نص كلمة رئيس الثوية العليا في حفل تخرج دفعة الشهيد عبدالملك أبو طالب العسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة
نص كلمة رئيس الثوية العليا في حفل تخرج دفعة الشهيد عبدالملك أبو طالب العسكرية في المنطقة العسكرية الخامسة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدنا في هذه الدورة العظيمة المباركة أن نجد قامات كقاماتكم يحملون الوعي والثقافة ويحملون أيضاً العلم والجهاد، إنه لمن دواعي سرورنا أن نقف اليوم أمام هؤلاء الأبطال أبطال تهامة، العظماء من أبطال تهامة، لتقدموا ونقدم جميعاً رسالة للعدو بأنه مهما استمر في عدوانه ومهما استمر في طغيانه ومهما استمر في احتلاله فإن من سيقف أخيراً وحاملاً لراية النصر هو ابن البلد وابن الوطن والشامخون أنتم وأمثالكم في كل مكان، وبإذن الله تعالى سيتحقق لنا جميعاً النصر.
نعم أيها الأخوة لقد أخذتم تجربة كاملة في هذه الدورة ولكن يجب علينا جميعاً أن نستمر، وأن نكون مصغين لنصائح مدربينا، وأن نعمل جاهدين على اكتساب المهارات والقدرات، حتى نستطيع أن نواجه، وحتى نستطيع أن نقف على أقدامنا في مواجهة المحتلين.
إن المحتلين اليوم لا يمثلون أولئك المرتزقة، إن من يحتل بلدنا اليوم ويقصف بلدنا اليوم ويعمل جاهداً على تدمير بنانا التحتية وعلى استهداف المدنيين هي أمريكا ومن يجر جرها ومن يلف لفها، أمريكا ودول التحالف، أمريكا التي تقود، أمريكا التي تحدد الأهداف، أمريكا التي تدعم بالسلاح، أمريكا التي تحارب في كل مكان.
لقد عملت أمريكا في سنة ألف وثمانمائة وكذا من السنوات على أن تضع العلم الأمريكي في المخا، وهذه حقيقة يجب أن يعرفها الجميع، أن أطماع الأمريكيين في اليمن ليست وليدة اللحظة، لم يأتوا من أجل عيون السعوديين، ولا من أجل عيون بن سلمان ولا بن زايد، أتوا من أجل أطماعهم هم، لقد حاولوا غزونا في ألف وثمانمائة للميلاد وكذا من السنوات، أرادوا أن يحتلوا بلدنا في ذلك الوقت الذي كان لازال الناس لا يوجد بينهم تواصل، وكان التواصل بين الناس ضعيفاً في ذلك الوقت، ولم يكن هناك نهضة ولم يكن هناك ثورة صناعية، اليوم ونحن بفضل الله نقف شامخين في كل الجبهات ونستطيع أن نتواصل بأبناء الشعب اليمني في كل مكان للدفاع عن وطننا نقول لهم بؤسا لكم، ولا تستطيعوا أن تحتلوا بلدنا، ولا يمكن أن تحتلوا بلدنا بإذن الله تعالى، كل ما حصدتم أو كل ما عملتم سينتهي بكم إلى الخسار وإلى الوبال بإذن الله، فمثل هؤلاء وهؤلاء القوم المجاهدون في سبيل الله عندما نذروا أنفسهم لله لا يمكن على الإطلاق أن يخشوا من دباباتكم التي تُحرق بالولاعات، ولا من طيرانكم، ولا من بارجاتكم التي تُغرق في البحار في البحر الأحمر بالذات، لا يمكن لهؤلاء الأبطال أبطال تهامة أن يخشوا من كل ما تملكونه من السلاح، لأنهم يملكون ما هو أقوى من سلاحكم، إنه الإيمان والارتباط بالله تعالى، الارتباط بالقوي، ومنه استمدينا قوتنا ومنه نستمد قوتنا لمواجهتكم بإذن الله.
نعم أيها الأخوة نحن اليوم هنا لنوصل رسالة أن أبناء تهامة أبناء تهامة الأبطال الأحرار الوطنيين هم هؤلاء، وأمثالهم هم من هم في معسكرات التدريب، وممن هم في الجبهات، وليسوا أولئك الذين في تلك الجبهات من المرتزقة، أولئك معروفون بإجرامهم داخل المديريات، ومعروفون أيضاً بضلالهم، ومعروفون بارتباطاتهم وبمن ينتمون وإلى من ينتمون، أما هؤلاء فهم ينتمون إلى الوطن وينتمون إلى القضية العادلة، وسيدافعون عن مظلومية الشعب اليمني، لأنهم استقوا العزة من هذا الوطن، واستقوها من كتاب الله تعالى ومن ثقافتهم القرآنية، وهم شامخون كما هذه الجبال، بشموخ هذه الجبال هم شامخون وثابتون كما هو سهل تهامة، لا يمكن أن يتراجعوا، ولا يمكن أن يترددوا عن الإقدام في مواجهتكم.
واستغل الفرصة من هنا لأقول لـ “ولد الشيخ” الذي يكذب باستمرار ويحاول أن يتنطع وأن يُظهر نفسه بصورة المحايد: كنا نعتقد أنه من خلال تجربتك التي زعمت أنك قد حصدتها هنا وهناك أنك ستستطيع أن تكون محايداً، وقد نصحناك أيضاً عندما التقينا نحن وأنت بأن تبقى محايداً، ولكن للأسف ربما مع تقدمه في العمر، ربما أنه مع تقدم “ولد الشيخ” في العمر لم يع ما يقول، ولم يستطع أن يقول الحقيقة ولا في يومه الأخير، في آخر يوم له كنا نتمناه أن يقول الحقيقة، ولكنه كان حتى آخر لحظة من لحظاته يقف إلى جانب العدوان، وهو شريك في العدوان وهو مجرم المرتبات وهو الكابوس الأممي الذي لا يمكن في يوم من الأيام أن تنساه أجيال اليمن، فمئات وآلاف المجازر تُرتكب ولم يُصدر في أي يوم من الأيام إدانة لتلك الجرائم، لم يكن محايداً في يوم من الأيام، لقد كتبت على تجربتك في اليمن بأنك فاشل حتى ينقطع النفس، فأنت فاشل ومن أرسلك فاشل، وسيبقى من ينتهج نهجك فاشلاً إلى أن تقوم الساعة، ولا يمكن لأبناء الشعب اليمني أن يقدموا التنازلات التي طلبتها، هو أراد منا أن نُسلّم الحديدة وصنعاء وأن نُسلّم صنعاء والأمانة وصعدة وكل المحافظات التي تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبية، لمن؟ لتلك الميليشيات؟ الميليشيات المرتبطة بالقاعدة، الميليشيات التي ترتبط بالإرهاب، الإرهاب الأمريكي الذي دائماً ما كنا نحذر منه، لقد وقفوا جميعاً الإرهابيون والأمريكيون واختلطت دماؤهم هنا في تهامة على مرأى ومسمع من العالم بأسره، فلذلك نقول لهم تباً لكم، لا يمكن في يوم من الأيام أن تنتصروا، ومبادؤنا هي التي ستنتصر، مبادئ الشعب اليمني هي التي ستنتصر، وبهؤلاء الأبطال العظماء المجاهدين الذين يجاهدون في كل مكان سنستطيع أن ننتصر عليكم، ومهما فعلتم ومهما قدمتم وكيفما أجرمتم بحق شعبنا لا يمكن على الإطلاق أن تفوزوا ولا أن تنتصروا.
محمد بن سلمان أصبح اليوم مجرماً ومكتوباً عليه الإجرام في لندن وفي كل مكان، وبإذن الله تعالى بأنه سيتحقق لشعبنا النصر وستتحقق لشعبنا الغلبة.
هذه الطائرات التي تسمعون أزيزها لا تساوي لدينا شيئا، ولا يمكن أن تخيفنا، ولا يمكن أن نتراجع عن معركتنا، معركة الحرية، معركة الاستقلال، معركة الدفاع عن الوطن والدفاع عن المستضعفين، لقد قدمنا كل ما قدمنا من الشهداء سواء الشهيد الذي تُسمى هذه الدفعة باسمه أو غيره من الشهداء العظماء لله وللوطن وللدفاع عن المستضعفين، وجهاداً في سبيل الله، وستجدونا نقول للمعتدين: هؤلاء وأمثالهم هم جبال من الصبر وجبال من الشدة وجبال من البأس أمام مجنزراتكم وأمام مدرعاتكم، ولن نخشى شيئا بإذن الله، فالعاقبة لهم والعاقبة للمتقين والشعب اليمني متقي أمام هذا العدوان الظالم الطاغي الغازي المستدبر المستكبر، هذا العدوان الذي لا يمكن في يوم من الأيام أن يكون له صفحة بيضاء، وستظل هذه المعركة التي أقدم عليها في سجله التاريخي صفحة سوداء ستقرأها كل الأجيال، وستلعنهم كل الأجيال، لأنهم ارتكبوا الجريمة التي لا يمكن أن تُغتفر، ولا يمكن أن تُطهر من قاموسهم ومن تاريخهم مهما فعلوا ومهما ضللوا ومهما عملوا.
نقول لهم أنتم فاشلون عسكرياً وإلا لما أقدمتم على تغيير قياداتكم العسكرية، إن تغيير قيادات السعودية العسكرية لم يأت من أجل الصدفة أو فراغا أو اعتباطاً وإنما دليلا على فشلهم العسكري كما هو فشلهم الاقتصادي.
أنتم لا يمكن أن تضللوا علينا ونحن بكامل وعينا، استقينا هذا الوعي من القرآن ومن ثقافة القرآن، وسنستمر في الجهاد في سبيل الله حتى النصر بإذن الله.
كل التحية لكم أيها الأحرار ولكل من أقام هذه الدورة وللإخوة الحاضرين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مركز الاعلام الثوري
16-جماد الآخر-1439هـ
4-3-2018م