مهما تعددت أسباب انسحاب مرتزقة العدوان من الحُديدة.. تبقى الهزيمة أبرزها
مازالت قوات تحالف العدوان السعودي الاماراتي تواصل انسحابها من المناطق الجنوبية والشرقية لمحافظة الحُديدة اليمنية، باتجاه مديرية الخَوْخَة في الأطراف الجنوبية الريفية للحُديدة وباتجاه مديرية المخا غربي محافظة تعز المحاذية، وهو انسحاب مازال يثير جدلا بين المراقبين للمشهد اليمني.
إختلف المراقبون حول اسباب الاومر التي صدرت من مشغلي المرتزقة، من سعوديين وامارتيين، لـ “القوات المشتركة” التابعة لطارق عفاش، و”ألوية العمالقة” ، و”الألوية التهامية”، بالانسحاب من مناطق واسعة من محافظة الحديدة، وكشفت مصادر مطلعة، ان الاوامر كانت صارمة، للمرتزقة بالتنفيذ الفوري لهذه الاوامر، وكل تلكؤ سيواجه برد حازم، حيث تم تهديد “الألوية التهامية”، من قبل قيادة تحالف العدوان ، بأنها ستتعرض للقصف، بعد ان رفضت في البداية اخلاء مواقعها!.
اللافت ان الامر الذي زاد من حدة الخلاف بين المراقبين حول اسباب الانسحاب من الحديدة، هو اعلان حكومة المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي، بانها لم تكن تعلم بأمر الانسحاب، ومن دون أي تنسيق معها. والأدهى من ذلك هو اعلان البعثة الأمميّة لدعم اتفاق الحديدة ، إنه لم يكن لديها أي علم مسبق بانسحاب قوات تحالف العدوان.
من المراقبين من اعتبر الانسحاب من المناطق الجنوبية والشرقية من محافظة الحديدة، هو محاولة لـ”تشجيع” حكومة صنعاء لوقف هجومها على مأرب، وهناك من اعتبره تحصينا للجبهة الجنوبية والشرقية، وخاصة منطقة باب المندب، في حال قرر الجيش اليمني واللجان الشعبية الانتقال الى الجنوب بعد تحرير مأرب، بعد ان بات تحرير مأرب مسألة وقت. وآخرون اعتبروا الانسحاب جاء للسيطرة على محافظة تعز، بعد خسارة مأرب.
هناك مراقبون برروا انسحاب مرتزقة العدوان، من مناطق واسعة في أطراف مدينة الحديدة ومحيطها، وآخرها مدينة التحيتا، بطريقة مضحكة وهي انه جاء تنفيذا لبنود اتفاقية استوكهلم لعام 2018، كما ذهب الى ذلك طارق عفاش، ولكن احداث الساعات الاربع والعشرين الماضية، تفند هذه الذريعة، حيث قصفت طائرات العدوان مدينة التحيتا، خلال سيطرة الجيش واللجان الشعبية على المدينة، واسفر القصف عن استشهاد وجرح العديد من المدنيين بينهم اطفال. اما الحدث الثاني، فكان أسر قائد اللواء الخامس عمالقة أبوهارون اليافعي، ومقاتليه، من قبل قوات الجيش واللجان الشعبية اليمنية، عقب رفضهم الإنسحاب من مديرية التحيتا.
أخيرا، مهما كانت اسباب الانسحابات المخزية لمرتزقة العدوان ومشغليهم من الحديدة، تبقى الهزيمة هي عنوانها الابرز، وان تحرير اليمن، كل اليمن، وليس الحديدة فقط، هو مسالة وقت، وان غدا لناظره قريب.
العالم