مهما تمادَى الأَعْدَاء.. جَـنُـوْبُ الوَطَـنِ حُـــــــرٌّ عَــصِـيٌّ على الغُــــــــزاة
Share
تقرير/ ماجد الكُحْلاني
تحلُّ علينا الذكرى الـ26 للوَحدة المباركة وجُزءٌ عزيــزٌ من الوَطَـن يرزَحُ تحتَ وَطأةِ الاحْتِلَال الأَمريكي الغاشم الذي يحاولُ مسنوداً بأَذْنَابهِ من أتباع آل سعود ومرتزقتهم وعُملائهم السيطرةَ على أجزاء شاسعةٍ من أرض الجَـنُـوْب الحُرّ واستعباد وإذلال أبنائه الغَيّورين الرافضين لغزوهم واستباحة دمائهم والأعراض والممتلكات.
لقد حقَنَت الوحدة جزءً كبيراً من دماء الـيَـمَـنيين، ومَثَّلت مكسباً وثروةً حقيقيةً للإنْسَان الـيَـمَـني ومستقبله، وبالتالي فإن إحياءَنا للعيد الوَطَـنيّ الـ26 للجمهورية الـيَـمَـنية 22 مايو مناسبةٌ للتذكير بأرواح الشهداء الذين ضحّوا بأنفسهم ودمائهم الزكية من أجل تعميدِها، ويدركُ أَبْنَـاءُ الجَـنُـوْبِ حجمَ التضحيات الجِسَامِ المبذولة في سبيل الحفاظ على الوَحدة، وكانوا هُم جزءاً من تلك التضحيات ومَـا يَزَالُون يؤيّدون هكذا خيارٍ ارتضاه كُلّ الـيَـمَـنيين؛ لإنهاء التشطير والتمزيق والمعاناة الكبيرة والتجارب المريرة التي عانوا منها طيلةَ فترة الانقسامِ.
اغتيالاتٌ- تفجيراتٌ- اعتقالات- قمع – نهب وسلب للثروات.. هي عناوينُ وأجندةٌ تُمعِنُ في تنفيذها قواتُ الاحْتِلَال الأَمريكي السعودي في جَـنُـوْب الوَطَـن، إذ لم يمر يومٌ علينا دون أن نسمعَ أخبارَ الاغتيالات لشخصياتٍ عسكرية ومدَنية يمنية، أَوْ تصفيات وجرائمَ أخرى بشعة.. فضلاً عن دأب المارينز الأميركي على شن حملة اعتقالاتٍ واسعة في مدنِ محافظةِ حضرموت الجَـنُـوْبية وبلداتِها لتطال أيضاً عشراتِ العلماءِ وخطباءِ المساجد تحتَ ذرائعَ ومبرراتٍ واهية وزجّهم بسجون ومعتقلات قوات الاحْتِلَال الإمَارَاتية والأَمريكية الغاصبين.
ليس ذلك فحسب، فمؤامراتٌ عدة يحيكها العدو ضد الوَطَـن وشعبه، ممثلاً بالنظامَين السعودي والأَمريكي اللذين مَـا يَزَالُ صلَفُ عُـدْوَانهما مستمراً منذ أَكْـثَـر من عام، بمباركة وتأييد عملاء ارتهنوا للخارج لقتل أَبْنَـاء جلدتهم وتدمير بلدهم تحت يافطة الشرعية المزعومة؛ مقابل ثمن مدنس وبخس.
ومهما بلغ جبروتُ المحتلين وحقدُهم على وَطَـننا فإنهم لن يؤثروا على وَحدة الصف للشعب الـيَـمَـني وتماسك نسيجه الاجْتِمَـاعي المترابط، وسيرحل المحتلون صاغرين ومهزومين تحت صلابة وإرادته وصمود كُلّ الـيَـمَـنيين وستُطَهَّرُ الأَرْضُ الـيَـمَـنية من رجسهم الخبيث ودنس العملاء المأجورين.
ويدرك المتتبعُ لما يعتملُ في الجَـنُـوْب من غزو وعُـدْوَان ممنهج، أن قوى العُـدْوَان بقيادة النظام السعودي والأَمريكي يسعون من وراء ذلك لتنفيذ أَهْدَافهم التمزيقية والتآمرية ضد وَحدة الشعب، وعلى أَبْنَـاء المحافظات الجَـنُـوْبية خَـاصَّـةً، ما يحتمُ عليهم أن يحذروا من محاولات العدو تشتيتَ الـيَـمَـنيين بواسطة أَذْنَابهم السعوديين ومرتزقتهم واستدراك المؤامرات الخبيثة التي تحاكُ ضد الـيَـمَـن أرضاً وشعباً وإركاعه، بالذات في الجَـنُـوْب الغالي.
عدن.. تلك البقة الغالية من الوَطَـن والمدينة العصية على المستعمرين الانجليز طيلة 128 عاماً ستُثبِتُ من جديد أنها وحدوديةٌ وعصيةٌ على المؤامرات الخبيثة، كما سيُثبِتُ جَـنُـوْبُ الوَطَـن الحر أنه عصيٌّ على الأَعْدَاء وأهلٌ للذود عن حِياض الوَطَـن وترابه الطاهر وحماية وَحدته المباركة التي عمّدها الشعبُ الـيَـمَـني بدماء أبنائه الزكية الوحدوية.
ومهما طــال أمَدُ العُـدْوَان والتآمر على الوَطَـن سيُثبِتُ الـيَـمَـنيون أجمعَ بصمودهم وثباتهم وقوة بأسهم ودمائهم الفائرة الغيورة أنهم قادرون على إفشالِ كُلِّ مخططاتِ ومؤامراتِ العدو ومرتزقته وتلقينهم دروساً قاسيةً وهزائمَ منكَرةً؛ ليكونوا عِبْرَةً للتَأريخ وبين الأمم.