موقع “Lobelog” :الفكر الوهابي من أهم مسببات انتشار الإرهاب
كتب “اميل نخلة” مقالة نشرها موقع “Lobelog”، شدد فيها على أن صعود “الارهاب المعادي لاميركا” يعود بشكل أساسي الى عوامل ثلاث وهي الفكر السلفي الوهابي “النابع بشكل اساس من السعودية”، و السياسية القمعية التي تمارسها الكثير من دول المنطقة، وكذلك سياسات الحكومة الاميركية مثل الحروب التي تخاض عبر الطائرات المسيّرة و معتقل غوانتنامو و اجتياح بلدان اسلامية، و خاصة العراق.
الكاتب الذي سبق و شغل منصب “مدير برنامج التحليل الاستراتيجي للإسلام السياسي” في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (CIA)، بين عامي 1993 و 2006، شدد على أن اميركا لا يمكن ان “تنتصر على الارهاب إلا في حال مراجعة سياستها حيال العوامل الثلاث المذكورة”. حسب تعبيره.
وفيما يخص العامل الاول أشار الكاتب الى أن صناع السياسة الاميركيين لم يواجهوا النظام السعودي فيما يخص ما تحتوي عليه الكتب التي تدرّس في المدارس السعودية، خاصة لجهة الفكر “السلفي الوهابي”. وأضاف بأن الفكر الوهابي هذا انتشر في العالم الاسلامي خلال الاعوام الخمسين الماضية “بفضل المال و التبشير السعودي”. كما تحدث الكاتب عن “الجهاديين” واحتضانهم العقيدة الراديكالية عبر المنح التعليمية والدعم السعودي، معتبراً أن هجمات الحادي عشر من ايلول جاءت نتيجة وصول الايديولوجية الوهابية الى ذروتها.
وتابع الكاتب بأن القادة السعوديين رفضوا الاستماع الى “المناشدات الدبلوماسية” الاميركية فيما يخص برامج التعليم، مضيفاً بأن مشروع القانون الذي تبناه الكونغرس مؤخراً والذي يسمح بمقاضاة السعودية بالمحاكم الاميركية على خلفية أحداث الحادي عشر من ايلول، إنما يعكس إحباط الاميركيين (و المسلمين) حيال عملية “الخطف” التي تعرّض لها الاسلام على أيدي من وصفهم بـ”القتلة المتعطشين للدماء”. وعليه شدد على ضرورة أن يطرح الرئيس الاميركي المقبل هذا الموضوع مع الجانب السعودي وأن يدرس اتخاذ اجراءات ملموسة بهذا الاطار.
أما فيما يخص السياسة القمعية التي تمارس في دول المنطقة، أشار الكاتب الى أن صناع السياسة الاميركيين امتنعوا طوال أعوام عن تركيز الاهتمام على السجل المروع في مجال حقوق الانسان عند الانظمة الصديقة لأميركا في المنطقة، و ذلك لأن هذه الانظمة تخدم المصالح الاميركية. وإذ لفت الى أن واشنطن كانت تعتبر بأن عليها دعم هذه الانظمة المستبدة وإلا ستنتشر الفوضى، شدد على أن أحداث الربيع العربي أثبتت عدم صوابية هذه الفرضية.
كما اشار الكاتب الى أنه سبق وأن اكد خلال فترة عمله بوكالة الاستخبارات المركزية الاميركية على ان الانظمة التي تصنفها اميركا بالمعتدلة هي ليست معتدلة اطلاقاً. اضاف ان تلك الانظمة قامت بانتهاك حقوق مواطنيها و استفادت من الفساد و كذلك استخدمت الدين و الطائفية من أجل البقاء في السلطة، كما تحدث عن سياسات التمييز التي تمارس بهذه الدول ضد النساء والاقليات الدينية و الاثنية، وشدد على أن الدعم الذي قدمته هذه الانظمة في سياسات محاربة الارهاب كان “فاتراً بأحسن الاحوال”.
الكاتب اضاف بأن على الادارة الاميركية المقبلة أن تنتقد علناً الانظمة في “السعودية و مصر و البحرين” و غيرها من الدول بسبب سجلها السيء في مجال حقوق الانسان و قمعها لشعوبها.