ميدان السبعين يعتذر على عدم القدرة على استيعاب الحشود المليونية المتوافدة إليه اليوم من مختلف المحافظات اليمنية
شهدت ساحة ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء والشوارع المحيطة بها، اليوم السبت، حشوداً مليونية خلال المهرجان الجماهيري الكبير تأييداً ومباركة للمجلس السياسي الأعلى.
ووصل الرئيس صالح الصماد رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى منصة ميدان السبعين وبمعيته أعضاء المجلس السياسي الأعلى، وجلس إلى يسار الرئيس الصماد رئيس مجلس النواب يحيى الراعي، وإلى يمينه القائم بأعمال رئيس مجلس الوزراء طلال عقلان.
وامتلأت المنصة بقيادات الدولة والقيادات العسكرية والأمنية وشخصيات السياسية والاجتماعية من مختلف محافظات الجمهورية، وممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية.
وأظهرت الصور ازدحام الشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين, ولجوء المتظاهرين إلى السير على الأقدام للوصول إلى ساحة السبعين التي امتلأت عن آخرها بحشود غير مسبوقة تأييداً للمجلس السياسي الأعلى والاتفاق السياسي بين القوى الوطنية.
وبدأ المهرجان بالسلام الجمهوري، آيات من الذكر الحكيم، وافتتح برنامج المهرجان الجماهيري بكلمة الأحزاب والتنظيمات السياسية، ألقاها محمد الزبيري، حيا في مستهلها صمود الشعب اليمنى وبطولات الجيش واللجن الشعبية في وجه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن, معناً دعم الأحزاب للمجلس السياسي الأعلى في أداء مهامه الدستورية.
كما ثمن عودة مجلس النواب إلى ممارسة مهامه التشريعية والدستورية، دعياً إلى استكمال ملئ الفراغات الدستورية وإيصال البلد إلى انتخابات رئاسية وتشريعية.
كما جدد الزبيري تمسك الأحزاب اليمنية بالوحدة اليمنية والثوابت الوطنية وحل القضية الجنوبية حلاً عادلاً.
وفيما أدان دعاة الانفصال، دعا الزبيري الكلمة إلى العمل على طرد الغزاة الجدد من المحافظات الجنوبية والشرقية، وإسقاط مشروع التطرف الذي تسعى لإثارته قوى خارجية.
تلى ذلك، كلمة الحراك الجنوبي، ألقاها اللواء خالد باراس، أعلن من خلالها مساندته للاتفاق السياسي بين القوى الوطنية وتشكيل المجلس السياسي الأعلى.
وحيا اللواء خالد باراس الجماهير الغفيرة التي توافدت إلى ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء رغم الظروف الصعبة لإعلان تأييدها وإظهار وحدتها، كما توجه بالتحية للمجلس النيابي للموقف الوطني الذي أظهره.
وأضاف أن هذا الاتفاق التاريخي وجه رسالة إلى أولئك الذين يراهنون على تصدع الجبهة الداخلية، وهو في ذات الوقت تأكيد على أن الشرعية تنبع من هنا من الأرض اليمنية، و جماهير الشعب اليمني.
أعقب ذلك، كلمة اتحاد نساء اليمن، ألقتها فتحية عبدالله، أكدت من خلالها دعم المرأة اليمنية للاتفاق السياسي بين القوى الوطنية، ووقوفها خلف الجيش واللجان الشعبية في صد العدوان على اليمن.
وتخلل الكلمات قصيدة شعرية وطنية لشاعر الثورة معاذ الجنيد، ألقاها في الحشود المليونية التي واصلت تدفقها على ميدان السبعين الذي امتلاء عن آخره والشوارع المحيطة به بحشود غير مسبوقة.
كما قرأ ممثل عن علماء اليمن بيان صادر عن علماء اليمن، أكد البيان على تأييد علماء اليمن الاتفاق السياسي بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي وحلفاؤهم وتشكيل المجلس السياسي الأعلى، ووقوف العلماء إلى جانب المجلس في قيادة البلد في هذه المرحلة العصيبة، وبما يعزز اللحمة الداخلية، وكذا وقوف العلماء إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في تصديهم للعدوان السعودي الأمريكي على اليمن.
وجاء في بيان علماء اليمن “نؤكد أننا نعمل جاهدين في بث روح الإخاء والشراكة بين القوى السياسية وكافة الشعب”، ونثمن هذا الاتفاق الذي أتى بعد تضحيات أبناء اليمن في كافة ربوع اليمن في جبهات العزة والشرف تصدياً للعدوان الغاشم.
كما دعا بيان العلماء اليمنيين إلى تعزيز التلاحم في مواجهة التحديات والتصدي للعدوان الغاشم، وأن علماء اليمن من هذا المنطلق بمختلف مذاهبهم يباركون المجلس السياسي الأعلى.
ووجه بيان علماء اليمن الدعوة لدول العالم لاحترام إرادة اليمنيين في الحرية وتقرير المصير وعبر عنها البرلمان اليمني ممثل الشعب.
كما دعا أيضا المنظمات الحقوقية للقيام بدورها في مساندة ليمنين وفضح جرائم العدوان بحق المدنيين وهي جرائم ضد الانسانية، ودعا المغرر بهم في صفوف العدوان إلى مراجعة أنفسهم والعودة إلى جادة الصواب.
وأضاف: علماء اليمن يباركون عودة مجلس النواب لممارسة صلاحياته الدستورية والقانونية وهو مصدر الشرعية المستمدة من الشعب، وهو الذي منح هذه الشرعية في إدارة البلد في هذه المرحلة للمجلس السياسي الأعلى.
كما ألقى الشيخ شايف عاصم من أبناء نهم، كلمة مشائخ القبائل ووجهاء اليمن في مجلس التلاحم القبلي.
وأكد الشيخ شايف عاصم فيها تأييد قبائل اليمن للمجلس السياسي الأعلى المنبثق عن الاتفاق السياسي بين القوى السياسية الوطنية، ودعا خلالها العالم إلى احترام الإرادة الشعبية اليمنية، ومساندة مؤسسات الدولة اليمنية، والمغرر بهم إلى العودة إلى جادة الصواب.
وأدان الجرائم البشعة التي ارتكبها العدوان وآخرها استهداف مستشفى عبس وطواقم منظمة أطباء بلا حدود، ومدرسة تحفيظ بجمعة بن فاضل محافظة صعده، وغيرها من المجازر البشعة على امتداد الأرض اليمنية.
وأكد استمرار القبائل اليمنية في رفد الجبهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر بإذن الله تعالى.
وفي كلمة المنظمات الجماهيرية التي ألقاها علي با محيسون، جددت المنظمات الجماهيرية تأييدها للمجلس السياسي الأعلى وإدارته البلاد في مواجهة العدوان الغاشم على اليمن, وباركت عودة مجلس النواب لممارسة مهامه التشريعية.
وأدان بامحيسون جرائم العدوان وآخرها استهداف مستشفى عبس ومدرسة تحفيظ القران بصعدة وجريمة المديد بنهم، داعياً الامم المتحدة إلى القيام بدورها في إدانة هذه الجرائم التي ترتكب على مرأى ومسمع من العالم.
رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد ألقى كلمة في الحشود المليونية المحتشدة بميدان السبعين، حيا في مستهلها جماهير الشعب اليمني من تتجسد فيهم عزة اليمن وصموده، وغير الآبهين بحماقات العدوان وجرائمه.
وقال في كلمته “إن الصمود والبطولات التي يصدّرها الجيش واللجان ماهي إلا نفحة من نفحة صمودكم وثباتكم، فهم أبناؤكم وإخوانكم ومنكم يستمد الإباء والصمود، كما هي القبيلة عرين الأسود”.
وأكد الصّماد بأن تشكيل المجلس أتى تلبية للطموحات الشعبية وبما يراعي مصالح الوطن، كما جاء لسد الثغرات التي يحاول الأعداء النفاذ منها لتفكيك الجبهة الداخلية اليمنية بعد أن عجز عن تحقيق تقدم في الميدان.
وأعلن الصماد عن الشروع في تشكيل الحكومة اليمنية، كما دعا مجلس النواب لمواصلة جلساته.
وقال رئيس المجلس السياسي الأعلى “سنبت خلال الأيام المقبلة بتشكيل الحكومة لتوحد كل الجهود للوصول إلى وضع مستقر وإجراء انتخابات عامة، وندعو البرلمان إلى مواصلة جلساته والمساعدة في مواجهة التحديات”.
وللخارج والإقليم وجه الرئيس الصماد عدة رسائل دعا من خلالها إلى ايقاف العدوان على اليمن واحترام إرادة العالم.
وقال الصمّاد “من بين الحشود نوجه رسائل للعالم، هذا هو الشهب اليمني وهذه هي الشرعية والديمقراطية, هذه الحشود التي تساوي ربما ضعف أربع من دول الخليج, يامن تتشدقون بالحرية وحق تقرير المصير أين تشدقكم بالحرية في ما ترونه اليوم, إذا كنتم جديرون باحترام شعوبكم”.
ولدول الإقليم “لم يكن اليمن يمثل مصدر قلق لا لدول الاقليم أو على العالم، وانتم حينما تتامرون وتقتلون الشعب اليمني, انما تقتلون عمقكم وسندكم”.
وأضاف “خمسون عاماً لم يستطع الكيان الصهيوني هزيمة الشعب الفلسطيني، ولن تستطيعوا هزيمة الشعب اليمني”.
وتساءل الصماد “إذا كان في مخيلة النظام السعودي أن يُركع هذا الشعب فهو مخطئ ولا يفهم كيف يفكر, ولو لم تبقى إلا عوائل الشهداء لعجز عن إركاعهم، وعلى العدوان أن يفهم بأن هناك معادلة قوية بدأت تتشكل على الساحة هي سلاحنا الرادع، وأنتم ركيزتها الأساسية أيها الشعب، ومن ستتحطم عليها مؤامرات الأعداء”.
وحول ما يتصل بالمرحلة المقبلة، أكد الرئيس الصماد بأن المجلس السياسي الأعلى يضع في أولوياته الشأن الاقتصادي, وسيعمل على مواجهة الصعوبات وبخاصة الاقتصادية والتي يراهن عليها العدوان لإذلال اليمنيين وتحقيق ما عجز عنه عسكرياً.
وقال “نحن معنيون بخطوات أساسية لتحسين الاقتصاد من خلال ترشيد النفقات وتطوير الإيرادات”.
وكشف الصماد عن اعتزام المجلس التواصل مع المغرر بهم في الداخل والخارج للعودة إلى رشدهم, وتصدر مواجهة القاعدة وداعش أولويات الجانب الأمني الداخلي.
وحول ملف المفاوضات دعا الصماد الوفد الوطني إلى عدم الجلوس مع المبعوث الأممي العاجز عن استخراج تصريح لطائرة بالمرور إلى صنعاء.
وقال : “قدمنا منتهى التفاهمات لكن العدوان تعمد إفشالها بغرض إذلال شعبنا, وفي خطوة أظهرت عجز الأمم المتحدة في إعادة الوفد إلى صنعاء، وبدا الموفد الأممي عاجزاً عن استصدار تصريح لعودة طائرة, ومن كان عاجزاً عن إعادة وفد فهو أعجز عن انتزاع حقوق شعب وتحقيق السلام”.
تابع “ومن هذا المنطلق نطالب وفدنا الوطني بعدم الجلوس مع ولد الشيخ قبل العودة إلى صنعاء, على أن ذلك لا يعني قطع طريق السلام، فنحن مع السلام لا الاستسلام، وهو ما سنباركه ونؤيده”.
وأعلن رئيس المجلس السياسي الأعلى ترحيبه بإقامة العلاقات الدبلوماسية مع دول العالم باستثناء الكيان الصهيوني، معلناً عن حزمة تسهيلات ستقدم للمبادرين بفتح خطوط التواصل وإقامة العلاقات مع الشعب اليمني وستكون لهم الأولوية في تبادل المصالح الاقتصادية.
وخص الصماد في ختام كلمته أسر الشهداء والجرحى والمفقودين بالتحية، مؤكداً بأنهم سيحظون بالرعاية، كما حيا أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مواقع البطولة والشرف في مواجهة العدوان ومرتزقته، ووعد بتوفير كل ما يلزم لدعمهم وتعزيز موقفهم القتالي والميداني.
وفي ختام التظاهرة المليونية تلى البيان الجماهيري النائب عن محافظة عدن عبد الباري دغيش.
وأوضح البيان الجماهيري أن الجماهير اليمنية احتشدت لمباركة المجلس السياسي الأعلى وتأييده فيما يتخذه من قرارات وخطوات لمواجهة العدوان وإدارة البلاد، ولتوجه رسالة بان الشعب اليمني هو صاحب الشرعية ولاشرعية لمن يؤيد ضربه وتدميره.
وأكد البيان تأييد الاتفاق السياسي بين المؤتمر وأنصار الله باعتبار ذلك هو الطريق لتوحيد الموقف الشعبي في مواجهة العدوان وحشد الطاقات، معتبراً الاتفاق وقيام المجلس انتصاراً لإرادة الشعب وحقه في الدفاع عن نفسه وفي ظل موقف دولي يريد موقف استسلام من الشعب اليمني .
وبارك البيان قيام المجلس السياسي الأعلى، ومعتبراً قيامه إرادة شعبية طامحة للاستقلال, وأنه يستمد شرعيته من كل مكونات الشعب اليمني، كما دعا لاستكمال الخطوات السياسية اللازمة بما من شأنه تعزيز وحدة الموقف والصمود.
وفوّض البيان الجماهيري المجلس اتخاذ القرارات بما ينسجم مع مصلحة اليمن ووضعها فوق كل اعتبار.
وأشاد البيان بما يجترحه أبطال الجيش واللجان في جبهات المواجهة، داعياً إلى رفد جبهات القتال بالرجال والمال، مشيراً أنها معركة حتى النصر.
كما أشاد البيان الجماهيري بالموقف التاريخي لنواب الشعب ممثلاً في رئاسة المجلس وأعضائه.
ودعا البيان الجماهيري كل شعوب العالم المحبة للحرية والسلام والرافضة للحرب للضغط على المجتمع الدولي لاحترام إرادة الشعب اليمني وحقه في الحرية والاستقلال.
المسيرة نت