نص كلمة رئيس الجمهورية خلال لقائه قيادة السلطة المحلية وأبناء الجوف
ألقى فخامة المشير الركن مهدي المشاط، كلمة خلال لقائه امس قيادة السلطة المحلية بمحافظة الجوف وعدداً من أعضاء مجلسي النواب والشورى ومشايخ ووجهاء وأبناء المحافظة .
فيما يلي نصها :
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب والصلاة والسلام على رسول الله محمد -صلى الله عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين.
في هذا الصباح الباكر الباسم المشرق بنور هذه الوجوه الطيبة من أبناء الجوف سلطتها المحلية ومشايخها وأعيانها وأعضاء مجلسي النواب والشورى، وكل الشرفاء فيها، أقول لكم جميعا ومن خلالكم إلى أبناء محافظة الجوف الأبية، السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أشكر لكم جميعاً حضوركم المشرف والواعي، وأنقل من خلالكم لأبناء جماهير شعبنا اليمني السلام ولكل أبناء الجوف اليوم التحية والاحترام، أبارك لكم هذا التجمع.
نحن في أمس الحاجة في هذا الوقت لأن نتطلع ونكتسب المعارف والعلوم ونتقارب ونتآخى في هذا الزمن الممتلئ بالفتن، نحن الآن في مجالس الذكر تحفها الملائكة وهي رياض من رياض الجنة .. قالوا لرسول الله: وما هي.. قال: مجالس الذكر، كنتم في هذه الأيام في مجالس الذكر إن صح التعبير، تحفكم الملائكة لأننا اجتمعنا على أمر ديننا، وعلى مناقشة أمورنا وأمور أمتنا، وما يحدث لها من مؤامرات، وهذا هو الشيء الذي ينبغي أن يسود في جميع قبائل اليمن وأبناء اليمن في هذه المرحلة.
فنحن في زمن فتن، ونحتاج إلى الاهتمام بالنفس، الاهتمام بالنفس مهم جداً في مواجهة كل الفتن، وأنتم تشاهدون ما يُروج له بيت الألوان الستة، الذي تحول من البيت الأبيض، الذي يروج للمثلية والانحلال والانسلاخ من الأخلاق والقيم الفطرية والإنسانية، نحن يجب أن نواجه كل هذا الانحلال والانحراف بالتمسك بديننا وبقيمنا وبعاداتنا وتقاليدنا وأعرافنا نحن أصحاب حضارة.
أنتم يا أبناء الجوف أصحاب حضارة عريقة فلا نسمح بأن تضيع هذه الحضارة، حضارة بناها أباؤنا وأجدادنا قبل أن يجد الآخرون لهم مسمى دول كانوا ما يزالون بدواً في الصحراء، وأنتم دولاً عريقة على مر التاريخ.
يجب علينا جميعا أن نتمسك بعاداتنا وبأعرافنا وتقاليدنا الخيرة، التي زرعها آباؤنا وأجدادنا، هذا مهم جداً، في سياق أن نحافظ على أنفسنا، أن لا نسمح للترويج والانحلال الذي يُروج له أعداؤنا ويوفر له كل الإمكانات، الماكينات الإعلامية والأموال الطائلة، وحتى يسخّروا له القرار الاقتصادي والقرار السياسي لخدمة كل هذا التفسخ وهذا الانحلال، نحن إذا ما توّجهنا لتربية أنفسنا بهويتنا الإيمانية، ونتوجه للتمسك بهويتنا الإيمانية، فإن هذا هو الشيء المشرف هو الشيء الذي نفخر به، ومن الذي يستطيع أن يحول بيننا وبين أن نهتدي بالقرآن الكريم، وبين أن نثقف أنفسنا بكتاب الله وبثقافة القرآن الكريم لا أحد يستطيع أبداً.
نحن في زمن الفتنة يجب أن نعتصم بحبل الله جميعا من عوامل القوة والصمود على مواجهة كل هذه الأخطار، وكل هذه الفتن في هذا الزمن أن نلملم صفوفنا، ونضمد الجراح، ونوحد كلمتنا هذه من أبرز الأسلحة للحفاظ على أنفسنا، وللحفاظ على مجتمعنا أيضاً.
إذا ما سمحنا لعدونا أن يفرق كلمتنا ويشتت شملنا ويثير المشاكل والخلافات في أوساطنا، بأن يتسلل إلى أوساطنا، وأنتم تعرفون ماذا يعني -لا سمح الله- أن يتسلل العدو إلى أوساط مجتمعاتنا، وقد شاهدنا ولمسنا في المناطق المحتلة ماذا يفعل، كيف يسومه سوء العذاب؟ كيف يمتهن الكرامة؟ كيف أنه لا يبالي بالإنسانية، ولا بالكرامة، ولا بالدين؟، بل يعمل على تفكيكها وتدميرها، فهو يسعى للتفرقة.
يجب علينا أن نتوّجه لوحدة صفنا، ولمّ شملنا؛ لأن عدونا لديه توجه للتفرقة ولإضعاف الصف الوطني والمجتمعي، نحن نعمل على إحباط كل مؤامرات أعدائنا، إذا ما توجهنا للملمة الصفوف إلى حلحلة المشاكل بين أوساط مجتمعنا، فإنها من باب المسؤولية الوطنية والدينية، التي تحتم علينا أن نحيي مجتمعنا، وأن نحافظ على مجتمعنا بما فيه مجتمع الجوف الأبي القوي.
العدو يريد خلخلة صفوفنا، ونحن بطبيعة الحال نريد لملمة الشتات؛ لأنه يريد -من خلال كل هذه الخطوات- أن يهيئ الأوضاع لتصعيد عسكري عندما يتوجه العدو إلى تفريق شمل المجتمع، إلى خلخلة صف المجتمع، فإنه يجهز للعدوان على هذه المجتمع ويجهز للحرب.
نحن نقول لعدونا: إنك -بإذن الله سبحانه وتعالى- سيكون مصير كل مؤامراتك الفشل في كل الجبهات، وفي كل مناطق الجمهورية اليمنية، وفي محافظة الجوف بالتحديد، دام فيها أبناء ذو غيلان وأبناء دهم.
نحن نريد مجتمعاً قويا، يبني وضعه على أسس صحيحة، عندما نقول: نريد مجتمعاً قوياً؛ لأننا نعرف أنه في السابق كان العدو الخارجي الذي لا يريد لنا الخير، ولا يريد لمحافظة الجوف الخير، ولا لأي محافظة يمنية الخير، كان يريد تدمير المجتمع ومقدرات أبناء الجوف، لكننا -بإذن الله سبحانه وتعالى- الآن أقول لكم تغير الوضع، تغير الوضع تماماً، نحن معكم ومعكم كل رجالات الدولة في الصف الأمامي، كلهم حاضرون ليناقشوا هموم ومتطلبات وطموح وتطلعات أبناء الجوف؛ كل الصف الأول في سلك الدولة معكم في هذا الاجتماع، كل ما عليكم هو رص الصفوف، والتكاتف والتآخي، نريد صفحة جديدة، مبنية على إرادة قوية للنهوض بمحافظة الجوف نحن معكم.
أطلب منكم صلحاً عاما في كل قضايا الثأر والخلافات، صلحا وأمانا ينام الخائف فيها على فرش المخوف، وهذا هو أملي أن يتم الاستجابة لهذا الطلب، وستوجه وستقوم الدولة بتشكيل لجنة مع الأخ محافظ المحافظة لحلحلة هذه المشاكل بعد الاستجابة لهذا النداء وهذا الداعي، الذي هو مطلوب منكم -يا أبناء الجوف الأبية-، تنظيم الجهود الشعبية لتكون معيناً ورديفاً للجانب الرسمي من خلال تفعيل اللجان المجتمعية في مختلف المجالات، وعلى رأسها لجنة التصالح.
لجنة التصالح التي سنكون معها، وسنتابعها حتى تنجز كل مهامها في قضايا الثأر والخلافات الشائكة التي دمرت المجتمع، ودمرت أبناء الجوف طوال الحقبة الماضية.
محافظتكم محافظة خير، وفيها مقدرات دولة، فيها مقدرات دولة، أعينونا على أن نستعيد لكم هذه المقدرات، وعلى أن نستعيد لكم الخير والرخاء – بإذن الله سبحانه وتعالى.
ترسيخ السلم الاجتماعي بين كافة القبائل في الجوف، والتعاون والسعي في توحيد الصف الداخلي، ونبذ كل ما يفرق صفكم ووحدتكم، ففي تفرقتكم ضعفكم، وفي وحدتكم قوتكم، السعي الجاد في الوقوف إلى جانب الأمن والجيش في حفظ الأمن والاستقرار، وقطع دابر كل من يسعى لقطع الطريق ونهب المسافرين والوافدين للمحافظة؛ لغرض الاستثمار، وتنمية المحافظة وتأمينهم.
الدفع نحو التعليم؛ لأن العدو يحرص على تجهيل المجتمع والجيل، تجهيل الأجيال اللاحقة، عندما نحرص على التعليم فهو تحصيناً لمستقبل أولادنا وأجيالنا في كافة المجالات؛ لتنشئة جيل من أبناء المحافظة مسلحا بالوعي والعلم والبصيرة في دينه ودنياه، لكي يعيش حراً كريما.
أن يكون التعليم هو المرتكز الأساسي للمستقبل – إن شاء الله- الحذر من مخططات الأعداء في إثارة الفتن والمشاكل بين أبناء المحافظة، وعدم التأثر بأكاذيبه في قلب الحقائق، وتسليط الأبواق الإعلامية التابعة له في إغراق المحافظة بإثارة المشاكل والفتن، وبالثارات والأحقاد.
الحفاظ على النسيج الاجتماعي والأسلاف والأعراف القبلية الحميدة والقيم والأخلاق الفاضلة، التي تبني روح التعاون والإخاء والفضيلة في التعامل بين مختلف أبناء المجتمع في المحافظة وكذلك التحرك الجاد من قبل الجميع في الجانب الرسمي والشعبي؛ لبناء مؤسسات الدولة في المحافظة في مختلف المجالات، والالتزام من قبل المسؤولين والموظفين بالحضور والانضباط الوظيفي الفاعل في كل فروع مكاتب ومؤسسات وهيئات ومصالح الدولة بالمحافظة؛ بدءاً بالأخ المحافظ إلى آخر مسؤول، والعمل بروح الفريق الواحد.
السعي الجاد من الجميع في الحفاظ على الجبهة الداخلية من الاختراق من خلال عملاء للعدو أو المروجين أو المحششين أو المهربين للمحرمات بمختلف أنواعها، والحفاظ على أبنائكم، أبناء المحافظة، من أن يصبحوا فريسة لهؤلاء المروجين، فهي من أساليب وأدوات العدو، التي يستهدف المجتمع بها لإضاعته ولإضعافه.
الوقوف الجاد والصادق في مواجهة العدوان والحصار الجائرين على بلادنا العزيز من خلال المواجهة العسكرية، فإن عادوا فنحن حاضرون في مواقع القتال، في مواقع الشرف والبطولة، كذلك مواجهة العدوان في تحصين الجبهة الداخلية من خلال الاهتمام بالوعي والتعبئة العامة للمجتمع، ضد أي عدوان محتمل.
هذا هو أملي فيكم أيها الشرفاء والأحرار من أبناء محافظة الجوف، وسنكون معكم – بإذن الله- خطوة بخطوة.
وفيما يتعلق بموضوع المجال الزراعي، اعتقد أنه -في هذه اللقاءات- أخذ حيزاً كثيراً، وسيكون لنا -بإذن الله سبحانه وتعالى- متابعة حثيثة في هذا المجال، سنتوجه إلى محافظة الجوف بإرادة صامدة لا تراجع فيها – بإذن الله.
أعينونا بقوة، نحن نريد لكم الخير، أعينونا بقوة يا أبناء الجوف، نحن وجهنا وزارة الكهرباء ومؤسسة الكهرباء باعتماد 2 إلى 3 ميقا لمحافظة الجوف من الطاقة الشمسية.
وجهنا وحدة التدخل بإنشاء وحدتين لعمل القنوات الزراعية، ستعمل – بإذن الله- في الأيام القادمة، وستنزل لعمل القنوات على شقي الواديين (وادي مذاب ووادي الخارد)، وسيكون هذا رافدا لكم في المجال الزراعي.
سنوجّه جميع المؤسسات المعنية بالجانب الزراعي إلى محافظة الجوف؛ مطلوب منكم أنتم هو التعاون معها، فهدفنا هو إرادة الخير لكم، لا نريد لكم إلا الخير، آمل أن يكون هذا العام بدء صفحة جديدة، سنطوي فيها كل صفحات الماضي، ونفتح صفحة جديدة من التعليم، من المعرفة، من الخدمات، من النماء، من كل ما يرتقي بالمجتمع.
أسأل الله -سبحانه وتعالى- لي ولكم الرعاية والخير والتوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،،،