نص كلمة رئيس الجمهورية المشير الركن مهدي المشاط في اللقاء الموسع بمحافظة حجة
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، الحمد لله ملء السماوات والأرض، الحمد لله الحميد المجيد الفعال لما يريد، الذي له ملك السماوات والأرض، وهو على كل شيء شهيد.
إلهي أنطقني بالهدى، وألهمني التقوى، ووفقني للتي هي ازكى، واستعملني بما هو أرضى.. واسلك بي الطريقة المثلى، واجعلني على ملتك أموت وأحيا..
في هذا الصباح المفعم بالحيوية والنشاط، أقول لكل أبناء شعبنا اليمني، ومن خلالكم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأخوة الحاضرون جميعا -كلا باسمه وصفته- يشرفني ويسعدني أن أكون معكم في هذه الصالة، وفي هذه المناسبة، وفي هذه المحافظة، أنقل لأبناء الشعب، من خلال أبناء محافظة حجة، ومن هذا المقام لكل أبناء اليمن.
نحن هنا نقف في حجة الصمود، حيث الحاضر يعانق التاريخ، والسهل يعانق الجبل، والخضرة تكسو المدرجات، والضباب يغطي المرتفعات العالية، بعلو مقامكم، وسمو أخلاقكم، أنتم يا أبناء محافظة حجة الصمود، أنتم يا أبناء حجة الشموخ، شموخكم يوازي شموخ هذه المرتفعات الشاهقة، أنتم في كل المراحل الماضية، ومع كل التحديات، كان لكم الرقم بين الصفوف المتقدمة في محافظات الجمهورية اليمنية، أحييكم جميعاَ على هذا الصمود، وعلى هذا الاستبسال، وعلى هذه الحيوية والنشاط في كل ميادين العمل.
من خلالكم، أحيي صمودكم وصمود أبنائكم وأبنائنا في جبهات حرض وميدي، وفي كل جبهات الجمهورية اليمنية على امتداد خطوط المواجهة مع عدونا المتغطرس الزائل -بإذن الله سبحانه وتعالى.
نحن اخترنا الزيارة لمحافظة حجة؛ تعزيزاً لدور المشاركة المجتمعية في مبادرات السلطة المحلية، وكما سمعنا في البداية إشادات السيد القائد المتكررة بأبناء محافظة حجة، حتى جعلتها في محط إعجاب، ومحط اهتمام لنا جميعاً.
نحن اطلعنا على جملة من المشاريع، وجملة من الأنشطة التي كانت محط فخر واعتزاز لنا، وأحث جميع أبناء المجتمع على مواصلة الدرب بهذه الحيوية والنشاط.
فنحن يجب أن يكون لنا في كل مجالات الحياة، نحن نخوض مواجهة مع عدونا في مختلف المجالات، لهذا استطيع أن أقول إنكم -يا أبناء محافظة حجة الأبية حجة الشموخ- بمستوى الرهان، أنتم بمستوى الرهان في جميع المجالات.
أنتم متقدمو الصفوف في جميع النزالات التي نواجه عدونا بها؛ سواء على مستوى متطلبات الحياة الخدمية، أو على مستوى المواجهات على الصعيد العسكري، أو على الصعيد الأمني، وفي كل المجالات.
النجاحات التي لمسناها في محافظة حجة، رغم الظرف الصعب، كان من أبرزها ميزات يمتاز بها أبناء حجة؛ تتمثل في الحيوية والنشاط، وأحيي فيكم هذه الروح؛ روح الحيوية، وروح النشاط.
لا يخفى عليكم أننا بدأنا، من بداية العام، في النزول إلى المحافظات، وإلى السلطات المحلية بوحدة التدخل؛ كان لمحافظة حجة نصيب نصيب كبير من هذا الدعم، بلغ مليارين و200 مليون ريال، وسنواصل دعم هذه المشاريع المجتمعية والمبادرات.
الأنشطة في محافظة حجة، في العام القادم، أكثر بكثير، أنا أعدكم بأننا سنستمر في الدعم المركزي للمبادرات الموجودة في الميدان، التي لم تنفذ بعد، سيكون لمحافظة حجة النصيب الأكبر.
نحن زرنا مجموعة من المديريات، وكان محط إعجاب لنا ما لمسناه في هذه المديريات، كذلك في ما يتعلق بموضوع دعم الخدمات، رغم أننا سمعنا الأخ الشاعر لديه بعض الملاحظات، ولدينا -من خلال اطلاعنا- الملاحظات على كثير من الخدمات المقدمة، وسنعمل -إن شاء الله- على تحسينها، وعلى تقديمها بجودة أعلى، أنا أعدكم -بإذن الله سبحانه وتعالى.
كذلك مما يتميز به أبناء محافظة حجة الصمود عملية التراحم؛ المتمثل في التكافل والتكامل والتآخي والتأزُر.
الشكر لكم يا أبناء محافظة حجة الصامدة على ظهور هذه الميزة بشكل واضح، لا غرابة فأبناء محافظة حجة هم أهل العطاء في كل مراحل التاريخ، أشكركم على كل التضحيات التي قُدمت في جميع الجبهات، وأبرزها جبهتا حرض وميدي، التي نالت من صمودكم، والتي أوقفت العدو عاجزاً عن تحقيق أدنى تقدم؛ بسبب صمودكم ومؤازرتكم لهذه الجبهات.
محافظة حجة على مستوى الشهداء تعتبر من أوائل المحافظات التي قدمت الكثير والكثير من الشهداء في سبيل تحرير بلدنا؛ في سبيل استقلال بلدنا، أشكركم على هذه الروح المعنوية؛ الروح المعنوية العالية الوثابة.
مما يتميز به أبناء محافظة حجة الثقافة والفن والأدب والشعر.
نحن كنا، قبل المجيء إليكم، في زيارة لأحد المراكز الصيفية، التي نالت الإعجاب عندنا، ونأمل منكم المزيد والمزيد؛ لمؤازرة هذه الأنشطة التي تعتبر لنا مترساً ووقاية من حرب عدونا الناعمة، نحن نتوجه لبناء قوة صلبة في مواجهة حرب عدونا الناعمة التي يستهدف مجتمعنا بها. آمل أن تحظى هذه الأنشطة، التي تأتي في سياق مواجهة الحرب الناعمة، بالاهتمام من أبناء الشعب اليمني جميعاً، خاصةً أبناء محافظة حجة.
أنتم يا أبناء محافظة حجة اليوم، بكل أبنائكم، تتربعون على عرش النجاح.. وأبارك وأحيي كل القائمين عليها، وآمل منهم المزيد والمزيد، طبعا معها محافظات أخرى ستحظى كلٌ منها بالإشادة، كلُ بمستوى ما قدم، وكلُ بمستوى دوره.
ومن هنا.. من هنا من محافظة حجة الصامدة، أوجه الجميع -من خلالكم- جميع السلطات المحلية في محافظات الجمهورية اليمنية، وأخص بذلك مدراء العموم، والوكلاء، والمحافظين، ومدراء المديريات، إلى استغلال المبادرات لهذا العام بخصوص ما يتعلق ببداية موسم التخطيط.
أنا آمل من الأخوة مدراء المديريات التخطيط للعام القادم 1445هـ، بشكل صحيح، يتلافى كل سلبيات الماضي، وتعتمد في الدرجة الأولى على تفعيل دور المجتمع، ونشاط المجتمع، ومشاركة المجتمع.
نحن في موسم التخطيط، آمل أن يحظى مجال المبادرات لديكم، ويتوقف على نجاح مدير المديرية، وعلى نجاح الطاقم الموجود مع مدير المديرية؛ هذا العام لدينا توجه كبير، فيما يتعلق بالأرياف. مجالان مهمان سنركز عليهما هذا العام -إن شاء الله: رصف الطرقات، ومياه الريف.. رصف الطرقات ومياه الريف، من خلال هذين الموضوعين، أقول لكم، وأقول لكل مدراء المديريات في محافظات الجمهورية اليمنية، وأقول لكل أبناء المجتمع اليمني، أن المسؤولية تقع على مدراء المديريات، لدينا الاستعداد في هذا العام لتغطية مشاريع كل العزل بالمياه والرصف فقط، يشارك معنا المجتمع بنسبة، وبيد عاملة أيضاً.
استغلال موسم الزراعة مهم جداً، أنتم كمحافظة حيوية نشطة، ونحن الآن على أبواب الموسم الزراعي، آمل منكم ومن كل أبناء الشعب اليمني استغلال هذا الموسم. كذلك مما لاحظناه، ونحث عليه، ونوجّه به، الحفاظ على المظهر العام للدولة، المتمثل في الخدمات وجودتها، وهذا ما آمل به من السلطات المحلية -بإذن الله سبحانه وتعالى. والاستفادة كذلك -يا أخوتي في مدراء المديريات- من المعدات التي تم إصلاحها، وتفعيلها في الفترة الأخيرة، هذا مهم جداً، أعرف أن الوضع صعب لكن يجب ألا نخضع لأي مستحيل؛ يجب أن نطوع المستحيل، وأن نحول كل التحديات إلى فرص، وهذا ما آمله منكم -إن شاء الله- بإذن الله سبحانه وتعالى.
نحن في العام القادم، سيكون معيار التقييم لدينا لكل مدراء المديريات، ومدراء العموم، والمحافظين، يعتمد معيار ما أنجزه هذا المسؤول من مبادرات مجتمعية.. معيار النجاح، ومستوى التقييم لكل مدير هو مقدار ما أنجزه من مبادرات، وتفعيل دور المجتمع.
إخوتي الأعزاء، العدو يعمل على التشويه، ويعمل على الإفشال، نحن لا نستسلم، ولن نستسلم – بإذن الله.. لذلك، ومن خلالكم لكل موظف يجب التنبه، يجب التنبه، العدو يحاول أن يشوه أي مظهر.. يا أبناء شعبنا اليمني، أي موظف يشوه، وأي مظهر يشوه، هذا لا يمثلنا، هذا لا يمثل مسارنا، هذا لا يمثل امتدادنا؛ هو يمثل نفسه، أو يمثل امتداد مَن يريد تشويهنا.
لذلك، نحن سنتخذ الإجراءات الصارمة تجاه أي مترهل، أو مشوه، هذا لا يمثلنا، وهذا لا يمثل مسارنا، نحن مسارنا واضح، نحن مع الشعب، ومن الشعب، وإلى الشعب، وكل مسؤول فينا هو خادم لهذا الشعب.
آمل أن تشكل محافظة حجة نموذجاً يمثل الأكثر ارتقاءً بين جميع المحافظات – بإذن الله سبحانه وتعالى- أشيد بالروح المعنوية العالية والوثابة لكل أبناء محافظة حجة.
على الصعيد السياسي:
نحن نقف في مرحلة ضبابية تسمى بالمصطلحات السياسية (اللا سلم واللا حرب)، لكن يجب أن نعرج على بعض النقاط، وتقديم بعض الرسائل في هذه المناسبة.. نحن يا أخوتي في الفترة الأخيرة العدو السعودي أدرك أن استقراره مرتبط باستقرار اليمن؛ هذه الحقيقة التي وصل إليها السعودي.
لكن المشكلة تتمثل في أن هناك قوى إقليمية ودولية لا تريد للمملكة العربية السعودية الاستقرار؛ وتحاول منع السعودي من الخروج من مستنقعه الذي وقع فيه، هذا هو التقييم والتشخيص الصحيح للمرحلة التي نمر بها.
الأمريكي لا يريد الحل، ولا يريد أن تُدفع المرتبات؛ رغم قناعة السعودي بضرورة دفعها.
كثير من الشركات العالمية، التي تريد الاستثمار في المنطقة، تستفسرنا كثيراً عن الوضع، ونحن بكل وضوح ننصحهم بأن الوضع لم يحن للاستثمار في المنطقة ما لم يُحل الملف اليمني.
وجهنا التحذيرات لكثير من الشركات، وجهنا أيضاً تحذيرات لكل شركاء الضرر في هذا العالم؛ من المسلك الأمريكي، من الدفع الأمريكي للتباطؤ والتثاقل والامتناع والتهرب من الوصول إلى حلول سريعة للملف الإنساني؛ المتمثل بدفع الرواتب، ورفع الحصار عن مطار صنعاء، وميناء الحديدة، بشكل كامل.
ومن هنا نقول لهم إن هذه العرقلة قد تؤدي -كما قال قائد الثورة حفظه الله- إلى نفاد الصبر.
الأطماع الأمريكية يجب أن تنتهي، كلها مغامرة خطرة، الأطماع الأمريكية يجب أن تنتهي، فهي تجلب الضرر على العالم أجمع.
كان يجب على الأمريكي أن يتلقى الرسالة يوم قلنا إن لدينا القدرات على ضرب أي نقطة في البحر، كان يجب عليه أن يتلقى الرسالة، وألا يدخل في مغامرات خطيرة، تضر بكل المجتمع الدولي.
الآن الدخول في أي تصعيد ليس المتضرر اليمنيون فقط، وهذه الرسالة وجهناها كثيراً، ويجب أن يستوعبوها: الضرر سيعم الجميع.
فنحن -رغم كل الأخطار والتحديات- سنواصل بإذن الله المشوار بكم أيها الأحرار في محافظة حجة، وكل محافظات الجمهورية اليمنية.
سنحول -بإذن الله- كل التحديات إلى فرص، كل الصعوبات والعراقيل، التي يفتعلها العدو، هو يدفعنا إلى إيجاد الحلول لتجاوزها.. وقلت مراراً إن العدو لو يعرف أنه يخدمنا في هذا المجال لتوقف عن سيل الإجراءات والعراقيل والصعوبات التي يفتعلها على أبناء شعبنا. نحن لن نبقى إلى ما لا نهاية إذا لم نستطع تجاوز الابتزاز الأمريكي: من يستجيب للابتزاز الأمريكي فهو من يتحمل المسؤولية، السعودي هو المسؤول الأول، فهو من جلب كل هذا الوضع لنا وله وللمنطقة جميعاً.
أتحنا له فرصة الخلاص من هذا الابتزاز، هذه الخلاصة، كثير من الأخوة السياسيين يسأل ما الذي يجري؟ الخلاصة هنا أننا أتحنا له فرصة الخروج من الابتزاز الأمريكي، وهذا هو سبب التأخير والضبابية في المرحلة الأخيرة، لكن السعودي هو المعني بقراره، إذا قرر أن يخضع للابتزاز الأمريكي والبريطاني هذا شأنه، نحن في الجمهورية اليمنية لا يوجد لدينا ما نخسره بعد.
أنا كلي ثقة بعد زيارتي هذه أننا، بكم وبكل أبناء الشعب، سنتجاوز كل هذه الصعوبات وهذه التحديات -بإذن الله سبحانه وتعالى- وسنبني -بإذن الله- يمناً واحدا وموحداً لكل أبنائه بسيادة كاملة غير منتقصة، بإذن الله سبحانه وتعالى.
الذي تشاهدونه من المستجدات الأخيرة في المناطق المحتلة هي تأتي في سياق الابتزاز الأمريكي والبريطاني للسعودي كي لا يخرج من المستنقع الذي وصل فيه، فالمنفذ؛ المنفذ يعرف أنه يؤدي دورا وظيفيا ليس إلا .
لذلك أقول لكم، وأقول من خلالكم لكل أبناء شعبنا، أن المنفذ للحركات الأخيرة التي شاهدناها في الحبيبة عدن، هو لا يؤدي إلا دورا وظيفيا ليس إلا؛ لذلك فالوحدة اليمنية باقية، ولا قلق عليها بإذن الله.
نحن سنتوجه -بإذن الله- لبناء يمن واحد وموحد بكل أبنائه ولكل أبنائه، وبسيادة كاملة غير منتقصة: يمن مستقل ومستقر، بإذن الله سبحانه وتعالى.
أحيي صمودكم -يا أبناء محافظة حجة- ومنا ومنكم ومن كل أبناء شعبنا نحيي صمود الأخوة في فصائل المقاومة الفلسطينية في عملية “ثأر الأحرار”، وكل ما يقدمونه من التضحيات طوال التاريخ، وفي هذه الأيام.
أحييكم مرة أخرى، وأشكركم جميعا، ونقول جميعاً “سيبقى نبض قلبي يمنيا، ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا”.