نص كلمة السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة في وجه المستكبرين 1435هــ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله الله الملك الحق المبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله خاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطاهرين، ورضي الله عن صحبه المنجبين.
أيها الإخوة الأعزاء ،، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نستذكر في هذا اليوم هذه الذكرى العزيزة، ذكرى انطلاقة المشروع القرآني، وإعلان هذا الشعار المهم والمبارك، هتاف الحرية وصرخة العزة الإباء، الذي كان في مثل هذه الجمعة، الجمعة الأخيرة من شهر شوال، وشعاراً مهماً غيّر الواقع في بلدنا إلى مرحلة جديدة، شعاراً يعبر عن موقف مهم يتعلق بالأمة كل الأمة، في قضاياها الكبرى وقضاياها المصيرية.
في الجمعة الأخيرة في من شهر شوال هُتف بهذا الشعار ابتداءاً في مساجد محدودة، وفيما قبل هذا اليوم في محاضرة الخميس تقريباً، أعلن السيد الشهيد القائد / حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه انطلاقة هذا المشروع القرآني بما فيه من مواقف، بدايتها وأولها وعلى رأسها هذا الشعار المهم، شعار البراءة من أعداء الإسلام والأمة، من أعداء الإنسانية والبشرية، أمريكا وإسرائيل.
هذا الشعار المعروف المعروف : الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام.
وفي محاضرته الشهيرة المعنونة بـ الصرخة في وجه المستكبرين، أعلن هذا الموقف ليكون بدايةً لإنطلاقة مشروع قرآني تنويري بنّاء عظيم، يخرج الأمة من حالة الغفلة ومن حالة الصمت والسكوت، ومن حالة التدجين والخنوع والخضوع لصالح أعداءها إلى الموقف، إلى أن تتحرك عملياً وبجد كما ينبغي لها أن تكون تجاه الأخطار الكبرى التي تتهددها في كل شيئ.
وفي محاضرته تلك، وقبل أن يعلن الشعار، قال رضوان الله عليه :
((عندما نتحدث أيضاً هو لنعرف حقيقة أننا أمام واقع لا نخلو فيه من حالتين، كل منهما تفرض علينا أن يكون لنا موقف، نحن أمام وضعية مهينة، ذل وخزي وعار استضعاف إهانة إذلال، نحن تحت رحمة اليهود والنصارى، نحن كعرب كمسلمين أصبحنا فعلاً تحت أقدام إسرائيل، تحت أقدام اليهود، هل هذه تكفي إن كنا لا نزال عرباً؟ الحالة الثانية هي ما يفرضه علينا ديننا، ما يفرضه علينا كتابنا القرآن الكريم من أنه لا بد أن يكون لنا موقف من منطلق الشعور بالمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى، نحن لو رضينا أو أوصلنا الآخرون أن نرضى بأن نقبل هذه الوضعية التي نحن عليها كمسلمين، أن نرضى بالذل، أن نرضى بالقهر، أن نرضى بالضعة، أن نرضى بأن نعيش في هذا العالم على فتات وبقايا موائد الآخرين، لكن هل يرضى الله لنا عندما نقف بين يديه السكوت من منطلق أننا رضينا وقبلنا ولا إشكال فيما نحن فيه؟ سنصبر وسنقبل !؟ فإذا ما وقفنا بين يدي الله سبحانه وتعالى يوم القيامة هل سنقول نحن في الدنيا كنا قد رضينا بما كنا عليه؟ هل سيُعْفينا ذلك عن أن يقال لنا: ألم نأمركم؟ {أَلَمْ تَكُنْ آيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ} ( المؤمنون: من الآية105) ؟ { أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ} (غافر: من الآية50) ؟. ألم تسمعوا مثل قوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا} (آل عمران: من الآية103) ومثل قوله تعالى{ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (106) وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (107)}(آل عمران) أليست هذه الآيات تخاطبنا نحن؟. أليست تحملنا مسئولية؟.
ألم يقل القرآن لنا: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ} (آل عمران: من الآية110) ؟. ألم يقل الله لنا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ} (الصف: من الآية14) ؟.
فإذا رضينا بما نحن عليه وأصبحت ضمائرنا ميتة،لا يحركها ما تسمع ولا ما تحس به من الذلة والهوان، فأعفينا أنفسنا هنا في الدنيا فإننا لن نُعفى أمام الله يوم القيامة،لابُدّ للناس من موقف،أو فلينتظروا ذلاً في الدنيا وخزياً في الدنيا وعذاباً في الآخرة،هذا هو منطق القرآن الكريم،الحقيقة القرآنية التي لا تتخلف {لا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ} (الأنعام:من الآية115) {وَلا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} (الأنعام:من الآية34) {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}(قّ:29). )).
وهكذا انطلق هذا الموقف، هتاف الحرية والإباء، وانطلق معه المشروع القرآني العظيم والمهم من واقع الشعور بالمسؤولية أمام الله، وفي واقع سيئ ومرير ومخزٍ ومهين تعيشه أمتنا الإسلامية في المنطقة العربية والعالم عموماً، في وضعية خضع فيها المسلمون لهيمنة مطلقة لأمريكا ومع أمريكا إسرائيل، وهذه الهيمنة التي لها نتائجها السلبية جداً في واقع المسلمين، هذه الهيمنة التي من أولى نتائجها مسخ هوية الأمة، وطمس معالم دينها، والتأثير على أخلاقها.
من نتائج هذه الهيمنة وهذه السيطرة وهذا الإستهداف أن تفقد الأمة استقلالها، وأن تخسر كرامتها، وأن تخسر هويتها أيضاً، استهداف كبير وشامل، وهيمنة مذلة ومهينة، واستحكام وتحكم وتدخل غير مسبوق في شؤون هذه الأمة، إضعاف وإذلال وإهانة وقهر واستعباد.
واقع لا يمكن القبول به إذا كنا لا زلنا نحمل حسّنا الإنساني، قيمنا الفطرية التي فطرنا الله عليها، إذا كان لا يزال فينا إحساس بالكرامة الإنسانية، وإحساس بالعز والإباء، في مثل هذا الحال مع هذه القيم الفطرية، لا يمكن أن يقبل الإنسان أن يعيش في واقع هذه الحياة ذليلاً مهاناً، لا حرمة له ولا كرامة له ولا قيمة له.
هذا هو الواقع العربي أمام التحدي الأمريكي والإسرائيلي، في ظل الإستهداف الأمريكي والإسرائيلي لهذه الأمة في كل شعوبها وفي كل مناطقها وبلدانها وأقطارها، تتحرك أمريكا وإسرائيل ولا تتحاشى أبداً من فعل أي شيئ بهذه الأمة مهما ظالماً مهما كان طغياناً مهما كان بشعاً مهما كان سيئاً مهما كان مهيناً، لأن العداء الأمريكي والإسرائيلي لهذه الأمة عداء شديد، وعداء حقيقي، وبالتالي يتحركون من تلك الحالة العدائية في موقف عدائي، ولكن تحركاً شاملاً وتحركاً يستهدف الأمة في كل مقومات بناءها، وفي كل عوامل قوتها.
استهداف في القيم في الأخلاق، واستهداف أيضاً للإنسان وللأرض وللثروة وللمقدرات استهداف شامل لا يستثني شيئا ولا ينحصر في اتجاه معين او ينطلق من زاوية معينة فحسب لا استهداف يشمل كل شيء واستهداف كبير وخطير والأخطر في ذلك كله انهم يستفيدون بالدرجة الأولى من الواقع الداخلي للأمه الواقع المهيأ لصالح اعدائها الواقع المطمع الذي جعلهم يطمعون، يطمعون بشكل كبير لان مؤامراتهم ومخططاتهم ومكائدهم على هذه الأمه يمكن ان تنجح في ظل الحالة السائدة في واقع الامة من ضعف الوعي الى حدا كبير انعدام الشعور بالمسئولية الى حدا كبير ولذلك حين ما تحرك هاذا المشروع القرآني العظيم في ما فيه من موقف وفيما فيه من تبصير وتوعيه من خلال القران الكريم ونشر للثقافة القرآنية التي تضيء الطريق للأمة والتي تصنع الوعي للأمه والتي يمكن ان نسترشد بها في الصراع مع اعدائنا مهما كان حجم هذا الصراع ومهما كانت امكانية الأعداء لقد انطلق هذا المشروع القرآني من واقع معروف واقع المعاناة فهو مشروع اصيل لم يأتي كترف فكري او عمل هامشي او خطوه ليس هناك حاجه اليها لا في مرحلة الأمه بحاجه الى موقف لا بد للناس من موقف البديل عن الموقف ماهوا حالة اللاموقف , حالة اللاموقف تعني الاستسلام تعني الصمت تعني الخضوع تعني ان نترك المجال لصالح الأعداء ليعملوا هم كل ما يشاؤون ويريدون يعني افراغ الساحة من اي مشروع يناهض مؤامراتهم ومكائدهم وهذا بالضبط هوا ما يريدونه هم اردوا لنا كأمة مسلمه ان يكون واقعنا هكذا واقعا فارغ من اي مشروع يناهضهم ويناهض مؤامراتهم ومكائدهم أرادوا لساحتنا العربية لساحتنا الإسلامية ان تكون ساحة يسودها الصمت والاستسلام والخضوع وأرادوا لنا كأمة مسلمه وهي أمه كبيره جدا مئات الملايين من المسلمين ان نكون قطيع كل حيوانات يقتلون منا ويستعبدوننا ويأسرون ويسفكون الدماء ويمررون المؤامرات تلوا المؤامرات ويفعلون بنا ما يشاؤون ويريدون وهم مطمئنون كل الاطمئنان انهم لن يقابلوا بموقف وان حالة الصمت والاستسلام والسكوت والتدجين لصالحهم ستبقى هي الحالة القائمة في واقع الأمه والمسيطرة على الأمه والمتغلبة في واقع الأمه ولهذا كان هذا المشروع القرآني مهم وضروريا ,ضروريا بحكم الواقع بحكم الظروف بحكم الأخطار بحكم التحديات وضروري من منطلق القيم والمبادئ التي ننتمي اليها كمسلمين ان ديننا لا يسمح لنا حتى لو رضينا لأنفسنا ان نعيش حالة الذل وحالة القهر وحالة الهوان وحالة الاستسلام وفتحنا المجال لأعدائنا وقلنا لهم تفضلوا ففعلوا بنا ما شئتم اقتلوا من شئتم واسروا من شئتم واهتكوا الاعراض ودمروا البلدان وانهبوا الثروات والمقدرات كل هذا لكم لن يعفينا ذلك من المسؤولية امام الله سنحاسب ونسائل لان موقفا كهذا موقف قائم على اساس الاستسلام والخنوع والخضوع لصالح اعداء الانسانية والبشرية موقف كهذا هو موقف لا ينسجم بأي حال من الاحوال مع مبادئ الاسلام وقيمه مع توجيهات الله وتعليماته واوامره المهمة والعظيمة و المقدسة في كتابة الكريم
لذلك من واقع الظروف التي تعيشها الامة وهيامه ابنائها كبشر لهم احساس لهم معاناة لهم واقع مؤسف يفرض عليهم ان يتحركوا الحالة الانسانية الاحساس بالكرامة الانسانية التي هدرت والتي استبيحت الاحساس بالذل والهوان الاحساس بالاستهداف الممنهج والشامل يفرض علينا من واقع حسنا الانساني ان لانقبل بذلك وان لا نصمت تجاه ذلك وان لا نخضع ازاء ذلك وكذلك موقفنا الديني انتمائنا الديني قيمنا الدينية اخلاقنا الدينية وفي مقدمتها العزة من اهم الاخلاق في الاسلام والقيم الاصيلة والمهمة التي يجب ان تحافظ عليها الامة هي العزة ، الله سبحانه وتعالي قال في كتابه الكريم والمجيد ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) الله سبحانه وتعالى وهو العزيز يريد لعباده ان يكونوا اعزاء اردا لهم ايضا ان يعيشوا بكرامة وكرم بني ادام واراد لهم الكرامة وعاملهم بكرامة وقدما حتى دينه بكرامة وقدما تعليماته وإرشاداته وتوجيهاته لهم بكرامة وفيما يحقق لهم الكرامة في الدنيا والاخرة اذا هناك واقع معروف واقع تسوده حالة من الاستهداف الكبير والممنهج والشمال للامة في كل شيء ومن الغريب والعجيب وغير المنطق نهائيا ان تعيش امتنا الاسلامية والعربية كل هذا الاستهداف في كل شؤونها في كل مجالات حياتها ثم يفترض منها مع ذلك ، مع كل تلك المآسي مع كل تلك الكوارث مع هذا الحجم الهائل للاستهداف الكبير والشامل يراد لها ان تسكت ان تصمت ثم يكون الموقف الشاذ والنشاز في داخل الامة هو الموقف الذي يعارض يناهض يحتج ولا يرضخ ولا يقبل وهو منسجم لا يقبل بهذا الهوان وهذا الاستهداف ويقف بوجهه حينها ، ولان واقع الامة وصل الى حالة سيئة وتمكن الاعداء ، تمكن الأمريكيون والإسرائيليون من تحقيق اختراق كبير في الواقع الداخلي للامة وتأثير كبير في الواقع الداخلي للامة تأثير حتى على الآراء والتوجهات والمواقف واصبحت هناك انشطه كثيرة ومواقف كثيرة كلها تصب في صالح الاعداء كلها تنطلق فيما يخدم الاعداء ، البعض بوعي وادراك وبتعمد وقصد وسوء نية ولبعض بدون وعي بدون قصد بدون فهم ،لخلفيات مواقفهم او لأبعاد ونتائج مواقفهم ولمن تصبوا في مصلحة وهذا الواقع السيئ المرير والبئيس الذي تعيشه الامة كان لابد لنا من واقعنا من ظروفنا التي نعيشها من احساسنا الانساني من مبادئنا وقيمنا من توجيهات الله سبحانه وتعالى المتكرر في كتابة القران الكريم كان لابد لنا من موقف وموقف واعا ينطلق بوعي ويتحرك بوعي ، ذلك ان الامة تخترق حتى في صناعة الموقف الامة يمكن ان تخترق حتى في طبيعة التحرك اولئك الاعداء اعداء خطرون ولديهم خبث كبير وقدرات هائلة في التظليل ، التظليل بكل أشكاله ولان الامة ابتعدت عن الانتباه وسادت عليها حالة الغفلة وهيمنة عليها حالة الغفلة وابتعدت عن الاسترشاد بهدي الله المقدس القران العظيم فان الامة كانت تاهت الى حدا كبير غفلة غفلة كبيرة عن طبيعة المؤامرات والمكائد من جانب اولئك وبالتالي كانت مهيأة ان تنجح فيها الكثير والكثير من المؤامرات والمشاريع والمكائد الامريكية والاسرائيلية ، ولذلك يجب وينبغي ويتحتم ان يكون هناك مشروع عملي واعا ينطلق على اساس من الوعي وهادف ويصب في مصلحة الامة ويعالج الحالة الداخلية للامة فيما يزيدها وعيا وبصرية نافذة وادراك للأمور وفهما صحيحا وتقييما صحيحا للواقع
وبالتالي انطلق هذا الهتاف هتاف الحرية والعزة والاباء ليحقق جملة من الاهداف اولها ليحطم جدار الصمت وليخرج الامة من حالة السكوت الى الموقف من حالة اللاموقف الى الموقف وهذه خطوة مهمه في واقع الامة بدلا من ان تبقى صامتة لا موقف لها ولا تحرك لها وتبقى على النحو الذي يريدها اعدائها منها لا يجب ان تتحرك الامة وان تعبر عن حالة سخطها وعدائها لأولئك الظالمين والعابثين والمستكبرين في الارض ، هذه مسألة مهمه هذه تواجه حالة معينة مشروع معين تشتغل عليه امريكا وتتحرك ايضا على اساس اسرائيل لاحظوا من اهم ما تحرص عليه امريكا وتحرص عليه اسرائيل بالرغم من كل ما يفعلونه بأبناء الاسلام ما يفعلونه بنا في المنطقة العربية وغيرها ومما قد فعلوه من فضائح وجرائم وامور رهيبة جدا بالرغم من كل ذلك لكنهم يحرصون على ان يتفادوا سخط الامة وان يخترقوا هذه الامة ان يحتووا حالة السخط في داخل هذه الامة بل ان يحولوها الى حالة رضى والى نظرة ايجابية نحوهم جهود كبيرة تصب في هذا السياق الى ان يعزز ويخلق نظرة ايجابية تجاههم من داخل الامة وفي هذا السياق مشاريع ومؤامرات كثيرة تشتغل داخل هذه الامة لتحقيق هذا الهدف حتى لا تكون الامة ساخطه عليهم بالمستوى وبالمقدار الذي يهياها لأن تتبنا مواقف عدائية تجاه مواقفهم العدائية ايضا وجهود كبيرة واهتمام ومشاريع متعددة عملية متنوعة ، ايضا تشغل في داخل حتى لا تبقى النظرة السلبية قائمة في واقع الامة اليهم على انهم اعداء وانهم يستهدفون الامة في كل شيء وانهم مصدر الخطر وجهة الخطر ومنبع الخطورة على هذه الامة ثم اشتغلوا بوسائل كثيرة جدا وحاولوا ان يوجهوا بوصلة الاعداء هناك بعيدا عنهم الى اطراف اخرى والى جهات اخرى فيما حاولوا ان يعزز في واقع الامة نظرة مختلفة اليهم وساهمت الانظمة والحكومات اسهاما كبيرا اسهمت اسهاما كبيرا في هذا المجال لتعزيز نظرة ايجابية الى الامريكيين والبعض حتى الاسرائيليين هذه مأساة يترتب عليها نتائج سلبية للغاية لان الامة لو اصبحت نظرتها الى اعدائها نظرة ايجابية هذا سيكون عاملا مثبطا للامة عن تبني المواقف اللازمة تجاه الاخطار التي تهددها من جانب اولئك يجعل الامة غافلة عن مؤامراتهم ومكائدهم يجعل الامة هي ذاتها متقبلة منهم ما يفرضونه عليها فيما يضربها ويذلها ويهينها ويضعفها ويوصلها الى المستوى الذي يريدونه ويريدون ان تصل اليه هذه ماساه هذه كارثة هذه مسألة في غاية الخطورة اذا الشعار هو يعبر عن حالة سخط يجب ان تسود الامة لا ينبغي ابدا ان يحل محل هذا السخط حالة رضاء لان حالة الرضاء تلك هي التي ستمهد لان تقبل الامة بهيمنة اولئك وباحتلالهم للبدان وسيطرتهم على المقدرات ويمكن من خلال ذلك ان تكون قابلة لأي شيء يأتي من جانبهم مهما كانت خطورته حالة السخط يجب ان تكون حالة قائمة في واقع الامة هي تهيأ الامة لتبني المواقف اللازمة وهي تحصن الامة تجعلها متنبهه مدركه ترقب الوضع ترصد الاحداث
تتنبه لطبيعة المؤامرات والمكائد وبالتالي تتصدى لها ، أيضا ستكون حافزا مهما لأن تتحرك الأمة في بناء واقعها الداخلي ، لأن الأمة الإسلامية ونحن نتحدث عن الحال الأغلب ، وإلى هناك لا بأس هناك صحوة في بعض البلدان هناك تحرك هناك واقع إيجابي ، ولكنها حالات استثنائية جدا ، نحن نتحدث عن الحال الأغلب في واقع الأمة ، واقع الأمة ليس قائما على أساس أنها أمة تعيش في مواجهة أخطار وتحديات ، ولها أعداء بهذا المستوى بهذا الخبث بهذا المكر ، وتعيش حالة من الاستهداف الكبير ، بالتالي هي تعيش حالة التدجين وحالة الخضوع وهذه الحالة عطلت واقع الأمة من التوجه إلى عوامل البناء إلى عوامل القوة ، لأن الأمة التي تعيش حالة الإدراك والإحساس بالخطر وبأن لها أعداء يستهدفونها ، هذا الإحساس وهذا الشعور يدفعها إلى أن تبحث عن عوامل القوة لتبني نفسها لتكون قوية فتتمكن من دفع الأخطار ومواجهة التحديات ولكن حينما تفقد الأمة هذا الشعور ، الإدراك للتحدي والإحساس بالخطر ومعرفة من هو العدو الحقيقي وطبيعة الاستهداف ، حينما تعيش هذا الاحساس يمكنها أن تتحرك إيجابيا وتبني نفسها ، حينما تفقد هذا الاحساس ، وهذا الشعور وتخسر هذا الإدراك ، بالتالي تتجمد تتجمد لا تنهض لا تتحرك لا تبني نفسها ، تقبل بالمستوى الذي هي عليه من الضعف ، ولهذا حتى بالنهوض بالأمة ، حتى على مستوى النهوض الحضاري الأمة بحاجة إلى أن تدرك أنها تعيش تحديات وأخطارا يجب عليها أن تبني نفسها لتكون قوية لتكون على مستوى تلك الأخطار وتلك التحديات ، لكن حالة التدجين للأمة التي رافقها أيضا حالة للترسيخ الشعور بالعجز والشعور بالضعف والشعور بالإحباط والشعور باليأس والنظرة إلى الآخر أنه مهيمن وأن هيمنته قضاء وقدر لا يمكن الفكاك منه ، هذه حالة سيئة جدا أسهمت إلى حد كبير لمصلحة الأعداء أن تزداد هيمنتهم وان تزداد أيضا سيطرتهم على بلداننا ومقدراتنا وشعوبنا نحن حينما نتحدث عن توصيف الواقع هذه هي مسألة مهمة جدا ، التوصيف لواقعنا الذي نعيشه كعرب وكمسلمين والتوصيف أيضا والتشخيص للحالة التي نعيشها أيضا التوصيف والتحديد لمنبع الخطورة ومصدر الخطورة وجهة الخطورة التي تتهدنا ، هذه الدنيا هي ركائز واقعية إذا أدركناها أدركنا وعرفنا ماذا يجب أن نعمل ، وماذا يجب أن نفعله لنغير هذا الواقع بدءا من تغيير ما بأنفسها إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فهذا الشعار هو يعبر عن حالة سخط يجب أن تعيشها هذه الأمة وأن تتنامى هذه الحالة لتكون حصنا محصنا للأمة من اختراق الأعدء ، لكون حافزا للبناء لبناء الأمة أيضا فيما يقويها أيضا فيما تحتاج إليه من عوامل القوة لمواجهة التحدي والخطر وأيضا لتستفيد منه ألأمة بشكل كبير كعامل مهيأ لتبني المواقف اللازمة والإستعداد للمواقف اللازمة ، في المقابل هناك من يعمل لمصلحة الأعداء فيعزز في واقع الأمة أولا النظرة الإيجابية إلى أعدائها فيجمد الأمة فتبقى على حالها واسوأ ، وثانيا يحاول أن يوضف هذه الأمة وكل مقدرات الأمة لمصلحة أعدائها على أساس أنهم أصدقاء في قلب للحقائق وتعكيس لها ، ولذلك يجب أن نسعى إلى تعزيز حالة الوعي التي تترافق مع الموقف ، والشواهد العظيمة والكبيرة والمهمة والمتجددة كافية في دحض كل زيف الذي ينطلق من جانب العملاء الذي يعملون لصالح أعداء الأمة . هذا الشعار أيضا هو يقدم ثقافة ويعالج حالة ،إنها يرسخ فينا الثقة بالله والاعتماد على الله وإيماننا بأن الله هو الأكبر في هذا الوجود بكله ، هو خالق هذا الوجود سبحانه وتعالى ، وهو المهيمن والعظيم والمقتدر وحينما نثق به ونعتمد عليه يمكننا أن نتحرك في واقع الحياة وفي مواجهة هذا التحدي بمعونته وبنصره وبتأييده وأن نسترشد بهديه العظيم والحكيم والمنير فنستبصر في واقعنا مهما كانت عتمة الظلمات ، ولذلك هذا الشعار حينما يعزز هذه الثقافة ويعطينا رؤية صحيحة تجاه العدو ويشخص هذا العدو من هو بالتحديد أين هو مصدر الخطر؟ أين هو منبع الخطورة على أمتنا ؟ إنهم ألئك ، هنا أيضا يحصننا من حالة التلبيس والتضليل التي تخدم ألئك إلى حد كبير ، اليوم هناك عمل كبير في داخل الأمة يحاول أن يحول بوصلة العداء في غير الاتجاه الصحيح يحولها في داخل الأمة ، عندما ننظر في واقعنا كمسلمين في هذه المرحلة يأس الإنسان ويتألم كيف تتحرك أعداد كبيرة الآلاف من الناس فيما يخدم أمريكا وإسرائيل خدمة مباشرة ، فيما يحقق لألئك أهدافهم وما يرومونه ، هذا اختراق كبير في واقع الأمة وتحرك للأسف الشديد محسوب على الاسلام وباسم الاسلام ، والاسلام بريء منه إنما يجسد فعلا الحالة التي عليها الطغيان الأمريكي ، ويجسد الطغيان الأمريكي والإسرائيلي بكل بشاعته وقبحه ، بكل ما فيه من إجرام وعدوان وبطش وجبروت ، وبكل ما فيه من تحلل ، وبعد عن القيم الإنسانية والفطرية التي فطر الله الناس عليها ، هذا التحرك وهذا الاختراق في واقع الأمة أعداد كبيرة من التكفيريين والقاعدة والدواعش الذين هم بمجملهم صناعة للاستخبارات الأمريكية وهم يتحركون في واقع الامة تحت عناوين وأهداف بشكل إجرامي وبشع وفضيع ويهدفون في المقام الأول إلى إلهاء الأمة وإشغالها تماما بأعدائها الحقيقيين عن إسرائيل وعن أمريكا ، نشاهد حتى الآن كيف تحركوا في العراق بشكل كبير وتحركوا في سوريا بشكل كبير وامتدوا إلى دول هنا وهناك ، لهم في اليمن ايضا نشاط كبير ، بمعنى أن تحركهم تحرك يستهدف المنطقة بكلها ، بمعنى أن هناك إمكانية وقدرة لتفجير الوضع ونشر الاختلالات الأمنية واستهداف البلدان في المنطقة بكلها ، من هذا البلد إلى ذاك ، معناه أن بوسعهم وبإمكانهم أن يتواجدوا في تلك المنطقة إلى ذاك البلد إلى تلك الدولة وأن يشتغلوا هنا وهنا وهنا ، طبعا لو كانوا صادقين لو كانوا مخلصين ، لو كانوا فعلا ضمن مشروع مستقل وهم على هذا المستوى والقدرة من التحرك في المنطقة عموما لكانوا تحركوا في فلسطين ، أين هو مقوفهم من العدوان الإسرائيلي ؟ بما أن لديهم هذه القدرة والإمكانية من الدخول حتى إلى البلدان المجاورة لفلسطين بما فيها سوريا ، لماذا لا يقفون الموقف المشرف والمسؤول تجاه العدوان الإسرائيلي حتى في هذه الأيام ؟ ! لا لا يفعلون ذلك لأن مشروعهم لخدمة إسرائيل أصلا ، ويهدف إلى تدمير البنية الداخلية للأمة بكل ما فيها على المستوى الإجتماعي على المستوى الثقافي ، تدمير الشعوب تدمير المؤسسات ، نسف كل القيم والأخلاق ، تقديم أبشع صورة عن الإسلام والمسلمين والتشويه للإسلام والمسلمين ، وأيضا المحاولة من جانب الأمريكيين والإسرائيليين والغرب أن يستفيد من هؤلاء في تحفيز الشعوب الغربية ضد الإسلام وفي تعبئتها ضد الإسلام وضد المسلمين ، هذا شيء يستفيد منه ألئك هناك في بلدانهم في شعوبهم ، يعني يحصنهم على المستوى الثقافي والعاطفي والفكري من أي ميل إلى الاسلام ، حينما يرون ويشاهدون ما يفعل ألئك من جرائم فضيعة وبشعة للغاية ، وبالتالي هذا الاختراق الكبير يهدف أيضا إلى الانحراف ببوصلة العداء ، لأن أولئك يتحدثون دائما بمشاريع طائفية أو ما شاكل ، يعني هم يحاولون أن يضعفوا الأمة أن يدمروا البنية الداخلية للأمة أن يشتتوا توجه الأمة وان يضعفوها وأن ينحرفوا ببوصلة العداء إلى حيث تريد أمريكا وتريده إسرائيل أيضا ، بالتالي نجد لزاما أنه يجب أن نتحرك لتبقى بوصلة العداء دائما إلى العدو الحقيقي إلى إسرائيل وإلى أمريكا ، وبالتالي لفت نظر وأنتباه الناس إلى مؤامرات أمريكا ومؤامرات إسرائيل ، ما تتحرك به أمريكا وإسرائيل على كل المستويات على المستوى السياسي على المستوى الاقتصادي على المستوى الأمني على المستوى العسكري على كل المستويات ، هذا شيء مهم لأنهم يتحركون تحركا شاملا وينشطون بإمكانيات هائلة ويستفيدون من واقع مؤسف في داخل الأمة ، على العموم هذا المشروع القرآني بهتافه وشعاره ومشروعه الآخر المتعلق بالمقاطعة للبضائع الأمريكية والإسرائيلية هو مشروع نحتاج إليه كمسلمين لأن بقائنا بلا مشروع يعني البقاء في حالة من الاستسلام والصمت التي تخدم الأعداء وهو مشروع متنور لأن الثقافة القرآنية تتضمن رؤية شاملة متكاملة تتناول الواقع وتتناول مشاكل الامة وتتناول الأحداث وطبيعة الصراع وما تحتاج إليه الأمة في مواجهة هذا الصراع ، هذا أيضا ما لا تتسع له كلمة ولا محاضرة لأن يقدم فيها لكن هناك الدروس والمحاضرات التي تضمنت ما يفيد في هذا السياق ،ومن أراد أن يستفيد منها فمهم الرجوع إليها للاستفادة منها ، تحرك هذا المشروع القرآني يشق طريقه مهما كان حجم الصعاب والضروف والتحديات والأخطار بالرغم مما واجه على المستوى الداخلي من عدائية شديدة جدا جدا جدا ومحاربة غير مسبوقة سعت إلى وأده وإنهائها تماما والقضاء عليه منذ مرحلته الأولى ، ولكن هذا المشروع بقي قائما وقويا ، كلما حورب ازداد قوة ، لأنه مشروع واقعي صحيح تشهد له الاحداث تشهد له الوقائع ، وألئك الذين يتحركون في الطريق المعاكس لتقديم أمريكا وإسرائيل أنها صديقة للأمة أو لتجدين الأمة أو في المشاريع الخطأ التي تخدم الأعداء هم الفاشلون وهم المتراجعون أمام واقع الأمة وهي تزداد وعيا وتدرك طبيعة الخطر وتحس بالمعاناة وتدرك حجم الاستهداف يوم إثر يوم لأن الشواهد كثيرة والمتغيرات والأحداث كفيلة بأن تقدم أيضا ما يشهد ما تضمنه هذا المشروع القرآني المتميز . أسأل الله أن يزيدنا وإياكم بصيرة ورشدا وأن يهدينا بكتابه حتى نستبصر ونسترشد بهديه ونوره ، أن يكتب لأمتنا العزة والفلاح والنصرة والخير والانعتاق من حالة الظلم والتحرر من هيمنية الأعداء الظالمين والمستكبرين ، إنه سميع الدعاء ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛