مواقفُ الشعوب وأثرُها تجاه من يقفون في الخندق الصهيوني
بقلم:منصور البكالي
غزةُ، وما أدراك ما غزة؟! كشفت كُـلَّ الأقنعة الزائفة، وعرَّت كُـلَّ الخونة والعملاء المزروعين في جسدِ الأُمَّــة وشعوبِها منذ عقود، أظهرت كُـلَّ شيء على حقيقته دون أية مجاملة أَو مواربة لأي طرف، مهما كان قوياً أَو نافذاً؛ لأَنَّ القوة ترتبط وثيقاً بمواقف العزة التي تجلَّت وبرزت في صَفِّ مَن يقفون إلى جانبِ الشعب الفلسطيني، فيما الضعفُ والوهَنُ مرتبطٌ ارتباطاً وثيقاً بالذلة الظاهرة في صف من يسارعون في مساندة الكيان الصهيوني أَو عدمِ اتِّخاذِهم أيةَ مواقفَ عمليةٍ جادة تسخّر لها الإمْكَانات والقدرات المتاحة والفاعلة؛ للضغط نحو وقف العدوان والحصار على إخواننا في قطاع غزة.
شعوبُ الأُمَّــة العربية والإسلامية قبل مختلف الشعوب الغربية التي خرجت إلى الشوارع؛ لتعبِّرَ عن مواقفها الإنسانية الرافضة لجرائم كيان الاحتلال الصهيوني بحق أطفال ونساء غزة، تتابعُ وترصُدُ وتقيِّمُ عن كَثَبٍ الأحداثَ والمجريات والتطورات والمستجدات والمواقف، وردود الفعل وأثرها في رسمِ قناعاتها وتوجّـهاتها، وإعادة ترتيب ولاءاتها السياسية.
نظرةُ الشعوب إلى القضية الفلسطينية، ومكانتها في الوعي العربي والإسلامي والإنساني، لم تنل منها دعايةُ العدوّ المضلِّلة، ولم تتمكّن من اختراقها طيلةَ العقود الماضية، وهي اليوم المرجعُ المؤتمَنُ عن القضية الفلسطينية العادلة.
الشعبُ اليمني أحد هذه الشعوب، أظهر موقفَه تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه من يقف في خندق العدوّ الصهيوني، ومن يقفُ لمساندته، وخرج في مختلف الساحات والميادين أكثرَ من مرة؛ ليجدِّدَ التعبيرَ عن مواقفه الشجاعة والواضحة في مساندة فلسطين، والوقوف إلى جانبه بالمال والنفس، معلِناً تفويضَه لخيارات القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنعاء، وثقتَه بها وبتحَرُّكِها العسكري المعلن ضد كيان الاحتلال الصهيوني وأعوانه الأمريكان والأُورُوبيين والدول العربية المطبعة.
وبالانتقال للحديث عن نظرة شعوب الأُمَّــة لمن يقف في خندق العدوّ الصهيوني الغاصب، دفعني لكتابة هذا المقال إعلان ما يسمى بـ”حكومة” مرتزِقة العدوان الأمريكي السعوديّ على بلادنا مشاركتَها في تشكيل قوة بحرية لحماية إسرائيل، والسفن المتجهة إليها، فماذا سيقولون لأفرادهم المقاتلين؛ ليقنعوهم بالقتالِ في خندق الكيان الصهيوني ضد أبناء شعبهم الذين تحَرّكوا دفاعاً عن أهالينا وإخواننا في قطاع غزة؟! وقبل هذا كيف سيكون الجواب من هؤلاء المقاتلين؟! وكيف سيكون خطابُهم وكلامُهم مع أبناء الشعب في المحافظات والمناطق المحتلّة، حين يقولون لهم: لماذا تقاتلون من يساند الشعب الفلسطيني؟ ولماذا لم تتحَرّكوا لنصرة القضية الفلسطينية؟ وتساؤلات كثيرة تجعلهم عاجزين عن الرد؟!
مواقفُ الشعوب تجاه القضية الفلسطينية لها أثرُها في الميزان العسكري والسياسي منذ عقود وستظل مُستمرّة، كحجر عثرة أمام الخونة والعملاء إلى قيام الساعة، بل ستكون لها نتائجُها وتداعياتها في أي تحَرّك عسكري مرتقَبٍ خلال الأيّام والشهور القادمة إذَا ما أراد الأمريكي توسعةَ نطاق المعركة، وستكون نتائجُها وخيمةً عليهم.
الخطوةُ الأمريكية المتسرعة باتِّخاذِ أيةِ مواقفَ عسكرية للرد على صنعاءَ عبر أدواتها، ومحاولة إعاقة الحصار اليمني البحري المفروض على كيان الاحتلال الغاصب، هي خطوةٌ عاطفيةٌ سيدفعُ المرتزِقةُ ثمنَها باهظاً، وستكون ورقةً رابحةً للجيش اليمني أمامَ شعبه وأمام الشعوب الحرة، بل هي ورقةٌ كفيلةٌ بتحرير كافة المحافظات والمناطق المحتلّة من أي تواجد أجنبي فوقَ أراضي الجمهورية اليمنية وجُزُرِها ومياهِها الإقليمية.