نبوءة الصماد في ثلاث سنوات.. عامان وانقلب الميدان..بقلم/إبراهيم الوادعي
في خطاب أمام حشد من ضباط القوات المسلحة نهاية العام الثالث من العدوان قال الرئيس الشهيد صالح الصماد أن من لم يحقق في ثلاث سنين وهو في زخم وأوج قوته شيئا فلن يفعل بعد ذلك شيئا، ودعاهم حينها إلى حفظ كلماته تلك وكأنه يتنبأ بما يحدث، والمقام الذي قال فيه كلامه.
قائلا لهم ” اذكروا كلامي هذا ومن هذا المكان أقلكم أن الذي ما حقق شي في ثلاث سنين وهو في أوج وزخم قوته ما بيحقق شي بعدها ولو استمر يقاتل سنين طويلة”.
كان الرئيس الشهيد في معرض التعليق على توصية معلنة قدمها قائد القيادة المركزية الأمريكية لسلطات بلاده وتحالف العدوان، بأن “الحوثيين” وفق ما قال الضابط الأمريكي وبثتها وسائل الإعلام الأمريكية، اضحوا رقما صعبا ويهددون مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وفي خطابه آنذاك رد الرئيس الشهيد متندرا : نعمة كبيرة من الله .
في ابريل 2018م اغتال تحالف العدوان الشهيد الرئيس صالح الصماد في مدينة الحديدة وهو الذي نزلها آنذاك بالرغم من ارتفاع المخاطر ليرد من أرض الحديدة على السفير الأمريكي بأن أهل الحديدة سيتقبلون القوات الغازية بالورود.
بعد أيام من استشهاده نفذ أهالي الحديدة أولى وصايا الشهيد وخرجت في الحديدة مسيرة البنادق الحاشدة والتي مثلت رسالة أولى بأن الشهيد الرئيس ترك خلفه جيلا من الثائرين يواصلون الدرب ويمضون على وصاياه في مواجهة العدوان.
خلال العام الأول لاستشهاد الصماد شهدت عمليات القصف الباليستي للأراضي السعودية تصاعدا مضطردا ووصلت الى رقم قياسي بالنظر إلى السنوات الثلاث الأولى من العدوان.
مع انقضاء العام الرابع من العدوان والعام الأول لرحيل الرئيس الشهيد صالح الصماد، كان واضحا لدى النظام السعودي أن عملية الاغتيال قد أتى بنتائج عكسية وان خلف الصماد اكثر صلابة من الشهيد الراحل، ويعتزم الأخذ بثأره ، وهذا الانطباع خلص اليه المبعوث الأممي مارتن غريفث لدى لقائه الأول بالرئيس الخلف مهدي المشاط ، أراد الرئيس الخلف أن يوصل لغريفث هذا الشعور لعلمه بانه سينقله الى دول العدوان ، ومع نهاية العام كان هذا الشعور واقعا تمثل في ارتفاع عمليات القصف الصاروخي والمسيّر وبلوغها أهدافا لأول مرة كحقل الشيبة النفطي .
الامارات التي كانت تتصدر الحملة العسكرية على الحديدة نالها نصيب من الردود التصعيدية طائرة صماد قصفت مطار أبو ظبي دون ان يتم الإعلان عن ذلك إلا في العام ألفين وتسعة عشر.
وإذا كان العام 2018م كما وعد الرئيس صالح الصماد أصبح عاما باليستيا بامتياز، فالعام الثاني من رحيل الصماد كان عام الطيران المسير بامتياز فظهرت أجيال جديدة من الصواريخ اليمنية الباليستية الدقيقة ومتوسطة المدى نقلت الرعب إلى الداخل السعودي ، وأجيال متطورة من الطائرات المسيرة الراصدة أو القاصفة والمتشظية .
كان عام 2019م عاما فارقا في سنين العدوان والثأر للرئيس الشهيد صالح الصماد وللضحايا من الشعب اليمني، ففي نهاية العام أنجزت القوات اليمنية أولى عملياتها النوعية الكبيرة في منطقة كتاف وأنهت جبهة سعودية في ظرف 3 أيام، وتمكن من الإجهاز على الوية فتح بأكملها وأسر ما يقرب من ثلاثة آلاف من أفرادها، كما اشتعلت بالنيران منشئات السعودية النفطية، وهز مشهد النيران العظيمة العالم من أقصاه إلى أقصاه.
هاهي الذكرى الثانية للرئيس الشهيد صالح الصماد تطل وقد تغيرت معادلات الميدان، ونبوءته أمام مقاتليه صدقت ؟
عمليتا البنيان المرصوص وأمكن منهم أسقطت أوراق التحالف الاستراتيجية في شرق البلاد ، معاقل المرتزقة في هذه المنطقة تهتز على وقع رجال الصماد والثائرين لدمه، وفي الساحل الغربي تقول المعلومات المسربة بان مقتلة عظيمة قد انتهى حياكتها للتحالف والمرتزقة ، وبان ضربات لا يعلن عنها تطال مواقع العدو السعودي الحساسة ، يتكتم عنها العدو ويعلن عن أشدها وجعا على مضض ، مدعيا نصرا وتدميرها قبل بلوغها أهدافها كذبا ، لكن الألم الذي فاق القدرة على الكتمان فاضح لما حدث وكان ويجبره بين الحين والحين على السماح بدخول سفن النفط لا منة بل تحت ضرب النار