نارَ الحقِّ لا تخبو
للشاعر/ بديع الزمان السلطان
اليوم لا تُقْبَلُ الأعذارُ يا “عُربُ”
من بعد أنْ وضعتْ أوزارَها الحَربُ
من بعد أن ثبَتَ الأحرارُ وانتصروا
من بعد أن ظُلِموا واستفحلَ الخَطبُ
لو كنتمُ عَرَباً حقّاً لَمَا قُتِلَتْ
في “غزّةٍ” طفلةٌ أو مسّها الكَربُ
ولا مشى “القردُ” من صهيون مُنتفخاً
في ساحةِ “المسجد الأقصى” أو “الكلبُ”
ولا أقامَ “كيانُ الشّرِّ” دولتَهُ
على “فلسطينِنا” أو هُجِّرَ الشَّعبُ
ولا تكالبت الأعداءُ وانفردت
بغزّةٍ وحدها والشّرقُ والغَربُ
ولا أثَرتُم على “صنعاء” عاصفةً
من قبل عشر سنينٍ وانتشى الضّربُ
ولا حشَدتُم علينا حِلْفَكم أبداً
ولا استمرَّ بأرضي السّلْبُ والنّهْبُ
ما ضرّكم لو تحالفتُم بعاصفةٍ
على كيانِ العِدى يا أيُّها الحِزْبُ؟!
ما ضرَّكم لو وثبتُم من عواصمِكم
لتنصروا إخوةً نادوا بكم: هُبّوا؟!
وقاتَلوا المعتدي المحتلَّ من زمنٍ
واستنجدوا إخوةً دهراً وما لبُّوا
ومُذ “ثمانين عاماً” لم يزل دَمُهم
في كلِّ معركةٍ يجري وينصَبُّ
يخطُّ ملحمةَ التاريخِ في شرفٍ
عنوانُها: أنَّ نارَ الحقِّ لا تخبو
وأنّ في “أُمّةِ المليارِ” طائفةً
بالحقِّ صادقةً ما ضرَّها الكِذْبُ
وأنّ مَن يدّعي الإسلامَ مُعظمَهم
في قلبِهم مرضٌ ما فادَهُ الطِّبُ
وأنّ في “اليمنِ الأوفى” لهم مدداً
يجيئُ والبُعدُ في قاموسِهِ قُربُ
قوماً يمانينَ أنصاراً كعادتهم
على المبادئِ والقرآنِ قد رُبُّوا
يا أُمّةً تركتْ للموتِ “يوسفَها”
وقد تبرّأَ مِمّا تدّعي “الذّئْبُ”
متى تجيبينَ داعي اللهِ في ثقةٍ
بوعدهِ، لِتقَرَّ العينُ والقلبُ
يا مَن توالون “أمريكا” ومَن معها
تُوبوا… فإنّ موالاةَ العدى ذَنْبُ.