نص كلمة الرئيس الصماد في حفل تخرج دفعة العام الرابع من الصمود
حضر الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم حفل تخرج دفعة العام الرابع من الصمود لعدد من الضباط من قوات الأمن المركزي.
وخلال الحفل ألقى الرئيس الصماد كلمة فيما يلي نصها:
الحمدلله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.
يسعدنا أن نحضر حفل التخرج للإخوة ضباط وقادة “الأمن المركزي” بعد أن شهدنا خلال الشهرين الماضيين عددًا من دفع التخرج، وحضرنا منها وكان آخرها المشهد الرائع والأسطوري في “الساحل” ثم في “السبعين”.
هذه المؤسسة الأمنية الرائدة بدأت تؤتي ثمارها بشكل كبير جداً في ضل هذه التعقيدات، كان آخر إنجاز للأجهزة الأمنية هو التأمين الرائع والراقي لفعالية ثلاثة أعوام من الصمود، تلك الفعالية التي نستطيع أن نقول أنها الأكبر في المنطقة بشكل عام، وفي ظل عدوان وجبهات على طول خطوط التماس تأتي هذه المؤسسة لتثبت من جديد أنها بمستوى المسؤولية ومستوى التحدي.
ذلك التأمين الرائع والرائد، التنظيم الراقي والسلاسة في الدخول والخروج الذي أدى إلى ارتياح كبير جداً لم نلمسه في أي فعالية سابقة، وهذا يضاف إلى إنجازاتكم وتضحياتكم.
المؤسسات الأمنية هي وجه الدولة كما تعرفون، إنها تحتك بالمواطنين أكثر من كل المؤسسات؛ لذلك عندما نقول أن عليها مستوى المسؤولية مستوى التحدي لمستوى أن يمثلوا الدولة خير تمثيل سينقلوا خير مظهر عن الدولة إلى أبناء هذا الشعب الذين أوكلوا أمنهم إليكم، كرجال الأمن، كمسؤولين عن أمن هذا الشعب الذي ضحى بالغالي والنفيس من أجل كرامته وعزته.
لا ينبغي أبداً إلا أن نكون عند حسن ظن هذا الشعب العظيم، هذه الكوكبة من الضباط إذا كنا شهدنا تلك الدفع المتخرجة بالآلاف من أفراد قوات الأمن المركزي، فإن شاء الله في المستقبل وفي قريب الأيام سنشهد أضعافها، وهؤلاء قادة هذه الوحدات متواجدون وبهذا الزخم وبهذه الروح المعنوية العالية.
كما تعرفون أننا في مرحلة حساسة وخطيرة تتطلب منا جميعاً بذل أقصى الطاقات وأقصى الجهود، وهناك عدد من الملاحظات يمكن أن نتنبه لها في ظل هذا الظرف الصعب جداً وفي ظل هذه التعقيدات.
كما تعلمون أن المبعوث الدولي غادر قبل أيام “صنعاء” أتى في زيارة استمرت من24 مارس حتى نهاية مارس ثم غادر، تزامن ذلك مع تصعيد كبير جداً للعدوان لم يشهد له العدوان مثيل، أكبر تصعيد حصل هو في هذه الأيام وخلال الأيام القادمة.
يجب أن نكون جاهزين لهذا التحدي، ومع احترامنا لشخص المبعوث نفسه، لكن دائماً وبعد كل زيارة لصنعاء من قبل مندوبي الأمم المتحدة ومبعوثيها يحصل تصعيد كبير جداً جداً في كل الجبهات.
هذه الدورات وهذه الجولات المكوكية لهم هي لتخدير الشعب، لكي يحصل حالات استرخاء عند الشعب؛ إن هذا الصمود وذلك الزخم وذلكم التحشيد يزعجهم؛ لأنه يمتص تصعيدهم؛ يمتص إمكانياتهم التي يعدون لها أشهرًا، بل بعضها استمر أكثر من سنة.
في جبهة نهم –مثلًا- أعدوا لها أكثر من سنة كاملة ثم جاءوا بتصعيد استمر لأكثر من شهرين لم ينتهِ إلا بحالات الكرِّ من قبل أبناء الجيش واللجان الشعبية، وكان –أيضاً- للمؤسسة الأمنية دور بارز في هذا الزخم بـ”نِهم” والذي بفضل الله -سبحانه وتعالى- تم إحباط كل ما حققوه خلال العام الماضي.
يعني ذلك أننا في مرحلة يجب أن نشحن الهمم، وأن نستعد لهذا التصعيد الذي بدأ بفتح مسارات جديدة كما تعلمون في “الساحل” و-أيضاً- في “البيضاء” وفي مناطق جديدة.
هم دائماً وكل ما وصلوا إلى حالة من الضغط ومن الحرج الأخلاقي والإنساني وبدأت الأصوات تتعالى في مختلف بقاع العالم بإيقاف هذا العدوان الظالم وهذه المجازر بحق هذا الشعب، يأتوا ليعملوا لنا من هذه الزوبعات ومن هذه الفبركات؛ لكي يذرُّون الرماد في العيون؛ ليسكتوا تلك الأصوات التي تطالب بالسلام.
نحن لا نعول إطلاقاً، متى ما رأيناهم أصدروا قرار برفع الحصار والاعتذار للشعب اليمني، هنا سنصدق أن هناك جدية من المجتمع الدولي ما لم فهم فقط يراوغون.
وما حصل أيام المبعوث “بصنعاء” من بيان سخيف وساذج من قبل مجلس الأمن نقتنع أن مجلس الأمن ليس لديه ضمير، وأنه لا يحترم إرادة الشعب اليمني، وأنه يتحكم فيها الأمريكي الذي أعلن من مجلس الشيوخ أنه من مثيري الحرب، وأنه سيستمر في دعمها.
ربما أطلعتم على البيان الذي صدر من مجلس الأمن في جلسة استثنائية وعملوا حالة استنفار لمجلس الأمن أن الصاروخ اليمني وصل إلى الرياض، وكأن هذه الصواريخ التي تنهار على رؤوس شعبنا بمئات الآلاف من الصواريخ المحرمة دولياً وبمختلف الصناعات الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية والفرنسية ومن مختلف دول العالم أصبحت هي من أجل التجارب لهذه الأسلحة، ثم لا نراهم يتكلمون بها إطلاقاً، ولا نسمعهم يدينونها، ولا نسمعهم حتى يتحركون، فعندما يصل صاروخ بسيط إلى “الرياض” فيحصل جلسة استثنائية لمجلس الأمن، ويصدر بيانًا تنديد بهذا الصاروخ وكأن الصواريخ التي تنهال فوق رؤوسنا معجونها بماء زمزم توزع فطور الصائم.
أما نحن فطبيعي، وإما هم صاروخ وصل عندهم قامت الدنيا ولم تقعد، ويجي يرهبونا، هذا الصاروخ إيراني، هذا الصاروخ مدري إيش…روسيا سيبيعون حيّا بهم، وإيران سيبيعون حيّا بهم، ولو أن ظروفنا الاقتصادية صعبة سهل.. أي دولة مستعدة تبيع مننا السلاح فيا مرحباً بها سنشتريها، واذا عادهم سيعطونا ببلاش كثر الله خيرهم.
يبيعوا مننا وبشرط يوصلوه إلى صنعاء، من يريد نشتري منه.
نحن شعب لدينا قدرات وإبداعات وإمكانيات، استطعنا أن نطور الصاروخ ووصلناه إلى الرياض، وبدأنا ننتج صواريخ محلي الصنع من الألف إلى الياء ولا به حرج.
وما شاء الله نحن نشتري من مرتزقتهم في “مأرب” و”المخا” ما بلا يشتوا يلهطوهم ويأكلوا ما لديهم ويوصلوها عندنا هم يبيعونها بحق التخزينة (السلاح مقابل القات) نحن نخزن لهم وهم يعطونا أسلحة.
من قبل حاولوا أن يبتزوا هذا الشعب، ويريدوا أن نكمم أفوهنا وأن نجمد أيدينا وأن تشل حركتنا حتى لا نحرك ساكن في مواجهتهم.
سنقصف أينما وصلت أيدينا، وسنتحرك، وسندافع، وسنفتح مسارات -وبإذن الله- بهذه الكوكبة من الضباط نأمل -إن شاء الله- خلال أسابيع أن تكونوا قد جمعتم الأفراد من أبناء هذه القوة الرائدة ونفتح بها مسارات جديدة.
بقيمنا بأخلاقنا بمظلوميتنا، بعدالة قضيتنا، بإباء شعبنا الذي قال فيه الرسول صلوات الله عليه وعلى اله الطاهرين: “الإيمان يمان والحكمة يمانية” ، هؤلاء المرتزقة الذين هم راكبين فوق الدبابات الإماراتية ولا يستحون جاءوا ليمسخوا عقيدة وهوية هذا الشعب العظيم.
ما يحصل في الخوخة، وما سمعتم عنه يندى له الجبين من التاريخ والإنسانية أن يأتي السوداني والإماراتي المحتقر الذليل الهين لينتهك كرامة وحرمة هذا الشعب.
هذه ليست إلا حادثة واحدة حصلت؛ لأن هذه الشجاعة بنتٌ عزيزة عفيفة جاءت تخبر وترفع صوتها هي وأهلها وقبيلتها وعقالها.
كيف بالآخرين من يضغطون عليهم بالإرجاف والإرهاب والترهيب، كم يا جرائم، وكم يا انتهاكات تحصل في المناطق التي تسيطر عليها الاحتلال.
هذا صوت واحد فقط؛ لأنها شجاعة وأهلها شجعان وما نفع فيهم أن يدفعوا لهم دولار بأنه لم حصل شيء، ومع ذلك رفضوا ذلك ليسمع كل الشعب ما فعلوه بأختنا في المناطق التي يسيطروا عليها المرتزقة والمجرمين.
هذه مسؤولية علينا جميعًا سيسألنا الله يوم القيامة إذا لم نتحرك لننقذهم ولنرفع عنهم هذا الظلم
يقول الله تعالى” وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَٰذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا”.
هؤلاء المستضعفون الذين يصيحون، والذين يئنون تحت وطأة هذا الاحتلال، وهذا العزم يجب علينا أن نتحرك لنصرتهم وأن نتحرك للدفاع عنهم وعن كرامتهم وأن ندفع عنهم هذا الظلم، لكن كلما كان المستضعفون الذين رضوا بالإذلال ورضوا بالإهانة وقبلوا بأن يبقوا مهانين تحت أقدام الاحتلال.
نحن في مرحلة ومما يتضح لي من خلال الأيام الماضية، ولم يأتي أي لقاء مع ابن سلمان للتعليق عليها ، الأمريكان حيث قال: أنهم مراهنين على حسمه بالتزامن مع انقسامات داخل جبهتنا الداخلية، لكن جبهتنا الداخلية وخص بأنصار الله الحوثيون -حسب قولهم- قال أن لديهم عمل كبير لحصول انقسامات داخل الجبهة الداخلية، يعني الحمدلله أن ما عاد به معاهم مجال.
يصدقون كذبتهم، نفس نفسيات بني إسرائيل قال الله تعالى عنهم” ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۖ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ”.
يفتري كذبه وبعدين يغتر بها، معه حوالي خمسين موقع يجلس يشغلها، وساعة اشتباكات وبعدين يصدقها ويعكس عليها سياسته.
إذا هو منتظر لحصول انقسامات في الجبهة الداخلية، فهو ينتظر المستحيل، يدور له لحيلة غير الانقسام لكن لا يوجد اطلاقاً.
أولاً: لأننا نمتلك مشروعا، ومن قيمنا وأخلاقياتنا وثقافتنا التي تربينا عليها، هذه قضية عندنا أساسية يبحث له عن برنامج آخر، وإلا سيجلس يحاربنا دائمًا وأبدًا.
هو منتظر بأن تأتي انقسامات داخلية، بفضل الله سبحانه وتعالى، وبوعي الشعب والذي نستطيع أن نقوله: أنه وصل إلى مرحلة متقدمة لم يصل إليها أي شعب من الشعوب على الإطلاق.
وهذه نعمة كبيرة أن هذا الوعي الذي وصل إليه أبناء شعبنا، وفي مقدمتهم أبناء المؤسسة الأمنية والعسكرية لذلك من المهم أن ندرك حجم التآمر علينا.
ذهب في زيارة عندما قالوا أنه سيجي مبعوث إلى اليمن، ذهب ليرفد مليارات إلى بريطانيا، وذهب إلى أمريكا من أجل أن ينتظروا هذه الشهرين.
لكننا سنستعين عليهم بالله تعالى، قوة التحالفات عند دول الاستكبار والاستعمار، يوم في بريطانيا، ويوم في أمريكا، ونحن سنتحرك يوم في الأمن المركزي، ويوم في الحرس الجمهوري، ويوم في قبيلة يمنية، وهكذا، هو يستعين بأعداء الله وأعداء الإنسانية، ونحن نستعين بالله وبرجالنا وبقبائلنا وبمؤسساتنا الأمنية والعسكرية.
نحن أقوياء بالله سبحانه وتعالى وبعدالة قضيتنا، ونريد هذا الشهر يا رجال عمل ليل ونهار، إن شاء الله سيكون على أيديكم وأيدي زملائكم الفرج والنصر لهذا الشعب.
لا نسمح لهم يحققوا أي نتيجة، والمبعوث سيقوم بجولة إلى الرياض، وجولة إلى حضرموت، وجولة إلى عند عبد ربه، وكم عليه يطوف الفنادق حتى يكمل ملاحقتهم، وهم يكملوا تصعيدهم، ونحن نستعد، ومتى ما جاءوا يريدون السلام من صدق، سلام مشرف حيا بهم، وإن أرادوا حربًا فنحن سنستعين عليهم بالله تعالى.
لكن: يجب أن نكون بمستوى المسؤولية، يكفينا من تاريخ الإسلام كم يا ضربات حصلت للأمة بسبب البساطة وعدم الوعي.
يجب أن نكون بمستوى المسؤولية ونسقط كل مؤامراتهم بوعينا وفضلنا وعزتنا وإبائنا.
لكم وللإخوة في قيادة وزارة الداخلية وقيادة الأمن المركزي كل الشكر والتقدير، وإن شاء الله نلتقى نحن وإياكم جميعاً مع أفرادكم في دفع التخرج، في قادم الأيام إن شاء الله، لتضيفوا نقلة في العمل الأمني، و-أيضاً- مع المسار العسكري في الجبهات، لنخفف من هذا العدوان الظالم، ونرفع الظلم ونرد المعتدين الذي يريدون أن ينتهكوا الأعراض والكرامة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سبأ