موقع 19 Forty Five :بسبب اليمن .. لن يكون من السهل إصلاح نقص صواريخ توماهوك في البحرية الأمريكية
نشرت منصة “1945” تقريرًا للكاتب روبن جونسون تناول فيه أزمة نقص صواريخ “توماهوك” الهجومية في القوات المسلحة الأمريكية، والتي باتت تمثل تحديًا استراتيجيًا للبحرية الأمريكية، مع تزايد الطلب على هذه الصواريخ بوتيرة تفوق قدرة الصناعة الدفاعية على تعويض المخزون.
وأشار التقرير إلى أن صواريخ “توماهوك” تُعدّ إحدى أكثر القدرات الهجومية فاعلية لدى البحرية الأمريكية، حيث كانت الخيار المفضل في العديد من النزاعات العسكرية، من العراق وأفغانستان إلى سوريا. لكن خلال العامين الماضيين، استخدمت البحرية الأمريكية هذه الصواريخ بمعدل مرتفع، خاصة في سياق التصعيد العسكري في اليمن عام 2024، حيث أطلقت أكثر من 80 صاروخًا في الضربات الافتتاحية، ما أدى إلى استنزاف سريع للمخزون المتاح.
وتحدث التقرير عن معضلة تواجهها البحرية الأمريكية فيما يتعلق بكمية الصواريخ المطلوبة للحفاظ على الجاهزية العسكرية. ونقل عن مصدر يعمل في إحدى الشركات الأمريكية الكبرى لتصنيع الصواريخ أن المشكلة تكمن في التخطيط السيئ من قبل الحكومة الأمريكية، التي تطلب تعزيز الإنتاج، لكنها في كثير من الأحيان لا تفي بوعودها، مما يترك الشركات تتحمل الخسائر. وأوضح المصدر أن قطاع الدفاع في الولايات المتحدة أصبح مترددًا في الاستجابة لمطالب زيادة الإنتاج، نظرًا للتجارب السابقة التي أدت إلى خسائر فادحة نتيجة السياسات غير المستقرة للحكومة الأمريكية.
ووفقًا للتقرير، فإن خطوط إنتاج بعض أهم الأسلحة في الترسانة الأمريكية، ومنها “توماهوك”، تعمل عند الحد الأدنى من معدل الإنتاج المستدام، والذي قُدّر بنحو 90 صاروخًا سنويًا. إلا أن الإنتاج الفعلي لم يتجاوز 55 صاروخًا سنويًا، ما أدى إلى فجوة كبيرة في تلبية الاحتياجات العسكرية، خاصة مع تصاعد العمليات العسكرية في الشرق الأوسط.
وفي محاولة لتعويض هذا النقص، تعمل البحرية الأمريكية على تعزيز الإنتاج عبر توسيع مبيعات التصدير لحلفائها، لكن التقرير يشير إلى أن مدى تأثير هذه الخطوة يظل غير واضح على المدى الطويل. كما سلط التقرير الضوء على مشكلة أعمق تتمثل في نموذج الإنتاج المعتمد في الولايات المتحدة، والذي يقوم على تلبية الطلب “في الوقت المناسب”، وهو ما أدى إلى ضعف استدامة الإنتاج وقابلية التأثر بالأزمات اللوجستية.
ونقل التقرير عن مسؤول تنفيذي في إحدى شركات الدفاع الأمريكية أن “الفلسفة الإنتاجية المستوردة من اليابان”، والتي تقوم على تقليص المخزون إلى الحد الأدنى، ساهمت في خلق أزمة لدى الجيش الأمريكي، حيث أدى تقليص المخزونات إلى غياب القدرة على التعامل مع حالات الطوارئ العسكرية المفاجئة.
وفي ظل هذا الواقع، يستغرق بناء صاروخ “توماهوك” جديد عامين كاملين بسبب بطء الإنتاج، وهو ما يظهر جليًا في وثائق البحرية الأمريكية التي تكشف أن الطلبات التي وُضعت عام 2023 لن يبدأ تسليمها قبل يناير 2025، وبمعدل إنتاج لا يتجاوز خمسة صواريخ شهريًا، في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز القدرات العسكرية الأمريكية في عدة مناطق حول العالم.
نقص حاملات الطائرات يربك البحرية الأمريكية في مواجهة التحديات المتصاعدة
وحذرت المنصة في تقرير اخر من أن البحرية الأمريكية تعاني من نقص في عدد حاملات الطائرات، مما قد يضعف قدرتها على مواجهة التحديات المتزايدة في المحيط الهادئ والشرق الأوسط. وأكد التقرير أن واشنطن تدير حاليًا 11 حاملة طائرات، في وقت تتصاعد فيه التهديدات من الصين، التي تعزز أسطولها البحري بسرعة غير مسبوقة، إضافة إلى تصاعد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة في البحر الأحمر. وأوضح التقرير أن هذا النقص قد يحد من قدرة الولايات المتحدة على نشر قواتها بفعالية في مناطق التوتر، مما قد يؤثر على توازن القوى ويقلل من قدرة الردع الأمريكية في مواجهة خصومها الاستراتيجيين.
حيث نشرت منصة منصة “1945” المتخصصة في الدفاع البحري تقريرًا يفيد بأن البحرية الأمريكية تواجه تحديًا استراتيجيًا مع تزايد التهديدات العالمية، مما يستدعي تعزيز أسطولها بحاملة طائرات إضافية.
ووفقًا للتقرير، فإن واشنطن تدير حاليًا 11 حاملة طائرات، لكن التطورات العسكرية في المحيط الهادئ والشرق الأوسط تتطلب توسيع هذا العدد إلى 12، في ظل التنامي المستمر لقدرات الصين العسكرية والتصعيد المتواصل في مناطق النزاع.
وأشار التقرير إلى أن بحرية جيش التحرير الشعبي الصيني عززت وجودها بثلاث حاملات طائرات تعمل بشكل متزامن، مع استمرار بناء حاملة طائرات رابعة يُتوقع أن تكون الأكبر على الإطلاق، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للتوازن العسكري في المحيط الهادئ.
كما كشف التقرير أن بكين تجري تدريبات مشتركة باستخدام حاملتي طائرات لتعزيز جاهزيتها للهجمات الجوية، وهو ما يضع البحرية الأمريكية أمام تحدٍّ متزايد للحفاظ على تفوقها الاستراتيجي.
وفي سياق متصل، أكدت المنصة أن التهديدات القادمة من الشرق الأوسط باتت تُحتِّم على الولايات المتحدة نشر مزيد من حاملات الطائرات، لا سيما بعد تصاعد الهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون
وأضاف التقرير أن المدمرات والطرادات الأمريكية أثبتت فشلها في التعامل مع الهجمات البحرية المتطورة، ما دفع البحرية الأمريكية إلى التعويل على حاملات الطائرات كخط دفاع رئيسي
وخلص التقرير إلى أن بعض حاملات الطائرات تخضع حاليًا لأعمال صيانة، مما يعني أن العدد الفعلي المتاح للنشر أقل من العدد المعلن، وهو ما يفرض تحديات إضافية على القدرة الأمريكية في فرض هيمنتها العسكرية عالميًا.