“ناشيونال إنترست”: قاذفات (بي-2) بـ6.6 مليار دولار لم تردع اليمن ولم تغير المعادلة
تحت عنوان هل يعتبر وجود القاذفة بي-2 في دييغو غارسيا فشلاً؟ نشرت مجلة ذا ناشيونال إنترست تقريرًا مثيرًا حول نشر قاذفات الشبح الأمريكية من طراز B-2 في جزيرة دييغو غارسيا الواقعة في قلب المحيط الهندي، وتساءلت: هل كان ذلك فشلًا عسكريًا؟
بحسب التقرير، فإن نشر ست قاذفات من طراز B-2 — والتي تبلغ تكلفة كل واحدة منها نحو 1.1 مليار دولار — كان من المفترض أن يشكل استعراضًا هائلًا للقوة ضد كل من الحوثيين في اليمن وإيران. هذه القاذفات تمثل نحو ثلث الأسطول الكامل من هذا النوع من الطائرات، وتُعد قادرة على تنفيذ ضربات دقيقة وعميقة، بما في ذلك استخدام قنابل خارقة للتحصينات مثل GBU-57 التي يبلغ وزنها 30 ألف رطل.
التقرير أضاف :لكن وعلى الرغم من هذا الحضور العسكري اللافت، فإن نتائج العمليات الجوية كانت محدودة للغاية بحسب عدد من المحللين العسكريين، بل وُصفت بأنها “مبالغ فيها” في سياق مواجهة جماعات مسلحة مثل أنصار الله في اليمن.
التقرير أشار إلى أن وزارة الدفاع الأمريكية اعتبرت الضربات على أهداف تابعة للحوثيين “ناجحة”، مشيرة إلى مقتل أكثر من 60 عنصرًا وتدمير مواقع استراتيجية ومقرات قيادة. إلا أن جماعة أنصار الله ردت بإسقاط ثالث طائرة أمريكية بدون طيار من طراز MQ-9 Reaper بحلول 6 أبريل، بل واستمرت في حفر أنفاق جديدة بعد تدمير القديمة، مما يشير إلى فشل واضح في تحجيم قدرات الجماعة أو إرادتها.
من جهة أخرى، أشار التقرير إلى أن إيران — التي كانت ضمن الأهداف غير المعلنة لهذا الاستعراض العسكري — راقبت الموقف عن كثب، وربما استخلصت منه دروسًا استراتيجية. فإذا كانت حركة أنصار الله في اليمن قادرة على الصمود أمام قاذفات B-2، فكيف سيكون حال المنشآت النووية الإيرانية المحصنة في نطنز وفوردو، والتي تفوق أنفاق اليمن في العمق والتصميم؟
تقرير ذا ناشيونال إنترست ختم بتساؤل لاذع: هل حان الوقت لاستخدام القنابل الخارقة للتحصينات فعليًا؟ أم أن القاذفات باتت مجرد رموز للماضي؟ في ظل استمرار أنصار الله في التحدي، وصمود المنشآت الإيرانية، يبدو أن الطيران وحده لم يعد كافيًا لإثبات الهيمنة الأمريكية. الرسالة باهظة الثمن لم تصل… وربما آن الأوان للصمت.
ترجمة منصة رادار360