موقع ١٩فورتيفيفي المختص بالأمن والدفاع والتحليل العسكري :هكذا استنزف اليمن المخزون العسكري لواشنطن
موقع ١٩فورتيفيفي المختص بالأمن والدفاع والتحليل العسكري
– مجموعة حاملة طائرات واحدة أطلقت أكثر من 770 قذيفة على الحوثيين خلال 9 أشهر، بينها أكثر من 155 صاروخًا من سلسلة SM – ما يعادل تقريبًا إنتاج أمريكا السنوي الكامل من هذه الصواريخ.
– القدرة الإنتاجية الدفاعية الأمريكية غير كافية وتواجه أسوأ أزمة منذ الحرب العالمية الثانية.
– الولايات المتحدة أنتجت عددا مذهلا من الطائرة بين 1942 و1945، بينما تنتج اليوم فقط نحو 150 طائرة F-35 سنويًا.
– سياسات التعاقد العسكري الحالية تثبط الابتكار وتعيق الاستثمار، وتُحمّل دافع الضرائب تكاليف غير فعالة بسبب نظام “التكلفة المضافة”.
– ثماني شركات فقط تهيمن على الصناعات الدفاعية الأمريكية حاليًا، بينما يواجه المصنعون الجدد صعوبات هائلة بسبب البيروقراطية.
– الحصول على عقد دفاعي أمريكي يتطلب المرور عبر أكثر من 12 وكالة فيدرالية ويستغرق سنوات، مع متطلبات متغيرة تُبطئ الإنتاج.
تحت عنوان « كيف يمكن لأمريكا أن تعالج بسرعة نقص الذخائر الخطيرة لديها؟ » نشر موقع 19fortyfive المختص في قضايا الأمن القومي والدفاع والتحليل العسكري والسياسة الدولية كشفت فيه عن أزمة خطيرة تواجه القاعدة الصناعية الدفاعية للولايات المتحدة في ظل تصاعد التحديات العسكرية، وفشل البنية التنظيمية والإنتاجية الحالية في مواكبة متطلبات الحروب الحديثة
وأضاف التقرير هناك أزمة عميقة تعاني منها القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية، مشيرا إلى أن قصف “الحوثيين ذوي التكنولوجيا المنخفضة” كما وصفتهم، لم يكن من المفترض أن يترك تأثيراً كبيراً على المخزون الاستراتيجي الأمريكي من الذخائر، إلا أن الواقع خالف هذا التصور.
استعرض التقرير مثالاً صارخاً على هذا الخلل، مشيرا إلى أن مجموعة حاملة الطائرات الأمريكية أطلقت، خلال تسعة أشهر فقط، أكثر من 770 قذيفة على الحوثيين، منها أكثر من 155 صاروخاً من سلسلة SM، وهو ما يعادل تقريباً الإنتاج السنوي الكامل للولايات المتحدة من هذه الصواريخ ما يوضح حجم الاستنزاف الكبير الذي تعرضت له الذخائر الأمريكية.
واستشهدت الكاتبة بهذه الواقعة لتسليط الضوء على نقطة أوسع تتعلق بالقصور المتزايد في القدرة الإنتاجية الدفاعية للولايات المتحدة، التي باتت غير كافية لمجاراة وتيرة العمليات العسكرية الحالية.
وأوضحت الكاتبة أن المقارنة مع الماضي تبرز هذا التراجع بشكل أكثر وضوحاً، ففي الفترة ما بين 1942 و1945، خلال ذروة الحرب العالمية الثانية، تمكنت الولايات المتحدة من إنتاج عدد مذهل من الطائرات أما اليوم، فإن القدرة الصناعية الدفاعية الأمريكية لا تتجاوز إنتاج حوالي 150 طائرة F-35 سنوياً، ولا توجد مؤشرات على تحسن هذا الرقم في المستقبل القريب. وأرجعت موبلي هذا التراجع جزئياً إلى التعقيد المتزايد في تكنولوجيا الأسلحة الحديثة، إذ إن طائرات F-35 تتطلب مكونات وتقنيات أكثر تقدماً من تلك التي كانت تُستخدم في طائرات مثل P-38 خلال الحرب العالمية الثانية.
لكنها أكدت في الوقت ذاته أن هذه ليست القصة الكاملة، إذ إن جزءاً كبيراً من المشكلة يعود إلى سياسات تنظيمية فاشلة، ونظام تعاقدي يُفرط في الإجراءات البيروقراطية ويثبط الاستثمار والابتكار طويل الأمد.
كما تناول التقرير الصعوبات التي تواجهها الشركات الجديدة في دخول سوق الصناعات الدفاعية، حيث تفرض الحكومة الأمريكية إجراءات معقدة للحصول على العقود، تشمل التعامل مع أكثر من اثنتي عشرة وكالة فيدرالية، إضافة إلى الهيئات الحكومية ذات الصلة.. وحتى بعد تجاوز هذه العقبات، يواجه المقاولون تحديات مستمرة، أبرزها ما يُعرف بـ”المتطلبات الزائدة”، وهي سلسلة من المواصفات الحكومية المتغيرة باستمرار، التي قد تصل إلى مستوى إدارة التفاصيل الدقيقة لكيفية تنفيذ الإنتاج.
ولفتت الكاتبة إلى أن هذه المواصفات كثيراً ما تُعدل في اللحظات الأخيرة، حتى بعد بدء عمليات الإنتاج، وهو ما يضاعف من التكاليف ويؤخر عمليات التسليم، كما أن هذه المتطلبات لا تقتصر على تحديد النتيجة النهائية المطلوبة، بل تشمل كذلك الكيفية التقنية للوصول إلى تلك النتيجة، ما يجعل العملية بأكملها مُرهقة وغير فعالة. ووصفت الكاتبة هذه المنظومة بأنها مكلفة، بطيئة، وغير منتجة، وتُعيق الابتكار داخل الشركات المصنعة.
وخلص التقرير إلى أن هذه العوامل مجتمعة تُفسر فشل القاعدة الصناعية الدفاعية الأمريكية في تحقيق معدلات إنتاج قريبة من المستوى المطلوب، مؤكداً أن هذه ليست مجرد مشكلة فنية بل أزمة تهدد الأمن القومي، خاصة في ظل ما وصفته الكاتبة بأنه “أخطر بيئة تهديد” تواجهها الولايات المتحدة منذ الحرب العالمية الثانية.
رادار360