نتائجُ التغيير الإيجابي لثورة 21 سبتمبر..بقلم/ د. شعفل علي عمير
Share
التغييرُ سُنَّةٌ كونيةٌ أرادها الله؛ لأَنَّ بقاءَ الحال من المحال -كما يقالُ-، وتأتي الحاجةُ إلى التغيير عندما يصبحُ ضرورةً، وفي حياتنا نجد أن جانب التغيير يحتل مكانة وحيّزاً كبيراً منها ويعد ضرورة إذَا أصبحت نتائجُه إيجابيةً، فعلى سبيل المثال إذَا بقي الماء فترة دون حركة تستهدف تغييره حتماً سوف يصبح بيئة ممرضة في الوسط الذي يوجد فيه وتصبحُ الاستفادة منه صفراً بل إن بقاءَه يكون سلبياً.
حركةُ التغيير التي استهدفتها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر تُشبِهُ بل وتتطابق إلى حَــدٍّ كبيرٍ تغييرَ المياه الراكدة التي أصبح ضررُها أكبرَ من نفعها، فقد غيّرت هذه الثورة جوانبَ كثيرةً ومهمةً في حياتنا، وفي مفهومنا ووعينا غيّرت من ثقافتنا الدينية التي كانت مستمدةً من أفكار وتيارات دينية منحرفة.
الثورة غيّرت كذلك مفهومنا لمعنى الوطنية ومفاهيمنا الأمنية بأبعادها المختلفة، فأحيت بفضل الله ثم بحكمة قائد المسيرة قيمَنا الدينية والعربية فأصبح الإنسان اليمني يعتزُّ بكونه ينتمي إلى بلد الإيمَـان والحكمة.
أصبح هذا التغيير له أثرُه الإيجابي الملموس في واقعنا، ويجب أن يكون له أثر لاحق على المستويات الأدنى، أي أن التغيير الذي استهدف الأُمَّــة وكانت نتائجُه إيجابية إذَا لم يتبعه تغييرٌ إيجابي على المستوى الأدنى فلن يؤتيَ ثماره التي قدم شعبنا الكثيرَ من التضحيات لتحقيقها، بمعنى أن يشملَ التغييرُ الإيجابي تغييراً أَيْـضاً في المفهوم الوظيفي للمؤسّسات لمعنى المسؤولية التي يكون لها أثرٌ بالغُ الأهميّة في نجاح أية مؤسّسة يستهدفها التغيير؛ لأَنَّ جذور التغيير على المستوى الكلي هي تلك المؤسّسات الداعمة لنتائج التغيير الكلي، وهنا يجب الإشارة إلى أن الضرورة تقتضي التقييم للمؤسّسات التي تعكسُ بالضرورة كفاءةَ الإدارة بحيث يكون دستورُنا في هذا النهج التوجيهات التي أكّـد عليها قائدُ المسيرة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- في مسألة التعيينات التي يجبُ أن ترتكزَ على معايير الكفاءة والخبرة.
وأخيرًا لنا في مؤسّستنا العسكرية والأمنية خيرُ مِثال وقُدوة، فقد حقّقوا المستحيلَ في زمن قياسي وظرف استثنائي نتيجةَ التغيير الإيجابي الذي كان نتاجَ تطبيق الكفاءة في مسألة التغيير.