موقع «ناشيونال انترست»: الجيش واللجان الشعبية شوكة في حلق السعوديين وصفقة امريكا الأخيرة تضر الشعب اليمني
عتبر تقرير أمريكي صفقة الدبابات الأمريكية الأخيرة للسعودية، يضر الشعب اليمني الذي قال أنه «الخاسر الأكبر في الحرب».. مشيرا الى ان هذه الصفقة التي تضم 135 دبابة من نوع «إبرامز»، هي لتعويض ما دمره الحوثيين من الدبابات السعودية في حرب الحدود اليمنية وعددها 20 دبابة من أصل 400 تملكها السعودية.
وأشار تقرير للكاتب بروس ريدل نشره على موقع «ناشيونال انترست»، بعنوان: «هل بيع الدبابات للمملكة العربية السعودية فكرة جيدة؟»، الى أن «هذه الصفقة دليل على دور الإدارة الأمريكية العميق في دعم قوات التحالف السعودي في اليمن».
وقال إن الصفقة جاءت في أعقاب قيام وزارة الخارجية الأمريكية بإبلاغ الكونجرس بعملية بيع وشيكة لنحو 135 دبابة أبرامز، من طراز M1A2 وعشرين مركبة أخري من الدبابات الثقيلة (ترفع العدد الإجمالي إلي 155 دبابة)، إضافة إلى ذخائر متنوعة وأسلحة وعدد أخرى إلى الجيش السعودي.
ولاحظ التقرير أنه في طيات التفاصيل الدقيقة للإعلام أن العشرين دبابة إبرامز تهدف إلى استبدال الدبابات التي دمرت في القتال، والمكان الوحيد الذي توجد فيه الدبابات السعودية للقتال هو على طول الحدود السعودية اليمنية في جنوب غرب المملكة، حيث يتواجد الحوثيون بشكل فعال ومفاجئ في ضرب أهداف داخل السعودية منذ بداية الحرب قبل ستة عشر شهرا.
ولفت إلى أن الإعلام الحربي التابع للجيش واللجان الشعبية في اليمن أثبتا أنهما «شوكة في حلق السعوديين» حيث ينشرون مشاهد قصف مدن داخلية قامت السعودية بإخلائها بالفعل. ويسترجع الكاتب سلسلة الحروب التي خاضتها حركة أنصار الله الحوثية على الحدود بين البلدين ويشير في هذا الصدد إلى أن لهم مواقعهم ثابتة هناك تساعدهم علي دقة القصف.
ويقول: «منذ اندلاع الحرب، قام الحوثيون بإصدار فيديو يظهر قيام قواتهم بتدمير الدبابات السعودية وغيرها من الأهداف بصواريخ، وقيامها أيضًا بقصف المدن داخل المملكة. وقامت القوات اليمنية الموالية للحوثيين وحلفاء الرئيس السابق علي عبد الله صالح بإطلاق صواريخ سكود على القواعد الجوية السعودية وغيرها من الأهداف».
ويرى ريدل في تقريره، ان دعوة مفتي السعودية عبد العزيز آل الشيخ، الشركات والبنوك للتبرع بالمال الخاص للمساعدة في دعم عائلات الجنود الذين قتلوا في الحرب، دليل آخر على تكلفة الحرب.
ووصف الثمن الباهظ للحرب والتحدي الذي تواجهه الحكومة السعودية في دفع هذا الثمن بـ «المستنقع المفتوح».. مؤكدا أن صفقة الدبابات الجديدة هذه ما هي إلا أحدث حلقة في سلسلة مبيعات الأسلحة منذ أعلن السعوديون بداية ما يسمى عملية «عاصفة الحزم» العام الماضي.
وأضاف التقرير “أن الرئيس الأمريكي «باراك أوباما» هو الأكثر حماسًا في بيع الأسلحة للمملكة في التاريخ الأمريكي.، وأن جملة المبيعات الأمريكية من الأسلحة للسعودية بلغت 110 مليار دولار في عهده، ما دعا السناتور «كريس ميرفي» من ولاية كونيتيكت للدعوة لمزيد من التدقيق في الأسلحة الموردة للمملكة”.
ويلمح التقرير إلى أنه إذا كانت المملكة تقول أن الحرب في اليمن منعت استيلاء الإيرانيين على اليمن، وتلعب بورقة إيران لتحافظ على التأييد الشعبي للحرب، وحشد الجزء الأكبر من العالم العربي وراءها، إلا أن السؤال الذي يوجه للملك «سلمان»، هو: إلى أي مدى سيظل يستخدم ورقة التهديد الإيراني؟، لأن طهران سوف تخلق المتاعب دوما والقلاقل للسعودية والخليج.
واختتم ريدل التقرير بالتاكيد على ان الخاسرين في الحرب هم بالطبع الشعب اليمني، فأكثر من نصف الشعب البالغ تعداده خمسة وعشرين مليون شخص يعانون من سوء التغذية، وهُجر الكثير منهم. كما أن الأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، وأصبحت الحرب تلقي إهمالا ملحوظا في تغطية وسائل الإعلام الأمريكية.