نزال عن حوار القاهرة: نحن أمام محاولة جديدة للوصول لحالة من الوفاق الوطني
أكّد نائب رئيس حركة “حماس” في الخارج، محمد نزال، أنّ حوار القاهرة خطوة متقدّمة نحو تحقيق عدد أكبر من الأهداف التي استهدفتها الفصائل الفلسطينية، لافتًا إلى أنّ اللّقاء حقّق الحدّ الأدنى، وهو خطوة إيجابية، متحدّثًا عن روح إيجابية وبنّاءة تسود حوار القاهرة، مضيفًا “نحن أمام محاولة جديدة للوصول لحالة من الوفاق الوطني”.
نزال عبّر عن تقديره لحجم المخاوف والقلق الذي ينتاب المجتمع الفلسطيني من حوار القاهرة، مطمئِنًا إلى أنّ الأجواء مختلفة هذه المرّة، لافتًا إلى أنّ الإجراءات التي تمّ التوافق عليها تكفل إجراء انتخابات نزيهة، ويبقى التّعاطي مع نتائج العملية الإنتخابية فلسطينيًا ودوليًا.
ودعا نزال إلى “تشكيل حكومة “ائتلاف وطني” بعد الإنتخابات، وأن تكون الأرضية متوافقة مع وثيقة الوفاق الوطني، ونسعى إلى تأسيس مرحلة جديدة تكون للإنتخابات ترجمة عملية”.
كما أكّد أنّ هناك ضمانات عربية ودولية للمضي نحو الإنتخابات، منبّهًا إلى “أنّنا سنستكمل التّفاصيل في آذار/مارس المقبل، وسنصل إلى الإنتخابات التّشريعية في أيار/مايو”، لافتًا إلى أنّ حوار القاهرة سبقه جملة من الحوارات الوطنية التي أُجريت، ومشيرًا إلى أنّ هناك أرضية للحوار كانت قبل حوار القاهرة وبعده، وأنّ حركة حماس أجرت وتجري حوارات منفصلة مع الفصائل كافة.
وبشأن قرار مشاركة الحركة في الإنتخابات، قال نزال إنّ “حماس حركة مؤسّسية، والمشاركة في الإنتخابات ليست قرارًا حديثًا، بل الجديد هو صدور مرسوم رئاسي بإجراء الإنتخابات”، وأضاف “هناك إضافة نوعية في حوارات القاهرة، هي أنّنا استطعنا إدراج انتخابات المجلس الوطني ضمن رزمة الإنتخابات، وتمّ تحديد 31 من آب/أغسطس موعدًا لها”، وأشار إلى أنّ “اللّقاء الذي سيجري في القاهرة سيكون بحضور رئيس المجلس الوطني ولجنة الإنتخابات الفلسطينية”.
نزال شدّد على أنّ “حماس” تريد إعادة الإعتبار لمنظّمة التّحرير الفلسطينية على قاعدة برنامج سياسي متفّق عليه، وأنّ هذه المنظّمة تمثّل المجتمع الفلسطيني في كلّ أماكن وجوده.
وحول معالجة آثار الإنقسام، أعلن نزال أنّه “ستُشكّل لجنة لإزالة آثار الإنقسام، وستحيل رأيها إلى رئيس السلطة الفلسطينية، الذي بدوره سيحيلها إلى الحكومة الفلسطينية القادمة، لافتًا إلى أنّه تمّ تشكيل لجنة للحريّات، وتمّ الإتفاق على إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين، و”نحن بانتظار مرسوم رئاسي بإطلاق سراح سجناء الرأي”، وشدّد على أنّ الإنتخابات والتّوجه لصناديق الإقتراع هي الطريقة الحضارية لحلّ مشاكل الشعب الفلسطيني وإنهاء الإنقسام.
وحول إمكانية مشاركة حركة “حماس” في قائمة مشتركة في الإنتخابات المقبلة، أكّد نزّال أنّ هناك نقاشات قيادية في الحركة حول خيارات مشاركتها، مردفًا أنّ “كل الخيارات مفتوحة أمامنا للمشاركة في الإنتخابات، وحماس لم تحدّد حتى اللحظة شكل المشاركة فيها”.
وأضاف “نحن منفتحون على أيّ خيار يمكن أن يحقق الوحدة الوطنية الفلسطينية”، مؤكّدًا أنّ “حماس لن تذهب إلى قائمة يكون برنامجها السياسي مخالفًا لثوابت الشعب الفلسطيني”، وتابع “شكّلنا لجانًا داخل حماس لإدارة العملية الإنتخابية وشكل مشاركة حماس، سواء بالنسبة للمجلس التشريعي أو الرئاسة أو المجلس الوطني”.
واعتبر نزال نسبة التسجيل للمشاركة في العملية الإنتخابية التي حقّقت أرقامًا قياسية تعبّر عن رغبة في تجاوز الأزمة السياسية وإنهاء حالة الإنقسام، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة بقوة في تحديت بيانتهم والتسجيل للمشاركة في العملية الإنتخابية.
وأكّد نزال أنّ “حماس” لا يمكن أن تكون إلاّ في خدمة الشعب الفلسطيني، داعيًا لرفع الحصار والإجراءات العقابية عن قطاع غزّة، مطالبًا في الوقت ذاته بإطلاق الحريات في الضفة المحتلة، وقال “إنّ حركة حماس لا تطرح المقاومة بديلًا عن الحاجات الإنسانية للشعب الفلسطيني، وحماس لن تترك أيّ قضية حياتيّة أو معيشيّة إلاّ وتسعى لتلبيتها”.