موقع ” Telepolis ” الألماني : رغم إنفاقها المليارات.. كيف فشلت الاستراتيجيات الأميركية في البحر الأحمر؟ “فخ الحوثي”
تمكن الحوثيون حقا من اختراق إسرائيل وتجنب نظام الدفاع الجوي –التصعيدات الأخيرة تعكس فشل الاستراتيجية الأميركية في احتواء الحوثيين وردع الهجمات على السفن التجارية وإسرائيل”.-تمكن الحوثيون حقا من اختراق إسرائيل وتجنب نظام الدفاع الجوي، مما يجعله “نصرا تقنيا ورمزيا لهم”.–محاولة الولايات المتحدة عزل الحوثيين منذ سبعة أشهر، فشلت فشلا ذريعا”. -الحوثيون يخرجون من الصراع وهم أقوى ويشعرون بالتشجيع للاستمرار في القتال، بينما يحصلون على الدعم والتأييد”.
هذه خلاصات تقرير لموقع “تيليبوليس” الألماني سلط الضوء فيه على تدهور سيطرة الولايات المتحدة على البحر الأحمر بسبب تصاعد نفوذ جماعة الحوثيين في المنطقة وتأثير ذلك على الاستقرار الإقليمي والتجارة البحرية.
ويقول الموقع إن “التصعيدات الأخيرة تعكس فشل الاستراتيجية الأميركية في احتواء الحوثيين وردع الهجمات على السفن التجارية وإسرائيل”.
وفي هذا الإطار، يتناول تأثير التصعيد الحوثي على التجارة البحرية والاستقرار الإقليمي، مبرزا الحاجة إلى استراتيجيات جديدة للتعامل مع هذه التحديات.
حطام السياسة الخارجية
وأشار إلى الحادث الذي وقع في 19 يوليو/ تموز 2024، حيث شهد ميناء “الحديدة” اليمني انفجارات قوية في مستودع للوقود وفي محطة للطاقة، بفعل قصف إسرائيلي.
وجراء ذلك، أُصيب أكثر من 80 شخصا ولقي ما لا يقل عن ستة أشخاص حتفهم. وجاءت الغارة الجوية ردا على هجوم شنه الحوثيون على إسرائيل.
إذ ضربت طائرة مسيرة بعيدة المدى أُطلقت من الأراضي اليمنية تل أبيب، مما أدى إلى مقتل شخص واحد.
وعلى حد قول الموقع الألماني، تمكن الحوثيون من إلحاق ضرر عسكري بإسرائيل.
وبشكل أدق، تمكن الحوثيون حقا من اختراق إسرائيل وتجنب نظام الدفاع الجوي، مما يجعله “نصرا تقنيا ورمزيا لهم”.
ومن جانب آخر، يلفت الموقع إلى أن قرار إسرائيل باتخاذ تدابير انتقامية ضد البنية التحتية المدنية بدلا من الأهداف العسكرية هو أيضا علامة على أن التوترات في منطقة البحر الأحمر قد تتصاعد إلى صراع شامل.
وهذا بالضبط ما كانت الولايات المتحدة تصر على منعه منذ البداية. فمنذ عدة أشهر، تحاول الحكومة الأميركية ردع الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر وعلى إسرائيل، وكبح قدرة الحوثيين على الهجوم.
ويرى الموقع أن هذه الاستراتيجية كان محكوما عليها بالفشل، لا سيما وأن السعودية -الحليف الأميركي- لم تحقق أي تقدم في حربها ضد الحوثيين في اليمن منذ عام 2015.
وبناء على ذلك، يلفت النظر إلى أنه لم يعد بالإمكان إخفاء الكارثة في الوقت الحالي.
وبقول آخر، يبرز أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواجه حطام السياسة الخارجية في ظل التبادل المباشر للضربات بين إسرائيل والحوثيين، بينما تستمر الهجمات على السفن الحاوية في البحر الأحمر دون توقف.
فشل كارثي
بالعودة قليلا إلى الوراء، يوضح الموقع أن نقطة انطلاق الصراع قبل تسعة أشهر تتمثل في بدء حرب إسرائيل ضد غزة.
ففي 19 أكتوبر 2023، شن الحوثيون هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على إسرائيل.
ثم في منتصف مارس/ آذار 2024، اخترق صاروخ موجه الدفاع الجوي الإسرائيلي وانفجر في منطقة إيلات (أم الرشراش) الساحلية.
ونقلا عن بعض المحللين، يقول الموقع الألماني إن “الهجوم العميق على إسرائيل ورد الأخيرة أظهر أن قوة جذب وتحفيز مجموعة المتمردين (الحوثيين) قد زادت بشكل كبير خارج اليمن”.
وبشكل عام، يؤكد أن “محاولة الولايات المتحدة عزل الحوثيين منذ سبعة أشهر، فشلت فشلا ذريعا”.
وأوضح أنهم “يخرجون من الصراع وهم أقوى ويشعرون بالتشجيع للاستمرار في القتال، بينما يحصلون على الدعم والتأييد”.
وفي هذا السياق، يسلط الضوء على أن النقطة الأهم من ذلك هي أن “الولايات المتحدة لم تتمكن من السيطرة على البحر الأحمر لوقف الاضطرابات في التجارة البحرية عبر المضيق”.
إذ هاجم الحوثيون حتى الآن أكثر من 70 سفينة بالصواريخ والطائرات المسيرة، مما أسفر عن مقتل أربعة بحارة.
ومنذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، استطاع الحوثيون الاستيلاء على سفينة وإغراق اثنتين، بحسب الموقع.
وفي يونيو/ حزيران 2024، ارتفع عدد هجمات الحوثيين على السفن التجارية بشكل كبير، ثم استمرت في يوليو/ تموز 2024.
ويشير الموقع إلى أنه قبل أسبوعين، صرح الحوثيون بأنهم “أطلقوا صواريخ على سفينة حاويات تبحر تحت العلم الأميركي في خليج عدن”.
جدير بالذكر أن أكثر من 10 إلى 15 بالمئة من التجارة العالمية تمر عبر البحر الأحمر، الذي يرتبط بقناة السويس.
ونتيجة للهجمات الحوثية، حوّل العديد من الشركات الكبرى حركة المرور إلى طرق بديلة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار الشحن.
عملية مكلفة
وفي هذا الصدد، يذكر أن تكلفة شحن حاوية نموذجية على ثماني طرق رئيسة من الشرق إلى الغرب ارتفعت إلى 5117 دولارا أميركيا، وهو ما يمثل زيادة قدرها 233 بالمئة مقارنة بعام 2023.
بالإضافة إلى ذلك، فرضت شركات الشحن رسوما طارئة، فضلا عن التأخير في تسليم البضائع.
ومن جانبها، أوضحت شركة الشحن الدنماركية “مولر-ميرسك” أن الاضطرابات في البحر الأحمر لها تأثيرات مضاعفة على طرق التجارة الأخرى، مما أدى إلى حدوث ازدحامات وتأخيرات هناك أيضا.
وفي هذا الإطار، يوضح الموقع أن الحوثين يؤكدون أنهم “يستهدفون بشكل خاص السفن المرتبطة بإسرائيل، وذلك لدفع حكومة بنيامين نتنياهو إلى إنهاء الحرب في غزة”.
وبرغم أن الجماعة لم تحقق هذا الهدف بعد، إلا أنهم تمكنوا من فرض تكاليف على إسرائيل عبر الحصار.
ويُقال -بحسب الموقع- إن “ميناء إيلات الخاضع للسيطرة الإسرائيلية قد أعلن إفلاسه بسبب الحصار ويطلب الآن حماية حكومية”.
وبالحديث عن خسائر الولايات المتحدة في هذا الجانب، يلفت إلى أن الحكومة الأميركية تضطر أيضا إلى دفع مبالغ كبيرة من أجل العمليات في البحر الأحمر.
إذ تتراوح تقديرات التكلفة الإجمالية للعملية بين 260 و573 مليون دولار شهريا، أي ما يصل إلى أربعة مليارات دولار حتى الآن.
ومع ذلك، لم تسفر هذه النفقات العسكرية والمالية عن أي نتائج ملموسة، بحسب ما يؤكده الموقع الألماني.
وفي هذا الصدد، اعترف الرئيس الأميركي، جو بايدن، بنفسه بأن “الهجمات ضد الحوثيين لم تنجح”.
وعلى الرغم من أن الخبراء يقترحون أن “الجمود الإستراتيجي” قد يكون أكثر فعالية، إلا أن بايدن رفض إنهاء تلك العمليات غير المجدية.
ومن وجهة نظر الموقع، من الأفضل والأكثر فعالية أن يُضغط على إسرائيل لإنهاء “الإبادة الجماعية المحتملة” في غزة، كما عبرت عنها محكمة العدل الدولية في لاهاي.
جدير بالإشارة هنا إلى أن الحوثيين أوضحوا مرارا أنهم سيوقفون هجماتهم حالما يتوقف إطلاق النار.
سد الفجوات
وبأخذ المشهد السابق ذكره في الحسبان، يذهب الموقع الألماني إلى أن “فقدان السيطرة من قبل الولايات المتحدة في البحر الأحمر من الممكن أن يؤدي إلى ظهور فاعلين آخرين وتشكيل تحالفات والاستفادة من الفجوة”.
بالإضافة إلى ذلك، من الممكن أن توفر موسكو المزيد من الأسلحة لحزب الله في لبنان أو الحوثيين في اليمن، وهو ما يتماشى مع إستراتيجيتها الحالية، بحسب رأي هانا نوت.
ومن ناحية أخرى، يسلط الموقع الضوء على أن “الحوثيين أبرموا اتفاقا مع كل من روسيا والصين يسمح لسفنهم بالمرور عبر البحر الأحمر وخليج عدن دون التعرض للهجمات”.
مجلة ألمانية.. البحرية الأوروبية لم نعد قادرين على البقاء في البحر الأحمر
انسحابُ فرقاطة أُورُوبية رابعة من البحر الأحمر: الجبهةُ البحرية اليمنية تنهكُ أمريكا وحلفاءها
موقع “worldview” الألماني :واشنطن تضغط على صنعاء وتفرض عقوبات جديدة لإيقاف هجماتها المساندة لغزة
ألمانيا تستعدي اليمن: في البحر أيضاً… دفاعاً عن إسرائيل
أقرأ أيضا
مجلة “تيليبوليس” الألمانية: لولا أمريكا لما كان هناك السعودية وداعش
مجلة “تيليبوليس” الألمانية: برلين تتشدّقُ باسم حقوق الإنسان وهي ضالعةٌ في قتل الشعب اليمني
مجلة “دير فريتاج” الألمانية: هادي أسوأ رئيس أنجبته اليمن، بل أسوأ رئيس في العالم على الاطلاق
مجلة دير شبيغل الألمانية : الغرب يتغاضى عن الموت الصامت لليمنيين لكي يبيع الأسلحة للسعودية
مجلة “نويه زوليداريتيت” الألمانية: جرائم الحرب المنسية في اليمن تفضح نفاق “الغرب الحر”
مجلة “كونترا” الألمانية: الغرب يتحالف مع النظام السعودي رغم خطره بسبب سياساته الداعمة للإرهاب
مجلة «شتيرن»الألمانية:تحقيق استقصائي يكشف حجم المشاركة العسكرية الإسرائيلية في العدوان على اليمن
مجلة شبيغل الألمانية : آلاف اليمنيين ماتوا لكي يستعرض بن سلمان قوته
مجلة “كونترا” الألمانية: الغرب يتحالف مع النظام السعودي رغم خطره بسبب سياساته الداعمة للإرهاب
صحيفة “دويتشه فيله” الألمانية”: بن سلمان يعيّن مستشاراً أمريكياً له.. لماذا الآن؟!