من وحي المحاضرة الرمضانية الـ22.. أهميّة الاستجابة لله ولرسوله والبقاء في موضعها دائماً…بقلم/منير الشامي
أهم النقاط:
1- (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ).. الآية:
حينما خرج المسلمون لغزوة بدر، كان منهم البعض كارهاً للخروج، وهنا يعالج الله هذه الحالة، فحينما تكون على الحق وتخرج للحق، فإن الله يريد لك الخير، يحيي العزة يحيي الكرامة يحيي الحق يحيي الثقة بالله للتحَرّك في المواقف المهمة ذات المسؤولية الكبيرة.
2- لا بد من الاستجابة لله في تحمل المسؤولية والاستجابة إلى الحق، وَإذَا لم تستجب الأُمَّــة لهذه المواقف، فإنها تضع نفسها في حالة من الذل والخنوع وتصبح فريسة سهلة للأعداء، وتحديداً حينما تتخاذل أَو تجبن في المواقف التي يكون فيها للتحَرّك أهميّة كبيرة، وهي المواقف التي يكره الكثير التحَرّك فيها، فالكثير من التوجيهات القرآنية تأتي لتعالج هذ القصور لتبين الحقيقة، فمواجهة الباطل والتصدي لقواه فيه الحياة لكم، فيه إحياء لكم حياة العزة حياة الكرامة، أما التنصل عن تلبية توجيهات الله لا يأتي عنه إلا الهلاك والخزي والذل وسيطرة الأعداء عليكم.
3- الفتور والكسل التي تجعل الأُمَّــة بعيدة عن التحَرّك العملي، فالحياة التي دعا الله عباده تأتي وتظهر وتدهور في كُـلّ المجالات التي تبني الأُمَّــة تجعلها أُمَّـة منتبهة متحَرّكة منطلقة قوية في عزة وغلبة منيعة.
4- هنا يأتي هذا النداء من الله سبحانه وتعالى لنتحَرّك عملياً وننطلق لحياة العزة والكرامة، وكذلك الاستجابة للرسول بقوله (ولرسوله)؛ لأَنَّ الرسول في موقع قيادة الأُمَّــة، ونداؤه كنداء الله يجب تلبيته، ففيه الخير فيه الفلاح والعزة للأُمَّـة.
5- المتخاذلون والمتنصلون عن الاستجابة يجلبون على الأُمَّــة الشقاء والضعف والوهن.
6- قد يأتي التنصل من بعض من تحَرّك سابقًا فيتأثر نفسياً إلى درجة أن يفقد كُـلَّ الدوافع الإيجابية للاستجابة العملية لنداء الله، فيكبل نفسه ويتنصل عن المسؤوليات التي أمر الله بها، أنت في هذه الحالة أعرضت عن أوامر الله وعن توجيهات الله، وهذا قرار خاطئ هذا عصيان لله أنت بهذه الحالة تضع نفسك تحت وعيد الله سوف تحاسب.
7- المتنصل مهدّد بالفتنة؛ لأَنَّ الفتنة لا تختص بالمجرمين الذين يتحَرّكون مباشرة في صف الباطل، بل إن المتنصلين المفرطين المتهربين عن الاستجابة لله وعن تحمل المسؤولة أكثر المعرضين للفتنة، والفتنة لها أشكال متعددة.
المتنصلون قد تأتي له مشكلة وهو في حالة التنصل والقعود، فيتحَرّك بالاتّجاه العكسي يتحَرّك مع الباطل، فإذا به يتكلم إذَا به يكتب إن كان ممن يكتبون، يتكلم بعد أن كان أبكم حينما كان يُطلب منه أن يقول حتى كلمة في الحق، حينما كان جباناً خائفاً أن يقول كلمة حق واحدة، فيتحَرّك ويتكلم مع الباطل وفي سبيل مناصرته؛ بسَببِ تنصله عن المسؤولية التي أمره الله بتحملها وأدائها.
8- قد يتحَرّك في الاتّجاه الخاطئ في الاتّجاه السلبي، لو كان يملك الدافع الإيماني لتحَرّك في المواقف الهامة، والفتنة هي من الوعيد الإلهي لمن كانوا متخاذلين أَو لمن تخاذل فيما بعد، تحَرّك ثم توقف، فهم معرضون للفتنة مهدّدون بها؛ لأَنَّهم بعيدون عن الله بعيدون عن توجيهاته.
9- أَيْـضاً المتخاذل عن المسؤولية المتنصل عنها معرض للعقاب الشديد، وهو ما توضحه نهاية الآية..
10- (يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ):
وهذه الآية تأتي في سياق الحث على الاستجابة أَيْـضاً، ويذكّر الله فيها المسلمين بالحال الذي كانوا فيه قبل الهجرة ضعفاء أذلاء قلائل يخافون أن يأخذهم المشركون، وكيف أصبحوا بعد أن أيدهم الله ومكنهم وقوى شوكتهم وجعلهم أُمَّـة قوية عزيزة، وفي هذه الآية تعزيز الرجاء لله للوصول إلى الوضعية المتقدمة، ثم يذكرهم كيف كان عاقبة استجابتهم لله، وماذا أثمرت لهم من ثمار ذاقوها عزة وكرامة وقوة وتمكيناً.
11- قوله تعالى: (وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).
هناك البعض ينطلقون ويتحَرّكون وحينما يتغير الواقع بالتمكين تتغير نفوسهم وتتعلق بالمناصب بالسلطة بالجاه، وهذه تمثل حالة من الانحراف حالة سلبية جِـدًّا، وهنا يجب عليهم أن يتذكروا كيف كانوا وكيف أصبحوا، فيدركون أن ما هم عليه اليوم ما كان ليكون لولا تمكين الله لهم، وأن عليهم شكر الله والتمسك بالله.
نحن في المسيرة القرآنية عشنا هذه التجربة، ولكن للأسف تناساها البعض فتغيّرت نفسيته وفسد حاله، وقد يطغى ويتكبر ويتجبر ويغتر حينما أصبح في موقع القوة ومكنه الله، وهذه حالة خطيرة جِـدًّا، لا تغتر لا تنسَ فضل الله وتأييده وتمكينه، وتذكّر كيف كنت لتشعر بفضل الله عليك ووقوفه معك وتمكينه لك، فتخجل وَتستحي من الله وتشكره على نعمته وفضله، فهذه الآية المباركة هامة جِـدًّا في إحياء استشعار عظمة الله ونعمه وتعزيز الارتباط به.
12- الخلاصة هي أن يبقى المرء في محل الاستجابة لله، ولا يصيبه الفتور ولا تؤثر عليه الدوافع الأُخرى، فيتغير وتتغير نفسيته، وَإذَا واجهته تحديات فليتذكر التحديات السابقة وكيف أعانه اللهُ على التغلب عليها وتجاوزها.