موقع “سبيس وير” المتخصص بشؤون الأسلحة والصواريخ الباليستية والنزاعات المسلحة حول العالم: الحوثيون استطاعوا تطوير قدرات اليمن العسكرية لترسانة فتاكة تهدد السعودية
Share
نشر موقع “سبيس وير” المتخصص بشؤون الأسلحة والصواريخ الباليستية والنزاعات المسلحة حول العالم، نشر الأسبوع الماضي تقريراً بعنوان “تطوير الحوثيين لترسانة عسكرية طويلة المدى تهديد خطير جداً للسعودية”، تطرق فيه إلى حجم تطوير القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء للقدرات العسكرية وإنتاج أسلحة باليستية مصنعة محلياً.
وقال تقرير الموقع الأمريكي، إن الحوثيين استطاعوا أن يعززوا من قدرات اليمن العسكرية، وانتقلوا من تطوير وإنتاج الصواريخ الباليستية إلى إنتاج الطائرات بدون طيار، مشيراً إلى أن ذلك سيشكل تهديداً خطيراً لجيرانهم السعوديين الذين يملكون أيضاً ترسانة عسكرية بمليارات الدولارات وتقترب من حجم ترسانة أسلحة الدول المصنفة في رأس القائمة.
واستشهد الموقع بتطور قوة اليمن العسكرية عبر إدارة الحوثيين، بالهجمات المتكررة التي شنتها قوات صنعاء في يونيو الماضي والتي قال الموقع إنها بلغت “20 هجوماً صاروخياً وهجمات أخرى بطائرات بدون طيار على المملكة الغنية بالنفط وأسفرت الهجمات عن خسائر بشرية وأضرار مادية”.
ويضيف التقرير إن السعودية لم تتمكن من تجنب الهجمات اليمنية وبينما هي تعلن اعتراضها لهجمات صاروخية يطلقها الحوثيون، إلا أن هذه الهجمات تصيب أهدافها وتلحق أضراراً مادية وبشرية وعلى سبيل المثال كان هناك الهجوم على مطار أبها الذي قتل فيه شخص واحد وجرح 21 آخرون.
وأجرى الموقع تصريحاً للخبير بشؤون الشرق الأوسط والأستاذ في جامعة كينجز كوليدج ببريطانيا، أندرياس كريج، قال فيه إن الحوثيين استطاعوا أن يطوروا القدرة العسكرية لليمن في غضون السنوات القليلة الماضية، وأضاف: لم يسبق أن شهدنا تطويراً هائلاً وسريعاً للقدرات والترسانة العسكرية للقوات اليمنية قبل عام 2014، فالقوة العسكرية لليمن حالياً أصبحت متطورة أكثر بكثير من أي وقت آخر ولم تكن الترسانة العسكرية لليمن قبل سيطرة الحوثيين قوية وفتاكة كما هي عليه اليوم، ويجب الاعتراف إننا أما زيادة هائلة في القدرة العسكرية لدى القوات اليمنية التابعة للحوثيين خاصة في جانب الصواريخ الباليستية وتكنولوجيا الطائرات بدون طيار”.
وتطرق الموقع في تقريره إلى معرض الأسلحة المحلية الصنع التي تنتجها وحدة التصنيع الحربي بوزارة الدفاع اليمنية والذي عرضته قوات صنعاء وقيادة السلطة مطلع الشهر الجاري ويضم نحو 15 نموذجاً من الصواريخ والطائرات المسيرة، مشيراً إلى أن أحدث هذه الأسلحة هي صواريخ كروز المجنحة التي تم إطلاق اسم “قدس” عليها بالإضافة إلى طائرات “صماد3” بلا طيار ويبلغ مداها 1500 كيلو متر.
| صنع في اليمن |
وتحت عنوان “صنع في اليمن” تطرق التقرير إلى ما تم كتابته على أجسام الصواريخ والطائرات المسيرة المعروضة في المعرض التسليحي في صنعاء، وقال التقرير إن وكالة “فرانس برس” لم تنكر أن هذه الأسلحة قد تم صناعتها في اليمن، مشيراً إلى أن “الحوثيين استولوا على الأسلحة التي كانت موجودة في مستودعات الجيش في 2014 بما فيها الصواريخ الباليستية التي استطاعوا تطوير قدراتها العسكرية وتقنياتها وتفعيلها وجعلها تصل إلى أهداف داخل السعودية”.
وأضاف الموقع “لكن منذ مطلع 2018 تمكنت القوات اليمنية المتواجدة على الجانب الحوثي من إدخال الطائرات بدون طيار إلى خط المعارك واستخدامها كسلاح فعال وذو قدرة عالية لإقلاق خصومهم السعوديين، واستطاع الحوثيون ضرب أهداف حساسة جداً داخل العمق السعودي باستخدام طائرات قاصف والنماذج الأخرى من هذا الطراز المتطورة”.
ونقل الموقع الأمريكي عن مركز أبحاث الدفاع والأمن “جين 360” تعليقه على الهجوم الذي تم تنفيذه منتصف مايو الماضي على منشأة أرامكو النفطية وأدى إلى إيقاف ضخ النفط السعودي باستخدام 7 طائرات بدون طيار وقطعت مسافة 800 كيلو متر، وقال “جين 360”: “هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها الحوثيون قدرة واضحة وحقيقية على الوصول إلى أهداف بعيدة داخل العمق السعودي باستخدام طائرات من دون طيار”، في إشارة إلى أن الوصول إلى أهداف بعيدة كهذه كان باستخدام الصواريخ الباليستية المنتجة والمطورة محلياً.
ويضيف تقرير “سبيس وير” عن مركز أبحاث الدفاع والأمن “جين 360” قوله إن “الهجوم على محطات الضخ يسلط الضوء على الخطر المستمر المتمثل في استهداف الحوثيين للبنية التحتية الهيدروكربونية في جدة وينبع ومدن محتملة مثل الرياض، الموانئ والمنشئات العسكرية والمطارات السعودية معرضة لخطر هجمات أخرى.
وفي إشارة إلى مدى القدرات العسكرية الهائلة التي باتت عليها اليمن عبر الحوثيين، أشار الموقع إلى المرتبة التي تحتلها السعودية بالنسبة إلى تصنيف أقوى الدول المالكة للترسانات العسكرية الدفاعية حيث قال التقرير “أنفقت السعودية، نحو 65 مليار دولار على شراء الأسلحة في العام الماضي، لتصبح واحدة من أكبر خمس جهات دفاعية إلى جانب الولايات المتحدة والصين والهند وفرنسا، وفقًا لمعهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام”، ما يعني أن القدرات العسكرية اليمنية باتت قادرة على ضرب خامس أقوى ترسانة عسكرية دفاعية في العالم.