من وعد بلفور المشؤوم إلى خنجر التطبيع.. الجريمة الاكبر والاقبح!
Share
يرى مراقبون، ان ضياع القضية الفلسطينية وتمزيق الوطن وتشريد الشعب الفلسطيني كانت بدايته في الـ2 من نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1917، اي منذ 104 عاماً، عندما اصدرت بريطانيا وعد بلفور.
وقالوا: ان قرار وعد بلفور لم يكن جزافاً وبسيطاً، اصدرته بريطانيا باعتبار انها كانت في تلك المرحلة دولة عظمى وكانت تتحكم في اكثر من نصف العالم، مشيرين الى ان القرار البريطاني كان له مفعول أنذاك لان بريطانيا بعد ذلك تم انتدابها على الارض الفلسطينية واصبحت صاحبة القرار في فلسطين وهي التي اضعفت الفلسطينيين وحاربت العرب وسلبت منهم السلاح وضيقت عليهم، في الوقت نفسه هي التي ايدّت اليهود وفتحت لهم البحار وسمحت لهم بالهجرة بعشرات الالاف الى فلسطين وفتحت لهم الثكنات والمخازن وزودتهم بالسلاح.
واعرب المراقبون عن اسفه من اكتفاء الفلسطينيين فقط الاحتفاء بذكرى وعد بلفور، داعين اياهم التوجه بأن يتخذوا منحى آخر في هذه الفترة لمحاسبة بريطانيا والمجتمع الدولي وعصبة الامم المتحدة التي خلقت الازمة الفلسطينية وزرعت الكيان الاسرائيلي كسرطان في المنطقة، خاصة بعد تغير وجه العالم مع شكل الوسائل الاتصالات الحديثة ومع المنظمات الدولية ومع المحاكم الدولية الجنائية.
من جانبهم، يرى خبراء بالشؤون الاسرائيلية بان الصهاينة والمستوطنين في بدايات المشروع الصهيوني، كانوا يعملون بان يجدوا لهم موطئ قدم وان يحصلوا على قطعة ارض يقيموا عليها كياناً سياسياً لهم وان يقاسموا العرب هذا الوطن.
واوضحوا ان الصهاينة بدأوا شيئاً فشيئاً يتعاملون مع الفلسطينيين ثقافة الاسرائيلي وعقليته التي يعبر عنها بينيت حالياً واعلامه، زعمه ان “اقامة دولة فلسطينية يعني جلب دولة ارهابية على بعد دقائق من بيتك”.
ولفتوا الى ان هذا الفكر الصهيوني بات يروج بان الفلسطينيين طارئون على هذه الارض واصبحوا بالنسبة للصهاينة مشكلة سكانية وامنية، ولا يفكرون بان الفلسطينيين جيران ولا كشركاء في اي عملية سياسية مقبلة.
واوضحوا ان وعد بلفور هو مشروع استعماري مرتبط بمراكز الاستعمار الغربي التي بدأت بفرنسا حينما فكر نابليون باقامة دولة للهيود في هذه المنطقة، ومن ثم تبعته بريطانيا وشجعها على ذلك الرئيس الامريكي في ذلك الوقت بودرو بوريسون، ثم انتقلت دفة القيادة ورعاية المشروع الصهيوني الى الولايات المتحدة الامريكية.
بدورهم، اعتبر قياديون فلسطينيون، ان الصراع الحضاري الممتد بين الفلسطينيين مع الاستعمار الغربي الصهيوني في قضية فلسطين ليس النزاع على قطعة ارض، وانما صراع على القدس تحديداً وصراع بين الحق والباطل.
واكدوا: ان الغرب عندما اراد زرع كيان الاحتلال الاسرائيلي في قلب الامة العربية والاسلامية، كان يهدف من وراء ذلك تفريق هذه الامة ولكي يضمن عدم وحدتها في وجهه. كما اعتبروا جريمة تطبيع الدول الخليجية مع كيان الاحتلال الاسرائيلي بأنها اكبر بكثير من جريمة وعد بلفور الذي وعد اليهود باقامة وطن لهم في فلسطين.
واوضحوا ان اتفاقية اوسلو ايضاً جريمة لحق الشعب الفلسطيني، متهمين السلطة الفلسطينية باعطاء حق فيما لاتملك الى ما لا يستحق، كما لفتوا الى ان من اكمل هذه الجريمة هم المطبعون العرب من الحكام عندما خرجوا بفزاعة وهي اتفاقية ابراهام.