موقع دولي : بعد أن أذاقوا أمريكا الذل.. لأهل اليمن فلتنحني الهامات
ا يملك الانسان العربي والمسلم والحر في العالم، الا ان ينحني إجلالا، امام الشعب اليمني المؤمن والشجاع، الذي جسد معاني الآية الكريمة” ان تنصروا الله ينصركم” تجسيدا حيا، وهو يرى هذا الشعب العربي الأصيل، رغم كل ظروفه الصعبة، كيف انتصر لغزة وشعبها الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ اكثر من 7 اشهر، وكيف قارع، أعتى قوى الشر في العالم ومرغ أنفها بوحل العار.
أمريكا وبريطانيا، القوتان النوويتان، جاءتا من وراء أعالي البحار، بأساطيلهما المدججة بأسلحة الدمار والقتل، الى منطقتنا وبالتحديد الى منطقة البحر الأحمر، مع تحشيدهما دولا أخرى، وللأسف منها عربية، لتضيفا طابعا “دوليا” على “تحالفهما” الذي اطلقا عليه “تحالف حارس الازدهار”، لم تعجزا عن حماية سفن الكيان الإسرائيلي، والسفن التي تتجه الى موانئه، فحسب، بل باتت سفنهما هدفا لرجال اليمن الاشداء، فانطبق عليهما المثل الشعبي المصري المعروف :”جيبتك يا عبد المعين تعيني لقيتك يا عبد المعين عايز تتعان”!؟
أمريكا وبريطانيا، كانتا تتوقعان انهما ستردعان اليمن بمجرد انتشار سفنهمها الحربية في المنطقة، فاذا باليمن يجعل من سفنهما أهدافا لمسيراته وصواريخه، حتى باتت التصريحات تتوالى من كبار قادة البلدين والبلدان الغربية الأخرى، والتي تؤكد جميعها، ان القوة لن تنفع مع اليمن، فبعد نحو 500 هجوم جوي وصاروخي امريكي وبريطاني عليه، يخرج علينا المتحدث باسم وزارة الدفاع الامريكية، باتريك رايدر، ليعترف “ان محاولة ردع القوات المسلحة اليمنية لم تنجح حتى الآن”، فيما ذهب قائد العملية البحرية الأوروبية في البحر الأحمر، الى ابعد من ذلك بقوله: “ان الخطر الناجم عن الهجمات من اليمن اصبح اكثر حدة من أي وقت مضى”.
اذا ما تحدثنا عن الملحمة الكبرى التي يسطرها أبناء اليمن في البحر الأحمر وباب المندب خليج عمان والبحر العربي والمحيط الهندي، وقريبا في البحر المتوسط، بالأرقام، فعندها ستتكشف اكثر، طبيعة هذه الملحمة التي وصفها المراقبون، بانها اكبر منازلة بحرية تخوضها القوات الامريكية منذ الحرب العالمية الثانية، ضد دولة توصف بانها “الافقر عربيا”، الا ان انها اثبتت للعالم اجمع، بانها الأقوى والأكثر جرأة، على منازلة اساطيل أمريكا، بل واذلالها، بعد ان فرضت عقوبات على أمريكا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي، تمخضت عن رفض اغلب شركات التأمين تغطية السفن الامريكية والبريطانية و “الإسرائيلية”، وهو امر لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية.
أمريكا وبريطانيا، ومن خلال دعمها الاعمى للكيان الإسرائيلي، وعدوانه على غزة، أضرتا كثيرا، بـ”ازدهار” أوروبا، فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال”، ان التصعيد القائم في البحر الأحمر يعرقل حركة الشحن، وأوروبا تتحمل العبء الأكبر، فعسكرة البحر الأحمر أقنعت المزيد من شركات النقل باختيار الرحلة الأكثر أماناً ولكن الأطول والأكثر تكلفة حول أفريقيا عبر رأس الرجاء الصالح، الامر الذي سيضاعف تكاليف الشحن، والذي سيدفع بدوره معدل التضخم في منطقة اليورو إلى الارتفاع بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية وخفض النمو الاقتصادي بمقدار نقطة مئوية تقريبا، وان انخفاض التضخم الذي تمتعت به أوروبا العام الماضي يمكن أن يتباطأ، ومع ضعف اقتصاد منطقة اليورو بالفعل، فقد يدفعه ذلك إلى الانكماش خلال عام 2024.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الإسرائيلي، وتداعيات عدوانه على غزة، وجهت ضربات قاصمة للاقتصاد في هذا الكيان المزيف، فباعتراف وزير مالية الكيان، بتسلئيل سموتريتش “كلفة الحرب المباشرة، تصل إلى 246 مليون دولار يوميا”، ففي حال استمرت 8 اشهر فان التكاليف المباشرة قد تصل إلى 50 مليارا، ناهيك عن التكاليف المباشرة للهجوم الجوي الإيراني، التي وصلت 1.4 مليار في ليلة واحدة.
الحصار البحري الذي يفرضه اليمن على الكيان الإسرائيلي، أصاب اقتصاد الكيان في مقتل، حيث انخفضت الاستثمارات وتباطأ نمو الإنتاجية واضطرب سوق العمالة.
تقارير اقتصادية صادرة عن مراكز تابعة للكيان، كشفت وبالأرقام، عن حقيقة الازمة الاقتصادية التي يواجهها، وهي ازمة في اتساع مستمر، ومن هذه الأرقام:
-تقلص الاقتصاد في الكيان الإسرائيلي بمعدل 20 بالمائة.
–انخفض معدل النمو الاقتصادي من 6.5 بالمائة إلى 2 بالمائة
–انخفض الإنفاق الاستهلاكي بمعدل 27 بالمائة
-انخفض حجم الاستيراد والتصدير بحوالي 42% و18% على التوالي.
–انخفض الاستثمار بمعدل 67.8 بالمائة.
–انخفاض حاد في العمليات التشغيلية.-
–ارتفاع الإنفاق الحكومي بمعدل 88.1 بالمائة ذهب معظمه للإنفاق العسكري.
-أجبر الكيان على إنشاء صندوق إقراض بقيمة 10 مليارات.
اذا كان احرار العالم، ينحنون اجلالا واعتزازا واكراما، لليمن، الذي وقف وقفة عز وكبرياء، امام جبابرة الأرض، نصرة لغزة وأهلها والمقدسات الإسلامية، فان أعداء الامة سينحنون امامه أيضا ولكن خوفا ورهبة، “ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين”.
موقع قناة العالم: أحمد محمد