نبض العقيدة ومناعة السلوك وروحية القتال في مدرسة الأنصار
عين الحقيقة / احمد عايض احمد
لاشك ان السيد القائد عبد الملك الحوثي أيّده الله هومؤسس مدرسة القرن الحادي والعشرين العسكريه وفق معارف و افكار وضوابط وقوانين صارمه نابعه من كتاب الله العزيزوسنة رسوله ومناقب ومنجزات ال بيته وصحبه ولكن بحلّه متطوره ملائمه ومناسبه لمعارك عصرنا الحاضر…
ففي الجانب العملياتي ترتبط عدّة عوامل وتتشابك لتقرير نتيجة المعركه ، فإنّ العلم والمعرفه والفكر العسكري الجهادي يفرض أنّ القوة العسكريه أو العدّه البشريه تحتاج إلى تخطيط، استراتيجي والتخطيط يحتاج إلى قادة ميدانيين، ويضع إلى جانب ذلك كله العنصر المعنوي كشرط عسكري ملازم لكُلّ مراحل المعركة وقبلها، وإلى هذه الصورة تبرز الحاجة العسكريه إلى التدقيق المعرفي والعلمي في كيفية خلق الاستعداد لدى المقاتل اليمني كي يخوض المعركة بصرامة واستبسال وسحق اي عدو مهما كانت قوّته الناريه….
فحسب المدرسة العسكرية الحديثة، فإنّ الجانب المعنوي يرتبط بعوامل كثيرة معظمها تطور عن واقع الحروب وقواعدها في الماضي، أمّا البعض الآخر فهو إدخالات حديثة على ضوء التطور العسكري الكبير الذي حصل في الأسلحة والفنون والوسائل والأفكار، ومن بين القضايا التي عجزت المدرسة العسكرية الحديثة عن بلوغ مستواها هي تلك الروح التي تحلى بها الجندي والقائد في مدرسة الانصار وهو يخوض معارك الكرامه ، والتصدّي لقوى الغزو والارهاب والارتزاق ، وهنا تبدو النقطة المركزية في تقرير مصير المعركة الدفاعيه اليمنيه ، ألا وهي قيمة الفكرة العسكريه الجهاديه المتطوره التي توجه سلوك المقاتل اليمني ، ومن ثُمّ قيمة أهدافها وغايتها، وكيف يمكن أن تلهب حماس المقاتل اليمني حتى يلقي بنفسه على درب الشهاده . وبعبارة أوضح أنّ المقاتل اليمني وحتى يؤمن بأهدافه إلى حدّ التضحية، لابدّ أن تكون له رسالة آمن بها، وذاب في قيمتها، وسار على هديها، هذه الرسالة الجهاديه التي يسردها دائما سماحة قائد الثوره تستملك روح الجندي اليمني وعقله.. والسبب العقيدة القرأنيه الجهاديه التي تحكمت بتوجه المقاتل اليمني في ميادين المعركه ودلّته على طريق النصر…
مدارس الغرب والاعراب العسكريه فشلت في ضبط الجانب المعنوي ورفع روحية المقاتلين في المعركة باليمن ؟ بالتأكيد إنّ ذلك معضلة سوداء عجز عن حلها العقل الغازي، وما يقال عن أساليب متبعة في جيوش الغزاه والمرتزقه تتكفل بالجانب المعنوي هو في الحقيقة أفكار فشلت امام العقيدة الإلهية في نفوس المدافعين عن حياض الوطن والشعب والدين….
لذلك إنّ القوّة الجويه والبحريه الغازيه أحد أدوات المعركة الرئيسيه لا تصنع النصر إذا لم تتوفر إلى جانبها عدّة عوامل تتعلق معظمها بالإنسان، والإنسان بدوره يخضع سلوكه لتأثير الأفكار التي تخلف عنده الشعور بهذا الاتجاه أو ذاك. والانسان الغازي والمرتزق وافكارهم هي في خانة الهزيمه والعجز..
إذن الافكار العسكريه التي تنطبع في ذهن المجاهد اليمني ذات قيمة تحرّكه باتجاه فاعل يستلهم فيها العزيمة والاندفاع نحو تمكين ذات الفكرة المطلوب تحقيقها بتطبيقها من الواقع وتطويقه باتجاهها. ومن هنا فإنّ الإيمان يشكل القاعدة التي تؤسس عليها عوامل صنع النصر اليمني….
إنّ ما يحقق النصر ويحسم المعركة هو جميع ما يحيط بالمعركة باليمن والمنطقه من نوايا وأهداف وغايات لها علاقة وثيقة بالطبع بفكر القائد اإضافة إلى الخطط والأساليب والوسائل والتعبئة والفنون العسكرية التي وضعها في اطار مشروع جهادي تنظيمي وعملياتي ومعرفي صحيح ، وهو ما يطلق عليه في المصطلح الحديث الإستراتيجية الدفاعيه او الهجوميه بالنسبة للأولى، والتكتيك العسكري الهجومي او الدفاعي ونعني بالإستراتيجية: الخطوط العامة للمعركة الدفاعيه والثوابت الاخلاقيه والعسكريه والوطنيه التي تتعلق بالأهداف البعيدة والتي تحدد مستقبل الوطن والشعب.ونعني بالتكتيك العسكري : الخطوط المرحلية للمعركة الدفاعيه والهجوميه في مراحلها المختلفه.
وبما أنّ الإستراتيجية والتكتيك يتداخلان ويتلازمان فان
أهداف المعركة:
واضحة ومحددة ودافع لمن يخوض أغوارها وتمنح المقاتلين روح التفاني والاستبسال والثبت إلى آخر أشواطها حتى يتحقق النصر على الغزاه والمرتزقه والارهابيين.فهي اهداف حماية سياده ارض وكرامة شعب واستقلال قرار وطني وتمكين منهج القرأن واخلاق الرسول الاعظم في حياة الشعب المؤمن لذلك أنّ معنويات المقاتلين اليمنيين هي من صناعة العقيدة القرأنيه ، وكلما كانت العقيدة متمكنة من نفوس المجاهدين ، كلما ارتفعت معنوياتهم، ومن هنا نجد السيد القائد يحثّ المجاهدين في الميدان على الدوام إلى التقرّب إلى الله تعالى عبر التذكير على الممارسات العبادية في كُلّ مراحل المعركة، ومن توصياته في هذا المجال قوله ان المعركه هي مقدسه ولاخيار الا النصر ولا اعتماد الا على الله وان اهل الايمان سينتصرون على اهل الباطل لامحاله هذا وعد الله