موقع ’دويتشه فيله الألماني ’: جنون العظمة سيرتدّ على وليّ العهد السعودي
سخر موقع “دويتشه فيله” الألماني من مشروع “نيوم” الذي أطلقه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال في تقرير له إن “المنطقة التجارية والتكنولوجية الجديدة التي يخطط بن سلمان لأن تكون أحد أضخم المشاريع المخطط لها في منطقة الشرق الأوسط، تبدو فعلًا وكأنها من أفلام الخيال العلمي”.
ووفق التقرير فإن “ما جذب الأنظار في مؤتمر الرياض لم يكن فقط مشروع “نيوم” وتصوراته الخيالية، بل تصريحات ولي العهد السعودي الذي أصبح يمسك بزمام الأمور في الرياض لجهة إعادة المملكة إلى الإسلام “الوسطي” على العالم”.
وإذ لفت التقرير إلى “تشكيك الكثير من النقاد بنيّة ابن سلمان إعطاء بلاده وجهًا منفتحًا عصريًا”، أشار إلى أن “هؤلاء النقاد يرون في هذه المخططات استراتيجية دعائية من أجل جذب المستثمرين الأجانب”.
وأكد التقرير أن “الإصلاحات الحقيقية تبدو بعيدة المنال في الوقت الحالي، لأن المملكة لا تزال بعيدة كل البعد عن القيم الديمقراطية العصرية أو حقوق الإنسان”، مشيرًا إلى أن “ابن سلمان قد يُغضب بخططه الإصلاحية فائقة السرعة هذه شريحة كبيرة من رجال الدين المتزمتين الذين كانوا حتى الآن داعمًا وضامنًا أساسيًا لسلطة آل سعود في المملكة”، وأردف أن “ما قد يزيد استياء هذه الشريحة هو تقليص صلاحيات ما يسمى “هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر”، ودمجها في وزارة الشؤون الإسلامية وسحب سلطة اعتقال المشتبه فيهم منها”.
وشدد التقرير على أن “المجتمع السعودي بشكل عام لا يزال مجتمعًا محافظًا جدًا، لذا فإنها مخاطرة بالنسبة لولي العهد أن يحاول فرض إصلاحات اجتماعية واسعة على الشعب”، لافتًا إلى أن “البشر ليسوا روبوتات كتلك التي يعتزم محمد بن سلمان توطينها في منطقة “نيوم”، وأن تغيير العقلية السائدة في السعودية لن يتمّ عبر الضغط على زر معين لإعادة برمجة العقول”.
وتابع التقرير بالقول “على الرغم من إعطاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ولده صلاحيات واسعة، فإن محمد بن سلمان لا يزال سياسيًا ناشئًا معرضًا لارتكاب أخطاء سياسية فادحة، كما حدث عندما أصبح في 2015 وزيرًا للدفاع، حينها أطلق ولي العهد حربًا على اليمن دعمًا لحكومة عبد ربه منصور هادي، مدخلاً أفقر بلد عربي في دوامة من العنف والمآسي الإنسانية، بدل أن يعيد له الأمل حسب اسم العملية العسكرية آنذاك “إعادة الأمل””.
التقرير الذي أكد أن “اندفاع بن سلمان في خططه الإصلاحية قد يعود بنتائج عكسية على المملكة لأن تحويلها إلى بلد عصري يتطلب أكثر من التخطيط لمشاريع تتسم بجنون العظمة”.