ميليشيات الإمارات باليمن.. مرتزقة بعشرات الآلاف لتنفيذ مؤامرات أبوظبي
تدير الإمارات ميليشيات مسلحة بعشرات الآلاف في اليمن تقدم لها تمويلا شهريا لتنفيذ مؤامرات أبوظبي في دفع اليمن إلى التقسيم والخراب وكسب المزيد من النفوذ المشبوه.
وجاءت تصريحات محافظ شبوة محمد صالح بن عديو (يتبع لحكومة المستقيل هادي) لتؤكد مجددا قيام الإمارات بخلق مليشيات في اليمن، بما في ذلك ما لا يقل عن 90 ألف من المرتزقة في كامل أنحاء اليمن يتسلمون رواتب من أبوظبي شهريا.
وقال المحافظ بن عديو في تصريحات تلفزيونية إن “الإمارات خلقت مليشيات لا تخضع لها ولا تأتمر بأمرها، كيانات موازية دخلت مع الدولة عدة مرات في حروب وصدامات وتنفيذ هجمات واغتيالات”.
وذكر أن تمويل (هذه الكيانات) من الإمارات، 90 ألف مرتزق في اليمن يستلمون مرتباتهم شهريا من الإمارات، ابتداء من المهرة، ثم حضرموت ثم شبوة ثم أبين ثم عدن وتعز والساحل الغربي.
وأكد المحافظ أن هؤلاء الأشخاص “ليسوا موظفين دولة، بل هم مرتزقة يعملون مع دولة أجنبية، وهذه القوات لا تخضع لوزارة الدفاع اليمنية ولا تخضع لوزارة الداخلية اليمنية”.
وسبق للمحافظ أن اتهم أكثر من مرّة الإمارات، بخرق اتفاق الرياض الموقع بين حكومة المستقيل هادي وميلشياته وما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي في 5 نوفمبر 2019م.
تموضعات جديدة في حرب اليمن
تتغير خريطة الصراع في اليمن وفق حسابات سياسية أكثر منها عسكرية، بحيث تغدو سردية من العبث المستمر التي يمكن تتبعها في كل جبهات القتال طوال سنوات الحرب.
إذ قد تتحرّك القوى العسكرية المدعومة من الخارج وفق رغبة حلفائها، مخليةً مواقعها بشكل مفاجئ ضمن استراتيجيةٍ لا يمكن التهكن بدوافعها، عدا خسائرها وكلفتها على اليمنيين، بحيث تصبح جزءا من السيناريو الذي أعدّته الدول المتدخلة لتثبيت سلطة حلفائها على الأرض، أو إعادة الحرب إلى مربع الصراعات البينية.
وفي هذا السياق، يعد انسحاب القوات المشتركة المدعومة من الإمارات، بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، من مواقعها في مدينة الحديدة، بعد انسحاب ألوية قوات العمالقة الجنوبية من موقعها في الساحل الغربي، منعطفاً جديداً في الصراع، ليس فقط لتغيير موازين القوى العسكرية على الأرض، بما في ذلك الخريطة العسكرية الكلية، وإنما لنتائجها الآنية والمستقبلية وأثرها على حياة عامة اليمنيين.
تتواءم خريطة الانسحابات العسكرية أو إعادة التموضعات التي نفذتها ميلشيات المستقيل عبد ربه منصور هادي مع تمدّد قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية جغرافياً، وتوسّعها إلى مناطق جديدة.
إلا أن الانسحابات العسكرية في مدينة الحديدة تختلف من حيث أهميتها، سواء بالنسبة للطرف الذي نفذها، وكذلك لتبعاتها العسكرية والسياسية، بما في ذلك تفريغ اتفاق استوكهولم الذي وقعته جماعة هادي حكومة الانقاذ اليمنية برعاية الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون الأول 2018 من مضامينه.
وكذلك انعكاس هذه التحوّلات على الوضع في مدينة الحديدة وحياة المدنيين، فبعيداً عن اختلالات اتفاقية استوكهولم، وما أنتجته من مشكلات، بما في ذلك توازن الرعب.
فقد أرست ملامح الخريطة العسكرية في مدينة الحديدة، حيث تموضعت القوات المشتركة المدعومة من الإمارات، بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح في المناطق التي سيطرت عليها، وذلك بعد معركة مدينة الحديدة، بحيث سيطرت على رقعة جغرافية كبيرة امتدّت من منطقتي الجاح والدُريهمي حتى منطقة التُحيتا.