موقع “تينسنت نيوز” الصيني : القوات المسلحة اليمنية أثبتت أنها الخصم العنيد لواشنطن و«تل أبيب»
قال موقع “تينسنت نيوز” الصيني أن التكتيكات المرنة لصنعاء، كانت “رادعة للغاية” للولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا و”إسرائيل” في جميع محاولاتهم العدوان على اليمن، جراء موقفه المساند للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لإبادة جماعية في قطاع غزة ينفذها الكيان الصهيوني بدعم أمريكي على مدى 15 شهراً.
ونشر موقع “تينسنت نيوز” الصيني، أمس، تقريراً مطولاً بعنوان “لماذا يجرؤ الحوثيون على تحدي الولايات المتحدة وإسرائيل؟”، ذكر فيها أنه “وبعد 15 شهرا من الصراع العنيف، توصل الفلسطينيون والإسرائيليون أخيرا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. إلا أن المواجهة الناجمة عن امتداد الصراع لم تتوقف”، مشيراً إلى أنه وفي الساعات القليلة التي سبقت دخول المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، أعلن المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع، استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس ترومان” والمدمرات المرافقة لها في البحر الأحمر، بالصواريخ والطائرات المسيرة، ونجحت العملية في اجبارها على التراجع إلى شمال البحر الأحمر وإفشال مخطط أمريكي بريطاني للعدوان على اليمن.
وأوضح التقرير أنه ومنذ اندلاع الحرب الصهيونية على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، هاجمت القوات المسلحة اليمنية بشكل متكرر السفن “الإسرائيلية” والأمريكية التي تمر عبر البحر الأحمر، دعماً للشعب الفلسطيني. ونفذت القوات اليمنية، مؤخراً، ثماني ضربات ضد حاملة الطائرات الأمريكية “ترومان” وحدها.
ونقل التقرير عن المراقب العسكري الصيني “جين ينان” القول بأن “الولايات المتحدة وإسرائيل تعتقدان أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لمهاجمة قوس المقاومة بشكل كامل، حيث القوة الأكثر عناداً هي القوات المسلحة اليمنية”، مشيراً إلى أن تقدم حاملة الطائرات “ترومان” جنوباً من شمال البحر الأحمر، مؤخراً، يأتي ضمن التعاون بين “واشنطن” و”تل أبيب” ومحاولاتهما للقضاء على “قوات صنعاء” بشكل كامل، إلا أنه -والكلام مازال للخبير العسكري الصيني- “وعلى نحو غير متوقع، كان الهجوم المضاد المسلح للحوثيين فعالاً للغاية”.
وأفاد التقرير بأنه ومن أجل التعامل مع القوات المسلحة اليمنية، تستهلك الولايات المتحدة كمية كبيرة جداً من الصواريخ، ولذلك تحاول السفن الحربية الأمريكية الآن إجراء تعديلات على استخدام صواريخ فالانكس للتعامل مع الهجمات اليمنية بالصواريخ والطائرات المسيرة على السفن الأمريكية.
ولفت إلى أن الأمريكيين “يشعرون بالقلق من أن الذخيرة المستخدمة في البحر الأحمر وغيره من النقاط الساخنة تستنزف مخزون العمليات الأمريكية في غرب المحيط الهادئ، لذا تسعى البحرية الأمريكية الآن للحصول على أموال إضافية من الكونجرس لتجديد المخزون المستنزف” وأكد تقرير الموقع الصيني أنه “لم يتوقع أحد أن تشكل هذه القوة المسلحة اليمنية مثل هذا التهديد الكبير للولايات المتحدة”.
تكتيكات رادعة
وجاء في التقرير أنه “وبعد أن بدأت إسرائيل وحماس في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، تغير موقف الحوثيين أيضًا، حيث ذكروا أنه خلال وقف إطلاق النار في غزة، لن يقوموا بمهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل إلا إذا استمرت الولايات المتحدة أو بريطانيا أو إسرائيل في شن هجمات على اليمن”.
ووفقا للموقع الصيني فإنه وبالرغم من توصل المقاومة الفلسطينية والاحتلال الصهيوني إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة “فإن إسرائيل والولايات المتحدة لن تشعرا بالارتياح ما لم يتم حل مشكلة القوات المسلحة الحوثية بشكل كامل، كما أن القوات المسلحة الحوثية مرنة للغاية في سياساتها”، حَدّ تعبير الموقع الذي أضاف: “والآن بعد أن توصلت حماس وإسرائيل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أعلن الحوثيون أن بإمكانهم السماح للسفن الأمريكية بالمرور من البحر الأحمر، لكنهم سيواصلون مهاجمة السفن الإسرائيلية”. وأكد التقرير أن هذه المرونة “لها تأثير نفسي كبير على إسرائيل والولايات المتحدة”.
وأشار تقرير موقع “تينسنت نيوز” الصيني، إلى أنه “في الوقت الحاضر، يعتقد العالم الخارجي بشكل عام أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة هش للغاية في هذه المرحلة، وهناك قدر كبير من عدم اليقين”.. مضيفاً: “كما ذكر الحوثيون أنهم لن يتوقفوا عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل إلا إذا تم تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل بالكامل. ولذلك، يرى بعض المحللين أنه لا يمكن تجاهل احتمال نشوب صراع عسكري آخر شديد الحدة في منطقة البحر الأحمر، أو حتى تطوره إلى حرب واسعة النطاق”.
وفي هذا الصدد، أعطى المحلل العسكري الصيني جين ينان وجهة نظر مختلفة، معتقدًا أن الشرق الأوسط بشكل عام لا يتمتع بالظروف اللازمة لاندلاع حرب واسعة النطاق. وقال: “أعتقد أنه من المستحيل ببساطة أن نقول إن السلام في الشرق الأوسط قد يتحقق بسبب قوة إسرائيل والولايات المتحدة”.. مردفاً: “في الواقع، تعرف الولايات المتحدة أيضًا أنها تسبب كارثة أكبر في الشرق الأوسط وربما تظل الكارثة الكبرى كامنة لفترة طويلة، ولكن شراراتها سوف تستمر في الظهور، ونستطيع القول إن المشاكل في الشرق الأوسط لا تتضاءل، بل تكبر”.
لا ميديا