مهمة الأنبياء الرئيسة هداية المجتمع الإنساني لإخراجه من الظلمات إلى النور. القول السديد
مهمة الأنبياء الرئيسة هداية المجتمع الإنساني لإخراجه من الظلمات إلى النور.
من المهام الرئيسية للأنبياء هداية المجتمع الإنساني وتنويره لإخراجه من الظلمات إلى النور وتبصيره بالحق والحقائق وإلا فالبديل عن ذلك أن يتيه الإنسان في هذه الحياة تصبح نظرته إلى أمور كثيرة نظرة خرافية وجاهلة وغبية وغير مدركة للكثير من الحقائق وتفهم كثيرا من الأمور فهما مغلوطا وفهما سيئا وهذا حصل بالنسبة للبشر كم نشأ من جهالات وخرافات بدلا عن الهدى الإلهي الذي يعطي الناس الحقيقة في نظرتهم إلى الكون والحياة من حولهم كم نشأت من خرافات كم نشأت من جهالات من ضلالات تتيه بالإنسان في واقعه في الحياة وفي واقعه في العمل والمواقف أيضا السعي للدفع بالمجتمع الإنساني لإقامة العدل والقيام بالقسط والكف عن الظلم (قَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ ) ثم تكون التعليمات الإلهية أساسا لسعاة الإنسان في هذه الحياة لا يسعد إلا به وإلا البديل عن ذلك هو الشقاء حتى لو كان لديه إمكانات مادية تزيد من شقائه تزيد من عنائه مثلما يحصل اليوم في الغرب وفي كثير من الدول تتحول الإمكانات المادية إلى وسيلة أكثر للشقاء وللعناء والشعور بالضياع في هذه الحياة، مع كل ما كان عليه الأنبياء من عظمة من كمال إنساني ومع ما قدموه للبشرية من خير ومع ما كانوا عليه من قدرات عظيمة في إيصال الرسالة الإلهية للبشر إلا أنهم واجهوا من الكثير من البشر المواجهة والمعارضة والعناد والتكذيب والإساءة بل والعداوة أحيانا البعض عاداهم معاداة شديدة والكثير منهم استشهدوا حتى قتلوا، قتلهم الأعداء وكان الدور البارز لمعارضة الأنبياء والمشاقة للأنبياء والسعي لمعارضة الأنبياء من فئات تحدث عنها القرآن ووصفها أحيانا بالملأ وأحيانا في بعض التوصيفات بالمترفين وفي بعض التوصيفات الأشمل والأوسع بالمستكبرين الذين استكبروا كثير من ذوي النفوذ السلطوي والمادي كانوا كثيرا منهم وليسوا كلهم كانوا كثير منهم لهم دور كبير في معارضة نهج الأنبياء ورسالة الأنبياء ولا يزال إلى اليوم وسيمتد إلى نهاية حياة البشر، الدور المعارض لنهج الأنبياء ولرسالة الأنبياء في عصرهم وبعد عصرهم هو في الدرجة الأولى لهذه الفئة من الناس للكثير منهم، ولذلك القرآن الكريم تحدث عن دورهم فقال الملأ الذين كفروا وقال الملأ منهم وهكذا قال الذين استكبروا كثيراً نجدها في القرآن الكريم فيما حكاه عن الأنبياء عليهم السلام.
قدموا الكثير من العناوين التي حاولوا أن يُخادعوا بها البعض من الناس، مثلاً كان من العناوين التي رفعوها في إنكار الرسالة الإلهية وفي التكذيب للأنبياء عليهم السلام بالرغم من أن الله أيّد رسله وأنبياءه بالمعجزات الدالة على صدقهم، كان النبي يحظى بمعجز خارج عن القدرة البشرية كشاهدٍ له على صدق نبوءته ورسالته.
أيضاً كان هو في نفسه يكون عادةً معروفاً بكماله الإنساني بمصداقيته العالية جداً بأمانته العظيمة وبعده عن كل النقائص التي تكون مدعاة لأن توجه إليه التهمة بالانتحال أو الكذب أو الافتراء أو غير ذلك، ثم المضمون الذي يقدمه مضمون حق واضح يفترض أن يكون مقبولاً على كل حال، قيم عظيمة مبادئ عظيمة دعوة محقة ثلاث عناصر رئيسية يفترض أن تكون مساعدة على تقبل الرسالة الإلهية وعلى التصديق بالأنبياء والقبول لرسالتهم والتفاعل الإيجابي معهم ولكن كانوا يرفعون عناوين معينة مثلاً كان البعض يتذرعون ببشرية الأنبياء والرسل، أنه أنت بشر لا يمكن أن تكونوا أنبياء مع أنكم في نفس الوقت من البشر { ولو شاء الله لأنزل ملائكة } وكان يظهر في الاستبيان القرآني فيما حكاه عن الأمم أنهم كانوا يقرون بالله ولكن كانوا يشركون معه ما يدعونه آلهة أخرى كشركاء بحسب زعمهم وادعائهم، إضافة إلى إنكارهم البعث والمعاد والقيامة والجزاء والحساب لتبرير ما هم عليه من انفلات في هذه الحياة والتعامل اللا مسؤول وتحرك عبثي في هذه الحياة.
فكانوا يتذرعون بهذه المسألة ( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَأَنْزَلَ مَلَائِكَةً ) ( وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِلِقَاءِ الْآَخِرَةِ وَأَتْرَفْنَاهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا مَا هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَيَشْرَبُ مِمَّا تَشْرَبُونَ* وَلَئِنْ أَطَعْتُم بَشَرًا مِّثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَّخَاسِرُونَ) وكان من عجيب أمرهم أنهم كما قيل عنهم رضوا بالألوهية لحجر ولم يرضوا بالنبوة لبشر يعني في الوقت الذي كان كثير منهم في مواجهة أكثر الأنبياء يرفعون هذا العنوان لتكذيب الأنبياء وأنه لا يمكن أن يكونوا أنبياء باعتبارهم من البشر كانوا في نفس الوقت قد رضوا بالألوهية بكلها الألوهية التي هي أعظم شأناً، رضوا بها حتى للحجارة فجعلوا من الحجارة أصناماً في الوقت الذي جعلوا من المستحيل وغير المقبول والمعقول أن يكون النبي من البشر وهذه جهالة كبيرة لأن المطلوب أن يكون من البشر أولاً أن في هذا أنساً للبشر عندما يكون منهم يعيش حياتهم يعيش التجربة البشرية لأمكن أن يقولوا لو لم يكن منهم اترك نفسك من هذا الكلام أنت ما تعرف واقعنا نحن بشر كيف نعيش لأن الرسول دائماً يكون هو القدوة الأول والمعني بالالتزام بما أتى به يكون هو مؤمناً بما أتى به ملتزماً به تلك الأخلاق التي يدعو إليها يكون متحلياً بها تلك التعليمات يكون ملتزماً بها، وهكذا يكون هو من البشر قدوةً وأسوةً للبشر، وليس بعيداً عن الحالة البشرية فيتحجج البشر بأنه لا يعرف ما عليه البشر من طبائع من صفات من مؤثرات من عوامل من ظروف وانهُ لا يقدرها ولا يستوعبها وأنهُ مثالي يدعو إلى أشياء بعيدة عن إمكانية التطبيق في الواقع البشري وهكذا لا، ولم يكن لهُ حق في هذا الاعتراض كانوا أيضا يتذرعون مثلاً بالظروف التي كان يعيشها البعض من الأنبياء بأنهُ ليس تاجراً وصاحب رأس مال كبير ليس لهُ سلطة أحياناً لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم تقييم مادي تقييم مادي أحيانا لأنهُ ليس من التجار الكبار أومن أصحاب الثروات الطائلة أو أنهُ كلها أعذار سخيفة كلها تبريرات زائفة لا تصلح أن يعتمد عليها أبدا، فإذاً كانت الرسل والأنبياء منذ آدم إلى خاتم النبيين رسول الله محمد صلوات وسلامه عليه وعلى آله كانت دائماً تأتي بتعليمات الله سبحانه وتعالى وتكون هيا القدوة التي تأخذ بها البشر وأراد الله للأنبياء أن يكونوا هم هداة البشرية ومنقذي البشرية أيضاً ومخرجي البشرية من الظلمات إلى النور ويبقى دائماً الملاذ الأمن للبشرية للخروج من كل أزماتها ومشاكلها العودة إلى هذه الرسالة الإلهية في تعليماتها الموجودة في القرآن الكريم والإسلام العظيم ونبقى نحن كمسلمين معنيين بهذا.
[الله أكبر / الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل / اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]
دروس من هدي القرآن الكريم
من كلمة السيد القائد / عبد الملك بدر الدين الحوثي / حفظه الله
بمناسبة المولد النبوي الشريف 1439هـ – المحاضرة الثانية.