نساء كوريا وشعب ماليزيا نموذجا !!! ..بقلم / زيد احمد الغرسي
• شهدت دول جنوب شرق اسيا ثورة علمية واقتصادية كبيرة خلال الفترة من الستينات وتطورت بشكل كبير في التسعينيات من القرن الماضي اهلتها للدخول في منافسة شديدة مع اقتصاديات الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا والمانيا وسجلت اسهمها ارتفاعا ملحوظا وصلت الى ان تتقدم كوريا الجنوبية الى المراتب الاولى في ترتيب اقتصاديات دول العالم وسجلت تايوان في المرتبة الثالثة والعشرين بين اقتصاديات العالم ليطلق على هذه الدول فيما بعد مصطلح النمور الاسيوية
• ازاء هذا التطور المتسارع والنمو الاقتصادي لهذه الدول شعرت دول الاستعمار متمثلة في امريكا ودول الغرب بالخطر على اقتصاداتها لأنها تريد ابقاء دول العالم سوقا مستهلكة لمصانعها ومنتجاتها دون اي منافس
• عملت الى محاربة هذا التقدم والتطور الصناعي والاقتصادي لدول جنوب شرق اسيا لإضعافها وتدميرها وابقاءها تحت رحمة السياسات الدولية لدول امريكا واوروبا وكان احد وسائلهم في محاربة هذه الدول السلاح الاقتصادي
• انهارت اقتصاديات هذه الدول بشكل مفاجئ في ما عرف بيوم الاثنين المجنون عام 2007م
• كان هناك عدة اسباب لهذا الانهيار المفاجئ ابرزها التدخلات الخارجية من خلال عدة خطوات منها سحب العملات الوطنية من هذه الدول الى الخارج واخراج رؤوس الاموال الكبيرة وسحب الاستثمارات الكبيرة ونقل مصانعها من هذه البلدان فازداد الوضع الاقتصادي سوءا حيث كان الاقتصاد لأغلب دول جنوب شرق اسيا معتمدا على الدولار الامريكي وكان منها اقتصاد كوريا الجنوبية بالإضافة الى اعتماده على رؤوس الاموال اليابانية والامريكية وبمجرد سحب استثماراتهم انهار الاقتصاد الكوري لأول مرة كما يقال منذ ثمانون عاما
• بعد الانهيار حاولت امريكا وبعض دول اوروبا التدخل في سياسات هذه الدول الاقتصادية لتضمن استمرار سيطرتها ونفوذها فجاءت من باب انقاذ هذه الدول من الانهيار عبر تدخلات البنك الدولي الذي فرض شروطا مجحفة بحق شعوب هذه الدول فاستجابت كوريا الجنوبية لهذه الشروط واقترضت 52 مليار دولار لكن تلك الخطوة لم تجدي نفعا فعملت حكومة كوريا بعدها الى عدة خطوات محلية دون اي تدخل للبنك الدولي وجاءت نتائجها مثمرة كإيقاف تصدير العملة الخارجية وجلب بعض الاستثمارات الخارجية ورفع الفائدة والاعتماد على دعم نساء كوريا للبنك المركزي بالذهب حتى تجاوز ازمته وقضى كل ديونه الخارجية واستعاد عافيته بالرغم من انها ليست في حرب ولم يكن عليها حصار من الخارج
• اما في ماليزيا فرفضت الاستجابة للبنك الدولي وتدخلاته في ازمتها وصرح رئيس الوزراء مهاتير محمد بان شروط البنك الدولي التي فرضت عليهم تمس سيادة البلاد وقال بان البنك قدم لهم خطوات هي تضليلية وليست حقيقة في إصلاح الاقتصاد في البلاد واعتمد على خطوات وطنية منها دعم الشعب الماليزي بالأموال للبنك المركزي لتوفير السيولة وكذلك تشجيع الصناعات وايجاد ثورة صناعية معتمدة بشكل اساسي على الثورة العلمية والاهتمام بالزراعة وتأهيل المزارعين واصحبت ماليزيا من مستوردة زراعيا وتصنيعا الى مصدرة في وقت قياسي وقدمت تجربة فريدة بالنهوض في صناعتها لازال يلمسها الجميع حتى الان
• الاصلاحات التي قام بها رئيس الوزراء مهاتير محمد لإخراج ماليزيا من الازمة الاقتصادية ازعجت الولايات المتحدة الامريكية فأوعزت الاخيرة الى بعض رؤوس الاموال التابعة لها ولحلفائها لإيجاد خلافا بين وزير المالية ورئيس الوزراء مهاتير محمد حول بعض النقاط الاقتصادية وبالفعل نجحت فقامت احتجاجات ومظاهرات عنيفة عام 2008 لتقوم بعد ذلك بفصل بعض الاقاليم كتيمور الشرقية عن ماليزيا تحت ذريعة انهيار الاقتصاد وعدم استطاعة الحكومة المركزية الايفاء بتعهداتها لأبناء هذه الاقاليم
• هذا جزء بسيط من نموذج دولتين تغلبتا على الازمات الاقتصادية وهي لم تعش ظروفا كالظروف التي تعيشها اليمن حاليا من عدوان عالمي وحصار اقتصادي واستيلاء العدوان ومنافقيه على الايرادات المالية التي تذهب الى حساباتهم الخاصة بل وصل بهم الحال الى سحب العملة الوطنية واتلافها في خطوات خبيثة تدل على الحقد الكبير الذي يحملونه ضد شعب الايمان والحكمة