موقع ايطالي: النفاق العالمي ينكشف في حربي اليمن وأوكرانيا
قال موقع” PICCOLENOTE” الإيطالي إن أوجه التشابه المأساوية بين الحرب الأوكرانية واليمنية، هي أن الولايات المتحدة ستواصل دعم الحرب في اليمن التي بدأت في عام 2015، عندما غزا التحالف، واحدة من أفقر الدول في العالم، حيث وضعت صنعاء حداً لنظام الرياض الاستبدادي.
وأكد الموقع أن الحرب تسببت في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، كما أعلنت منظمتي الأمم المتحدة واليونيسيف في النداءات المتكررة التي رافقتها، وتجاهلتها وسائل الإعلام الدولية في مواعيدها، لأن القنابل التي سقطت على المدنيين لم تكن روسية، بل أمريكية.
وذكر أن بايدن قطع وعداً فارغاً، ففي بداية ولايته، أعلن أنه سينهي التزام الولايات المتحدة في دعم السعودية في اليمن، لكن لم يتم فعل أي شيء حتى الآن.
وأفاد أن الصقور المناهضين لطهران والذين يصطفون على خط واشنطن، دفعوا السعودية والإمارات إلى هذه الحرب، مؤكدين وملتزمين لهما بالدعم الأمريكي والأسلحة والاستخبارات.. “هنا أيضا يمكننا أن نرى أوجه التشابه مع ما يحدث في كييف” سيضمن انتصارا سريعا لروسيا.. لكن لم يحدث ذلك، بل بدأت دول الخليج في إعادة التفكير في مشاركتها في هذه المغامرة المأساوية.
وتابع أن الهدنة انتهت في أوائل أكتوبر الماضي، على الرغم من أن الأعمال العدائية لم تستأنف بعد وتصور بعض أعضاء الكونغرس الأمريكي، بقيادة بيرني ساندرز، أن الوقت قد حان لإنهاء حرب أخرى لا نهاية لها للولايات المتحدة.. ولذلك أعد ساندرز وفريقه قراراً لعرضه على الكونغرس الأمريكي، يدعو إلى إنهاء مشاركة الولايات المتحدة في اليمن، والقرار حظي بتأييد مجموعة من الحزبين، تضم أكثر من 100 عضو في الكونغرس ومجلس النواب.
وقال ساندرز: “يجب أن ننهي التورط غير المصرح به وغير الدستوري للجيش الأمريكي في الحرب الكارثية التي تقودها السعودية في اليمن – ويجب على الكونغرس استعادة سلطته على الحرب.. لقد لقي أكثر من 85 ألف طفل في اليمن حتفهم بسبب الجوع وملايين آخرين يواجهون المجاعة والموت الوشيك.
وأورد أن أكثر من 70 % من سكان اليمن يعتمدون حاليا على المساعدات الغذائية الإنسانية، وقد حذرت الأمم المتحدة من أن عدد القتلى قد يرتفع إلى 1.3 مليون بحلول عام 2030.
لقد خلقت هذه الحرب اليوم أسوأ أزمة إنسانية في العالم وقد حان الوقت لإنهاء تواطؤ الولايات المتحدة في هذه الفظائع.
وأضاف الموقع قائلاً: نحن نصوت لصالح هذا القرار، حتى نتمكن من التركيز على الدبلوماسية لإنهاء الحرب.
وفي السياق ذاته، قالت السناتور إليزابيث وارين: لقد عانى ملايين اليمنيين الأبرياء معاناة لا توصف ويعانون من كارثة إنسانية منذ بداية الحرب.
وتابع الموقع بالقول إن إدارة بايدن ضغطت على الكونغرس لعدم التصويت على القرار، وهددت أيضا باستخدام حق النقض الممنوح للرئيس بموجب الدستور.. لذا تراجع ساندرز، قائلاً إن البيت الأبيض أوضح له أن أي تصويت لصالح مثل هذا القرار سيمنع السلام، وهو ما يريده الرئيس.
مضيفا أنه لا يمكنه الانتظار للعمل معهم في هذا المنظور.. أنه تبرير سريالي إلى حد ما، لأنه لا يرى كيف أن قرارا يفرض السلام يضر به.. في هذه الحالة المحددة، تكرر ما حدث في الحرب الأوكرانية، وهو تشابه مأساوي آخر، عندما أرسل الجناح التقدمي للحزب الديمقراطي خطابا إلى بايدن يحثه فيه على اتباع طريق الدبلوماسية، خطاب رفضه نفس المؤلفين بعد 24 ساعة فقط من إعلانه ونشره.
الموقع رأى أن الولايات المتحدة اذا انسحبت من الحرب، فإن السعودية والإمارات ستوقعان اتفاقية السلام على الفور، ولن تتمكنا من دعم المجهود الحربي.
كما نشرت مجلة فوربس الأمريكية: زودت الولايات المتحدة السعودية والإمارات بعشرات المليارات من الدولارات من القنابل والصواريخ والطائرات المقاتلة والمروحيات الهجومية، وهي أسلحة كانت بمثابة العمود الفقري للسعودية والإمارات.
وأوضح الموقع أن المجهود الحربي كان إلى جانب المعلومات الاستخبارية عن الأهداف وغيرها.. لذا، هذه هي الوحشية التي تتكشف في اليمن، وهي حرب لها تغطية إعلامية أقل من تغطية الحرب الأوكرانية لأسباب واضحة.. هذا هو النفاق المأساوي لأولئك الذين يقفون كمدافعين عن الحرية وحقوق الإنسان، في أوكرانيا وفي العالم.