجودة مع الأجهزة التنفيذية أَو الأجهزة القضائية هذه قضية يجب أن ترسخ عندكم.
طبعاً على فكرة الأخ تحدث أنه كانت تحت إشراف مباشر من قبل السيد قائد الثورة حفظه الله ورعاه نحن وأنتُم والإنصاف والمظالم كلنا تحت إشراف قائد الثورة، بالتالي لا قلق، رسمنة لجنة الإنصاف هو إعطاء زخم وإعطاء قوة لهذه اللجنة حتى تصبح لديها قوة ولديها يد حتى على الظالم الذي يتصنّع بالقانون ويتصنّع بالشرع ويتصنع بالمؤسّسات الرسمية، بمعنى أنه إعطاء زخم لهذا العمل أكبر مما كان عمل في إطار محدود الآليات التي وضعت أُرِيْـدُ أن تفهموا أَنَّـها جاءت لتنظم عملَكم أولاً.
ثانياً دمجنا عملية إنصاف وعملية مظالم، الأخ رئيس الهيئة لديه الحق؛ لأَنَّ لديه إطاراً معروفاً وفق اللوائح والقوانين لكن هذا في ما يتعلق بالمجال الذي أنتُم ملزَمون بالتقيد به، بالتالي ما يطرحه الأخ أنتُم ملزمون بالتقيد به، مَثَلًا عندك حكم قضائي هذا طبيعي، يعود في نهاية المطاف إلى رئاسة الدولة ويعود إليَّ عبر هيئة رفع المظالم كذلك ما أعتقد أنه عندكم فهم حتى أنا شخصيًّا أنا لا أتدخل في القضاء؛ لأَنَّ عندي مجموعة علماء أحيل الموضوعَ إليهم؛ لأَنَّه هذه قضية علماء قضية دين وقضية علم.
ضروريٌّ أن تمشيَ الأمورُ وفق إجراءات معينة واستمارات معينة وآلية لاستلام الشكاوى وكيفية إيصالها؛ لأَنَّه النتيجة ليست من عندك ولا من عندي هي بتوصل إليَّ وأحياناً أعود للسيد قائد الثورة وأحياناً معنا مجموعةٌ من علماء الدين المتخصصين لمثل هذه المواضيع.. يجبُ أن تكون الصورة واضحة عندكم في هذا الموضوع.
في العمل الذي كنتم مشتغلين عليه في إطار لجنة الإنصاف، بسّطوا الأمور، فاهنوا الأمور، أقصد عملية إنصاف الناس ليست عمليةً معقدةً، بالتالي عندنا قضية مبتوتٌ فيها ما عاد فيها شك ولا نقاش بمعنى ليست منظورة أمام قضاء لم يُبت فيها أَو ليست منظورة أمام أجهزة رسمية وفيها إشكالية قانونية، فيها كُـلّ الإجراءات جاهزة اللهم أن هناك تعنتاً من طرف؛ لأَنَّه ما لقي من يردعه هذا هنا يكون دوركم، على الجميع بدون استثناء بدءاً بي وانتهاءً بأصغر موظف وأصغر مواطن في هذا الشعب.. أي ظالم أي متعجرف أي فاسد لكم اليد الطولى رسميًّا ومن قبل قائد الثورة ومن قبل قيادة الدولة على هذا المتعجرف وعلى هذا العنجهي.
فالعمل وفق هذه الأطر وهذه اللوائح يأتي في إطار أن تعرف أنت ما لك وما عليك؛ لأَنَّه من المهم جِـدًّا أن نشكّل لجاناً على مستوى الدولة وعلى مستوى محافظات هذه الدولة بدون لوائح تقيّد لتعرف أنت ما لك وما عليك وتعرف كيف تتصرف، فالقضايا التي أنت مقيَّد في أُطُر وفي استلامات وفي آليات، هذه قضايا متعلقة بقضاء، وهي لا تمر حتى إلينا إلَّا وفق آلية، حتى بيشكوا عندي وأعيدها إلى لجنة المظالم، كُـلُّ ما يصلني متعلق بالقضاء أعيده إلى لجنة المظالم لأخذ الرأي، هذا لتكونوا في الصورة، بمعنى أني شخصيًّا لا أُجيزُ لنفسي أن أقطع في هذا الموضوع إلَّا أن تأتيني بيِّنةٌ من عالم شرع في هذا الجانب، لكن عمل الإنصاف الذي أنتُم مشتغلون عليه هذا ما فيه أي إشكال في حق واضح مَثَلًا حكم خرج صادر جاهز، بس فيه اللي بيسموهم الهوامير في هامور في مراكز نفوذ تعيق، هذا هو عملُنا جميعاً حتى لو تتصلون بمكتب الرئاسة أي وقت تتصلون بي أنا جاهز في مثل هذه الظروف أن نتدخل ونردع هذا الظالم، أعتقد أن هذا سيكون جُلَّ عملكم حتى تكونَ الصورة لديكم واضحة، حتى لا تدخلوا في تيهان ولا تعرفوا كيف تعملون.
القضايا المنظورة أمام القضاء تسير في مجراها، صحيح إذَا كان هناك تأخر متعمد من قاضٍ أَو من رجل دولة في إنجاز مهمة أَو عملية متعلقة بإنجاز مهمة لمستضعف مظلوم، عليك أن تتواصل بهذا المسؤول تقول له: يا أخي أنجز عبادَ الله، ليش تتحمل مسؤولية وما تنجز عباد الله، لكن أن تأتيَ لتتدخل هنا يأتي التصادم، هذا ما هو المطلوب في قضايا أُخرى إذَا النية صادقة والهدف هو الإصلاح واستغلال هذا العمل لكسب رضا الله في الدرجة الأولى وإحقاق الحق وإنصاف الناس، فالعمل واسع وأنتُم مجربون في لجنة الإنصاف، العمل واسع والمظالم واسعة والظالمون كُثْرٌ والمظلومون كثيرون.
مثل هذه المشاريع نحن نتبناها ونتابعها مثل ما تحدث الدكتور عبد العزيز بن حبتور، نتابعُها من باب المسؤولية لا نتابعها من باب مشاريعَ إعلامية أَو مِن أجلِ خطابات رنانة هنا أَو هنا، نتابعها من باب المسؤولية علينا، نحن مسؤولون عن ظلم أي واحد من عباد الله وباستطاعتنا أن ننصفه، هذه مسؤولية وأنا في هذا المقام أحملكم المسؤولية، كُلٌّ في محافظته ولستُ أنا فقط حتى قائدُ الثورة أنتُم يدُه وأنتُم عيناه في إنصاف عباد الله، كُلٌّ في موقعه، وكلٌّ في محافظته، وهذه مسؤوليةٌ كبيرة عليكم جِـدًّا.
خدمةُ الناس والمسؤولية تحتمُّ علينا أن نكونَ خداماً لهذا الشعب المسؤولية تحتم علينا أن نُتعِبَ أنفسنا، أن نكون خداماً لهذا الشعب، أن ننصف المظلوم من الظالم، هذه مسؤولية علينا، يجب أن نستشعرها في أدائنا العملي؛ لتكون عاملاً محركاً ومساعداً لنا في إنجاز قضايا الناس حتى لا تحتاجوا إلى لجنة فوقكم تنصف الناس منكم، هذه تصبح مشكلة لما تكون الأمور بهذا المستوى، فأن يمارس الظلم لعباد الله في وجودنا فلا خيرَ فينا ولن نَسْلَمَ من عذاب الله أن حصل ظلم لعباد الله ونحن مستطيعون لإنصافهم، ولا نفعل هذا، لن ننجوَ من عذاب الله والعياذُ بالله من عذابه، بالتالي هذه مسؤوليةٌ إيمانيةٌ بالدرجة الأولى، مسؤولية دينية بالدرجة الأولى، على الجميع أن يستشعرها.
وأريدُ أن أقولَ من خلالكم إنه من اليوم وصاعداً يجب أن يعيش الظالمون في حالة ذعر وخوف، فالظالم والفاسد يجب أن يعيشَا في رعب وخوف، من اليوم وصاعداً ويجب عليهم أن يقبعوا من خلالكم تحت طائلة القانون والشرع والعدل والحق، من اليوم وصاعداً لا أحد فوقَ شرع الله لا أحد فوق القانون، يجب أن يخضع الجميع تحت طائلة الشرع والقانون، وأنتُم بوابة العبور للعدل ولإنصاف الناس ولهذا المشروع العظيم الذي اجتمعتم؛ مِن أجلِه، فلا مكان بيننا لظالم ولا لفاسد.
وأُرِيْـدُ أن يعرفَ كُـلُّ واحد منا أن أكبرَ كبير في هذا الشعب لا يزال في أعيننا صغيراً حتى نأخُذَ الحق منه لمن ظلمه، الصغير هو أكبر كبير في أعيننا حتى نأخذَ له الحق، يجب أن ترسخوا هذه القاعدة في أعينكم، لا يأتي إليك مستضعف تستصغره، اجعله في عينك أكبرَ كبير حتى تأخذ الحق له ممن ظلمه، هذه مسؤولية دينية يجب علينا أن نستشعرها جميعاً، ومن أشدّ أنواع الظلم أن يتقمصَ الظالم دورَ الضحية، هذه اعتبرها من أشدّ أنواع الظلم، بالتالي يجب أن تكونوا دقيقين؛ لأَنَّني متأكّـد أن كَثيراً من الظالمين يتقمّصون دورَ الضحية، وهذا من أشدّ أنواع الظلم اعتبره، أؤكّـد لكم أنه لن تكونَ الطريق مفروشةً أمامكم بالورود وستلقون عوائقَ ومقاومةً شديدةً لكننا سنكون عوناً لكم وظهراً وسنداً من اليوم وصاعداً، فيوم العدل على الظالم كما يقال أشدُّ من يوم الجور على المظلوم، بالتالي ستلقون مقاومة شديدة وشرسة، لكننا سنتجاوزها بالتكاتف وبالإصرار على المضي لتحقيق العدل، لكن إذَا برز الحق بقوته وبجاذبيته وأنتُم المسؤولون عن إبراز الحق بقوته وبكماله وبجاذبيته فَـإنَّ الباطل بطبيعته سيضمحل؛ لأَنَّه ضعيف، لكن إذَا قُدِّمَ الحق بالشكل المطلوب، وهذا مسؤوليتنا جميعاً وأنتُم في الصدارة في هذا العمل، فالظالمون واللصوص والفاسدون أؤكّـد لكم أنهم أضعفُ من بيت العنكبوت، هم ضعفاء حتى من الأطفال الصغار، فما بالكم بمثل هذه الوجوه، بالتالي لا تكترثوا، ستلاقون عوائقَ لكن سنتجاوزها بإذن الله -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى- فنحن سنقدم لكم العونَ وسنصدر التوجيهاتِ لمعونتكم والوقوف معكم إلى كُـلّ الأجهزة الأمنية والتنفيذية والقضائية، كُـلّ هذا نؤديه من باب المسؤولية، وهذا يعني بالمجمل وبالاختصار أننا حدّدنا الانحيازَ إلى المواطن لتأديب الظالم والفاسد الذي يتسلّط على هذا المواطن، نحن نعلن الانحيازَ الكلي والمطلَق للمظلومين للمواطنين، وأننا جاهزون لتأديب كُـلّ ظالم وفاسد في هذا الشعب.
إذَا انطلقنا بهذه الروحية فَـإنَّ اللهَ -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى- سينصُرُنا وسيوفقنا وسيكتُبُ لنا التأييدَ والعونَ والنجاحَ وسيجعلنا في عليين في عباده الصالحين، أسألُ اللهَ -سُبْحَانَــهُ وَتَعَالَـى- أن نكونَ منهم.
وَالسَّـلَامُ عَلَـيْكُمْ وَرَحْـمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُه..