من وعي كلمة السيد القائد في المولد النبوي الشريف 1444هـ .. بقلم/ عبدالفتاح حيدرة
أكد السيد القائد في كلمته بمناسبة المولد النبوي الشريف 1444هـ ان الانحراف في مسيرة البشر عن هدى الله وتعاليمه هو السبب الشقاء والتعب والعناء، الله كرم الانسان وسخر له النعم في السماوات والأرض واسبغ عليه النعم المادية و المعنوية ، وكلما تجاهل الانسان هذه النعم فهو يخسر، والبديل عن هداية الله هي غواية الشيطان الرجيم، عدو الانسان الأول، ويعتمد الشيطان في مساعيه للإضلال والأفساد، على الشراكة في المال والأولاد مع بعض بني البشر ، وهؤلاء هم الطاغوت، وكل مساعي الطاغوت والاستكبار ومن يرتبط بهم في كل زمان، ويمثلهم في زمننا الإسرائيلي والامريكي، في نشر المفاهيم المسيئة والخاطئة، و الإلحاد والشرك بالله تعالى، يسعون إلى فصل الناس عن الأنبياء والرسل كقدوة وعن كتب الله ، وسعيهم المستمر لتقويض القيم والأخلاق، ومنها نشر رذيلة الزنا و المثلية والمخدرات والخبائث، وسعيهم المستمر لتغييب العدل من الحياة وتمكينهم للظلم والظالمين والقتل الجماعي وممارسة كل أشكال الظلم، سعيهم المستمر لإماتة شعور الانسان بالمسئولية وهذا عودة بالجاهلية..
كانت رحمة الله بهذه الأمة بخاتم الأنبياء محمد بن عبدالله صل الله عليه وسلم وعلى آله والذي ولد في عام الفيل وهو العام الذي اهلك الله فيه أبرهة، ونشاء رسول الله علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله في بيئة الإعداد الإلهي ، وبلغ مبلغ عظيما وصل فيه إلى ذروة الكمال البشري، وقد جسد مبادئ الرسالة الإلهية على أعلى مستوى، ونزل الله عليه القرآن، وحمل روحية القرآن بحرصه العجيب لهداية الناس، حريص ان تكون هذه الأمة عزيزة ومن أعظم مزاياه رحمته وصبرة وتحمله، وتحدث القرآن عن كماله الإنساني العظيم، وسخر كل ما منحة الله من المؤهلات لتقديم هدى الله خالصا من كل ضلال، وحقق انحازا عظيما وقوض كيانات الطاغوت ودخل الناس في دين الله افواجا، ونقل بالأمة من الجاهلية إلى أعظم قيادة بشرية عرفها العالم، ان سيرة رسول الله علية افضل الصلاة والسلام وعلى آله وكيف تحرك بالقرآن الكريم وكيف كانت طريقته بالتغيير كل هذا درس مهم يحتاجه المسلمون للاتجاه الصحيح، والتغيير نحو الأفضل وحل كل المشاكل التي تعاني منها البشرية والفلاح في الدنيا والآخرة..
إن الايمان برسول الله صل الله عليه وعلى آله هو العنوان الأول الذي ينبغي أن يرتقي للمستوى المطلوب، ايمان صادق واعي ومعرفة به وثقة تامه به وان نحبه و نتولاه، وإيمان الإقرار وحده لا يكفي، ولكن الايمان المطلوب بالمستوى اللازم بالرسول، والعنوان الثاني هو التعظيم والتعزير للنبي من واقع الايمان بإيمانه ومعرفته ودرجته عند الله و الاعتزاز به، والعنوان الثالث هو نصر الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى آله والذي ضحى وصبر من أجل ايصالها، نصروه فجاهدوا في سبيل الله و التصدي لكل محاولات الأعداء لطمس الحق الذي جاء به، نصروه بمحاربة كل من عادوه، والعنوان الرابع هو إتباع النور الذي أنزل معه وهو القرآن الكريم، وهو النور الذي يستوعب من العلم والمعارف ما يفوق أي خيال، والقرآن هو المعجزة الخالدة بحكمته ونوره ومعارفه، وهو النور الذي يرتقي بالمسلمين إلى درجة الوعي والبصيرة، واتبعوه كمنهج في مسيرة حياتهم ومواقفهم، وهذه العناوين الايمانية هي التي ستحقق النتيجة الكبرى وهي (أولئك هم المفلحون) وهؤلاء الله يحبهم ويعزهم ويؤيدهم بنصرة ورعايته الواسعة في الحياة وفي الآخرة يحظون بالنجاة من العذاب، وغيرهم مصيرهم هو عذاب جهنم..
لن ينقذ أمتنا من الخسران الذي خسرته، إلا العودة العملية الواعية الصادقة للقرآن الكريم والنبي محمد صل الله عليه وعلى آله وفق العناوين الأربعة، ان رساله الله تعالى لتحرير الانسان من الطاغوت وهي مشروع عزة وكرامة وفلاح في الدنيا والآخرة وهي الصلة الايمانية بالله تعالى، والمشروع الناجح الموعود من الله بالنصر والظهور، وهي مشروع الخلاص و الإنقاذ للبشرية، ومن هنا نؤكد، أولا دعوة مجتمع الغرب إلى الكف عن الإساءة والعداء للأنبياء و كتاب الله والكف عن إحراق المصاحف والكف عن مساعيهم الشيطانية لإفساد الشعوب وادعوهم للتفكر في واقعهم واحذرهم مما حذرهم الله في كتابه من العواقب الوخيمة في الدنيا والآخرة وادعوهم للتحرر من الصهيونية التي تستعبدهم، ثانيا نوصي أنفسنا وامتنا إلى إتباع كتاب الله والرسول وفق العناوين الأربعة، ثالثا نؤكد على موقفنا القرآني مع قضايا الأمة وأولها المسجد الأقصى ومواجهة التطبيع ، رابعا ادعوا تحالف العدوان على اليمن إلى وقف العدوان والحصار والاحتلال وادعو شعبنا إلى الاستمرار في مواجهة العدوان .