موقع “كونسورتيوم الامريكي”: إذا كان هناك أولمبياد للحروب الدامية، ستفوز السعودية -بالتأكيد- لقصفها اليمن بلا هوادة

 

نشر موقع كونسورتيوم” الأمريكي (الجمعة 2 سبتمبر/أيلول 2016) مقالاً للكاتب والمؤلف جوناثان مارشال، اتهم السعودية بشنها حرباً دموية وخلقت أزمة انسانية ودمرت التراث الثقافي في اليمن.

وقال جوناثان مارشال، انه إذا كان هناك اولمبياد بشن الحروب الدامية، فإن السعودية ستفوز بالتأكيد بميدالية لقصفها اليمن بلا هوادة على مدى اكثر من عام ونصف.

وأشار ان حملة القصف السعودية في اليمن أنشأت معركة داخل الكونجرس الأمريكي لمساعدة الولايات المتحدة في حمام الدم الذي خلفته السعودية في اليمن.

ولفت الى ما وصفته احدى المنظمات غير الحكومية الدولية في الحرب الجارية في اليمن الى ما يمكن القول إنها أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وقال جوناثان، إنه عندما أول ما كتب عن الصراع في اليمن في نيسان عام 2015، بلغ عدد القتلى عدة مئات، مع أكثر من ربع مليون نازح. لكن اليوم يقدر مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة أن أكثر من 10000 شخص قتلوا وثلاثة ملايين شردوا. تقارير برنامج الغذاء العالمي تقول إن سبعة ملايين شخص – أكثر من ربع سكان اليمن – هم “على حافة المجاعة”.

في وقت سابق من هذا العام أزالت الامم المتحدة مرة أخرى المملكة العربية السعودية من قائمة العار بعد أن هددت المملكة بقطع التمويل عن البرامج الدولية. منظمات حقوق الإنسان، من ناحية أخرى، لم تتردد في اتهام التحالف بارتكاب جرائم حرب.

وهذا الأسبوع، أفاد “موقع ميدل ايست آي” البريطاني، أن “الكارثة الإنسانية في اليمن دخلت مرحلة جديدة من مراحل الرعب” مع استئناف السعودية ضربات جوية على العاصمة صنعاء بعد فشل محادثات السلام في الكويت.

وذكر الكاتب، انه في يوم 20 اغسطس، قصف الطيارين السعوديين وسط صنعاء في وقت تجمع مئات الآلاف من اليمنيين في أكبر مظاهرة في تاريخ البلاد احتجاجا على الحرب.

وكشف الكاتب انه في مقابل موافقة الرياض على عدم معارضة الاتفاق النووي مع ايران، أيدت واشنطن تدخل السعودية الدموي في اليمن وبدعم دبلوماسي في الأمم المتحدة والاستخبارات العسكرية والمساعدة وتزويد الطائرات بالوقود، لافتا ان مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى المملكة العربية السعودية خلال حكم أوباما بلغت 48 مليار دولار، أي ثلاثة أضعاف إجمالي عهد جورج دبليو بوش.

مشيرا انه في يونيو، تجاهل وزير الخارجية جون كيري المخاوف الدولية حول المذبحة، وقال في مقابلة: “أعتقد أن السعوديين اكدوا في الأسابيع الأخيرة أنهم يتصرفون بمسؤولية، ولا يعرضون المدنيين للخطر”(..).

لكن، بحسب جوناثان مارشال، دعم إدارة أوباما لسياسات السعودية الاجرامية في اليمن، اثار قلق العديد من المشرعين في الكابيتول هيل.

وفي 29 اغسطس، طالب أكثر من 60 نائباً في الكونجرس الأمريكي في رسالة الرئيس الأمريكي باراك أوباما تأجيل صفقة أسلحة أمريكية تزيد قيمتها الإجمالية عن مليار دولار إلى السعودية بسبب تزايد الضحايا المدنيين للضربات الجوية في اليمن.

الرسالة التي جاءت من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، بقيادة المشترك من قبل المشرعين جون كونيرز، تيد ليو، ميك مولفاني، وتيد يوهو، انتقدت أيضا تجاهل أوباما تصويت يونيو الماضي من قبل 204 عضوا في مجلس النواب، بما في ذلك 40 من الجمهوريين “لمنع بيع القنابل العنقودية إلى المملكة العربية السعودية بعد تقارير عن استخدامها في المناطق المدنية في اليمن”.

وقال النائب ليو، الذي يمثل مقاطعة لوس أنجلوس، في بيان ارفق بالرسالة، “إن تصرفات قوات التحالف التي تقودها السعودية في اليمن ذميمة كما أنها غير قانونية، لافتا ان المستشفيات والمدارس وحفلات الزفاف ليست أهدافا عسكرية مشروعة. المملكة العربية السعودية إما تستهدف المدنيين عمدا أو انها غير مبالية لحياة المدنيين في تنفيذ عملياتها العسكرية.

وأضاف، ان “الولايات المتحدة لا ينبغي أبدا أن تدعم مثل هذه الأعمال الوحشية بأي شكل من الأشكال. فهي ليست فقط غير أخلاقية وغير قانونية، لكنها تضر بشكل خطير أمننا القومي وهيبتها في جميع أنحاء العالم”.

وتلقت الرسالة تأييداً من قبل المنظمات غير الحكومية، بما في ذلك منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة، هيومن رايتس ووتش، ومنظمة أوكسفام، أطباء من أجل حقوق الإنسان، ومعهد هدسون.

امل في تحدي السعوديين

وقال روبرت نايمان، مدير في منظمة “Just Foreign Policy” التي ايدت خطاب الكونغرس: “هذه هي المرة الأولى لدينا الكثير من أعضاء الكونغرس يوقعون مثل هذه الرسالة والحصول على قدر كبير من الاهتمام للحرب في اليمن”.

وأضاف: “إذا كان هناك ما يكفي من الشجب، فان الإدارة الامريكية قد تتراجع. وهذا سيضغط عليهم لدعم العملية السياسية في اليمن ووقف الحرب”.

وتابع روبرت نايمان: “لقد تغيرت الديناميكية، نقد السعودية ليست من المحرمات بعد الآن، لقد تغيرت المفاهيم، ونحن على ارض الملعب بطريقة لم نكن عليها من قبل”.

وبدليل ان حملات الدفاع عن حقوق الانسان والضغط من قبل مشرعين في الكونغرس، احدثت فرقا وتغييرا في السياسة الامريكية تجاه حرب السعودية في اليمن، أعلنت الشركة الأمريكية المصنعة للقنابل الانشطارية Textron Systems إيقاف إنتاجها في غالبية بلدان العالم بسبب انخفاض الطلب العالمي على هذا النوع من القنابل.

وكشفت مجلة “فورين بوليسي”، أن صانع القنابل الانشطارية قرر وقف أنتاجها  بعدما جمّد البيت الأبيض صفقة قنابل CBU-105 للسعودية في مايو الماضي بعد تعرض البيت الأبيض لضغوط مكثفة من جانب المنظمات الحقوقية، بعدما وثقت الحالات التي استخدمت فيها القوات التي تقودها السعودية CBU-105 الذخائر في مواقع متعددة في جميع أنحاء اليمن، بما في ذلك مناطق العمار وسنحان وعمران والحيمة.

ويقول الكاتب جوناثان مارشال، إن هناك احتمالات صغيرة بأن مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الجمهوريون يدفعون تجاه اقرار مزيد من مبيعات الأسلحة إلى المملكة العربية السعودية، لكن وثيقة مجلس الشيوخ بشان لجنة التصويت مؤخرا على أموال التدريب في السعودية تشير إلى أن المعارضة تزداد في هذا المجال أيضا.

*جوناثان مارشال: كاتب ومؤلف أمريكي وشارك في تأليف خمسة كتب في الشؤون الدولية، وكاتب مقالات لموقع Consortiumnews.

قد يعجبك ايضا