نص كلمة الرئيس الصماد في حفل تخرج دفعة من قوات الأمن المركزي
القى الأخ صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى القائد الأعلى للقوات المسلحة كلمة خلال حضوره اليوم حفل تخرج دفعة الشهيد العقيد محمد عبد الملك الكبسي من قوات الأمن المركزي فيما يلي نصها:
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين
يسعدنا ويشرفنا أن نحضر حفل التخرج لهذه الوحدات الرمزية من “قوات الأمن المركزي” ويسعدنا أن نكون حاضرين معكم في هذا المعسكر التدريبي، وأسعدنا ما لمسناه من الأداء والتدريب العالي واللياقة البدنية التي إن دلّت على شيء فإنما تدلُّ على المستوى العالي والراقي الذي يتمتع به منتسبو هذه الوحدات الأمنية في “الأمن المركزي”.
نحن حضرنا إليكم أيّها الإخوة لا لنوعظكم أو نذكّركم، بل لنستمد المعنويّات منكم ومن إبائكم، فأنتم رجالُ اليمن أولو البأس الشديد، الذين يظهرون في المواقف الصعبة عندما يختفي الآخرون، عندما يتصاعد العدوان، عندما تتناثر الأشلاء تحت البيوت وتحت الرّكام جراء قصف هذا العدوان الظالم المجرم الغاشم، عبيد العبيد، عبيد وخدام “أمريكا وإسرائيل” هؤلاء الذين فتكوا بشعبنا ودمروا مقدراته، غير آبهين بحجم الضحايا، وحجم الدماء التي سالت على تراب هذا الوطن الطاهر، ساعدهم على ذلك حفنه من المرتزقة الذين باعوا أنفسهم، ودينهم، وقيمهم، واصبحوا مطية وأحذية للعدوان، يعبر من فوقهم لاحتلال بلدهم.
إنه لشيء مؤسف عندما نرى الأمريكيين، والسعوديين والإماراتيين وهم يقفون على تأهيل وتدريب من يسمونهم “قوات الجيش الوطني” هذه الميليشيات التي نعتبرها عصابات -فعلًا- تخدم العدوان، وتخدم أجندته، وهم يسعون إلى تمكين العدوان من احتلال أرضهم.
أيّها الإخوة: إن أمامكم مسؤولية كبيرة، ونحن الآن نشارف على انتهاء العام الثالث من العدوان والحصار على بلدنا، ولكن نشاهد عنفوان، ونشاهد هذا الصمود وهذا التحدي وهذه الإرادة، مما يجعل حتمية النّصر آتية لا محالة؛ لذلك نحن واجهنا خلال الشهرين الماضيين تصعيداً لم يسبق له مثيل منذ بداية العدوان، ولكن بفضل الله -سبحانه وتعالى- وبفضل تلك الدّفع التي كنا نحضر حفل تخرجها في الأشهر الماضية، استطعنا أن نلمس ذلك التصعيد، وأن نلقّنهم دروساً بفضل الله -سبحانه وتعالى-
لقّنهم إخوانكم وزملاؤكم، وداسوا على آلياتهم، وقتلوا منهم الآلاف، بل كل ذلك الإعداد الذي أعدّوا له لأكثر من عام، وكانوا يراهنون على اقتحام “العاصمة”، وكانوا يراهنون على احتلال “الحديدة”، وكانوا يراهنون على احتلال “الجوف”، وكانوا يراهنون على احتلال “صعدة” بالتزامن مع أحداث الفتنة التي حصلت في ديسمبر الماضي، إلّا أّنها خابت كل رهاناتهم، وسقطت كل أوراقهم، وخابت ظنونهم، بفضل الله -سبحانه وتعالى- وبفضل أولئك الرجال، الذين أثبتوا أنهم أولي البأس الشديد، وأنهم رجال الله الذين حكى الله عنهم في القران، ونحن اليوم نُدَشّن مرحلة جديدة، وبالذات من هذه القوة الضاربة، من “قوات الأمن المركزي”.
هذه القوة التي لازالت في عنفوان صمودها وإرادتها واستبسالها وتضحياتها، لندشن نحن الآن مرحلة جديدة عليهم، من التصعيد.
هم قد أُنهكت قواهم، قُتل أفرادهم، أذنابهم، دُمّرت آلياتهم على أيدي زملائكم، ويجب أن تشهد السّاحة، ويشهد الميدان، مرحلة جديدة من التصعيد، هم ليسوا مثلنا، ليس لديهم قضية، وليس لديهم أي عنوان يستطيعون أن يتحركوا من خلاله إلّا المال المدّنس بدماء أبناء شعبنا، المال الملطّخ بدماء أبناء شعبنا، ليس لديهم قضية، فهم يحتاجون إلى أشهر حتى يعدّوا مثل هؤلاء الرجال، ولكن رجالنا جاهزون، ما على قادتهم ومن يديرونهم إلّا إعداد الخطط وهم سيتحركون إلى الميدان؛ لذلك أملنا في الله -سبحانه وتعالى- كبيرـ وثقتنا بكم –أيضًا- أيّها الرجال أنكم ستمثلون نموذجاً ونواة لإعادة تجميع هذه القوة الضاربة، وتعزيز ورفد الجبهات بالرجال الصامدين الأوفياء، ونأمل -إن شاء الله- أن يقتدي بكم بقية زملائكم، فالخسارة كل الخسارة هي لمن فاته هذا الفضل العظيم، والله إنها أشرف معركة حصلت من بعد الرسول صلوات الله عليه وآله، ولم يحصل أن تجمع شذاذ الآفاق من الأمريكان والصهاينة ومنافقي العرب، ومنافقي البلد “الداخلي” في معركة كهذه المعركة، فأنتم تواجهون شذاذ الافاق في العالم، والنصر قاب قوسين أو أدنى، والخسارة كل الخسارة هي على من قعد في بيته، من تنصّل، أما النصر فهو آتٍ لامحالة، لأن هذا سيخسر قريباً، قال الله سبحانه وتعالى: وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا [النساء: 72].
دائماً الحرب سجالٌ، يومٌ لنا ويومٌ علينا، ولكن نحنُ من سينتصر في نهاية المطاف؛ لذلك تأتي هذه الابتلاءات، وتأتي مثل هذه المواقف؛ ليتبين الصادق من الكاذب، وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا ….يكون لسان حالهم: قد قلنا لهم هؤلاء لن تستطيعوا في أمريكا، وإسرائيل، والسعودية، وسيتورطون وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا وقال الله تعالى: وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا [النساء: 73] فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء: 74] وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا [النساء: 75]. الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا [النساء: 76] .
نشكر كل القائمين على هذه الدورات ونشكر الأخوة في قيادة “وزارة الداخلية” وقيادة “الأمن المركزي” … على الدور الرائد وعلى هذا الإنجاز الذي نعتبره نواة وبداية، ونقول لهم: مزايداً من العطاء، مزيداً من الاهتمام بهؤلاء الرجال؛ ليكونوا رافداً لإخوانهم وزملائهم، متمنين لكم التفوق والنجاح، وستحظون بدعمنا… والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.