نحن قادمون رغم الأوجاع…بقلم/عبدُالله هاشم السياني
كم هي الأشهر والأَيَّـام وكم هي الليالي والساعات التي قضاها ملايين من اليمنيين تحت القصف العشوائي والهمجي المتوحش من طيران تحالف العدوان، وكم هي الأُسَرُ التي نزحت من بيوتها ووجدت نفسَها بلا مأوىً تعود إليه وكم هي العوائلُ التي فقدت العديدَ من أفرادها فجأةً، ولم تجد نفسَها إلا تحت الأنقاض والنَّاس يتصايحون حولها لإنقاذها؟!، وكم مئات الآلاف من الأطفال صاروا أيتاماً، لا مدارس يذهبون إليها، ولا بيوت يسكنون فيها، ولا عائل يعيشون تحت كنفه؟!، كم من أُمٍّ ثكلى وزوجة موجوعة تركها العدوانُ لأحزانها وآلامها ووحدتها؟!.
لقد عشنا كشعبٍ ألفَ وخمسمَائةِ يوم ننتظرُ الشهادةَ في أي مكان؛ لأَنَّه لم يعد هناك مكانٌ آمنٌ، بعد أن لاحقتنا كراهيتُهم وحقدُهم في المستشفيات والطرقات في المدارس وعلى الجسور، في المصانع والأعراس، في المساجد وصالات العزى، في وسط الأسواق والمزارع، وذهب لنا في كُلٍّ منها شهداءُ من الأطفال والنساء، وفوق ذَلك أغلقوا علينا الأرضَ والسماءَ وأغلقوا البحارَ وأرادوا موتَنا جوعاً أَو قتلنا مرضاً، ومع ذَلك صمدنا بعزيمة وصبرنا بعزة وقاومنا بشجاعة، وجاهدنا باستبسال، وتحدينا باستعلاء، وخرجنا في الساحات نعلن عن صمودنا وتصدّينا للعدوان وبشعار قادمون ولذَلك حتماً نحن بالله منتصرون وهم مهزومون.