نائب رئيس الوزراء اليمني لشؤون الدفاع والأمن : كسرنا حاجز الخوف وعرقلنا خططَ واشنطن في المنطقة وموقفنا ثابتاً ومستمراً ومتصاعداً سياسياً وعسكرياً وشعبياً حتى وقف العدوان الصهيوني على غزة
أكد نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن الفريق الركن جلال علي الرويشان أن الموقف اليمني لا يزال ثابتاً ومستمراً ومتصاعداً بشرطه الوحيد، وهو وقف العدوان الصهيوني على غزة والسماح بدخول الغذاء والدواء إليها.
وقال خلال مشاركته امس الاثنين، في ندوة للمنتدى السياسي بعنوان (أمن البحر الأحمر والأطماع الدولية ومواقف الدول المشاطئة، والموقف اليمني المساند لفلسطين) إن عملية طوفان الأقصى كسرت حاجز الخوف الفلسطيني ونفت نظرية الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر، مؤكداً أن الموقف اليمني كسر حاجز الخوف العربي والإسلامي وأثبت للعالم بأن من تدعمه أمريكيا وبريطانيا لا يمكن أن يكون على حق ولا يمكن أن يكون قوياً.
وأوضح أن الموقف اليمني المساند لغزة ينطلق من كونه موقفاً دينياً وأخلاقياً وانسانياً، وينطلق من الثقافة القرآنية التي تشكل الهوية الإيمانية الحقيقية للشعب اليمنية وقيادته.
وأشار إلى أنه موقف سجله الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في البدايات الأولى للمشروع القرآني، الذي أكد أن أمريكا في الواقع “قشة” وليست عصا غليظة، منوهاً إلى أن موقف اليمن كذلك سياسي وعسكري وشعبي تتوحد فيه القيادة والمؤسسات الرسمية والقوات المسلحة والأمن وجماهير الشعب، بمعنى أنه يتم تنفيذه بكافة الوسائل السياسية والعسكرية والشعبية.
وتطرق الفريق الرويشان إلى الغارات الأمريكية البريطانية على اليمن، مؤكداً أنها محاولات بائسة ويائسة لثني اليمن عن موقفها المساند والداعم لغزة، لافتاً إلى أن معظم دول العالم تدرك أن الموقف اليمني المشدد على ضرورة وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة ينطلق من دوافع إنسانية، مبيناً أن الأمريكي يحاول أن يؤثر على دول العالم بأن الموقف اليمني سيؤدي إلى خسائر اقتصادية، وركود عالمي، في محاولة بائسة منها لربط الموقف اليمني الداعم لغزة بالاقتصادي العالمي.
وسرد الفريق الرويشان في ورقته المقدمة إلى الندوة الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر، والأطماع الأمريكية والبريطانية والصهيونية فيه.
وقال إن الاستعمار البريطاني الذي كان يدير عملياته العسكرية والاستخباراتية من عدن في فترة الاستعمار في سبيل السيطرة على البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن ومضيق باب المندب حاول أن يركز جزء من اهتمامه على جزيرة كمران (حارس البحر الأحمر)، حيث ظلت جزيرة كمران اليمنية عرضة لأطماع القراصنة والمستعمرين الغزاة على مر العصور.
وواصل :” لا تزال بريطانيا تدرك أهمية البحر الأحمر وضرورة أن يكون لها نفوذ، فصدرت نظم التسليح البريطانية إلى بعض الدول المطلة عليه مثل (مصر- السعودية- الكيان الصهيوني)، واتجهت نصف التجارة البريطانية إلى شرق البحر الأحمر (دول الخليج العربي بشكل رئيس) كما حافظت على دورها في الجهود الدفاعية لحلف شمال الأطلسي، وتحتفظ ببعض القطع البحرية في البحر الأحمر، ضمن الإطار العام للحلف، واستراتيجيته في المنطقة، وتتواجد قواتها ضمن القوات المشتركة في منطقة الخليج والبحر الأحمر.
وبخصوص الأطماع الصهيونية أوضح الفريق الرويشان أنه وبخذلان عربي ودعم أمريكي وبريطاني ومنذ عام 1949م وصل الكيان الصهيوني إلى شواطئ البحر الأحمر في منطقة ايلات “أم الرشراش”، حيث تمكنت من السيطرة عليها، حتى منع الاتصال البري بين مصر والأردن، برغم أنه احتل المنطقة المذكورة في وجود وحدات عسكرية من الجيوش العربية الأردنية والمصرية والعراقية التي كانت ترابط في مثلث النقب وصحراء سيناء وغزة، وبهذا الاحتلال الصهيوني لهذه المدينة أصبح أمن البحر الأحمر خارج نطاق الأمن القومي العربي.
ولفت إلى أن إسرائيل ركزت في نظرية أمنها القومي على البحر الأحمر، على الرغم من قصر ساحلها المطل عليه، والذي يبلع طوله 7 أميال فقط، غير أنها ركزت جهودها على اعتبار أن البحر الأحمر من مقتضيات أمنها القومي بوصفه يقع ضمن اتجاهها الاستراتيجي الجنوبي، ومنها كانت السيطرة على البحر الأحمر هدفاً للسياسة الصهيونية، وبدأ اهتمامها منذ وقت مبكر في أفريقيا، وخاصة بإرتيريا، من خلال بناء قواعد عسكرية فيها.